السعادة الزوجية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أصول بلا تأصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب (مطوية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          حديث: سُئِلَ ابنُ عُمرَ عن صومِ عرفةَ بعرفةَ ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          الرزق ليس المال فقط! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          صور رائعة من المسارعة إلى الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          قيمنا في العشر من ذي الحجة: قيمة تعظيم شعائر الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          هل مع حب لذة المعصية توبة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          التبصر والبصيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإجازة الصيفية للأبناء .. خطة لتحويل القراءة إلى متعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          وقفات مع حجة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-12-2020, 11:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,878
الدولة : Egypt
افتراضي السعادة الزوجية

السعادة الزوجية
إبراهيم المشهداني


السعادة الزوجية مطلب نفيس، وأمنية عزيزة ينشدها كل زوجين، ورغبة ملحة يرومها كل عروسين، إذا تحققت رفرفت على الأسرة أعلام المحبة والهناء، ودوت في جنبتاها كلمات الرحمة والصفاء، ومتى ما عدمت غرقت البيوت في لجج القلق والشقاء، وطوقت بسفينتها أمواج الشر والبغضاء إلى لجج العطب والعناء.
السعادة الزوجية عملة صعبة، وصفقة نادرة، إن من نعمة الله -سبحانه- أن من على عباده بالرحمة والمودة واللباس الحسن: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم: 21]، يجد الرجل في بيته المأوى الكريم والراحة النفسية بعد عناء العمل، وينفض عن نفسه غبار السآمة والملل، ويبعد متاعب الحياة بابتسامة حانية، وبشاشة مشرقة، وكلمات رقيقة، ومعاملة رفيقة، وعواطف دافئة، ومشاعر عرفانية من شريكة العمر، ورفيقة الدرب، وصفية الفؤاد، وأم الأولاد.
أيها المسلمون: يريد الإسلام أن تكون الأسر قلاع خير ومحبة ووئام، وحصون بر وحنان وسلام، وعلى الزوج والزوجة أن يكونا مثالا لحسن التعاون، وأن البيت الذي يقوم على النزاع والخصومات، وتكثر فيه المشكلات لهو بيت اليه أعاصير الدمار.
أيها الأزواج والزوجات: اسمعوا وعوا كلام رب البريات حيث قال في كتابه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم: 21].
نعم لتسكنوا إليها، وكذلك هن لباس لكم وأنتم لباس لهن، فكما أن اللباس ملاصق للإنسان والزوج والزوجة كلاهما لباس للآخر.
إخوة الإيمان: لا يمكن أن يكون هناك كمال من الإنسان؛ لأن الإنسان من شأنه القصور، فليصفح كل من الزوجين عن الزلات والهفوات، وليكن التسامح والعفو عن الهفوات، فمن حوسب على الجل عجز عن الكل.
وتغافل عن أمور إنه ليس يسعد بالخيرات إلا من غفل، وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا)).
وفي الحديث عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، أَوْ اكْتَسَبْتَ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ))[رواه أبو داود].
من أجل ذلك قال -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء: 19][1].
أيها الأزواج وأيتها الزوجة: كل واحد له حقوق وعليه واجبات، فليعرف كل واحد منكم حقوقه وواجباته، جاء في الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وخياركم خياركم لنسائكم))[رواه أحمد].
وعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)))[أخرجه الترمذي].
أيها الأزواج: قوموا بحق البيت والمعاشرة وعلموا زوجاتكم أمور دينهم وغاروا عليهن وصونوا كرماتهن، واحفظوا أعراضهن، ولا تتركوا لهن الحبل على الغارب، وألزموهن الستر والعفاف والحشمة واحفظوهن من الشر والفساد، ووسائل الهدم والتخريب وأسباب الانحراف والجريمة.
هناك أزواج لا يعرفون إلا لغة الأوامر والنواهي، وهناك أزواج لا يحضرن الجمع والجماعات، ومنهم من يكثر من السهرات والسفرات، وهناك من عنده من الشبهات، ومن كان له أكثر من زوجة فعليه ان يتقى الله - سبحانه -.
وأيتها الزوجة: أين أنت من زوجك، فإنما هو جنتك ونارك، وفي الحديث: عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة))[2].
وفي الحديث قال رسول الله -صلى الله علية وسلم- فيما رواه عنه أبو هريرة: ((إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت))[3].
وفي الحديث عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَال: ((لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا))[4].
وفي الحديث: عنْ أبي هُرَيْرَةَ عنِ النبيِّ، قالَ: ((لَوْ كُنْتُ آمراً أحَداً أنْ يَسْجُدَ لأِحَدٍ، لأمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا))[رواه الترمذي وأبو داود].

إن من النساء لا تعرف من زوجها إلا الخادم الذليل، طلبات وحاجات وقوائم ومشتريات كمالية ولا يقول أي شيء، وإذا قامت بتدبير المنزل فعليه أن يكيل لها المدح والثناء، والتبجيل.
ومن النساء لها ثوب رثّ وشعر مبعثر، تصبح نوامة وتمسي لوامة، لا تعرف إلا الصاحبات والذهاب الى الحفلات، فلا دين يردعها ولا خلق يقومها.
إن سبب عمران البيوت طاعة الله ورسوله، وسبب خراب البيوت معصية الله ورسوله، قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية عن للفضيل -رحمه الله-: "إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي وامرأتي وفأر بيتي"[5].
فعلينا -معاشر الإخوة الكرام-: أن نقتدي ببيت النبوة، وبالصحابة الكرام فهم القدوة الحسنة، والمثال الطيب في بناء عش الزوجية، ولنقتصر على مثال واحد من الأمثلة العديدة يبين لنا العلاقة الزوجية المتينة السعيدة في السراء والضراء، فعن أنس - رضي الله عنه - أن أبا طلحة - رضي الله عنه - مات له ابن، فقالت أم سليم - رضي الله عنها -: لا تخبروا أبا طلحة حتى أكون أنا أخبره. فسجَّت عليه ثوبًا، فلما جاء أبو طلحة - رضي الله عنه - وضعت بين يديه طعامًا فأكل، ثم تطيّبت له فأصاب منها فتلقت بغلام، فقالت له: يا أبا طلحة، إن آل فلان استعاروا من آل فلان عارية، فبعثوا إليهم أن ابعثوا إلينا بعاريتنا، فأبوا أن يردوها. فقال أبو طلحة: ليس لهم ذلك؛ إن العارية مؤداة إلى أهلها. قالت: فإن ابنك كان عارية من الله، وإن الله قد قبضه فاسْتَرْجِعْ. قال أنس: فأُخبر النبي، فقال: "بارك الله لهما في ليلتهما".
وعن أنس أيضا قال: خطب أبو طلحة أم سليم -رضي الله عنها- قبل أن يسلم، فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذاك مهري، لا أسأل غيره".
فأسلم وتزوجها أبو طلحة. فكانت بذلك أول امرأة جعلت مهرها إسلام زوجها، فصارت سببًا في دخول أبي طلحة في الإسلام، فحازت بذلك على الفضيلة التي وعد بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْر النَّعَم))[6].
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، وطوبى لمن وجد في صحفيته استغفار كثيرا، وصلاة على الحبيب المختار.
[1] بتاريخ 5 -جمادى الثاني - 1430، الموافق 29-5-2009 الميلادي، بجامع يحيى الطالب الكبير.
[2] راوه الترمذي وابن ماجة، وقيل ان الحديث لا يثبت لجهالة راويه مساور الحميري، وذكره الشيخ الألباني - رحمه الله - في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة حديث رقم 1426.
[3] انظر: آداب الزفاف الألباني ص (286).
[4] وحسنه الترمذي، وصحح إسناده الذهبي.
[5] ابن عساكر في تاريخ دمشق: وقال الفضيل: إني لأعصى الله فأعرف ذلك من خلق حماري وخادمي، ونسبها للفضيل أيضاً أبو نعيم في الحلية بسنده، وابن الجوزي في صفة الصفوة.
[6] قصة الإسلام للأستاذ الدكتور راغب السرجاني.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.16 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]