كلمة عن العبادة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 219 - عددالزوار : 141171 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 100 - عددالزوار : 20000 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 19101 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 226 - عددالزوار : 73504 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 116 )           »          إزالة الأذى والسموم من الجسوم في الطب النبوي (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          صناعة المالية الإسلامية تعيد الحياة إلى الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مواقيت الصلوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 3549 )           »          علة حديث: ((الصراط أَدقُّ من الشعرة وأَحدُّ من السيف)) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صدى المعنى في نسيج الصوت: الإعجاز التجويدي والدلالة القرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-12-2020, 10:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,222
الدولة : Egypt
افتراضي كلمة عن العبادة

كلمة عن العبادة
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر








الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد عبدالله ورسوله. أما بعد:



إن عبادة الله تعالى وحده لا شريك له هي أعظم الحقوق، وآكد الواجبات، وأساس الطاعات، وأعظم الحسنات، وسبب مغفرة الذنوب، وتكفير الخطيئات، ومضاعفة الأجور ورفعة الدرجات.







كما أن الشرك بالله هو أعظم الذنوب، وشر المهلكات وأشنع أنواع الظلم، وأقبح الجنايات، وسبب منع المغفرة وحبوط الأعمال في الدار الآخرة، وموجب الحرمان من الجنة، والخلود في النار وبئس القرار.







﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: 11 - 15].







إن عبادة الله تعالى اسم جامع لفعل كل ما يحبه الله ويرضاه؛ مما شرعه من الاعتقاد الصحيح والقول السديد، والعمل الصالح، وترك كل ما يكرهه الله ويأباه؛ وهو ما حرمه تعالى من أنواع الشرك والضلال وفروعها من فاحش القول وسيئ العمل وقبيح الاعتقاد، ونحوها من موجبات الشقاء والخسران في المعاش والمعاد.







فمن فعل ما شرعه الله، وترك ما حرمه الله على وجه التقرب إلى الله تعالى وعلى الوجه الذي شرع، وبنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - اقتدى وله اتبع، وحذر من الأهواء والبدع، فهو عبدالله حقًّا، المؤمن به صدقًا، وقد ضمن الله له طيب الحياة والسعادة بعد الممات، وأن يجعله الله من مجاوريه في أعلى جناته، وأن يحل عليه رضوانه، ويعطيه من النعيم أكبر درجاته.







العبادة حق الله على العباد:



إن عبادة الله تعالى هي حقه على المكلفين، ومن أجلها خلق الثقلين، وللدعوة إليها بعث جميع النبيين والمرسلين، وأنزل لها كتبه ذكرًا للعالمين.







قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وقال جل ذكره: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].







ولقد ضمن الله تعالى الرزق للجن والإنس، وأخبر أنه هو الرزاق ذو القوة المتين؛ لأجل أن يتفرغوا للعبادة، وليستعينوا به على الطاعة، وليتميز أهل الشكر والإحسان من ذوي الجحود والكفران، فتبًّا لمن شغله أمر الرزق عن عبادة الرازق، وياخسارة من أبطرته النهمة فاستعملها في معصية المحسن الخالق، ومن تجرأ على الحرام، فقد أساء الظن بالملك القدوس السلام.







فحق على كل مؤمن بالله واليوم الآخر من الثقلين أن يجتهد وسعه في أداء العبادة لله تعالى على وجه الإخلاص، سليمة من الزيادة أو الانتقاص، بل يقوم بواجبات الطاعات، ويكملها لتتميم نقصها، وتكميل أجرها بالنوافل والمستحبات على وجه الخضوع والتذلل والمحبة لله، والرغبة والاضطرار إليه وحده دون من سواه، ويتجنب المحرمات، ويحتاط لذلك باتقاء الشبهات تعظيمًا لله تعالى، وإجلالًا له، وخوفًا منه ورهبة، فلا يتعلق القلب ولا ينشغل اللب من العبد إلا بالله تعالى؛ فإنه سبحانه هو الذي خلقه من العدم، ورباه بأنواع النعم، وأنشأ له السمع والبصر والفؤاد، وبصره من العمى، وهداه من الضلالة، فما أعظم نعمه العباد!







فحق عليه أن لا يعبد إلا ربه، ولا يدعو غيره، ولا يستغيث ولا يستنصر ولا يستجير إلا به، ولا يحلف ولا يستخير إلا بالله، وأن لا ينحر ولا ينذر وأن لا يركع ولا يسجد أو يخضع إلا لله, ولا يخاف خوف السر، ولا يخشى على وجه الإجلال والتعظيم إلا الله، ولا يرجو ولا يحب إلا الله، وهكذا إن أصابه خير شكر الله، وإن أصابه ضر التجأ إلى الله، وشكا الحال على مولاه.







فعبد الله - حقيقة - من قلبه متعلق بالله وحده، يرغب إليه، ويستعين به في تحصيل كل محبوب، ويهرب إليه، ويستجير به من كل مرهوب، ويتوجه إليه في جميع مقاصده وإراداته، ويخلص له في دعائه وصلاته، ويتقرب إليه بزكاته وصدقاته، وسائر نفقاته، ويتجنب الرفث والفسوق والجدال في حجه وصيامه، وينمي الخير، ويسعى للإصلاح في كلامه، ويحتسب عند الله تعالى الثواب على حركاته وسكونه ومنامه.








ويرى أن المنة لله عليه إذ شرفه بعبادته، وجعله أهلًا لطاعته، ووعده على ذلك بجزيل ثوابه، وحذره وزجره من موجبات عقابه، فيجمع المؤمن بين إحسان العمل ابتغاء وجه الله عز وجل، والخوف والشفقة خشية من رد العمل؛ لعلمه بكثرة أسباب الزلل، وموجبات الخلل.







وفق الله الجميع لما يحب الله ويرضى، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]