التفسير التربوي لسورة الدخان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         لا يصح جمع قضاء رمضان مع ست شوال بنية واحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          What is the ruling on one who discloses secrets ما حكم من يفشي الأسرار ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ما حكم من يفشي الأسرار ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان " معناه وصحته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          متى يبدأ المسلم صيام ستة من شوال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          $ هل يحصل الفضل لمن صام ثلاث من الست من شوال مع البيض بنية واحدة ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ماعلاج البقع الحمراء مع انتفاخ على الرقبة والأكتاف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أعاني من ثقل بالساقين وألم مبرح يمتد إلى قدمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فضائل الأخلاق الحسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          دعاء النجاة غير ثابت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-11-2020, 09:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,948
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التفسير التربوي لسورة الدخان

التفسير التربوي لسورة الدخان
د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري




ثم انتقلت الآيات إلى ذكر أهل النجاة والتكريم:
﴿ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30)
فامتن الله على بني إسرائيل بنجاتين:
1- نجاهم الله تعالى من إهانة فرعون وإذلاله لهم، وتسخيره إياهم في الأعمال المهينة الشاقة.

﴿ مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ (31)
2- ونجاهم سبحانه من إسرافه في تعذيبهم، وعلوه واستكباره؛ بقتل أطفالهم واستحياء نسائهم.
فلأيّ شيء تفخر قريش بقوتها وغناها على النبي - صلي الله عليه وسلم - وأصحابه!:
1- هل تفخر بقوتها: وقد نجى الله بني إسرائيل المستضعفين في الأرض، وأهلك الطاغية فرعون المستكبر والمسرف في الأرض.

﴿ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ (32)
2- أم هل تفخر بملكها: وقد أورث الله بني إسرائيل ملك فرعون، وقصوره.
3- أم هل تفخر بحسبها: وقد فضّل الله بني إسرائيل لما أطاعوا الله تعالى على أهل زمانهم، على علمٍ من الله تعالى باستحقاقهم لذلك الفضل.

﴿ وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ ﴾ (33)
4- أم هل تفخر بأمجاد آبائها: وقد أعطى الله بني إسرائيل من الحجج والبراهين وخوارق العادات ما فيه بلاءٌ مبين؛ أي نعمة ظاهرة؛ كقوله تعالى: (وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً)، ومن ذلك:
أ‌- الشر الذي كفه عنه: كإنجائهم من الغرق، وفلق البحر لهم، وإغراق عدوهم وهم ينظرون.
ب‌- والخير الذي تفضل به عليهم: كتظليل الغمام، وإنزال المنّ والسلوى عليهم.
فهل تظن بعد ذلك قريشٌ أنها إن آمنت بالله عز وجل: ستتخطفها العرب، أو أنها تفتقر؛ لقطع الجلب عنهم!

وهل ستنكر قريش البعث بعد الموت؟، وقد علمت أن من الآيات التي تفضل الله بها على بني إسرائيل: إحياؤهم بعد إماتتهم:
أ‌- حين طلبوا الرؤية؛ فأخذتهم الصاعقة.
ب‌- وحين خرجوا من ديارهم - وهم ألوف - حذر الموت.

﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34)
فبأيّ حجة تجرأ كفار قريش الأذلاء الأقلاء على الله تعالى بقولهم:

﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ ﴾ (35)
ليست هناك حياة إلا هذه الحياة الدنيا، وليس هناك حياة أخرى ولا نشر ولا بعث بعد الموت، ويستدلون على ذلك تنطعًا بقولهم:

﴿ فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ (36)
ما لنا لا نرى آباءنا الذين ماتوا يرجعون للدنيا، ابعثوا لنا قصي بن كلاب وبقية آبائنا نسألهم عن أحوال الآخرة والبعث بعد الموت؛ إن كان ذلك حقًا!.

﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ (37)
ولم يجبهم الله لذلك؛ لأنهم لو رأوا ذلك لم يؤمنوا به، بل:
1- هددهم الله تعالى، وذكرهم بمصرع من يعرفون خبرهم، من العرب القحطانيين الذين سكنوا معهم في الجزيرة العربية، وكان ملكهم عظيمًا؛ إنهم قوم تبع ملوك حمير في اليمن، لما عظم إجرامهم أهلكهم الله تعالى - كما في سورة سبأ - كما أهلك المجرمين من قبلهم، فهل هم خيرٌ في الدين والدنيا منهم!.

﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾ (38)
2- ثم أرشدهم الله تعالى إلى أن يحكّموا عقولهم: هل من الحكمة أن يخلق الله السموات والأرض وما بينهما عبثًا، ثم لا يثيب من أطاعه، أو يعاقب من عصاه؟.

﴿ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (39)
بل لم يخلقهما الله وما بينهما إلا لإقامة الحق وإظهاره، والعمل به، ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أن الأمر كذلك؛ لذلك اجترؤوا على المعاصي والإفساد في الأرض.
لكن حكمة الله تعالى تقتضي أن يكون هناك يوم للفصل بين العباد:

﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ (40)
إنه يوم القيامة ومن صفاته:
1- أنه يومٌ يجمع الله تعالى فيه الخلائق كلهم؛ أولهم وآخرهم، لا يتخلف منهم أحد، ثم يفصل بينهم، فيعذب الكافرين، ويثيب المؤمنين.

﴿ يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾(41)
2- وهو يومٌ لا ينفع فيه ولي ولا قريب صاحبه، ولا يتعاونون بينهم ليدفعوا عن أنفسهم الضر الذي نزل بهم؛ بل كما قال تعالى: (ولا يسأل حميم حميمًا. يبصرونهم)؛ أي: لا يسأل أخًا له عن حاله، وهو يراه أمامه عيانًا.

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ (42)
إلا من استثنى سبحانه؛ من القريب المؤمن الذي يشفع لقريبه أو صاحبه بعد رحمة الله له ورضاه عنه، وهو سبحانه العزيز المنيع الذي لا يغلب، ولا يُنصر من أراد عذابه، وهو مع عزته سبحانه الرحيم الذي لا تمنع عزته أن يُكرم ويرحم.
ثم يعرض القرآن مشهدًا من مشاهد يوم الفصل؛ ليصور صورة من صور عذاب المعرضين يوم القيامة:

﴿ إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ ﴾ (43)
إنها شجرة الزقوم:
1- شكلها مفزع؛ طلعها كأنه رؤوس الشياطين.
2- منبتها فضيع: تنبت من وسط نار الجحيم.
3- اسمها مخيف: سماها الله في القرآن الشجرة الملعونة.

﴿ طَعَامُ الْأَثِيمِ ﴾ (44)
4- طعامها: خبيث منتن، لو قطرت قطرة على الأرض لأفسدت على الناس معايشهم، فكيف بمن جعلها الله تعالى طعامهم؛ من الفجار الذين ارتكبوا الآثام؛ قولاً وفعلاً.

﴿ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ﴾ (45)
5- حرارتها: كحرارة القطران والحديد الذائب من شدة الحرارة.
6- وفعلها وتخصصها في العذاب: أن تغلي في بطون المجرمين.

﴿ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴾ (46)
كغليان الماء الذي تناهى حره بما يوقد تحته.
وما الذي يحمل هذا الأثيم على أكل هذا الطعام، ومقاربة مكانه؟ إنه مقهور مدفوع مرغم على أكله:

﴿ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴾ (47)
1- تأخذه ملائكة العذاب، وتسلسله بالسلاسل.
2- ثم تدفعه دفعًا عنيفًا من وراء ظهره، وتسوقه آخذة بمجامع ثوبه عند صدره.
إلى وسط النار الذي هو في غاية الاضطرام والتوقد، وهو موضع خروج الشجرة، التي هي طعامه.

﴿ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ﴾ (48)
3- ثم يضربه الملك بمطرقة تفتح دماغه، ثم يصب الحميم على رأسه فينزل في بدنه، فيسلت ما في بطنه من أمعائه، حتى تمرق من كعبيه.
4- فتحرق جلده وتشويه، وتكويه؛ ليجتمع لهم حر الظاهر بالحميم والباطن بالزقوم.
والسبب أنه كان في الدنيا يكذب رسل الله وكتبه، ويزعم أنه أعز الناس وأكرمهم، فناداه الله تهكمًا به:

﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾ (49)
أي كنت تزعم أنك وحدك دون المؤمنين العزيز الذي يَغلب ولا يُغلب، الكريم الذي جمع شرف الآباء وجود البذل، فذق يا من زعمت أنك عزيز ستمتنع من عذاب الله، وأنك كريم على الله لا يصيبك بعذاب، فاليوم تبين لك أنك أنت الذليل المهان الخسيس.

﴿ إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ﴾ (50)
إن هذا العذاب الذي تقاسونه هو الذي كان يعدكم به رسلكم، فكنتم تشكون وتكذبون به في الدنيا.
ومن مشهد العتل والأخذ، والشيء والكوي، وأكل الزقوم، وشرب الحميم: إلى مشاهد المتقين الذين آمنوا بالله وصدقوا رسله، فكم تاقت النفوس لتعرف ما لأضداد هؤلاء من التكريم:

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾ (51)
جزاء الذين خافوا عذاب الله، واتقوا الكفر والمعاصي أن يجعلهم الله في موضع، وصفه الله بصفتين:
1- هو موضع إقامة، لا يريد الحال فيه تحولاً عنه.
2- وهو موضع أمن، أمنوا فيها من الموت، ومن الخروج، ومن كل هم وحزن ونصب، ومن الشيطان وكيده، ومن سائر الآفات والمصائب.

وما وصف هذا المكان؟ قال تعالى:
﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ (52)
1- أشجار بديعة متلفة، تجن وتستر من دخل فيها، وهذا في مقابل ما للكفار من عذاب شجرة الزقوم.
2- وعيون، يفجرونها حيث شاءوا، وهذا في مقابل ما للكفار في النار من عذاب الحميم.

ولما تلذذ الباطن بلذة النظر، ولذة الأكل والشرب ذكر سبحانه نعيم الظاهر:
﴿ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ (53)
وتلذذ الظاهر من جهتين:
أ‌- فاللباس: ثياب من حرير خالص على نوعين:
1- سندس رقيق؛ لتكون بطانة لباسهم التي تمس أبدانهم ناعمة.
2- وإستبرق غليظ؛ لتكون ظاهرة لباسهم تحمل من النقوش والتطاريز الشيء البديع، الذي له بريق ولمعان، وقد سمي الإستبرق بذلك لشدة بريقه.

ب‌- والمجالس: فقد توزعوا على سرر مرفوعة، وأصبح كل منهم مقابلاً للآخر، ناظرًا إليه، لم يولِ واحدٌ منهم ظهره لصاحبه، ولم يدابره حسًا ولا معنى.
فإذا أرادوا النساء حالت الستور بينهم.

ولما كان هذا أمراً يبهر العقل، فلا يكاد يتصوره، قال تعالى مؤكداً له:
﴿ كَذَلِكَ
أي الأمر كما ذكرنا، لا مرية فيه.

ولهم مع هذا العطاء كذلك: مجالس مع أزواجهم، وقد وصفهن الله بصفتين:
﴿ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ (54)
1- أنها حوراء؛ أي بيضاء، يحار الطرف في حسنها، وينبهر العقل بجمالها؛ (كأنهن الياقوت والمرجان).
2- وعين؛ أي عيناء، حسناء العين الواسعة.
قال بعض السلف: لو أن حوراء بزقت في بحر لجي، لعذب ذلك الماء لعذوبة ريقها.

وهي حياة زوجية لا نكد فيها، ولا همّ نفقات، بل:
﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ﴾ (55)
1- يطلبون من خدامهم كل ما يتمنون من التفكه، لا يفقدون فاكهة لبعد مكان، أو فقد أوان.
2- وهم آمنون من امتناعه وانقطاعه، ومن زيادته عن قدر شهوتهم له، ومن مضرته.

بل يأمنون كذلك من أشد ما يخاف منه:
﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)
1- فلا يجدون في الجنة طعمًا للموت، ولا لأسبابه، بعد الموتة الأولى التي وجدوها في الدنيا، فلا يجدون:
‌أ- موتًا.
ب- ولا هرمًا.
ج- ولا مرضًا.
‌د- ولا بؤسًا.
ه- ولا نومًا؛ لأن النوم أخو الموت.
و- ولا تبلى حتى ثيابهم.

2- ولا يجدون عذابًا، بل سلمهم الله تعالى من العذاب الليم في دركات الجحيم، فحصل لهم المطلوب، ونجاهم من المرهوب؛ برحمته وفضله:
﴿ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ (57)
وهذا النعيم موصوف بأنه:
1- فضل من الله، وأعظِم بفضائل ربنا!.
2- وهو الفوز والظفر بكل مطلوب على أعظم ما يبلغه، ويتناهى إليه، فوزًا لم يدع جهة الشرف إلا ملأها.

﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ (58)
وتختم هذه السورة بما بدأت به من ذكر القرآن الكريم، وقد أنزله ربنا سبحانه:
1- سهلًا واضحًا، يفهمه من قرأه وتدبره.
2- بلغة عربية، هي أفصح اللغات.
3- وبلسان نبي كريم، هو أفصح الناس لسانًا، وأجلاهم بيانًا، وأحلاهم منطقًا، والعرب ممن تعجبهم الفصاحة.
لأجل أن يتفهموا ما فيه نفعهم فيفعلونه، ويتعلموا ما فيه ضررهم فيتركونه.


ثم عادت السورة تذكر بمقصدها، وهو إنذار قريش بالحال الذي وقع عليهم من الدخان، والماضي الذي حل بالكافرين قبلهم كقوم فرعون وتبع، والمستقبل الذي سيصلونه في عذاب الجحيم، وتبشر المؤمنين بالحال الذي وقع لهم من نصرهم في بدر، والماضي الذي نجى الله فيه المستضعفين من بني إسرائيل، وورثهم ملك فرعون، والمستقبل الذي سيلاقونه من نعيم وجنات، فقال سبحانه:
﴿ فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ﴾ (59)
فانتظر يا محمد في الدنيا النصر يوم بدر، وفي الآخرة الجنة، ولينتظر هؤلاء الكفار - إن استمروا في كفرهم - الهلاك يوم بدر في الدنيا، والنار في الآخرة، وهذا الانتظار والترقب لا يزايلهم، بل قد قطع قلوبهم، وملأ صدورهم؛ فختمت السورة بوعد له، ووعيد لهم.
آخر تفسير سورة الدخان، ولله الحمد والمنة، وبه التوفيق.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.94 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.42%)]