عدالة الشريعة وحزمها في باب الأخطاء الطبية والتعويض عنها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معركة.. نافارين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 223 )           »          "عدالة الجرافات".. ظاهرة عدوانية جديدة تستهدف المسلمين في الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فقد الأحبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 190 )           »          الوصية بـ (أحب للناس ما تحب لنفسك) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          فضل الرباط في سبيل الله عز وجل (شرح النووي لصحيح مسلم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          شرح حديث : كل امرئ في ظل صدقته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          تأمّلات في قول الرسول.. "ما نقصت صدقةٌ من مال" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          الضحى صلاة الأوابين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          مفهوم الوسطية في اللغة والشرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 108 )           »          العام الدراسي ليكون عام نجاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 151 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2021, 03:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,296
الدولة : Egypt
افتراضي عدالة الشريعة وحزمها في باب الأخطاء الطبية والتعويض عنها

عدالة الشريعة وحزمها في باب الأخطاء الطبية والتعويض عنها


د. صالح بن عطية بن صالح الحارثي

للشافعي - رحمه الله تعالى - قولةٌ سائرة نافعة: "لا أعلم علمًا بعد الحلال والحرام، أنبل من الطب"، بل جعل الشافعي الطب ثلث العلم، ولا غرابة فبه صلاح الأبدان، بل في كلام بعضهم ما يقتضي كون علم الطب نصف العلم، قال الأعمش: أَهْلَكَ الناسَ رجلان .. نِصْفُ (عالِم)، ونِصفُ (طبيب)!.. هذا يهلك (الأبدان)، وذاك يهلك (الأديان). وما من شك في كون الطب مُهمًّا غاية الأهمية.

وفقهاء الشريعة متفقون على جواز ممارسة العمل الطبي وكون ذلك فرض كفاية، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله)). قال النووي في هذا الحديث وغيره: وفيها رد على من أنكر التداوي من غلاة الصوفية وقال: كل شيء بقضاء وقدر فلا حاجة إلى التداوي. وحجة العلماء هذه الأحاديث ويعتقدون أن الله تعالى هو الفاعل، وأن التداوي هو أيضا من قدر الله، وهذا كالأمر بالدعاء، وبالتحصن، ومجانبة الإلقاء باليد إلى التهلكة مع أن الأجل لا يتغير والمقادير لا تتأخر ولا تتقدم عن أوقاتها ولابد من وقوع المقدرات. والله أعلم.

والمريض يتوجه إلى طبيب أو مستشفى حين يلم به ألم أو تعب أو يعاني شيئا في بدنه أو في نفسه، مؤملا في الله كل خير، آخذا بالأسباب، وممتثلا للأمر بالتداوي، وهو يعرف قيمة الطب وأهله، ومستقر في أعماق نفسه أن الطبيب صاحب مهنة إنسانية ذات هدف سام قبل أن تكون مهنة ذات ربح، فضلا عن أن تتخذ تجارة هدفها جمع المال بصرف النظر عن مصلحة المريض ومنفعته التي ينبغي أن تكون نُصْب عيني كل ممارس صحي؛ لأن أجره سيأتيه ليس هذا وحسب بل سيأتيه محفوفًا بالدعوات الصادقة، والكلمات الشاكرة التي ترجو أن يكثِّر الله في الأمة من هذه النماذج التي تسعى وتحرص على حماية أبدان الناس وأرواحهم.

ومع هذا قد يبتلى المريض بطبيبٍ يهمل أو يقصر فنيًّا أو إجرائيًّا في بذل العناية اللازمة للمريض، وحينها تحدث الأخطاء الطبية، التي ازدادت حتى صارت تؤرق كثيرا من الناس؛ إذ قد نتج وينتج عن هذا الإهمال خسائر مادية وأضرار معنوية للمريض وذويه، وقد ينتج عن الخطأ الطبي وفاة المريض.

وينبغي - والحالة هذه- أن يرتفع وعي المرضى والأصحاء، وأن ينتبهوا لحقوقهم وما لهم إذا حدث لهم أو لذويهم ومعارفهم شيء من هذا، دون تعسف ولا ترصد ولا ادعاء ما لم يكن، وبناءً على هذا فيحق للمتضررين من الخطأ الطبي المطالبةُ بالتعويض عن الأضرار التي لحقتهم نتيجة الخطأ الطبي، فالطبيب الذي ارتكب الخطأ الطبي عرضة للمساءلة والضمان، إذا تحققت شروط الخطأ وانتفت مسقطات التعويض.

والطبيبُ ومن في معناه يضمنُ سرايةَ أي مضاعفات ما تسبب فيه من جراحةٍ أخطأ أو تجاوز فيها ما أُمر به، كما يضمن الجاني المتعدي سرايةَ جنايته وخطئه، والجامع بينهما هو التعدي عن المحل المحدد، دون وجه حق؛ فلصنعة الطب حدود، وليس للطبيب أن يزيد عن القدر المأذون فيه صناعةً وإذنًا من الشرع ومن المريض أو وليِّه، أو ينقص عنه نقصا يضر بالمريض؛ لأن فعله - والحالة هذه - فعل محرم؛ فقيس الطبيب المخطئ على الجاني بجناية خطأ. فخطأ الطبيب في حكم جناية الخطأ دون فرق.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.22 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]