|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التردد أضاع سنوات عمري د. سليمان الحوسني السؤال ♦ ملخص السؤال: شابٌّ يُعاني مِن التخبُّط في الدراسة، ويتمتَّع بذاكرةٍ وحفظ جيدَيْنِ، لكنه يتخبَّط، ولا يعلم أين يستقر وأي مجال يدرس؟! والآن استقر التخصص في مجال الحاسوب. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الإخوة الكرام في شبكة الألوكة، لم أجدْ طريقًا لحلِّ مشكلتي إلا هنا، وأتمنى أن تُعيروا اهتمامًا لسؤالي. أنا شابٌّ في نهاية العشرينيات مِن عمري، لديَّ ذاكرة قوية - ما شاء الله، أحفظ وأفهم جيدًا، لكن مشكلتي أنني بعد التخرُّج من الثانوية كنتُ متخبِّطًا بحكم الظروف، ولا أدري أين سأستقر لأدرس، فكنتُ متنقِّلًا بين محافظةٍ وأخرى، وضاعتْ سنة بعد الثانوية؛ لأني كنتُ أعمل في محلّ إنترنت! وهنا بدأت الفاجعةُ؛ إذ كنتُ أُشاهد الزبائنَ وهم يُشاهدون المواقعَ الإباحية، وكنتُ أُشاهد أنا كذلك، والحمدُ لله ما زلتُ محافظًا على ذكائي. أما مِن جِهة الدراسةِ، فقد دخلتُ أحدَ المعاهد الطبيَّة، وتعثرتُ فيه، ثم خرجتُ، وسجَّلتُ في إحدى الجامعات الحكومية، ولم أتخرَّجْ حتى الآن! أصبحتُ أكره القراءةَ بعدما كانتْ هي الأنس بالنسبة لي، ولا أحضر محاضراتي، وبدأتُ أتردَّد في كل شيءٍ، ثم أفعل الشيء الخطأ! الآن أدرس في الدبلوم المتوسِّط في مجال الحاسوب، وأنا والحمد لله نشيطٌ، وأحضر المحاضرات، لكن لا أستطيع المناقَشة، وأحبُّ الاستماع، وهذا يؤثِّر عليَّ لأنَّ المشارَكة عليها درجات، وأنا لا أُشارك لأني أُحرج! الآن أنا كسولٌ جدًّا، وهذا أيضًا أثَّر عليَّ كثيرًا فلديَّ أسرة يؤمِّلون فيَّ النجاح، ولم يجنوا إلا ضياع سنوات كثيرة مِن العمر وما زلتُ في الدراسة ولم أعمل، كما أعاني مِن عُزلة شديدة. فأخبروني ماذا أفعل؟ الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله. في البداية نشكرك أخي الكريم على تواصُلك معنا في شبكة الألوكة، سائلين الله لنا ولك التطهُّر والترفُّع عن كل ذنبٍ ومعصيةٍ، والسعي لكل طاعةٍ، ونرفع لك التهنئة بالتميز والتفوُّق في دراستك. واللهُ - عز وجل - قد حباك نعمًا كثيرةً متعددةً؛ منها ما ذكرتَ أنت نفسك في رسالتك؛ مِن التفوُّق، والإبداع، وقوة الذاكرة، وحب الاستماع، وغيرها مما لم تذكرْ، وهنا يتطلب الأمر مزيدًا مِن الشكر للمنعم - سبحانه وتعالى - حتى يحفظَ الله لك تلك النِّعَم، ويُبعد عنك الحاسدين والشياطين الذين لا يحبون الخير والصلاح؛ وذلك الشكر يكون بالتقرُّب إلى الله، وتقوية الصلة به، مِن خلال العبادات المتنوعة؛ مِن توحيدٍ وعبادةٍ، وصلاةٍ وذِكْرٍ، وتلاوةٍ ودعوةٍ... وغيرها. وبالنسبة لما ذكرتَ - أخي العزيز - مِن تعثر في الدراسة الجامعية، وكرهك للقراءة وضعف المناقشة لديك، فهي أمورٌ سهلةٌ وبسيطةٌ تستطيع التغلب عليها - بإذن الله - ثم إنها عارضةٌ وطارئةٌ لم تكن أصلًا موجودةً معك، وهذا يُساعدك على تجاوزها، فكن مُطمئنًّا ولا تقلقْ، وهذا الأمر يحصُل أحيانًا لدى الشباب؛ نتيجة تغيُّرات ومؤثراتٍ مُعينةٍ، وربما نتيجة بعض المخالَفات الشرعية، أو التقصير في الطاعات، فهي أمورٌ مؤقتةٌ، غير دائمة ولا مستمرةٍ. والعلاجُ - أخي الكريم - تملكه أنت، ومتاحٌ لك، وهو في حدود قدراتك وطاقتك وإمكانياتك، ويحتاج منك فقط شيئًا من الصبر والعزم والإرادة، وقبل ذلك اللجوء إلى الله وطلب العون منه في أن يُوفقك ويسددك. ثم ننصحك بصُحبة الطيبين الأخيار أهل التقوى والصلاح، والبُعد عن أهل الشر والفساد، واعتزال مواقع الفِتَن والشبُهات والشهوات مِن القنوات والمنتديات، والحرص على صلاة الجماعة في المساجد، وحضور مجالس العلم، واستشارة العلماء والدُّعاة. وخُذْ بالأسباب في البحث عن عملٍ تكسب مِن خلاله الرزقَ الحلال، وتشغل به نفسك ووقت الفراغ؛ بحيث لا يمنعك عن مُواصَلة دراستك وطلب العلم. ولك أن تتواصَلَ مع بعض المواقع الإسلامية والمنتديات الدعوية، وتمارسَ الكتابة والبحث، وتسعى إلى المشاركة في بعض المسابقات العلمية والدعوية عبر الإنترنت؛ لعل الله يكتب لك الفوزَ فتنال جائزةً ماليةً تُغنيك وتَسُد حاجتك، وتُعينك على مُواصَلة الدراسة، سائلين الله لك كل عونٍ وتوفيقٍ وسدادٍ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |