|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أعاني من قلق وضيق في الصدر
أعاني من قلق وضيق في الصدر د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمه الله وبركاته. أنا شابٌّ أبلغ من العمر 26 سنة، لا أعرف ما هي حالتي بالضبط؟ هل لدي وساوس؟ أو رهاب اجتماعي؟ أو توهُّم مرضي؟ بدتْ حالتي عندما ذهبتُ إلى تونس، ورجعتُ منها، وأنا نائم في ليلة أحْسَسْتُ بضيق في صدري وخفقان، وشعرتُ بالموت، فذهبْتُ إلى مستشفى، وعملتُ فحوصات، وكلها جيدة، ولله الحمد والشُّكر. بدأتُ أُصَلِّي في الجامع، ثم بدأتْ حالتي تزيد كل يوم، لا نوم، ولا ذقْتُ طعمَ الحياة، وأصبحتُ أشكُّ في كلِّ شيء، ثم بعد ذلك: هل أنا في حقيقةٍ أو خيال؟! وأصبَحْتُ أَتَنَقَّل مِن مستشفى إلى أخرى؛ حتى أطمئنَّ، وأذْهب إلى بيتي حتى أستطيع أن أنام، وما ترَكْتُ طبيبًا إلاَّ وذهبْتُ إليه، ولا مشايخ، وكلُّ واحد يقول كلامًا غير الآخر، شيخ يقول: عين، والدكتور يقول: توهُّم مرّضي. أخذْتُ فترة علاج نفسي، وهو: "سيروكسات"، و"زناكس"، و"أندرال"، ثمَّ بعْد مدة شهْر، اتَّصَلْتُ على الطبيب الذي وصف لي الدواء النفسي، فلَمْ يُجبْ على اتصالي، فقمْتُ بتَرْك الدواء، وتوكَّلْتُ على الله. أنا الآن أحسن حالاً مِن ذي قبل، ومُتوكلٌ على الله؛ ولكن تَنْتابني حالة من مُراقبة تنفُّسي، وأسأل نفسي أسئلة غريبة؛ مثلاً: كيف أمشى؟ كيف أتنَفَّس؟ كيف أتكلَّم؟ ثم أخاف خوفًا شديدًا، ثم أقول لنفسي: لمادا أُفَكِّر هكذا؟ وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ولكن هذه الحالة مستمرَّة معي إلى الآن، مع ضيق في الصدر، ولكن ليس طوال اليوم، إنما في أوقات معينة. أصبحتُ لا أرتاح نفسيًّا إلاَّ بعد دخول غرفة نومي، وأدخل على الإنترنت، وعلى مواقع إسلامية أو نفسية، أقرأ عن نفس حالتي؛ حتى أستطيع أن أنام، كما أن لدي خوفٌ شديدٌ من الله، وكثْرة تفكير في الله، وكذلك هناك أوقات لا أستطيعُ فيها الذّهاب إلى المسْجِد، وأكون عَصَبيًّا جدًّا. رجاء، أنا الآن أحسن حالاً مِن ذي قبْل، ولكن قِصَّة التفكير في المَوْت، وفي الله، وفي الصلاة، وفي مراقبة تنفُّسي - موضوعٌ أريد التخلُّص منه. أنا الآن أفضل حالاً من قبل - ولله الحمد - ولكن أريد تَقَدُّمًا، وإكمال عمَلي، ومعاوَدة الحياة من جديد، وإعادة طبيعتي إلى ما كانتْ عليه. رجاء خاص مني: لا تُهملوا رسالتي، أريد منكم إجابة عن حالتي، وسبب الضيق والخوف الشديد الذي ينتابني. ولكم مني جزيل الشكر الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الأخ الكريم، مرحبًا بك في موقع (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً. قرأتُ رسالتك باهتمام، وأسألُ اللهَ العظيم لك الشفاء والعافية. إنَّ ما ذكَرْتَه من أعراض نفسية، بدأتْ على شكل أعراض قلق، أو نوبة هلَع، تَحَوَّلَتْ فيما بعد إلى أعراض وسواسية، مع الاستمرار في القلق والهواجس - هو مرَض نفسيٌّ معروفٌ، نُعالِج مثله كلَّ يوم في العيادات النفسيَّة. ما أريدُه منك هو أن تستمرَّ في كلِّ ما تجده مريحًا لنفسك، أو يبعث فيكَ الطمأنينة، لكن بالإضافة إلى ذلك: يجب أن أُشَدِّد هنا على دَوْر الدواء في التعامُل مع هذه المشكلة النفسيَّة. لقد بدأتَ علاجًا صحيحًا، وخاصة دواء "السيروكسات"، لكن استمرارك لِمُدَّة شهرٍ ليس كافيًا؛ حيث لا يُعطي "السيروكسات" نتيجةً جيدةً خلال شهر واحد فقط، يجب أن تبدأَ في أخْذ الدواء من جديد، وبنَفْس الطريقة التي أَوْصى بها الطبيبُ، وستجد خلال فترة كثيرًا منَ التحسُّن - إن شاء الله. وبالنسبة لاستخدام الأدوية الأخرى التي ذكرتَها في رسالتك، فسأطلُبُ منك مراجعة الطبيب حتى يخبرك بالطريقة الصحيحة لاستخدامها؛ إذْ سيُقَدِّر مدى حاجتك لها في هذه الفترة إذا كانتْ هناك أعراض قويَّة. يجبُ أن أذكرَ هنا أنه بتوفيق الله قد وَصَلَ العلماءُ إلى أدْوية نفسيَّة حديثة، لا تُسَبِّب التعَوُّد أو الإدمان، وليس لها أيَّة أعراض جانبية خطيرة؛ ولهذا أوصيك بالالتزام بها لفترةٍ جيدة، حتى تحصل على المفعول المطلوب، وتعود لحياتك الطبيعية - كما ذكرتَ. وختامًا: فإنَّ منَ الأمور التي تقلقك وجود هذه الأعراض الجسدية؛ كالخفقان، أو الدوار، التي تعانِي منها، والتي تشعرك بأنك لستَ بخير، رغم كل الفحوصات التي تؤَكِّد سلامتك الجسدية. والواقع أنَّ هذه الأعراض حقيقية، لكن منشأها نفسي، ولا تُسبب أيَّ ضرَرٍ جسدي - بمشيئة الله - وما أريدُه منكَ هو: أن تكون مطمئنًّا، وأن تَتَقَبَّل هذه الأعراض كتعبير عن المشكلة النفسيَّة، دون أن تنشغل بها، أو تُرَكِّز عليها. أرجو لك حياةً هانئة، وأشكُرك على ثقتك الغالية
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |