|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() للعاقلات فقط، 100 وقفة تربوية للمرأة مع رسول الله (3) الشيخ جمال عبدالرحمن [21 - 30] 21- العاقلة والصراحة المنصفة هذه هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، وصفوها بأنها من عقلاء النساء، كانت قبل إسلامها لا تكره أحداً مثلما تكره بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبعد أن أسلمت لم تكن تحب أهل بيت مثلما أحبت بيت النبوة، وها هي تصارح النبي صلى الله عليه وسلم بتلك المعلومة التي تحمل في طياتها اعتذاراً عن شقها بطن عمه حمزة رضي الله عنه وهو مقتول بمعركة أحد، وإخراجها كبده ومضغها تشفياً وكراهية، وهي تعلم أن ذلك أثر في نفس النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أن أرادت بعد إسلامها أن تثبت صدقها في حبها لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، قدمت أولاً أنها لم تكن تكره بيتاً أشد من بيته صلى الله عليه وسلم، واعترافها بهذا راضية غير مكرهة وصدقها فيه يدل على صدقها في الأخرى وهي حب آل بيته صلى الله عليه وسلم. عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: جاءت هند بنت عتبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ![]() لقد عفا عنها النبي صلى الله عليه وسلم وقبل منها وقابلها بنفس شعورها، وأقسم على ذلك رغم ما فعلته في عمه حمزة رضي الله عنه، لكنها فعلت ذلك تحت وطأة الكفر الذي يكنّ للإسلام كل عداوة، ثم بعد ذلك أسلمت، والإسلام يجب ما قبله؛ أي يمحو كل ما سبقه من انحراف، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل الناس في الإسلام لا لينتقم لنفسه منهم، فلذلك لم يعد أهل بيت أحب إلى قلب هند من أن يعزوا من بيت النبي صلى الله عليه وسلم. 22- العاقلة وتحري الصدق عن أسماء بنت عميس قالت: كنت صاحبة عائشة التي هيأتها وأدخلتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي نسوة، قالت: فوالله ما وجدنا عنده قِرَى - شيئاً يضيفنا به -ـ إلا قدحاً من لبن، فشرب منه ثم ناوله عائشة، فاستحيت الجارية - عائشة -، فقلنا لها: لا تردي يد رسول الله، فأخذت منه على حياء فشربت، ثم قال: {ناولي صواحبك}. فقلنا: لا نشتهيه، فقال صلى الله عليه وسلم ![]() ![]() ![]() 23- العاقلة وخاطبها عن أنس رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على جليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها، فقال: حتى أستأمر أمها - يعني يأخذ رأيها - فقال النبي صلى الله عليه وسلم ![]() ![]() ثم فزع أهل المدينة - للحرب - فركب جليبيب، فوجدوه قد قتل وحوله ناس من المشركين قد قتلهم[4]. وقصة ذلك كما أخرجها مسلم في صحيحه[5] عن أبي برزة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له، فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() قال: فوضعه على ساعديه ليس له إلا ساعدا النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فحفر له ووضع في قبره ولم يذكر غسلاً. سبحان الله! جاء الخاطب جليبيب وهو عبد، لكنه زكّاه سول الله صلى الله عليه وسلم واختاره، واختار له المخطوبة، وفي لحظة غفلة كاد الأب والأم أن يرفضا، لكن البنت التي تعلمت من الإسلام أعظم المبادئ تذكر أبويها حين همّا بالرفض فتقول: أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟ هذه هي العروس التي نتمناها لكل مسلم، كم من عروسين ينتسبان إلى الإسلام، ولا يمت عرسهما إلى الإسلام بصلة، كم من أوامر لله ورسوله ترد، وكم من سنن تترك ومعاصي ترتكب وبدع تمارس من يوم أن يخطب الخاطب مخطوبته إلى ما شاء الله؟! فاعتبروا يا أولي الأبصار بجليبيب وبعروس جليبيب. وعن ابن داجة عن أبيه قال: لما مات عبدالله بن عبدالملك، رجعت هند بميراثها منه، فقال عبدالله بن حسن لأمه فاطمة: اخطبي علي هنداً، فقالت: إذاً تردك، أتطمع في هند وقد ورثت ما ورثته؛ وأنت تَرِبٌ لا مال لك؟ فتركها ومضى إلى أبي عبيده فخطبها إليه، فقال: في الرحب والسعة، أما مني فقد زوجتك، مكانك لا تبرح، ودخل على هند، فقال: يا بنية، هذا عبدالله بن حسن، أتاك خاطباً، قالت: فما قلت له؟ قال: زوجته. قالت: أحسنت، قد أجزت ما صنعت، وأرسلت إلى عبدالله، لا تبرح حتى تدخل على أهلك! قال: فتزينت له، فبات بها معرساً من ليلته، ولا تشعر أمه، فأقام سبعاً ثم أصبح يوم سابعه غادياً على أمه، وعليه ردع الطيب، وفي غير ثيابه التي تعرف، فقالت له: يا بني، من أين لك هذا؟ قال: من عند التي زعمت أنها لا تريدني[6]. بهذه السهولة واليسر عفت هذه المرأة نفسها، وكانت سبباً في عفة رجل، وهذا من أهم أسباب البركة، ولم يثنها أنها غنية وهو فقير كما تخوفت أمه، وقد ساعد في هذا أيضاً الأب العاقل الذي ييسر على الناس؛ لعل الله ييسر عليه. 24- العاقلة ومصارحتها خاطبها بأحوالها أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخطب أم سلمة - رضي الله عنها - بعد وفاة زوجها أبي سلمة، فلما انقضت عدتها بعث إليها عمر بن الخطاب يخطبها عليه، فقالت: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني غَيَرى - شديدة الغيرة من الضرائر -، وأني مصبية - ذات صبية صغار ولا تريد أن تضيق بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وليس أحد من أوليائي شاهداً[7]- فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، قال ![]() ![]() ![]() ![]() هذه أم سلمة تخبر النبي صلى الله عليه وسلم بكل صراحة بكافة أحوالها، ومن من النساء تتحصل على الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لكن أم سلمة رضي الله عنها لم يمنعها ذلك من أن تعلمه بالحقيقة ولو كانت النتيجة الرفض منه، إلا أننا نرى نساء إذا جاءهن الخاطب قالت هي وأهلها: فرصة لا نضيعها، افرشوا له الأرض بالحرير، وحلوا له الكلام بالعسل، وابتسموا في وجهه، وإن لم يكن هذا طبعكم، واكتموا عنه كل شيء يسيئه، ثم بعد ذلك يا سادة، نعلمه أين يخبئ القرد أولاده!! حتى إذا ما عقدوا العقد كشرت الحية عن أنيابها، وشبت الحرب الأهلية، حتى يقول الزوج: يا ليتي مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا. هذا يحدث في العادة، فأين يا قوم السعادة!! لكن أم سلمة الشريفة العاقلة، العفيفة الفاضلة تعطينا الدرس. ودرس آخر: تقول أم سلمة رضي الله عنها: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني وبيننا حجاب فخطبني... الحديث[9]. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم التقي النقي، وهذه أم سلمة المبشرة بالجنة، قبل أن يحدث بينهما رؤية شرعية يكلمها أولاً أنه يريد الزواج منها، فكان الكلام من وراء حجاب، وتلك هي الأخلاق والآداب، فما بال الذين جاءونا بدين جديد؟! يتعرفون أولاً ثم صداقة، واختلاط وعلاقة، وتجربة وحب، وإذا سألتهم: قالوا حب شريف! ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الحب الشريف حتى عرفتموه للأمة؟! (من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)[10]. نسأل الله السلامة. 25- العاقلة ومهرها عن أنس رضي الله عنه قال: خطب أبو طلحة أم سليم - قبل إسلامه وهي مسلمة، فقالت: إني آمنت، فإن تابعتني على ديني تزوجتك، قال: فأنا على مثل ما أنت عليه، فتزوجته أم سليم وكان صداقها الإسلام، وفي رواية: قالت: ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد نبت من الأرض؟ قال: بلى، قالت: أفلا تستحي؟ تعبد شجرة؟ إن أسلمت فلا أريد منك غيره -ـ أي لا أريد منك صداقاً غير الإسلام -ـ قال: حتى أنظر في أمري، فذهب ثم جاء، فقال: أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فقالت: يا أنس - ابنها - زوج أبا طلحة، فزوجها[11]. لقد كسبت أم سليم زوجاً، وكسبت ما هو أعظم من ذلك، هداية رجل على يديها يظل في ميزانها إلى أن تلقى ربها يوم القيامة. (لأن يهدي بك الله رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها). إنها تعرف حقاً معنى الزواج؛ زوج مسلم صالح، وبيت مؤمن ناجح. أذلك خير أم التي تبحث عن المظاهر والتكاثر، من كل عرض الدنيا على حساب الدين والمبادئ والأخلاق ثم بعد ذلك تشكو من زوجها الأمرين؟! يتبع
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |