طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل آيس كريم الفانيليا بخطوات بسيطة.. طعمه لذيذ ومنعش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          5 نصائح لحماية بشرتك من الجفاف خلال الطقس الحار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          يوم الابن الأوسط.. لماذا يشعر الطفل الثانى باضطهاد والديه وحل هذه المشكلة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          نقطة ومن أول السطر.. إزاى تتخلص من عاداتك السيئة وتبدأ من جديد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          طريقة عمل مشروب الخوخ المثلج بالنعناع.. وصفة منعشة لأيام الصيف الحارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من النجف للسيراميك.. 6 خلطات لتلميع المنزل بنظافة وأمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ماسك العسل والأفوكادو لترطيب البشرة.. وصفة طبيعية تمنحك النعومة والحيوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          8 أفكار متنوعة موضة ديكور 2025 لتنظيم مكتبك.. لخلق بيئة عمل سعيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          لو ابنك داخل سنة أولى ابتدائى.. 4 خطوات هتساعد طفلك على الاستعداد للمدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ابنك مش بيسيب الموبايل من إيده.. كيف تجعلين طفلك يستفيد من الهاتف المحمول؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #3  
قديم 16-11-2020, 09:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,725
الدولة : Egypt
افتراضي رد: طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ

طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ
محمود محمدى العجوانى
9- والحياة الطيبةوالسعادة ليست فى ظاهر الإنسان بل هى فى داخله وباطنه
فكم من سعيد فى ظاهره حزين فى باطنه وكم من حزين فى ظاهره سعيد فى باطنه .
وقال إبراهيم بن أدهم : نحن والله الملوك الأغنياء، نحن الذين قد تعجلنا الراحة في الدنيا، لا نبالي على أي حال أصبحنا وأمسينا إذا أطعنا الله عز وجل .
يَا خَادِمَ الْجِسْمِ كَمْ تَسْعَى لِخِدْمَتِهِ أَتَطْلُبُ الرِّبْحَ فِيمَا فِيـهِ خُسْرَانُ
أَقْبِلْ عَلَى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا فَأَنْتَ بِالرُّوحِ لَا بِالْجِسْمـِ إنْسَانُ .[1]
ومر أحد السلف على صبية صغار يلعبون، وبينهم طفل صغير يبكي، فيظن الرجل أن هذا الطفل يبكي لأنه ليس له لعبة كما لهم لعب، فقال له: يا بني أتريد أن أشتري لك لعبة؟ قال: ما لهذا أبكي يا قليل العقل، إنما أبكي لأن هؤلاء يفعلون غير ما خلقوا له، أولم يسمعوا قول الله وهو يوبخ أهل النار: (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ اله إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ )) ( المؤمنون:115- 116 ) فدهش الرجل من إجابة هذا الطفل الصغير وقال له: يا بني إنك لذو لب لذو عقل، وإن كنت صغيراً فعظني، فقال له الطفل بيتاً واحداً:
فما الدنيا بباقية لحي ... ... وما حيٌ على الدنيا بباق [2]
قال النسفى فى تفسيره فى قول الله عز وجل { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّ هُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّ هُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }: وذلك أن المؤمن مع العمل الصالح موسراً كان أو معسراً يعيش عيشاً طيباً إن كان موسراً فظاهر ، وإن كان معسراً فمعه ما يطيب به عيشه وهو القناعة والرضا بقسمة الله تعالى . وأما الفاجر فأمره بالعكس ، إن كان معسراً فظاهر ، وإن كان موسراً فالحرص لا يدعه أن يتهنأ بعيشه[3]
( قلت محمود : لأنه لا رب له لأن الدنيا هى مقصوده ).
قال ابن تيمية رحمه الله : ماذا يفعل بى أعدائى أنا جنتى فى صدرى أينما رحت فهى معى . نفى سياحة وسجنى خلوة وقتلى شهادة .
* وقال ابن بشار: خرجت أنا وإبراهيم بن أدهم، وأبو يوسف الغسولي، وأبو عبد الله السنجاري، نريد الإسكندرية فمررنا بنهر يقال له نهر الأردن فقعدنا نستريح وكان مع أبي يوسف كسيرات يابسات. فألقاها بين أيدينا فأكلناها وحمدنا الله عز وجل . فقمت أسعى أتناول ماء لإبراهيم فبادر إبراهيم فدخل النهر حتى بلغ الماء إلى ركبتيه . فقال بكفيه في الماء فملأهما ثم قال: بسم الله ، وشرب الماء ثم قال : الحمد لله ، ثم إنه خرج من النهر فمد رجليه ثم قال : يا أبا يوسف لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا عليه بالسيوف أيام الحياة ، فقلت: يا أبا إسحاق طلب القوم الراحة والنعيم فأخطأوا الطريق المستقيم .[4]
قَالَ ابن القيم وَقَالَ لِي ابن تيمية مَرَّةً : مَا يَصْنَعُ أَعْدَائِي بِي أَنَا جَنَّتِي وَبُسْتَانِي فِي صَدْرِي أَيْنَ رُحْت فَهِيَ مَعِي لا تُفَارِقُنِي , أَنَا حَبْسِي خَلْوَةٌ , وَقَتْلِي شَهَادَةٌ , وَإِخْرَاجِي مِنْ بَلَدِي سِيَاحَةٌ .
وَقَالَ لِي مَرَّةً : الْمَحْبُوسُ مَنْ حُبِسَ قَلْبُهُ عَنْ رَبِّهِ , وَالْمَأْسُورُ مَنْ أَسَرَهُ هَوَاهُ .
قَالَ : وَعَلِمَ اللَّهُ مَا رَأَيْت أَحَدًا أَطْيَبُ عَيْشًا مِنْهُ قَطُّ مَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ ضِيقِ الْعَيْشِ وَخَلاقِ الرَّفَاهِيَةِ وَالنَّعِيمِ بَلْ ضِدِّهَا مَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ الْحَبْسِ وَالتَّهْدِيدِ وَالإِرْجَافِ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ أَطْيَبُ النَّاسِ عَيْشًا وأشرحهم صَدْرًا , وَأَقْوَاهُمْ قَلْبًا وَأَسَرُّهُمْ نَفْسًا تَلُوحُ نَضِرَةُ النَّعِيمِ عَلَى وَجْهِهِ .
قوله تعالى : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي } أي : خالف أمري، وما أنزلته على رسولي، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } أي : في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق حَرَج لضلاله ، وإن تَنَعَّم ظاهره ، ولبس ما شاء وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى ، فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبه
يتردد فهذا من ضنك المعيشة .
وقال الجنيد دخلت على سري السقطي أعوده في مرض موته فقلت كيف تجدك فأنشأ يقول
كَيْفَ أَشْكُو إلَى طَبِيبِي مَا بِي وَاَلَّذِي بِي أَصَابَنِي مِنْ طَبِيبِي
فأخذت المروحة لأروحه فقال كيف يجد ريح المروحة من جوفه يحترق ثم أنشأ يقول
القلب محترق والدمع مستبق ... والكرب مجتمع والصبر مفترق
كيف القرار على من لا قرار له ... مما جناه الهوى والشوق والقلق
يا رب إن يك شيء فيه لي فرج ... فامنن على به ما دام بي رمق [5]
فماذا يغنى الظاهر عن الباطن ؟
وقال العوفي، عن ابن عباس : { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } قال : كل مال أعطيته عبدًا من عبادي ، قل أو كثر ، لا يتقيني فيه ، فلا خير فيه ، وهو الضنك في المعيشة .
ويقال : إن قومًا ضُلالا أعرضوا عن الحق ، وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين، فكانت معيشتهم ضنكا ؛ وذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفًا لهم معايشهم ، من سوء ظنّهم بالله والتكذيب ، فإذا كان العبد يكذب بالله ، ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته ، فذلك الضنك .
وقال الضحاك : هو العمل السيئ ، والرزق الخبيث ، وكذا قال عكرمة ، ومالك بن دينار .
وعن أبي سلمة ، عن أبي سعيد في قوله : { مَعِيشَةً ضَنْكًا } قال : يضيق عليه قبره ، حتى تختلف أضلاعه فيه .
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)
** وَمَنْ خَالَفَ أَمْرِي ، وَكَفَرَ بِمَا أَنْزَلْتُ عَلَى رُسُلِي ، وَأَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي وَتَنَاسَاهُ فَسَتَكُونُ مَعِيشَتُهُ فِي الدُّنْيَا ضَنْكاً لاَ طُمَأنِينَةَ لَهُ فِيهَا ، وَلاَ يَنْشَرِحُ فِيهَا صَدْرُهُ ، بَلْ يَبْقَى صَدْرُهُ ضَيِّقاً حَرِجاً ، بِسَبَبِ ضَلاَلِهِ . وَمَا لَمْ يَخْلُصِ الهُدَى وَاليَقِينُ إِلَى
قَلْبِهِ ، فَإِنَّهُ سَيَبْقَى فِي قَلَقٍ وَحِيرَةٍ وَشَكٍّ ، وَيَحْشُرُهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى البَصَرِ وَالبَصِيرَةِ ، قَدْ عَمِيَ عَلَيْهِ كُلُّ شَيءٍ إِلاَّ جَهَنَّمَ ، لأَنَّ الجَهَالَةَ التِي كَانَ فِيهَا فِي الدُّنْيا تَبْقَى مُلاَزِمَةً لَهُ فِي الآخِرَةِ .[6] مَعِيشَةً ضَنْكاً : ضَيِّقَةً شَدِيدَةً .
قلت محمود : { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } أى أن من أعرض عن أمر الله جعل الله حياته ضنكا وإن ملك الأسباب كلها ومن اتبع هدى الله جعل الله حياته رغدا وإن فقد الأسباب كلها فإن طيب الحياة ورغدها ملازم لطاعة الله وجوداً وعدما .
* وعَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ الْمُؤْمِن فِي قَبْره لَفِي رَوْضَة خَضْرَاء , وَيُرَحَّب لَهُ فِي قَبْره سَبْعِينَ ذِرَاعًا , وَيُنَوَّر لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر , أَتَدْرُونَ فِيمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَة ضَنْكًا وَنَحْشُرهُ يَوْم الْقِيَامَة أَعْمَى } أَتَدْرُونَ مَا الْمَعِيشَة الضَّنْك ؟ قَالُوا :اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم . قَالَ : عَذَاب الْكَافِر فِي قَبْره , وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُسَلَّط عَلَيْهِ تِسْعَة وَتِسْعُونَ تِنِّينًا . أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّين ؟ سَبْعُونَ حَيَّة لِكُلِّ حَيَّة تِسْع رُءُوس يَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ " . [7]
وقوله : { وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } قال مجاهد، وأبو صالح، والسدي : لا حجة له .
وقال عكرمة : عُمِّي عليه كل شيء إلا جهنم .
قلت محمود : والأعمى يورد نفسه موارد الهلاك وهو لا يدرى . فهذا الذى أعرض عن القرآن والسنة وهو مبصر فى الدنيا ولم يجعل القران والسنة له دليلا وهاديا فى هذه الدنيا فقد ضل لأنه لا هادى له ولا دليل له ولا قائد له . فهو يتخبط فى ظلمات المعاصى ليلا ونهارا . ومن لم يتخذ القرآن والسنة دليلا وهاديا فى الدنيا تخلى عنه القرآن والسنة فى الآخرة فصار فى الآخرة بلا دليل فكان كالأعمى يمشى بلا دليل .
قال تعالى : { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } [النور: 40] قوله تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } أي: من لم يهده الله فهو هالك جاهل حائر بائر كافر، كما قال تعالى: { مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ } [الأعراف: 186] وهذامُقابلة ما قال في مثل المؤمنين : { يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ } فنسأل الله العظيم أن يجعل في قلوبنا نورًا، وعن أيماننا نورًا، وعن شمائلنا نورًا، وأن يعظم لنا نورًا .[8]
ويحتمل أن يكون المراد : أنه يُحشَر أو يبعث إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضًا ، كما قال تعالى : { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } [الإسراء: 97] . ولهذا يقول: { رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا } أي : في الدنيا .{ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } أي : لما أعرضت عن آيات الله ، وعامَلْتها معاملة من لم يذكرها، بعد بلاغها إليك تناسيتها وأعرضت عنها وأغفلتها ، كذلك نعاملك اليوم معاملة من ينساك { فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا } [الأعراف: 51] فإن الجزاء من جنس العمل .
قلت محمود : أيأتيك الكتاب من الإله فتكفره ولا تشكره وتنساه ولا تذكره فمن كان هذا حاله ألقى فى النار لتأكله .
وقوله تعالى{وَكَذَلِك� � نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى } أى : وهكذا نجازي المسرفين المكذبين بآيات الله في الدنيا والآخرة {لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ}[الرعد: 34] ولهذا قال{وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} أي : أشد ألمًا من عذاب الدنيا وأدوم عليهم ، فهم مخلدون فيه . [9]
10- قيمة الإنسان بالإسلام لا بغيره
** فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قَالَ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا .[10]
فإنه لن يكون لنا قدر ولا قيمة ولا وزن إلا بدين الله عز وجل كما أن قشر الثمار ليس له قيمة إلا إذا كان ملتصقا بالثمر فإذا انفصلت القشر عن الثمرة ألقى القشر بالمزابل .
كذلك نحن إذا انفصلنا عن الدين صار حالنا كحال القشر الذى انفصل عن الثمر .
11- الاسلام فوق الجميع فوق الأنفس والاباء والأمهات ..........
لذا كان الدين فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده والسلف من بعدهم أعز وأحب إليهم من كل شئ .
فهذا النبى صلى الله عليه وسلم حين عرض عليه المشركون الدنيا حتى يحولوه عن دين الله عز وجل .
** فعن عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالُوا : إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي دِينِنَا وَفِي مَسْجِدِنَا ، فَانْهَهُ عَنْ أَذَانَا ، فَقَالَ : يَا عُقَيْلُ ، ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ ، فَذَهَبْتُ ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ فِي نَادِيهِمْ وَفِي مَسْجِدِهِمْ ، فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ ، قَالَ : فَحَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : مَا أَنَا بَأَقْدَرِ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ على أَنْ تَشتعِلُوا لِي مِنْهَا بِشُعْلَةٍ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ : مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي فَارْجِعُوا .[11]
وقال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوه َا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}
** فالدين فوق الأباء والأمهات
فهذا أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه يقتل أباه الكافر يوم بدر :
** عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ قَالَ : جَعَلَ أَبُو أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ يَنْصِبُ الأَلِهَةَ لأَبِى عُبَيْدَةَ يَوْمَ بَدْرٍ وَجَعَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَحِيدُ عَنْهُ فَلَمَّا كَثَّرَ الْجَرَّاحُ قَصَدَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ فَقَتَلَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ هَذِهِ الآيَةَ حِينَ قَتَلَ أَبَاهُ {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ } إِلَى آخِرِهَا . هَذَا مُنْقَطِعٌ . (( صحيح مرسل ) [12]
وأخرجه الحاكم (5152) وجود الحافظ ابن حجر إسناده في الإصابة (4403) [13]
** روى أبو عثمان النَّهْدي عن سعد ابن أبي وقَّاص ، قال : فيَّ أُنزلت هذه الآية : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُ مْ فِي الصَّالِحِينَ } قال : كنت رجلاً بَرّاً بأُمِّي ، فلمَّا أسلمتُ قالت : يا سعد! ما هذا الدِّين الذي قد أحدثتَ ، لَتَدَعنَّ دِينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموتَ فتُعيَّر بي فيقال : يا قاتلَ أُمِّه ، قلت : لا تفعلي يا أُمَّاه ، إِنِّي لا أَدَعُ ديني هذا لشيء ، قال : فمكثتْ يوماً وليلة لا تأكل ، فأصبحتْ قد جُهِدَتْ ، ثم مكثتْ يوماً آخر وليلة لا تأكل ، فلمَّا رأيتُ ذلك قلتُ : تعلمين والله يا أُمَّاه لو كانت لكِ مائة نَفْس فخرجتْ نَفْساً نَفْساً ما تركت ديني هذا لشيء ، فكُلي ، وإِن شئتِ لا تأكلي ، فلمَّا رأت ذلك أكلتْ ، فأُنزلت هذه
الآية . [14]
الدين فوق العشائر والقبائل
** عَنْ جَابِرَ بْن عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قال : كُنَّا فِي غَزَاةٍ قَالَ سُفْيَانُ يَرَوْنَ أَنَّهَا غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ يَالِلْمُهَاجِر ِينَ وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ يَالِلْأَنْصَار ِ فَسَمِعَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ قَالُوا رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ كَسَعَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ فَسَمِعَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ فَقَالَ أَوَقَدْ فَعَلُوهَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ لَا تَنْقَلِبُ حَتَّى تُقِرَّ أَنَّكَ الذَّلِيلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَزِيزُ فَفَعَلَ . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .[15]
والدين فوق الأبناء
فهذا أبو بكر رضي الله عنه يفعل قريبا من ذلك :
** عن ابن جريج قال : حدثت أن أبا قحافة سب النبي صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكه فسقط، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أفعلت يا أبا بكر؟ فقال: والله لو كان السيف مني قريبا لضربته، فنزلت {لا تجد قوما} الآية.(( فيه انقطاع ))[16]
* عن عثمان بن عفان ، قال : « لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء ، فأخذ بيدي ، فانطلقت معه ، فمر بعمار ، وأبي عمار ، وأم عمار ، وهم يعذبون فقال : » صبرا آل ياسر ، فإن مصيركم إلى الجنة . [17]
والدين فوق الإخوة والأخوات
** حَدَّثَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ نَبِيهِ بْنِ وَهْبٍ أَخِي بَنِي عَبْدِ الدَّارِ { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَقْبَلَ بِالْأُسَارَى
فَرَّقَهُمْ بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَقَالَ : اسْتَوْصُوا بِالْأُسَارَى خَيْرًا ، فَقَالَ أَبُو عَزِيزٍ : مَرَّ بِي أَخِي مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَأْسِرُنِي فَقَالَ لَهُ شُدَّ يَدَيْكَ بِهِ فَإِنَّ أُمَّهُ ذَاتُ مَتَاعٍ ، قَالَ : وَكُنْت فِي رَهْطٍ مِنْ الْأَنْصَارِ حِينَ أَقْبَلُوا بِي مِنْ بَدْرٍ فَكَانُوا إذَا قَدَّمُوا غَدَاءَهُمْ وَعِشَاءَهُمْ خَصُّونِي بِالْخُبْزِ وَأَكَلُوا التَّمْرَ لِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إيَّاهُمْ بِنَا ، مَا يَقَعُ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنْهُمْ كِسْرَةٌ مِنْ الْخُبْزِ إلَّا نَفَحَنِي بِهَا ، قَالَ : فَأَسْتَحْيِي فَأَرُدُّهَا عَلَى أَحَدِهِمْ فَيَرُدُّهَا عَلَيَّ مَا يَمَسُّهَا }[18]
** والدين فوق الأنفس
انظر إلى هذا الصحابى الجليل وتمسكه بدينه وكيف أعزه الله بسبب ذلك .
عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : وَجَّهَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَيْشًا إِلَى الرُّومِ ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسَرَهُ الرُّومُ فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى مَلِكِهِمْ ، فَقَالُوا : إِنَّ هَذَا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ لَهُ الطَّاغِيَةُ : هَلْ لَكَ أَنْ تَتَنَصَّرَ وَأُشِرِكُكَ فِي مُلْكِي وَسُلْطَانِي ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : " لَوْ أَعْطَيْتَنِي جَمِيعَ مَا تَمْلِكُ ، وَجَمِيعَ مَا مَلَكَتْهُ الْعَرَبُ - وَفِي رِوَايَةِ الْقَطَّانِ : وَجَمِيعَ مَمْلَكَةِ الْعَرَبِ - عَلَى أَنْ أرْجِعَ عَنْ دِينِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، مَا فَعَلْتُ " ، قَالَ : إِذًا أَقَتُلُكَ ، قَالَ : " أَنْتَ وَذَاكَ " ، قَالَ : فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ ، وَقَالَ لِلرُّمَاةِ : ارْمُوهُ قَرِيبًا مِنْ يَدَيْهِ قَرِيبًا مِنْ رِجْلَيْهِ وَهُوَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ ، وَهُوَ يَأْبَى ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُنْزِلَ ، ثُمَّ دَعَا بِقِدْرٍ وَصَبَّ فِيهَا مَاءً حَتَّى احْتَرَقَتْ ، ثُمَّ دَعَا بِأَسِيرَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَمَرَ بِأَحَدِهِمَا فَأُلْقِيَ فِيهَا وَهُوَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّصْرَانِيَّ ةَ وَهُوَ يَأْبَى ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ أَنْ يُلْقَى فِيهَا ، فَلَمَّا ذُهِبَ بِهِ بَكَى ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُ بَكَى فَظَنَّ أَنَّهُ رَجَعَ ، فَقَالَ : رُدُّوهُ فَعَرَضَ عَلَيْهِ النَّصْرَانِيَّ ةَ فَأَبَى ، قَالَ : فَمَا أَبْكَاكَ ؟ قَالَ : " أَبْكَانِي أَنِّي قُلْتُ هي نَفْسٌ وَاحِدَةٌ تُلْقَى هَذِهِ السَّاعَةَ فِي هَذَا الْقِدْرِ فَتَذْهَبُ ، فَكُنْتُ أشْتَهِي أَنْ يَكُونَ بِعَدَدِ كُلِّ شَعَرَةٍ فِي جَسَدِي نَفْسٌ تَلْقَى هَذَا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ، قَالَ لَهُ الطَّاغِيَةُ : هَلْ لَكَ أَنْ تُقَبِّلَ رَأْسِي وَأُخَلِّيَ عَنْكَ ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : " وَعَنْ جَمِيعِ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ ؟ " قَالَ : وَعَنْ جَمِيعِ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : " فَقُلْتُ فِي نَفْسِي عَدُوٌّ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ أُقَبِّلُ رَأْسَهُ ويُخَلِّي عَنِّي وَعَنْ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ لَا أُبَالِي قال فَدَنَا مِنْهُ وَقَبَّلَ رَأْسَهُ " ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْأُسَارَى ، فَقَدِمَ بِهِمْ عَلَى عُمَرَ فَأُخْبِرَ عُمَرُ بِخَبَرِهِ ، فَقَالَ : حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُقَبِّلَ رَأْسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ ، وَأَنَا أَبْدَأُ فَقَامَ عُمَرُ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ " [19]
* وعن خباب قال : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً وَهُوَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَقَدْ لَقِينَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ فَقَعَدَ وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ فَقَالَ لَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ لَيُمْشَطُ بِمِشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ مَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ . زَادَ بَيَانٌ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ .[20]
*عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَقُلْنَا أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو لَنَا فَقَالَ قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى
يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ .[21]
* عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، قال : لما فتحت مدائن قبرس ، وقع الناس يقتسمون السبي [22]ويفرقون بينهم ويبكي بعضهم على بعض ، فتنحى[23] أبو الدرداء ، ثم احتبى[24] بحمائل سيفه ، فجعل يبكي ، فأتاه جبير بن نفير ، فقال : ما يبكيك يا أبا الدرداء ؟ أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله وأذل فيه الكفر وأهله ، فضرب على منكبيه[25] ، ثم قال : « ثكلتك [26] أمك يا جبير بن نفير ، ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره ، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة على الناس ، لهم الملك حتى تركوا أمر الله ، فصاروا إلى ما ترى ، وإنه إذا سلط السباء على قوم فقد خرجوا من عين الله ، ليس لله بهم حاجة »[27]
ما معنى طوبى ؟
* عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ طُوبَى لِمَنْ رَآكَ وَآمَنَ بِكَ قَالَ طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي ثُمَّ طُوبَى ثُمَّ طُوبَى ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي قَالَ لَهُ رَجُلٌ وَمَا طُوبَى قَالَ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا . [28]
( وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا ) أَيْ لَا يَنْقُصُ عَنْ حَاجَتِهِ وَلَا يَزِيدُ عَلَى كِفَايَتِهِ فَيَبْطَرُ وَيَطْغَى .
( وَقَنَعَ )كَمَنَعَ أَيْ رَضِيَ بِالْقَسْمِ وَلَمْ تَطْمَحْ نَفْسُهُ لِزِيَادَةٍ عَلَيْهِ .
لذا أيها الأحبة فإن نعمة الإسلام هى أفضل وأتم وأكمل النعم على الإطلاق وهى النعمة التى تغنى عن غيرها ولا تغنى عنها كل النعم وإن اجتمعت .
قال الله تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ
فهذه أكبر نعم الله ، عز وجل، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه؛ ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خُلْف، كما قال تعالى: { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا } [ الأنعام : 115 ] أي: صدقا في الأخبار، وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم ؛ ولهذا قال تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا } أي : فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام، وأنزل به أشرف كتبه.
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } وهو الإسلام، أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم
والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه الله فلا يَسْخَطُه أبدا .
قوله تعالى: " ورضيت لكم الاسلام دينا " قيل: المعنى ورضيت عنكم إذا أنقدتم لي بالدين الذي شرعته لكم.
فمن عمل ما ارتضاه الله رضى عنه الله .
فما لنا لانرضى بما ارتضاه الله لنا ولا نتنعم بما أنعم الله به علينا من نعمة هذا الدين فربنا لا يرضى لنا إلا الخير
وقال أسباط عن السدي: نزلت هذه الآية يوم عَرَفَة، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات . قالت أسماء بنت عُمَيس: حَجَجْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة، فبينما نحن نسير إذ تَجلَّى له
جبريل، فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الراحلة، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن، فبركت فأتيته فَسَجَّيْتُ عليه بُرْداً كان علي.
* عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَتْ الْيَهُودُ لِعُمَرَ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيَةً لَوْ نَزَلَتْ فِينَا لَاتَّخَذْنَاهَ ا عِيدًا فَقَالَ عُمَرُ إِنِّي لَأَعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْ وَأَيْنَ أُنْزِلَتْ وَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُنْزِلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ وَإِنَّا وَاللَّهِ بِعَرَفَةَ قَالَ سُفْيَانُ وَأَشُكُّ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لَا{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } [29]
هل كانت سعادة النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة رضى الله عنهم بالدنيا ؟ كلا بل كانت سعادتهم فقط بالدين.
قال الله تعالى : { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام } هذه هى السعادة
وقال تعالى : { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [ الرعد : 28 ] .هذه هى السعادة
وقال تعالى :{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) }
أي: بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به، { هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } أي: من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة،
قوله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته) قال أبو سعيد الخدري وابن عباس رضي الله عنهما : فضل الله القرآن، ورحمته الاسلام.
والفرح لذة في القلب بإدراك المحبوب.
* عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ : " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا " قَالَ:"إِذَا عَمِلْتَ خَيْرًا حَمِدْتَ اللَّهَ عَلَيْهِ فْافْرَحْ فَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ مِنَ الدُّنْيَا".
12- الإسلام هو الدين الذى ارتضاه الله لعباده لذا فإن الأنبياء تمنوا هذه النعمة وسألوا الله أن يميتهم عليها
فهذا خليل الله إبراهيم : إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) البقرة
أى : أخلص لي العبادة، واخضع لي بالطاعة، قال إبراهيم مجيبا لربه: خضعت بالطاعة، وأخلصت العبادة، لمالك جميع الخلائق ومدبرها دون غيره.
قال إبراهيم وإسماعيل وهم يرفعون قواعد البيت : رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)
والإسلام وصية الأولين للآخرين قال تعالى : وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)
وقال تعالى على لسان يوسف عليه السلام : رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)
وآخر دعوانا أن والحمد رب العالمين



[1]غذاء الألباب شرح منظومة الآداب

[2]المواعظ الإيمانية من الآيات القرآنية

[3]تفسير النسفي - (ج 2 / ص 178)

[4]صفة الصفوة - (ج 1 / ص 444)

[5]إحياء علوم الدين - (4 / 483)

[6]أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 2437)

[7]صححه الألبانى فى صحيح الترغيب والترهيب - (3 / 217) 3552 - ( حسن ) رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه واللفظ له كلاهما من طريق دراج عن ابن حجيرة عنه

[8]تفسير ابن كثير - (6 / 71)

[9]تفسير ابن كثير - (ج 5 / ص 322)

[10]صحيح البخاري -

[11]حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة - (1 / 194) السلسلة الصحيحة - مختصرة - (1 / 194)
عن عقيل بن أبي طالب قال : جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : أرأيت أحمد ؟ يؤذينا في نادينا وفي مسجدنا فانهه عن أذانا فقال : يا عقيل ! ائتني بمحمد فذهبت فأتيته به فقال : يا ابن أخي ! إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم وفي مسجدهم فانته عن ذلك : فلحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ( وفي رواية : فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ) إلى السماء فقال " ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة . يعني الشمس " قال : فقال أبوطالب : ما كذب ابن أخي فارجعوا .

[12] سنن البيهقي

[13] المفصل في شرح آية الولاء والبراء - (1 / 2)

[14] زاد المسير - (ج 5 / ص 68)

[15] صحيح الترمذي - (3 / 120) 2641 - ( صحيح )

[16] المفصل في شرح آية الولاء والبراء - (1 / 2)

[17]معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني - (ج 19 / ص 344)

[18]فتح القدير لكمال بن الهمام - (12 / 473)

[19]مختصر تاريخ دمشق - (ج 4 / ص 158)موسوعة فقه الابتلاء - (3 / 365)

[20]صحيح البخاري - (ج 12 / ص 225)

[21]صحيح البخاري - (ج 21 / ص 269)

[22] السبي : الأسرى من النساء والأطفال

[23] تنحى : مال جانبا وتباعد

[24] الاحْتبَاء : هو أن يَضُّمّ الإنسان رجْلَيْه إلى بَطْنه بثَوْب يَجْمَعَهُما به مع ظَهْره، ويَشُدُّه عليها. وقد يكون الاحتباء باليَدَيْن عوَض الثَّوب

[25] المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد

[26]الثكلى : من فقدت ولدها ، وثكلتك أمك : دعاء بالفقد والمراد به التعجب

[27]سنن سعيد بن منصور - (ج 6 / ص 226)

[28]السلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 1 / ص 194)

[29] صحيح البخاري - (14 / 122)



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 160.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 158.51 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.07%)]