|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الخوف من مشهد الذبح، والوساوس د. ياسر بكار السؤال السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيَّاكم الله، ونفع بكم، أما بعد: فهذه مشكلتي أعرضها عليكم، لعلَّ الله أن يفتحَ علينا، ويُفرِّج عنَّا هذا الهمَّ والغمّ. منذُ كنت صغيرًا وأنا أُعاني من الخوف من رؤية ذبْح الخروف، فأنتظر حتى يُذبح، ثم أكمل عملي، مشكلتي في الذبْح فقط - بحمد الله - أمَّا من ناحية رؤية الدم، فإني أراه وأنا طبيعيٌّ جدًّا، وليس عندي مشكلة. الصَّدْمة من يوم أن كنت صغيرًا، وإهمال الأهل تعليمَنا أنَّ هناك ذبحًا وعِيدًا، ودماءً وأشلاء، وغير ذلك، فصُدمتُ بتلك الدِّماء، وبقيتُ أبكي كثيرًا، ولكن مع السنوات بدأ البكاءُ يتوقَّف، وبدأتِ الأمور تتحسَّن، إلاَّ أنَّ التبوُّل والإسهال، وبرودة الأطراف تقريبًا، والتشنُّج والقلق، وعدم التركيز - بقي كما كان. وفي ظلِّ عدم وجود كفاءاتٍ لأطباء نفسيِّين، وغير ذلك،، فإنِّي أبحث هنا عن نصائحَ وإرشادات، تُمكِّنني مِن الخروج مِن قوقعة الخوف، والتمكُّن من الذبح بسهولة. زيادةً على مشكلة الوسوسة في العقيدة: وخصوصًا أنَّه يُخيَّل إليَّ أني أقوم بأعمال كفريَّة - والعياذ بالله - وأنا كارهٌ لها، إلاَّ أنَّها تتسرَّب، ولا أعلم كيف؟! وصرت أعيش مع الاغتسال المتكرِّر، إلاَّ في بعض المرَّات أعزم على عدم الاغتسال فلا أغتسل، وهذه الحالة منذ أشهر، وأريد نصائحَ طيِّبة، نفع الله بكم، وجزاكم خيرَ الجزاء، ووفَّقكم. وأنتظر نصائحكم وتجارِبَكم، والأفكار والعلاج المهمَّ الذي يمكن أن أفعله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الأخ الكريم: قرأتُ رسالتَك باهتمام، ولمستُ فيها مدى معاناتِك الصامتة، فتابِع معي النقاطَ التالية، عسى الله - تعالى - أن يَشفيَ بها صدرَك، ويُخفِّف ألَمَك. أولاً: بالنسبة لمسألة الخوف من الدَّم، أرى أنَّه إذا كان الأمر يقتصر على الخوف مِن ذبْح الخروف، فلا مشكلة على الإطلاق، فأنت غير مضطر للتعامُل مع هذا المشهد، طالما أنَّ عملك لا يستدعي ذلك، وبذلك تنضمُّ إلى العديد من الناس - وأنا منهم - ممَّن لا تضطرهم ظروفهم للتعامل مع هذا الأمر. أمَّا إذا كان ولابدَّ أن تتعامل مع هذا الموقف، فأوصيك بتقنية الاقتراب المتدرِّج، وهي وسيلةٌ أثبتت فعاليتها في فكِّ الارتباط الذي أدَّى إلى الخوف، وكلُّ ما عليك فِعْله هو أن تقترب شيئًا فشيئًا من مصدر الخوف (رؤية ذبْح الخروف في مثل حالتك)، وفي الوقت نفسِه تدعم ذاتَك برسائل استرخاء إيجابيَّة؛ مثل: لا داعي للخوف. إن شاء الله الأمور ستسير على ما يُرام، وما إلى ذلك. وبتَكْرار هذه العملية، والاقتراب مرَّة من مصدر الخوف، ثم الابتعاد، ثم معاودة الاقتراب، وهكذا - سوف تلاحظ أنَّ الخوف بدأ يتراجع تدريجيًّا - بإذن الله. ثانيًا: بالنسبة لموضوع الوسواس في العقيدة، فهي مشكلةٌ قديمة، واجههَا كثيرٌ من المؤمنين الصادقين منذ عهد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي اشتكى له الصحابةُ مِن مثل هذه الوساوس، وجاء رَدُّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - مُطمئِنًا للقلوب المضطربة، وبشرى للنفوس الحائرة. فقد أخرج مسلم عن عبدالله مسعود - رضي الله عنه - قال: سألْنَا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الرجل يَجِدُ الشيءَ لو خرَّ من السماء فتخطفه الطير، كان أحبَّ إليه من أن يتكلَّم به، قال: ((ذلك مَحْضُ - أو صريح - الإيمان)). ومعناه: أنَّ الإنسان الذي يحسُّ بتلك الوساوس فيرفضها، ويشعر بالحرج والضِّيق منها، فذلك دليلُ إيمانه، قال الخطابيُّ: "معناه: أنَّ صريح الإيمان هو الذي يمنعكم من قَبول ما يُلقيه الشيطان في أنفسكم". وأخرج البخاريُّ ومسلم عن أبي هريرة عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الله - سبحانه وتعالى - تجاوز عن أمَّتي ما وسوستْ به أنفسُهم، ما لم تتكلَّم به، أو تعمل به))؛ لذلك دعني أطمئِنك على نفسك، فكثير من الذين يُصابُون بهذه الحالة يخافون على دِينهم وإيمانهم، واعلمْ أنَّ الإنسانَ غيرُ مؤاخَذ على هذه الوساوس، وأنَّها دليل الإيمان، فأنت لستَ مسؤولاً عنها، ولا شيءَ عليك في ذلك أمامَ الله؛ بل قلقك منها دليلُ إيمانك. وهكذا، طالما أنَّ الحالة لم تتطوَّرْ لدرجة تستدعي العلاجَ الدوائي، أنصحك بأن تُداوِمَ على الذِّكْر، والاستعاذة بالله مِن تلك الأفكار، ثم انصرفْ إلى حياتك، دون أن تكترثَ بها. وبالنسبة لمشكلة الاغتسال، فيمكنُك استخدام طريقة الكفِّ المتدرِّج؛ بمعنى: أن تقلِّل عدد مرات اغتسالك بالتدريج شيئًا فشيئًا، حتى تتحسَّن الأمور - بإذن الله. وأختم بقول الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُبتلَى الرجل على قَدْرِ دِينه))، فحاول أخي، أن تتقرَّب من الله - عزَّ وجلَّ - ولا تستسلمْ لتلك الوساوس وتتابعها؛ بل اقطعِ الفكرة بمجرَّد ميلادها، حتى لا تأخذَك بعيدًا. شكرًا لك على ثِقتك الغالية، وأهلاً وسهلاً بك دائمًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |