خواطر الإجازة الصيفية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 22 )           »          واتساب يستخدم وضع الإضاءة المنخفضة لمكالمات الفيديو.. كيف يعمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          هل يعانى هاتف أيفون 16 من مشكلات فى عمر البطارية؟ إليكم ما نعرفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          استكشف مزايا أنظمة شبكة Wi-Fi مقارنة بأجهزة التوجيه التقليدية فى منزلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كوالكوم تلغي إنتاج نظام Windows المصغر على أجهزة الكمبيوتر بهذا المعالج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تطبيق ChatGPT متوفر الآن لنظام Windows.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ما تخافش لو اتسرق منك.. 3 مزايا جديدة من جوجل تساعدك على استعادة هاتفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          Android 15 متاح الآن لهواتف Pixel.. كيفية التحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          علامات إدمان الأطفال للهواتف الذكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          هل سقط الماء على اللاب توب؟ إليك كيفية إصلاحه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-11-2020, 11:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي خواطر الإجازة الصيفية

خواطر الإجازة الصيفية
للشيخ عبدالمحسن بن عبد الرحمن القاضي




إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره
أما بعد فيا عباد الله . اتقوا الله حق التقوى.
معاشر المسلمين: إن الحياة نعمة عظيمة، ومنحةٌ من الله كريمةٌ، ينبغي لنا أن نُودِع أيامها من الأعمال الجادة، والمواقف الرائدة، ما يعصمها من أن تصبح عبئا على أصحابها، وكابوسا على أبنائها.
إن المستفيدين من الحياة هم الذين بفضل الله أعدوا لكل يوم عمله، ولكل شهر مشروعه، وجعلوا من أوقات الراحةِ لحظاتٍ نافعةً وفرصاً نحو الخير دافعة.

وفي مواسم الإجازات يحسن الحديث عنها، ويجمل الخطاب إلى أهلها، فتعالوا معاشر الإخوة لنستعرض بعضاً من الوقفات حول الإجازة.
معاشر المسلمين: من أكبر علامات المقتِ إضاعةُ الوقتِ، فليس الوقتُ من ذهبٍ كما يقول المثل الشائع، بل هو أغلى من الذهب، ومن كل جوهر نفيس أو حجر كريم، إنه الحياة والعمر، والإنسان يفتدي نفسه بكل غال ونفيس، قال ابن مسعود رضي الله عنه : ” ما ندمت على شيءٍ ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي “.
نعوذ بالله من تناقص الأجل من غير زيادة في صالح العمل .

من أمضى يوماً من عمره في غير حقٍ قضاه، أو فرضٍ أدّاه، أو مجد أصّله، أو فعل محمود حصّله، أو علم اقتبسه، َفَقَدَ يومه وظلم نفسه وخان عمره.
وإنَّ من المحزن حقاً أن يعيش شبابٌ في عمر الزهور واكتمال القوى لا يبالون في إضاعة أوقاتهم سدى بل إنهم يعتدون على أوقات الآخرين ليقطعوها باللهو والباطل، والشؤون الساقطة، والأمور المحتقرة.
غفلة عن الغد، وإغراقٌ مميت في الحاضر، مسحورون بنضرة الشباب العارضة، وهكذا تضيع الأيام والليالي من غير حساب ولا محاسبة.
إن مما يبعث على التأمل والحسرات، ويؤذن بفناء الأمم والحضارات أن يألف الشباب الأصحاء طول الفراغ، وكثرة المال، وسهر الليل، ونومة الضحى، تمرّ عليهم زهرة اليوم وهم َيغطَّون في نوم عميق، قد بال الشيطان في آذانهم، إذا قام أحدهم فإذا هو ثقيل الخطى، خبيث النفس، هزيل القوى، أضاع يومه ما بين سهره ونومه، وإلى الله المشتكى.

معاشر المسلمين: لا يمكن لأحد أن يحفظ وقته ما لم يدرك حكمة الإسلام في المداومة على العمل وإن طال، فالملل من كواذب الأخلاق، والمتقطع ذو الأمزجة لا يقيم عملاً وما له في عالم النجاح من خلاق، والعمل الدائم يبدأ صغيراً ولكنه مع المداومة، وقوة العزيمة، والإصرار والمثابرة، يغدو كبيراً.
إن المسارعة إلى العمل الصالح والمداومة عليه تؤدي إلى حفظ الأعمار واغتنام الأوقات وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو الدجالَ فشر غائب ينتظر، أو الساعةَ فالساعة أدهى وأمر )) رواه الترمذي.
معاشر المسلمين: وإن مما يحفظ الوقت، ويبارك في الجهد: تنظيم الوقت وحسن ترتيبه وإدارته فالوقت لا يتسع لكل شيء، ومن شغل نفسه بغير المهم ضيع المهم، وفوّت الأهم، ومن وصايا أبي بكر لخليفته عمر رضي الله عنهما : ” اعلم أن لله عملاً بالنهار لا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار “، ولهذا جاءت العبادات الكثيرة موقوتة بأوقاتها، لا يجوز التقدم عليها ولا التأخر عنها.

وليس أضر على الإنسان من التأجيل والتسويف فإن التسويف من جند إبليس، ومن مصائد الشيطان على عباد الرحمن، فالموت يأتي بغتة، والأكفان منسوجة، والآجال غير معلومة، كم أَمَّل الشباب من الآمال، فوقف الموت فجأة دون تلك الخطط والآجال، فأين العبرة والعظة؟ إذا ضمنا الغد فمن يضمن السلامة من المعوقات من مرض طارئ أو شغل عارض أو بلاء نازل أو فتنة جائحة؟.
يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: (( اغتنم خمساً قبل خمس: حياتَك قبل موتك، وصحتَك قبل سقمك، وفراغَك قبل شغلك، وشبابَك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك)) حديث حسن رواه الحاكم والبيهقي. ومن ظن من الشباب أن المستقبل سيكون أكثر فراغاً، وأوسع وقتاً فليعلم أن هذا وهم وسراب، فكلما كبرت السن كثرت المسؤوليات، وزادت العلاقات، وضاقت الأوقات، وضعفت الطاقات، فالوقت في الكبر أضيق، والجسم فيه أضعف، فبادروا ساعاتكم ولا تتعلقوا بغائب مجهول، وما التسويف الذي يبلى به كثير من الناس إلا تفويتٌ للحق، وخسرانٌ لليوم، وتضييعٌ للغد.
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيُع

معاشر المسلمين: ومن خواطر الإجازة التي ترد على البال أن نعلم أن في كل فراغ يمر بالإنسان فرصة للازدياد من الخير، وذلك متى استغله فيما ينفعه في دنياه أو يرفعه في أخراه، ومن المشاريع التي تحسن في الإجازة، تنمية طاقات شبابنا ومواهبهم، فأين نحن من تنميتها وتوجيهها إلى الخير؟. أين رعايتنا لموهبة حفظ القرآن والسنة؟ أين عنايتنا بالثقافة الإسلامية أو نظم الشعر أو الكتابة؟ بل حتى المواهب الحرَِفية كالزراعة والصناعة، والإدارة والتجارة ينبغي تشجيعها وتنميتها، وما المانع من أن نستغل الإجازة في إشباع هذه المواهب ودعمها بأسباب القوة لتعود على صاحبها وعلى المجتمع بالخير العميم والنفع العظيم.
معاشر المسلمين: ومن خواطر الإجازة التي تلفت الانتباه في كل عام أن بعض الأسر لا ترى في الإجازة إلا رحلات السياحة شرقا وغرباً وشمالاً وجنوباً، وذلك بدعوى الترفيه والاستجمام، ودفع السآمة والملل، والترفيه والتفكر في مخلوقات الله تعالى، ولا يرون لغير السياحة والسفر والترفيه مكاناً في إجازتهم وإجازة أبنائهم، ومع ما في هذه النظرة من خلل وقصور هي مؤدية إلى إماتة القلوب، وإهدار الأوقات، والغفلة عن الجد ومعالي الأمور، فلماذا لا يخطط لمعالي الأمور كما يخطط لسفاسفها، ولماذا لا يعطى الجد وحفظ الوقت ما يعطى للهزل وتزجية الوقت؟. إننا إذ ندعو كل أب إلى الترفيه المباح الحلال له ولأبنائه ننبه إلى أن هذا الترفيه يجب أن يكون متفقاً مع قيمه، ومتكاملاً مع عقيدته، ومنسجماً مع مبادئه، يبني ولا يهدم، يقدم ولا يؤخر، فيزداد الأبناء بالتأمل في خلق الله من جبل ونهر، وواد وسهل، وصحراء وبحر، كما يزدادون معرفة ببلاد الله الواسعة، وعباده المنتشرين فوق الأرض، ولكن أن تصبح السياحة هدفاً للأبناء والأسر، ومرضاً لا عافية معه، وتعلقاً بالشهوات والشبهات، وسياحة في بلاد تخلع فيها الكرامة، وينسلخ بها الحياء، وتبذل فيها الأموال، وتهدر الأخلاق، وتضيع الأوقات فهذا ما لا يسوغ بحال، ونهاية ذلك خسران عظيم، وألم مقيم، وتفريط في جنب الله العظيم.
معاشر المسلمين: الدين والعقل والصحة: أمور نرفض ويرفض كل ذي عقل أن تكون ثمناً لمتعة عابرة، أو رحلة جامحة، يعود صاحبها باقتناء السراب، وافتقاد مقومات الحياة السليمة، وخسران الدنيا والآخرة. ، وإننا حين نصرح بذلك نطالع بعين العجب والأسف إلى ما تدعوا إليه جرائدنا، ووسائل إعلامنا، من الإعلانات السياحة والتخفيضات في التذاكر والإقامة، وذلك في بلدان يغلب في أكثرها الفسوق والرذيلة، داعية الشباب والعائلات إلى السفر للخارج، والتأثر بالمفسدات، والمغيرات بدل أن نجدها ممتلئة بشروح مفصلة لما يتعرض له المسلمون في شرق الأرض وغربها من حروب فتاكة، ودماء مهدرة، وأراض منهوبة، وحقوق مضيعة والله المستعان.
لا بد أن تعلم الأمة أنها إن تعاونت على البر والتقوى وربت عليها الأولاد والمجتمع فلن يكون بها مكان لسماسرة الترفيه المشبوه ولا لألبسة التحرر الفكري والسلوكي وستجني بلادنا وأمتنا إن شاء الله أطيب الثمار عندما نحافظ على أبنائها وبناتها ونحرص على تربيتهم وندعو الله أولا وأخيرا لتوفيقهم إنه سميع مجيب.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون، واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ).
بارك الله لي ولكم في الفرقان العظيم …

ــــــــــــــــــــ
الحمد لله على إحسانه …أما بعد :
فيا أيها الناس عباد الله : إن الإجازة ثروة في الوقت وأولادنا ثروة العمر فهل نتركهم في هذه الإجازة نهبا لرفقة السوء تنزع منهم في الصيف ما اكتسبوه في دراستهم من علم وأخلاق ؟
متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
هل نترك أولادنا لرفاق شر يقضون معهم سواد الليل ليبثوا فيهم سواد الفكر ؟
هل نتركهم إلى استراحات وأحواش وأزقة وشوارع تبعدهم من المساجد والجوامع؟
هل نغض الطرف عن سفرهم إلى خارج البلاد وليعودوا بأمراض الخارج الفكرية والكفرية والصحية ؟

هل ننسى أن الجد عصمة من أمراض الفراغ وحصنٌ من التهتك والإغراق؟، وقديما قالت العرب : ” لئن كان العمل مجهدة فإن الفراغ مفسدة “
ولئن كانت بلادنا قبلة المسلمين في صلاتهم بتوفيق الله، فنرجوه سبحانه أن يجعل شبابنا قدوة لشباب المسلمين، وإننا حين نوفق في توجيه أولادنا التوجيه السليم لاستغلال كل إجازة تمر عليهم فسنُحَصَّل من ذلك: الابن الرضي الذي ليس بجبار ولا عصي، البارّ بوالديه، الموقر لأهل الفضل، المحافظ على بلاده وأمته حدودا ووجودا دينا ودنيا .

نسأل الله أن يوفقنا لما يرضيه وأن يكفينا شر معاصيه وأن يصلح شبابنا ويعمر بالإيمان أوقاتنا إنه سميع مجيب.
مع تصرف يسير


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]