أول العمل آخر الفكرة، وأول الفكرة آخر العمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما أفضل حمية للمصابات بسكر الحمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          دليلك الشامل لأنواع السرطان! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ما لا تعرفه عن أسباب العقم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          العصبية وصحة القلب: هل الغضب يدمّر صحتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أعراض مرض الزهري: كل ما تحتاج معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أطعمة غنية بسكر الفركتوز: هل هي ضارة أم مفيدة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          7 نصائح ذكية حول كيفية الوقاية من داء القطط للحامل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أسباب وعوامل خطر الإصابة بسوء التغذية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          إنقاص الوزن بعد الولادة: طرق آمنة وفعالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-01-2021, 10:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي أول العمل آخر الفكرة، وأول الفكرة آخر العمل

أول العمل آخر الفكرة، وأول الفكرة آخر العمل



يجلو وفق المقولة الحكميَّة تلك، وبانضواء التنظيم التدرجي لأفعال الإنسان في ظلِّها - من حيث ضربُ نموذج فكرة الإيواء تحت سقف، التي بالعمل تكون آخرَ شيء في البناء؛ لأن الأسَّ والحوائط تقدمُه، وبالفكرة تكون أول شيء في الفكر يُرَى؛ ومن حيث أول العمل في البناء يكون الأساس؛ فهو آخر الفكرة في تدرج تنظيم العمل عليه والابتناء - أن البناء والابتناء سواء أكان أولاً أم آخرًا مَقرونٌ بالفكرة؛ فالفكرة هي خميرة البناء، وأسُّ المضيِّ إلى العلاء؛ والدليل على ذلك: بناء ما تبتنى عليه الحياة في شتى المجالات، مقترنة بالفكرة التي رتبت ودرجت له العمل المتلازم البناء عليه.

والفِكرة هي عُملَةُ العقل؛ لأن الفكرَ هو إعمال العقل، وإذا كان العقلُ معمولاً لأجل الفكرة؛ فهو حقًّا كالعُملة في تعريفه لها، والفكرة الكاملة هي المبنيَّة على العلم حتى يُبنَى عليها كامل البناء؛ ويكمل بها البناء والابتناء.

وعليه لقد توصلنا إلى أن الإنسانَ المُشخص يكون في الرتبة بعد الفكرة؛ لأن حياته المقرونة بالبناء متراخية عن الفكرة، والبناءُ المشخص - الذي يُمثِّل كافة الأشياء المسخرة للإنسان - يكون في الرتبة الثالثة؛ أي: بعد شخص الإنسان؛ لأنها بفكر الإنسان يكون، ولأجله يُقنن.

والإنسان المُشخِّص جُعِلت رتبتُه بعد الفكرة؛ لأجل الإنسان المُميِّز الذي هو الإنسان المعنوي المدخول تحتَ اسمِه كل معاني الإنسانية من العدل والخُلُق والقِيَمِ والتكريم وغيره، وبهذا المعنى تكون الفكرة بعده في الرتبة، والشيء يكون بعد الفكرة في الجزاء والمرتبة.

فإذا قدم الإنسان المشخص مرتبته على الإنسان المميِّز، فقد قدم شخصه على فكره وفكر قرنائه، فيظلم ويتعس به الأخير، أما إذا أخَّر شخصه بشخص الإنسان المميز عليه، فقد قدم الفكرة - الذي العقل هو عُملته - على شخصه، ويؤخر حينها نتاجَ فكره؛ لأجل نوعه الحقيقي؛ فيسعد على حساب تعب الشخص، وهي سنة الكون في الرقي والتقدم.

فلما سبق إذا أنعمنا النظر فيما نحن فيه من تقلُّبات هي أشبه من تقلبات المُحتَضَر والمغمر في كربات الموت وسكراته، وعلى النقيض تجدُ تقلبات الآخرين في العيش الكريم والرقي المستديم في الحضارة المادية؛ فتجد السبب أن الناس اليوم بين مقدِّس لفكرة أو لشخص أو لشيء، والأول استطاع أن يُعبِّدَ الآخرين لفكره، والثاني استطاع أن يُعَبِّدَ الناس لشخصه، والآخر استطاع أن يعبِّد الناس لشيئه فقط، والنجاح والنصرةُ وضمان البقاء نصيب الأول، والضعف والهوان والخسران نصيب الثاني، والزوال والانعدام والاضمحلال جزاء الأخير؛ لأن الأول جعل من الشخص والشيء خادمين للفكرة، والفكرة تشمل غذاء العقل - الذي هو العلم - ويشمل غذاء الروح، الذي هو العمل بخاصة العلم؛ وهو معرفة موجد العلم وبارئه، ويشمل غذاء البدن الذي هو معرفة ما يصلح للبدن من الغذاء، ولا يتأتَّى ذلك إلا بالعلم، والثاني جعل من الفكرة والشيء خادمَيْنِ للشخص، ولا قوة للشخص بذاته إذا لم يقترن به العلم وخاصته، والأخير جعل الفكرة والشخص خادمين للشيء الذي بقاؤه وحقيقته مقرون بالفكرة، فيزولُ بزوال الفكرة، وذلك بجعل الشيء هو الأصل، والفكرة هي الخادمة والتَّبَع.

وما بينَّاه هو فلسفة الإسلام وجوهرُه، فالحقُّ الذي هو منهج الحق ورسولُه هو الأصل، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، وقال: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: 80]، وجعل الحقُّ تعالى الأشخاصَ والأشياء تبعًا لنهجه وشرعِه، وحذَّر مما يضاده بقوله: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].

ولو تتأمل في حال المسلمين اليوم ترى أنهم يتضادُّون فلسفة الإسلام؛ إذ يستخدمونه لشخوصهم وأشيائهم، بدل استخدام الأشخاص والأشياء لخدمة الإسلام؛ ولذلك تراهم يقدِّسون الأشخاص والأشياء على الفكرة والمنهج والحق، بل ربما تجدُ مَن يجعل من فكرة الشخص وفهمه هو الحق المطلق، وهو الدين المبين، وترى الآخرَ يجعل من الشخص هو الملاذ، وهو القانون، وهو الأمة؛ فيصهرون ويذيبون الحق والشعب وخيرة الخلق في ذات ذلك الشخص، والأسوأ منه أنك قد تجد من يذوب الشخص والحق في شيئه، فيصبحُ الحقُّ عرفانه تبعًا لوجود المنكر، وإلا فهو منكر؛ ولذا فإذا قام بالحق وقاوم الباطل فلأجل أن يستخدمه لا ليَخدُمَه.

وبذلك انتشر الظلم بينهم، ورُفِع العدل عندهم؛ لأنهم قدموا الهيِّن على العزيز، والمعدومَ الفاني على الباقي، والباطل على الحق، والشَّخْصنة على الأمة والدولة وخيراتها!

أما شعوبُ الغرب، فتجدُ أنهم استفادوا من فلسفة الإسلام تلك؛ بجعل الفكرة والمنهج والحق الذي يرونه هو الأصل، والشخص تبعًا، والشيء بذاته حينها سيخدم الشخص الإنساني لا الشخص الأناني؛ ولذلك هم أذابوا الشخصنة والفردية والشيء في الفكر والمنهج وقضاياهم المصيريَّة، سواء كان الشخص يُمثِّل الفرد أو الحزب أو الهيئة، وسواء كانت الفكرة تمثِّل الدولة، أو الأمة، أو المستقبل، أو العدل، أو المساواة، أو احترام الكبير، أو الرحمة بالفقير، أو الخدمة للبلد، فانتشر به روح السماحة بينهم، وشِيَمُ العدل عندهم، وراحة البال في أبدانهم، فانشغال العقل بما يهمُّ ضرورياتهم وما يتعلق به مصيرهم.
________________________________________
الكاتب: أمين حجي الدوسكي










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.66 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]