طفلة تحتسب أيتها النساء! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4978 - عددالزوار : 2097759 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4557 - عددالزوار : 1373653 )           »          استحباب الإتيان بأذكار النوم على طهارة ولكن هل من توضأ للنوم ثم انتقض وضوؤه هل تلزمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          : Writing “Bismillaah ir-Rahmaaan il-raheem” on wedding invitations is permissible (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          هل تقال أذكار النوم والاستيقاظ عند كل نوم واستيقاظ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          فوائد عظيمة في قراءة آية الكرسي والمعوذات قبل النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حكم كتابة البسملة فى بطاقات الدعوة، وكيفية كيفية إتلاف ما كتب عليه اسم الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          شرح دعاء "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تعلم أمور الدنيا لا يتنافى مع تعلم الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          شراء واستخدام صندوق مطليّ بماء الذهب فيه عطور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2020, 09:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,240
الدولة : Egypt
افتراضي طفلة تحتسب أيتها النساء!

طفلة تحتسب أيتها النساء!
عادل محمد هزاع الشميري


إننا عندما نسمع عن احتساب الكبار قد لا نستغرب كثيراً لأن هذا هو الأصل عند المسلم المكلف، لكن عندما يكون المحتسب طفلاً صغيراً لم يبلغ بعد، حينها يتملكنا الاستغراب، ويأسرنا التعجب، وفي هذه القصة العجيبة التي كانت بطلتها طفلة صغيرة سنرى فيها كيف أن دين الله -عز وجل- له جنود قد لا نعلمها ولا نتوقعها، ولا نعلم كيف جاءت.
إنها قصة رجل احتسبت عليه ابنته، وكانت سبباً في توبته، لكنها لم تعش بعد احتسابها إلا ساعات، ما هي القصة؟ وما هي تفاصيلها؟ نعلمها في هذه الأسطر.
إنه رجل كان يقطن مدينة الرياض.. يعيش في ضياع، ولا يعرف الله إلا قليلاً.
منذ سنوات لم يدخل المسجد، ولم يسجد لله سجدة واحدة.
يروي قصته بنفسه فيقول:
"كنتُ أسهر حتى الفجر مع رفقاء السوء في لهو ولعب وضياع، تاركاً زوجتي المسكينة، وهي تعاني من الوحدة والضيق والألم ما الله به عليم، لقد عجزتْ عني تلك الزوجة الصالحة الوفية، فهي لم تدخر وسعاً في نصحي وإرشادي، ولكن دون جدوى.
وفي إحدى الليالي، جئت من إحدى سهراتي العابثة، وكانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحاً، فوجدتُ زوجتي وابنتي الصغيرة وهما تغطان في سبات عميق، فاتجهت إلى الغرفة المجاورة لأكمل ما تبقى من الفيديو.
تلك الساعات، والتي ينزل فيها ربنا -عز وجل-، فيقول: ((هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه سؤاله؟... ))[1].
وفجأة.. فتح باب الغرفة، فإذا هي ابنتي الصغيرة التي لم تتجاوز الخامسة.
نظرَتْ إليَّ بتعجب واحتقار، وبادرتني قائلة: "يا بابا، عيب عليك، اتق الله... "!! ردّدتْها ثلاث مرات، ثم أغلقت الباب وذهبت.. أصابني ذهول شديد، فأغلقت جهاز الفيديو، وجلستُ حائراً وكلماتها لا تزال تتردد في مسامعي وتكاد تقتلني؛ فخرجتُ في إثرها فوجدتها قد عادت إلى فراشها..
أصبحت كالمجنون، لا أدري ما الذي أصابني في ذلك الوقت، وما هي إلا لحظات حتى انطلق صوت المؤذن من المسجد القريب؛ ليمزق سكون الليل الرهيب، منادياً لصلاة الفجر.
توضأت، وذهبت إلى المسجد، ولم تكن لدي رغبة شديدة في الصلاة، وإنما الذي كان يشغلني ويقلق بالي، كلمات ابنتي الصغيرة.
وأقيمت الصلاة، وكبر الإمام، وقرأ ما تيسر له من القرآن، وما إن سجد وسجدتُ خلفه ووضعتُ جبهتي على الأرض حتى انفجرتُ ببكاء شديد لا أعلم له سبباً، فهذه أول سجدة أسجدها لله - عز وجل - منذ سبع سنين.
كان ذلك البكاء فاتحة خير لي، لقد خرج مع ذلك البكاء كل ما في قلبي من كفر ونفاق وفساد، وأحسستُ بأن الإيمان بدأ يسري بداخلي..
وبعد الصلاة جلستُ في المسجد قليلاً، ثم رجعتُ إلى بيتي فلم أذق طعم النوم حتى ذهبتُ إلى العمل، فلما دخلتُ على صاحبي استغرب حضوري مبكراً فقد كنت لا أحضر إلا في ساعة متأخرة بسبب السهر طوال ساعات الليل، ولما سألني عن السبب، أخبرته بما حدث لي البارحة.. فقال: احمد الله أن سخر لك هذه البنت الصغيرة التي أيقظتك من غفلتك، ولم تأتك منيتك وأنت على تلك الحال.
ولما حان وقت صلاة الظهر، كنت مرهقاً حيث لم أنم منذ وقت طويل، فطلبتُ من صاحبي أن يتسلم عملي، وعدتُّ إلى بيتي لأنال قسطاً من الراحة، وأنا في شوق لرؤية ابنتي الصغيرة التي كانت سبباً في هدايتي ورجوعي إلى الله.
دخلتُ البيت، فاستقبلتني زوجتي وهي تبكي! فقلت لها: ما لك يا امرأة؟! فجاء جوابها كالصاعقة: لقد ماتت ابنتك.
لم أتمالك نفسي من هول الصدمة، وانفجرتُ بالبكاء.. وبعد أن هدأت نفسي، تذكرتُّ أن ما حدث لي ما هو إلا ابتلاء من الله -عز وجل- ليختبر إيماني، فحمدتُ الله -عز وجل-، ورفعتُ سماعة الهاتف، واتصلتُ بصاحبي، وطلبتُ منه الحضور لمساعدتي.
حضر صاحبي، وأخذ الطفلة وغسّلها وكفّنها، وصلّينا عليها، ثم ذهبنا بها إلى المقبرة، فقال لي صاحبي: لا يليق أن يدخلها في القبر غيرك، فحملتها والدموع تملأ عينيَّ، ووضعتها في اللحد..
أنا لم أدفن ابنتي، وإنما دفنت النور الذي أضاء لي الطريق في هذه الحياة، فأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلها ستراً لي من النار، وأن يجزي زوجتي المؤمنة الصابرة خير الجزاء"[2].
ومن هذه القصة نستطيع أن نستخرج العديد من الفوائد التي تستفيد منها المحتسبة، من ذلك:
1- أن الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائم بنا أو بغيرنا، (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [سورة محمد: 38]، فقد تترك الاحتساب الكثير من النساء المكلفات لعذر أو لغير عذر فيهيأ الله -سبحانه وتعالى- من يقوم بهذه المهمة العظيمة، ومن يغضب لله -عز وجل- كما هيأ هذه الطفلة، وأجرى على لسانها تلك الكلمات الاحتسابية التي كانت سبباً في ترك والدها للمنكر، وإقلاعه عنه، والانتقال من ظلمات المعاصي إلى نور الطاعات، وكما هيأ الله تعالى بعض الحيوانات لتحتسب وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فها هو هدهد سليمان يرى منكراً عظيماً وهو السجود لغير الله تعالى، فيقول: (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) [سورة النمل: 22-24] فكان ما كان من مراسلة سليمان -عليه السلام- لهؤلاء القوم، وإسلامهم بعد ذلك، كل ذلك بسبب هذا الجندي الصغير الذي هو من جنود الله، وهذا الطائر المحتسب الذي سخره الله تعالى لهداية أولئك القوم.

2- أنه مهما بلغ الإنسان من المعاصي والذنوب والبعد عن الله -عز وجل- فإننا لا نقنطه من رحمة الله، ولا نيأس منه، فقد تنظر من تريد الاحتساب إلى فلانة من الناس واقعة في منكر فتريد الاحتساب لكنها قد يأتيها الشيطان فيبث في نفسها اليأس من هذه المرأة، وأنها من المستحيل أن تستمع إلى النصيحة، أو ترجع عن المنكر، أو تفعل المعروف، وهذا أمر خطير لابد أن تنتبه له كل من أرادت الاحتساب، فتعلم أن الهداية بيد الله تعالى، وأن عليها بذل السبب، وتغيير المنكر بما تستطيع من طاقة، وبالتي هي أحسن، فلعل الله أن يفتح على يديها، ويصلح حال من احتسب عليها، فمازال النبي
-صلى الله عليه وسلم- يرجو إسلام أكثر الناس إيذاءً للمسلمين وهو أبو جهل، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (اللهم أعز الإسلام بأبي جهل ابن هشام أو بعمر) [3] بل إنه -عليه الصلاة والسلام- احتسب على عمه أبي طالب حتى آخر لحظة، فعندما "حضرت أبا طالب الوفاة جاءه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فوجد عنده أبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي طالب: (يا عم قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله)، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله... "[4] فمع ما بلغ صاحب القصة الذي هو والد الطفلة المحتسبة من المعاصي والذنوب إلا أنه لحق بركب التائبين، وهداه الله رب العالمين.
3- أن الكلمات والأفعال الناتجة من حب صادق التي يبادر بها المحتسب تكون سبباً رئيسياً لاستجابة المحتسب عليه، فعندما سمع الأب كلمات ابنته التي تقول فيها: "يا بابا، عيب عليك، اتق الله... "!! جلجلت في أذنه، وهزت كل كيانه، واضطربت لها كل جوارحه؛ لأنه رأى فيها الحب الصادق، وشعر بالإخلاص الحقيقي، وهكذا لابد أن تكون المحتسبة تجاه من تحتسب عليهم، فهي تحب لهم الخير، وتصدقهم في اللهجة، وتتمنى لهم الصلاح، مخلصة في كل ذلك لربها جل في علاه: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) [سورة ص: 86].
4- أن الإنسان لا يدري بماذا يختم له، ولا يعرف كيف تكون نهايته، فلذلك هو يحرص كل الحرص على أن يكون دائماً متلبساً بطاعة ربه، مبتعداً عن معصيته، متقرباً إليه بأحب الإعمال إليه، فقد ماتت الطفلة التي احتسبت على أبيها في اليوم التالي مباشرة، ماتت بعد ما تغير بسببها حال أبيها، ماتت بعد أن أنكرت ما رأته من منكرات، ماتت بعدما احتسبت.. فعلى أي شيء نحن نموت؟ نعم على أي شيء نموت ونحن نرى المنكرات من حولنا ولم نغيرها -إلا من رحم الله-، نرى المنكرات ولم نشارك في الاحتساب عليها، ألا نرضى أن يختم الله - تعالى -حياتنا بالاحتساب؟ ألا نطمع أن نموت وقد دُوِّن في سجلاتنا ما احتسبناه على المنكرات، وما أمرنا به من معروف؟ ما أجملها من خاتمة، وما أحسنها من وفاة.
اللهم اجعلنا من أنصار دينك، ومن العاملين بسنة نبيك، واحشرنا في زمرة المحتسبين الصابرين، والمؤمنين الشاكرين... آمين.. أمين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــ
[1] رواه أحمد بلفظ: (... هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داع فأستجيب له)
برقم (17456)، وصححه الأرناؤوط وغيره في تحقيق المسند (29/440)، وبألفاظ أخرى رواه البخاري برقم (1145)، ومسلم برقم (758).
[2] بتصرف يسير من المجموعة الرابعة من "العائدون إلى الله" للشيخ محمد بن عبد العزيز المسند ص
(76-79).
[3] رواه الترمذي برقم (3683)، وقال الألباني: حسن صحيح، انظر تحقيق المشكاة (3/316)،
برقم (6036).
[4] رواه البخاري برقم (1360) بلفظه، ومسلم برقم (24).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]