وقفة مع: إذا الشعب يوما أراد الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نقص المعلّمين .. أزمة عالمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لجوء المدارس إلى أدوات الترجمة بالذكاء الاصطناعي لدعم متعلمي اللغة الإنجليزية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          سؤال الحقيقة والفعل في فلسفة القيم إشكالات وإيضاحات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          الرؤية الكونية الإسلامية والعلم الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسلام والعقلانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أهمية مَلَكَة العقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سعة الوجود ومحدودية الوجدان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وقفة تأمل في غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الرد الجميل المجمل على شبهات المشككين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-05-2021, 04:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,581
الدولة : Egypt
افتراضي وقفة مع: إذا الشعب يوما أراد الحياة

وقفة مع: إذا الشعب يوما أراد الحياة


ماجد محمد الوبيران







مع الأحداثِ الأخيرة التي مرَّتْ بها تونس الخضراء، عادتْ بنا الذكريات إلى ذلك الشاعِر التونسي الكبير أبي القاسم الشابي، المولود في توزر في سنة (1909م)، وهو الشاعر الذي غنَّى للصباح، وحَنَّ مع الغروب، وحَلَّق بآلام النَّفْس وآمالها.











هو الشاعر الذي قضى في ريعان الشباب؛ حيث مات سنة (1934م) وهو في السنة الخامسة والعشرين مِن عمره، وعلى الرَّغم مِن صِغر سِنِّه إلا أنَّه قال شعرًا جميلاً صادقًا، نابعًا من أعماقِ نفسه التي تعايشتْ مع الداء والإحساس بالفناء، والظلم وما يُسبِّبه من عناء، والطبيعة بألوانها الخضراء.






عادتْ بنا الذكرياتُ حين استفاق الغاضبون على أوزانِ بيته الشهير:






إِذَا الشَّعْبُ يَوْمًا أَرَادَ الحَيَاةَ

فَلاَ بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَدَرْ










ولا يَعني أن يكون الشاعرُ كبيرًا ألاَّ يخطئ، أو يعانده التوفيقُ في اختيار مفردةٍ ما، فهذه طبيعةُ البشَر الذين يعتريهم النقصُ والخطأ دائمًا، لكنَّ ذلك لا يَعني أن نقبل كُلَّ ما يُقال تحت ضغْط ظروف راهنة، أو تحت تأثير إعجابٍ بشخصيةٍ ما، خاصَّة إذا ما عرفنا أنَّ أبا القاسم الشابي كان يهتمُّ بعُنصر التعبير أكثرَ مِن اهتمامه بعنصر التفكير - كما يرى ذلك كثيرٌ مِن النقَّاد.






ولَعلِّي هنا أتوقَّف عندَ الشطر الثاني في البيت المذكور، ألاَ وهو: "فَلاَ بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ القَدَرْ"، فهذه مبالغة ممقوتة مرفوضة؛ لأنَّنا مأمورن بالرِّضا بالقَدْر، وليست الأقدار تبعًا لإرادة البشر أو بُغيتهم.






وهذا يستوجب مِن الإنسان المتلقي موقفًا ثابتًا ينطلق منه في كلِّ آرائه النقدية، ذلك الموقف الذي جعَل الرسولَ - عليه الصلاة والسلام - يقول: ((أصْدقُ كلمة قالها شاعِر، كلمة لبيد - وكان يقصد لبيد بن ربيعة - رضي الله عنه -: أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلُ))، وقد سمع عثمان بن مظعون الشطرَ الأول المذكور من لبيد، فقال: صَدقتَ، وحين أكمل لبيد: وَكُلُّ نَعِيمٍ لا مَحَالَةَ زَائِلُ، أَنْكر عثمانُ ذلك حين ردَّ عليه بقوله: "نعيم الجنة لا يَزول"!






ولو كان الأمر متروكًا تَبَعًا للرغبات والأهواء؛ لفسدتِ الأذواق، وانحطَّتِ الأخلاق، ولَقَبِلْنا قولَ بدوي الجبل في قصيدته عرائس الشِّعر:






نُشَارِكُ اللَّهَ - جَلَّ اللَّهُ - قُدْرَتَهُ

وَلاَ نَضِيقُ بِهَا خَلْقًا وَإِتْقَانَا










ولَمَا رفضنا قولَ بلند الحيدري في قصيدته انطلاق:






لَوْ مَرَّةً عَرَفْتَ يَا إِلَهِيَ الْ

كَسِيحُ كَيْفَ الزِّنَا يَصِيرُ؟!










الحرْف أمانة، والكلمة رِسالة، والأدب بشِعْره ونثْره فنٌّ راقٍ مِن أدواره السموُّ بالذوق، والمحافظة على القِيم، وعدم مخالفِته للعقيدة، وهذا دَورٌ هو أهمُّ أدوار الأدب.






مِن هنا ظهر لدينا ما يُسمَّى بالأدب الإسلامي، الذي يَسعى من أجْلِ تصحيح العلاقة بين الأدب والعقيدة، ويَجْهَد مِن أجل بلوغ الانسجام بين العقيدة والحِسِّ الأدبي، ولا يَنسى حمايته للقِيَم الفنيَّة في الأدب.






ولا شكَّ أنَّ المتلقِّي يتعامل مع ما يكتبُه الكاتب، ويقوله الشاعر، وإنْ كان ما يقوله نابعًا مِن ثقافته التي تراكمتْ عبرَ سنوات العمر وقناعاته، لكن يجب علينا أن نقِف عندَ بعض الألفاظ المخالِفة؛ لنقول عنها مخالفة دون أن نلتمِس العُذر للكاتب أو الشاعر.






ولعلِّي أذكُر هنا ملاحظةً سمعتُها، ولم تغبْ عن بالي حين قيل: لو أنَّ إبراهيم ناجي استبدل بكلمة "الحظ" كلمة "الحق" في بيته الشهير مِن قصيدته الأطلال:






فَإِذَا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ

وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الْغُرَبَاءْ




وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ

لاَ تَقُلْ شِئْنَا فَإِنَّ الحَظَّ شَاءْ













وهذا إنْ دلَّ على شيء فإنَّما يدلُّ على نقصنا نحن البشَر، فمهما بلَغ الإنسان من عِلم ومعرفة، إلا أنَّ كل شيء يقوله أو يكتبه، فإنَّ الناقد لا محالةَ سيجد فيه ما يأخذُه عليه، لكن الذي يجب علينا هو أن نعرِف أنَّ مَن يكتب سطرًا فكلمة، أو ينظم وزنًا فقافية، فلا بُدَّ أن يدرك أنَّ الأدب للحياة المستقيمة، وليس الأدب فقط، بل كل علوم الكتابة وفنونها، فاجعلِ الكلمة بانيةً للأخلاق ولامَّة، ولا تجعلها قاتلةً للقِيَم وسَامَّة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.71 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.43%)]