دراسة الألفاظ القرآنية في تفاسير الصحابة الواردة في "جامع البيان" للإمام الطبري - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         العقد بيننا وبين الفقيه قواعد فى التعليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          العقد بيننا وبين الفقيه قواعد البحث فى الأوامر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أصول الفقه على منهج أهل الحديث (قول الصحابي) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التقبيح والتحسين العقليان طرفان ووسط! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تعارض النصوص ​ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 5 )           »          حديقة الأدب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 103 - عددالزوار : 32380 )           »          شموع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 14287 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 46941 )           »          أهمية العمل بالعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          زكاة المساكن المُعدَّة للسكنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-03-2021, 10:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,823
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دراسة الألفاظ القرآنية في تفاسير الصحابة الواردة في "جامع البيان" للإمام الطبري





2 - المفردات القرآنية التي استعملت استعمالًا إسلاميًّا:



ثم إن القرآن الكريم وردت فيه ألفاظ استعملت في معنى إسلامي ما كان يعهده العرب، ولذلك فإن الصحابة حرصوا على بيان هذه الألفاظ ذات المفاهيم القرآنية، ففسروها حسب القرآن الكريم، من ذلك كلمة "الكبائر" و"السحت"، أخرج الإمام الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: "قوله: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ﴾ [النساء: 31]، قال: "الكبائر"، كل ذنب ختمه الله بنار، أو غضب أو لعنة، أو عذاب"[25].







وقال الطبري: "ثنا سفيان قال: ثنا غندر ووهب بن جرير، عن شعبة عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق، عن عبدالله قال: "﴿ السُّحْتَ ﴾ [المائدة: 62]" [26].







فكلمة "السحت" أكسبها الإسلام معنًى جديدًا - هو الرشوة - بعد أن كانت عند العرب تطلق على طلب الجوع، فابن مسعود في تفسيره للكلمة بيَّن مفهومها القرآني، ولم يذكر معناها اللغوي، وإن كان كلا المعنيين يلتقيان في شَرهِ الأكول وشَرَهِ المسترشي؛ يقول الإمام الطبري موضحًا معنى مفردة "السحت" في اللغة، وعلاقتها بالمعنى الإسلامي الذي صارت إليه، وأصلالسحت: كَلَبُ الجوع، يقال منه:فلان مسحُوت المَعِدَة: إذا كان أكولًا لا يُلْفَى أبدًا إلا جائعًا، وإنما قيل للرشوة:السحتتشبيهًا بذلك، كأن بالمسترشي من الشَّره إلى أخذ ما يُعطاه من ذلك، مثل الذي بالمسحوت المعدة من الشَّرَه إلى الطعام" [27].







3 - تقصِّي لفظة بعينها في القرآن الكريم:



حرصًا من الصحابة على تدقيق عملهم التفسيري، اهتموا بتتبع اللفظة الواحدة في القرآن الكريم، وقد تكون هذه اللفظة مما يحتمل معنًى واحدًا في القرآن كله، وقد تكون هذه اللفظة من "المشترك الذي يستعمل في عدة معان"[28].







وهذا هو ما ظهر في كتب علوم القرآن باسم "جمع الوجوه والنظائر"[29]، أو "معرفة الوجوه والنظائر"[30].







فمن النظائر التي اهتم بها الصحابة ما أخرجه الإمام الطبري عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة: قوله: ﴿ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ﴾ [التوبة: 30]؛ يقول: لعنهم، وكل شيء في القرآن "قتل"، فهو لعن"[31].







وقال الإمام الطبري: "ثنا علي بن الحسين الأزدي، قال: ثنا المعافى بن عمران، عن سفيان، عم عمار الدهني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كل سلطان في القرآن فهو حجة"[32].







وقال الإمام الطبري: "ثني زيد بن أخزم الطائي، قال: ثنا عامر بن مدرك، قال: ثنا عتبة بن يقظان، عن عكرمة، عن ابن عباس: قال كل ريحان في القرآن فهو رزق" [33].







كما اهتم الصحابة بتعيين المقصود من الألفاظ المشتركة ذات الوجوه الكثيرة حسب السياق، فلفظة ﴿ وَالْمُحْصَنَاتِ ﴾ [النساء: 24]، بمعنى العفائف، وفي الآية 25 من سورة النساء بمعنى الحرائر وبمعنى المتزوجات.







قال الإمام الطبري: "ثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: ثنا عتاب بن بسير، عن خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله: "والمحصنات"، قال: العفيفة العاقلة، من مسلمة أو من أهل الكتاب" [34].







وأخرج الإمام الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: قوله: ﴿ أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ ا ﴾ [النساء: 25]، يقول أن ينكح الحرائر، فلينكح من إماء المؤمنين"[35].







وأخرج الإمام الطبري كذلك من نفس الطريق قوله: "فإذَا أُحصِنَّ"؛ يعني: إذا تزوَّجنَ حرًّا" [36].







ومن بين الوجوه كذلك لفظة "البلاء"، فهي تستعمل في الخير والشر: "وأصل" البلاء - في كلام العرب - الاختبار والامتحان، ثم يستعمل في الخير والشر؛ لأن الامتحان قد يكون بالخير كما يكون بالشر..." [37].







لكن ابن عباس خضوعًا لسياق الآيات، جعل البلاء المذكور في الآية 49 من سورة البقرة خاصًّا بالاختبار الذي يكون في الخير؛ لأن الآية جاءت في معرض امتنان الله تعالى على بني إسرائيل بإنجائهم من فرعون؛ أخرج الإمام الطبري من طريق علي بن أبي طلحة: "قوله: ﴿ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 49]، قال: نعمة"[38].







4 - تحديد أصل الكلمة الذي اشتقت منه:



بل إننا نجد من الصحابة رضي الله عنهم من ذهب إلى أبعد من إعطاء معنى المفردات، وذلك حينما اهتم بتحديد أصل الكلمة، فكان ابن عباس وابن مسعود وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يرون أن آدم اشتق اسمه من أديم الأرض الذي خلق منه؛ قال الإمام الطبري: "وثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا عباس وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن ملك الموت لما بعث ليأخذ من الأرض تربة آدم، أخذ من وجه الأرض وخلط، فلم يأخذ من مكان واحد، وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين، ولذلك سُمِّي آدم، لأنه أُخِذَ من أديم الأرض" [39].







وكان علي بن أبي طالب يرى أن اسم "عرفة" يعود إلى قول إبراهيم "قد عرفت" حينما أتى عرفت مع جبريل؛ قال الإمام الطبري: "ثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبدالرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج قال: قال ابن المسيب، قال: علي بن أبي طالب رضي الله عنه: بعث الله جبريل إلى إبراهيم فحجَّ به، فلما أتى عرفة قال: "قد عرفت"، وكان قد أتاها مرة قبل ذلك، ولذلك سُميت "عرفت"[40].







وكان ابن عباس يرى أن لفظة "الإنسان" مشتقة من النسيان؛ قال الإمام الطبري: "ثنا ابن المثنى وابن بشار، قالا: ثنا يحيى بن سعيد وعبدالرحمن ومؤمل، قالوا: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: قال: إنما سمي الإنسان لأنه عُهِدَ إليه فنسى"[41].







5 - الألفاظ القرآنية التي للغات العجم بها تعلق[42]:



اهتم بعض الصحابة ببيان الألفاظ التي لها علاقة ببعض لغات العجم، وخصوصًا الحبشية.







قال الإمام الطبري: "ثنا ابن حُميد، قال: ثنا حكام، عن سفيان، قال: ثنا عنبسة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن أبي موسى:﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾ [الحديد: 28]،قال: الكفلان: ضعفان من الأجر بلسان الحَبَشة [43].







"ابن حميد قال: ثنا حكام عن عنبسة عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ﴾ [المزمل: 6]؛ قال بلسان الحبشة: إذا قام الرجل من الليل قالوا: نشأ" [44].







ثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:



﴿ طُوبَى لَهُمْ ﴾ [الرعد: 29]؛ قال: اسم الجنة بالحبشية"[45].







"ثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن عبدالله بن يحيى، عن عكرمة، عن ابن عباس: ﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ﴾ [المزمل: 18]؛قال: ممتلئة به، بلسان الحبشة"[46].







"ثنا ابن حميد، قال: ثنا أبو تميلة، عن الحسن بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس: (طه) بالنبطية: يا رجل"[47].







ويتصل بهذا العمل الهام بيان الأعلام الأعجمية الواردة في القرآن الكريم؛ قال الإمام الطبري: "ثنا ابن حميد، ثنا جرير، عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء، عن عمير مولى ابن عباس، عن ابن عباس: إن إسرائيل كقولك: عبدالله"[48].







ثنا أبو كريب قال: ثنا جابر بن نوح الحماني، عن الأعمش عن المنهال، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: "جبريل"، و"ميكائيل"؛ كقولك: عبدالله"[49].







[1] البرهان في علوم القرآن 2/ 173.




[2] البرهان في علوم القرآن 2/ 173.




[3] الإتقان في علوم القرآن 2/ ص54، وقد خصص السيوطي لما رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس الصفحة 6 إلى الصفحة 46، وخصص الصفحة 47 إلى الصفحة 54 لرواية الضحاك عن ابن عباس، وهي طريق فيها انقطاع.




[4] الإتقان في علوم القرآن 2/ ص5.




[5] جامع البيان المجلد 10، الصفحة 200 الأثر 11702.




[6] جامع البيان المجلد 10، الصفحة 200.




[7] جامع البيان المجلد 11، الصفحة 405، الأثر 13310.




[8] جامع البيان المجلد 11، الصفحة 405.




[9] جامع البيان الجزء 13، الصفحة 20.




[10] جامع البيان الجزء 13، الصفحة 21.




[11] جامع البيان المجلد 8، الصفحة 126، الأثر 8914.




[12] جامع البيان الجزء 15، الصفحة 180.




[13] جامع البيان الجزء 15، الصفحة 181.




[14] جامع البيان الجزء 15، الصفحة 75.




[15] جامع البيان الجزء 15، الصفحة 249، وكلمة الجرز جاءت في قوله تعالى ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا ﴾ [السجدة 27]، وفي قوله تعالى ﴿ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴾ [الكهف 8].




[16] جامع البيان الجزء 13، الصفحة 256.




[17] جامع البيان الجزء 13، الصفحة 257.




[18] جامع البيان المجلد 6، الصفحة 403 الأثر 7050.




[19] جامع البيان المجلد 12، الصفحة 565 الأثر 14867.




[20] جامع البيان المجلد 12، الصفحة 564 الأثر 14860.




[21] جامع البيان الجزء 17، الصفحة 206.




[22] الإتقان في علوم القرآن 2/ 55 إلى 88.




[23] جامع البيان، الجزء 14، الصفحة 144.




[24] جامع البيان، الجزء 30، الصفحة 36.




[25] جامع البيان، المجلد8، الصفحة246، الأثر 9212.




[26] جامع البيان، المجلد10، الصفحة319، الأثر 11947.

ملاحظة مما يدل على استقصاء أبي جعفر أنه أورد اثنا عشر طريقًا عن ابن مسعود في تفسير كلمة السحت، والملاحظ أن التابعين كانوا يهتمون بالمسائل العملية، ولذلك أكثروا من السؤال عن هذه المفردة.




[27] جامع البيان، المجلد10، الصفحة324.




[28] و 2 البرهان في علوم القرآن1/ ص102.






[30] الإتقان في علوم القرآن2/ ص121.




[31] جامع البيان، المجلد 14، الصفحة207، الأثر 16628.




[32] جامع البيان، الجزء 19، الصفحة146.




[33] جامع البيان، الجزء 27، الصفحة122.




[34] جامع البيان، المجلد8، الصفحة160، الأثر8998.




[35] جامع البيان، المجلد8، الصفحة186، الأثر9062.




[36] جامع البيان، المجلد8، الصفحة201، الأثر9100.




[37] جامع البيان، المجلد2، الصفحة49.




[38] جامع البيان، المجلد2، الصفحة48، الأثر899.




[39] جامع البيان، المجلد1، الصفحة481، الأثر644.




[40] جامع البيان، المجلد4، الصفحة173، الأثر3794.




[41] جامع البيان، الجزء16، الصفحة221.




[42] العنوان مقتبس من قول ابن عطية في المحرر الوجيز: "باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله، وللغات العجم بها تعلق"1/ ص36، وقد استعملت هذا العنوان عوض "المعرب"، للخروج من الخلاف الموجود بين العلماء، هل في القرآن معرب أم لا؟ انظر المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب، 2/ ص105 إلى ص108.




[43] جامع البيان، المجلد1، الصفحة13، الأثر1.




[44] جامع البيان، المجلد1، الصفحة13، الأثر2.




[45] جامع البيان، الجزء13، الصفحة146.




[46] جامع البيان، الجزء29، الصفحة138.




[47] جامع البيان، الجزء16، الصفحة135.




[48] جامع البيان، المجلد1، الصفحة 553، الأثر 798.





[49] جامع البيان، المجلد2، الصفحة390، الأثر1620.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.69 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.57%)]