|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يريدني زوجة ثانية وغير مقتنعة بأسباب زواجه أ. شروق الجبوري السؤال ♦ الملخص: فتاة في الثلاثين من عمرها، تقدَّم لخطبتها رجل متزوج ويريدها زوجة ثانية، وهي غير مقتنعة بأسباب زواجه، وتريد المشورة. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في الثلاثين مِن العمر، أتتنا جارة لنا تبحث عن عروس لخطبة صديق زوجها المتزوج، وسببُ رغبته في الزواج الثاني أن زوجته لا تُنجب، ويبحث عمن تعفُّه ويُرزق منها بالولد. كما عرفتُ فالرجل ملتزم وخَلوق، وله أعمال خيِّرة كثيرة جدًّا، والجارة التي أتتنا معجبة بأخلاقي ورشحتني للارتباط به، لكنني مترددة، ولا أحب أن أكون زوجة ثانية، خاصة أن الأسباب التي يريد الزواج بسببها غير مُقنعة بالنسبة لي! صحيح أنه قد تقدَّم سني، وظروفي المادية على غير ما يرام، وحاجاتي للزواج كبيرة، خاصة من رجل ميسور ماديًّا مثل هذا، وأنا أعمل وأُنفق على أسرتي لضيق الحياة المادية والاجتماعية على أسرتي...، لكن الأسباب المعروضة غير مقتنعة بها، ولا أحبُّ أن أبني زواجي على مصلحةٍ، كما أن أمي معارضة للفكرة تمامًا؛ أولًا: لأنه متزوج، وثانيًا: لأنه سيُخرجني من دراستي، ولن أكملها (أنا أكمل الدراسات العليا في الجامعة)، لأنه مِن وجهة نظره سيكفيني ماديًّا، وسيُؤمِّن مستقبلي، ولا حاجة لي لإكمال دراستي ولا يحتاج عملي! الجارة التي أتتْ لعَرْضِ الأمر تلحُّ عليَّ كثيرًا، وتراها فرصة لا تقدر بثمن ولا يجب عليَّ أن أفوتها، وهي امرأة أحسبها على خير، ومعروفة بالخير والصلاح، ولا أزكيها على الله. فما رأيكم في الأمر؟ الجواب بسم الله الرحمن الرحيم أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أن نُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسددنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشرين. كما يَسُرُّني أن أحييِّ ما لمستُه فيك مِن برٍّ ووفاء لأسرتك، وسعيك واجتهادك للعمل مِن أجل دعمهم ماديًّا، وما زاد على خصالك الحميدة هذه روعةً هو انتسابك لمواصلة دراستك العليا، وتحملك صعابها رغم صعوبة الظروف التي تواجهك ماليًّا واجتماعيًّا، فبارك الله تعالى فيكِ وجزاك خير الجزاء عن كل ذلك. عزيزتي، لا شك أن أولى نصائحي لك هي: تذكيرك بضرورة التوجه إلى الله تعالى باستخارته عز وجل في أمرك، وأن تُكرِّري ذلك عددًا من المرَّات، مع طلبك للخاطبة بأن تُعطيك ما يُناسبك من الوقت دون استعجالك، حتى لا يكون لإلحاحها تأثير على قرارك. ثم أنصحك ببضع خطوات تساعدك بشكل كبير على اتخاذ القرار الذي يناسبك، ليس في هذا الموضوع وحسب، بل في كافة الأمور الأخرى التي تجدين في نفسك حيرةً مِن اتخاذ قرار بشأنها، فمن خلال سياق رسالتك استنبطت أنك تشعرين بشيء من الخيبة، كون خاطبك يسعى للارتباط بك لأسبابٍ لا تروق لك (عاطفيًّا)، ولا تجدين فيها ما يُرضيك نفسيًّا. من ناحية أخرى أجد أن لديك شعورًا بأن ارتباطك بهذا الرجل سيُزيح عنك همومًا تثقل كاهلك حاليًّا، وتُثير قلقك حول المستقبل؛ ولهذا أجد أن مشكلتك تَكمُن في الحيرة بين نوعينِ مِن الحاجات: الأولى: تُمثِّل حاجاتك العاطفية، والثانية: تُمثِّل حاجاتك الاجتماعية وحاجتك للاستقرار النفسي، إضافةً إلى الحاجات المادية. لذلك، فإن الخطوات التي أنصحك بها تكمُن في قيامك بتسجيل الأهداف والحاجات التي تُمثل أولوية بالنسبة إليك، ابتداء من أكثرها أهمية ونزولًا إلى أقلِّها، واحرصي على أن تكون الحاجات التي تسجلينها بوصفها الأكثر أهمية هي تلك التي تجدين في نفسك صعوبة كبيرة جدًّا في حال فقدانك لها، فيما تمثل أقلها أهمية أمورًا تثير انزعاجك إذا خسرتها، لكنها لا تترك أثرًا مهمًّا على حياتك، أو على توازُنك النفسي. بعد ذلك قومي بمراجعة تلك الحاجات مِن القمة، أي: مِن أكثرها ضرورة، وانظري ما إذا كان ارتباطك بهذا الرجل سيعمل على إيفائها فتضعين أمامها كلمة (نعم)، أم أن ذلك سيُبعدك عنها لتضعي أمامها كلمة: (لا)، فإنَّ هذه العملية ستُساعدك (بالتبصُّر) بالمزايا وكذلك بالمساوئ المُتوَقَّع مواجهتها مِن هذا الأمر، كما أنها تُبعدك عن التشوُّش والتداخلات الفكرية التي يواجهها الإنسان حين يترك فكره يَغوص في حيرة اتخاذ قرار ما دون توجيه أو منهجية فكرية. كما أن هذه التقنية تُساعدك في اكتشاف ذاتك شخصيًّا، فهي عمليةٌ أشبه بعمليات (التداعي) النفسية، التي تُساعد الإنسان في استخراج ما يكنُّه داخليًّا، ثم مواجهته. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يختارَ الأصلح لك في الدارين، وأن يفتحَ لك أبواب الخير ويزيل عنك وعن أسرتك كل هَمٍّ، وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطيبة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |