|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تأثير التطوع على حياة الزوجين شيماء فؤاد المشاركة هي رُوح العلاقة الزوجية، وكلما زادت مساحات المشاركة بين الزوجين، زاد القرب بينهما، وكانت علاقتهما الزوجية ثرية وسعيدة. ومن صور المشاركة بين الزوجين: المشاركة في القرارات، والمشاركة في أنشطة المنزل، ومساعدة كل طرف للآخر في عمله أحيانًا، والمشاركة في الهوايات، ولكنْ هناك نوع آخر من المشاركة له مذاقٌ خاص وظلال مباركة على العلاقة والبيت، ألا وهو: نشاط التطوع. تطوع الزوجين معًا له آثار إيجابية على علاقتهما؛ فالتطوع يؤثِّر في الفرد نفسه، فيجعله يشعر بأنه ذو قيمة حقيقية بالنسبة لغيره، ويحسِّن من حالته النفسية، ويجعله أكثر إقبالاً على الحياة، وبطبيعة الحال يستطيع كل فرد أن يكوِّن علاقات وصداقات كثيرة تشبع عنده بعض الاحتياجات النفسية من التقدير والاهتمام. وكل هذه الآثار هي بالضبط ما تحتاجه "ست البيت" غير العاملة، والتي تشكو من فراغ، وإحساس بالوحدة في ظل عمل زوجها وانشغاله خارج المنزل فترات طويلة، فهي تحب أن تشعر بتجديد في الحياة وإفادة الآخرين. والأكثر حظًّا هما زوجانِ اتفقا على أن يكون للتطوع نصيب من وقتهما أسبوعيًّا، أو كما يتيح الوقت، فيذكِّر أحدهما الآخر بتعديد النوايا واحتسابها، فيخرجان إلى أقرب جمعية خيرية ويقومان بالمساعدة في النشاطات التي تحتاج إلى مساعدة، الوجود في مثل هذه الأجواء التي تفيض بطاقة الخير الإيجابية يغسل عنهما شجون الحياة، ويسمح لكل طرف منهما أن يرى الجانب الخير والإنساني والجميل في زوجه، والذي يكون بمثابة شفاعة تشفع لكل التراكمات الصغيرة التي ربما يحملها أحدهما من الآخر، فيُقبلان على بعضهما البعض أكثر وأكثر؛ لأن الإنسان بطبعه يحب الخير والإحسان، وينجذب إلى الأخيار والمحسنين. ومن جانب آخر، فوجودهما معًا في مكان يقوم بسد حاجات المحتاجين يحل تلقائيًّا بعض المشكلات المادية المرتبطة بالتطلعات المادية؛ لأنه يغذيهما بالحمد والقناعة، ويجعلهما يشعران بفضل الله عليهما وكرمه، فيعودان إلى البيت حامدين وراضيينِ ومسرورين مهما كانت حالتهما الاقتصادية. ومن بُعد ثالث: وجود زوجين معًا في نشاط خيري شيء يقر أعين الناس ويُلهمهم؛ فهما يشكِّلان قدوة للآخرين دون أن يتعمدا ذلك، ويصححان من صورة الأزواج السلبية المنتشرة، ويجعلان كل فرد حولهما يسأل ربه أن يؤتيه من فضله زوجًا صالحًا يشاركه ما يحبه، ويجتمعان معًا على الخير والطاعة. أما إذا اصطحب الأب والأم طفلهما إلى مكان خيري ليشارك فيما يحبه ويقدر عليه، فقد فعلا فيه معروفًا كبيرًا، وزرَعا فيه قِيمًا عديدة، تدعمها تجرِبته في التطوع ومساعدة الآخرين؛ حيث يتعرف على فرحة العطاء، ويشعر بالآخرين؛ مما ينمي عنده الذكاء الاجتماعي، ويغرس فيه هذا النشاط بذرة القناعة، وحب الخير، ويكسبه بعض الخبرة طالما احتك بالآخرين، كما أن هذا الولد سيصبح مصدرًا لصدقات جارية للوالدين في دنياهما وأخراهما بما علَّموه من خير، وغرَسوا فيه من قِيم. ولعل أفضل ما يعبر عن تأثير العمل التطوعي على الحياة الزوجية قول الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. ربنا، اجعَلْنا من الذين آمنوا واتبعتهم ذريتُهم بإيمان، وهَبْ لنا من أزواجنا وذرياتنا قرةَ أعيُن، وتقبل منا، إنك أنت السميع العليم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |