|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صديقتي استغلتني أ. لولوة السجا السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة حصلتْ بينها وبين صديقتها مشكلةٌ، وغدرتْ بها صديقتُها؛ فانقلبتْ حياة الفتاة، وفقدت الثقةَ فيمن حولها، ولا تدري كيف تخرُج من حالة الضيق التي تعيش فيها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في العشرين مِن عمري، طالبة جامعية، أعاني مِن مشاكل نفسيةٍ، ولم أجدْ لها حلًّا؛ فقد بدأتُ أشعر بالقلق والتوتر الذي أثَّر على دراستي كثيرًا، ولم أَعُدْ أستطيع التركيز في أي شيء، فقدتُ الاستمتاع بكلِّ شيء، وأقسم أنني حاولتُ عدَّة مرات أن أعود إلى سابق عهدي، لكني فشلتُ! أصبحتُ جافة وباردة المشاعر وكئيبة، والسببُ في هذا كله هو: أنني وثقتُ في إحداهنَّ، لدرجة أنني جعلتُها أعزَّ مِن أختي وأكثر، ولكن للأسف الشديد اكتشفتُ أنها كانتْ تَستغلني لدرجة أنها صدمتني صدمةً قوية. شعرتُ بسببها بعزلةٍ وضيق شديدين، ولم أستطعْ تجاوُزهما، وأصبح تفكيري كله حول الحادثة، وتقوقعتُ فيها. أحيانًا أحسُّ أنني خسرتُ كل شيءٍ، ولا شيء يَستدعي العيش، وكثيرًا ما أبكي، وأريد أن أرحلَ بعيدًا دون رجعةٍ. دعوتُ الله تعالى أن يُخرجني مما أنا عليه، وأن أعودَ كما كنتُ وأحسن، فأرجوكم أخبِروني كيف أنسى ما حدَث لي وأُركِّز في دراستي التي ضيعتُها بسبب تفكيري الزائد في غدر صديقتي. وجزاكم الله خيرًا الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فبدايةً استعيني بالله في مواجهة الموقف، واستمري في الدعاء، بلا يأسٍ ولا استعجالٍ؛ فقد أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه يُستجاب للعبد ما لم يستعجلْ. ثم إني سأطرح عليك سؤالاً ألَا وهو: هل سعادة الإنسان أو تعاسته يَملكها أحدٌ سوى الله؟! بالتأكيد ستجيبين بـ: (لا). إذًا فلماذا علقتِ حياتك ببشر ناقصٍ؟! أعلم أنك فتاة حالمة بشيءٍ يُسمى المثالية، والتي لا ولن تكتملَ حقيقة في أي إنسان؛ حيث إنهم بشر مُعرَّضون لارتكاب الأخطاء، غير معصومين مهما اجتهدوا، أضيفي إلى ذلك أن هناك صنفًا مِن البشر يتميَّز باللامبالاة تجاه مشاعر الآخرين، فنجد أنهم يسيئون ولا يكترثون لما يفعلون، ووجودُ هؤلاء في حياتنا إنما هو مِن البلاء؛ كما قال عز مِن قائل: ﴿ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ﴾ [محمد: 4]. فالذي يحسن بنا هو أن نتجاهلَ كل ما قد يُواجهنا مِن أمثال هؤلاء، مع أخْذِ الحذَر والحيطة لعدم تَكرار الخطأ، فالمؤمنُ لا يُلْدَغُ مِن جحرٍ مرتينِ. هذا على فرض أن ذلك الشخص الذي نتحدث عنه هو شخص سيئ إن صحَّ التعبير، وإلا فقد يكون الذي حصل لك هو أمرٌ طبيعي، وإنما حصل منك ذلك التأثر الشديد بسبب حساسيتك الشديدة، ونظرتك المثالية، أو بسبب شعورك بالضعف أمام تلك المواقف. وعلى كلِّ حالٍ فإنَّ ما حصل لك قد حصَل لغيرك، بل وتكرَّر كثيرًا في حياة بعض الأشخاص، ومع ذلك فإن حياتهم لم تكن تتوقَّف على أمثال هؤلاء، فالمواقفُ المُؤلمة يجب أن تُقَوِّينا وتزيدنا مضيًّا لا أن توقفنا. واصلي المسير واستعيني بالله، واسأليه أن يمدك بقوة لا تبالين معها بشيءٍ لا يستحق، وتجاهلي المواقف والأشخاص، وخذي مِن الأمس عبرة. قال الشاعر: إِذَا المَرْءُ لا يَرْعاكَ إِلَّا تَكَلُّفَا ![]() فَدَعْهُ ولا تُكْثِرْ عليه التأسُّفَا ![]() ففي الناسِ أَبْدالٌ وفي التَّرْكِ راحةٌ ![]() وفي القلبِ صَبْرٌ للحبيبِ وإنْ جفَا ![]() واعلمي بأنَّ في الله عوضًا عن كلِّ مفقود، شرح الله صدرك، ويَسَّرَ أمرك
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |