05-10-2020, 11:46 PM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,901
الدولة :
|
|
(ميدان علم العلل) بقلم الدكتور صالح محمد النعيمي
(ميدان علم العلل)
بقلم الدكتور صالح محمد النعيمي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فهذه نظرات في ميدان علم العلل أردت من خلالها التوضيح والتبسيط لطلبة العلوم الشرعية بارك الله فيهم .
فأقول وبالله التوفيق :
تطور النقد الحديثي وتنوع ، واتسعت مباحثه حتى أصبح صناعة وفنا مع منتصف القرن الهجري الثاني ، وقد قُسم إلى قسمين كبيرين:
القسم الأول،علم الجرح والتعديل :وهو نقد أولي سهل ميسور يهتم بالقوادح الظاهرة كالضعف والجهالة ، والغفلة وكثرة الخطأ والفسق .
القسم الثاني،علم العلل : وهو نقد ثانوي أعلى من سابقه وأدق.
وفيما يلي عرض لميدان علم العلل:
ميدان هذا العلم ،حديث الثقات ، وغايته كشف مايعتري هؤلاء الثقات من الخطأ والوهم ، وهذا النقد أوسع من الجرح والتعديل لأن الجرح والتعديل ينتهي بكلمة أو سطر أو صفحة ، أو مجموعة من الأقوال فالرجل موضع الجرح أو التعديل ، وأما هذا الذي مضى فأنه يواكب الثقة في حله و ترحاله له ، وأحاديثه عن كل شيخ من شيوخه ، ومتى ضبط ،ومتى نسي ، وكيف تحمل، وكيف أدى .
بالرغم من ان علم العلل قسم من أقسام علم الحديث دراية ، إلا أن العلماء ركزوا عليه وأعطوه الأهمية القصوى ، حتى قال الحاكم : ( معرفة علل الحديث هو علم برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل ) .
وحقا ان هذا العلم رأس علوم الحديث أوسعها وأدقها وأهمها ولولاه لاختلط الصحيح بالسقيم ، لان الأصل في أحاديث الثقات الاحتجاج بها والالتزام بقبولها ، وما يدخل عن طريق الثقات والحفاظ لايدخل عن طريق الضغفاء والمجروحين ، لانه كما يقول الحاكم : ( فأن حديث المجروحين ساقط واه وعله الحديث تكثر في حديث الثقات أي يحدث بحديث له علة ، فيخفي عليهم علمه فيصير الحديث معلوما ) .
فالقادح ،منه الخفي ،ومنه الجلي ، ومنه ماكان في حديث الثقات، ومنه ماكان في حديث المجروحين والضعفاء ، فما كان خفيا في حديث الثقات فهو داخل في علم العلل .
أشهر المصنفات في هذا العلم :
1-كتاب العلل لأبن المديني
2-علم الحديث لأبن أبي حاتم
3-العلل ومعرفة الرجال للأمام احمد بن حنبل
4-العلل الكبير والعلل الصغير للترمذي
5-العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدار قطني ، وهو أهمها وأوسعها .
قد هيأ الله تعالى لعلم الحديث والعلل خاصة أعلاما عبدوا مساره ، وفي مقدمتهم الأعلام التالية أسمائهم:
1-شعبة بن الحجاج أبو بسطام ( المتوفى سنة 160 هـ).
2- يحيى بن سعيد القطان ( متوفى سنة 198 هـ).
3-عبد الرحمن بن مهدي ( المتوفى سنة 198 هـ).
4-يحيى بن معين ( المتوفى سنة 233 هـ).
5- أبو الحسن علي بن جعفر المديني ( المتوفى سنة 234هـ).
6-احمد بن حنبل (المتوفى سنة 241 هـ) .
7- محمد بن إسماعيل البخاري (المتوفى سنة 256 هـ) .
8- مسلم بن الحجاج (المتوفى سنة 261 هـ) .
9- أبو زرعة عبيد الله الرازي(المتوفى سنة 264 هـ) .
10- يعقوب بن شيبة السدوسي (المتوفى سنة 241 هـ) .
وغيرها الكثير الكثير .
شروط المحدثين في قبول الحديث :
بما ان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وصلنا عن طريق الرواة ، فهم الركيزة الأولى في معرفة صحة الحديث .
لذلك اهتم علماء الحديث بالرواة ، وشرطوا بقبول روايتهم شروطا دقيقة محكمة تدل على أهمية هذا الأمر ، وهذه الشروط التي اشترطوها لقبول الحديث والأخبار لم تتوصل إليها أي مله من الملل حتى في العصر الذي يصفه أصحابه بالمنهجية والدقة ، فأنهم لم يشترطوا في نقلة الأخبار الشروط التي اشترطها علماء المصطلح في الرواية بل وعلى اقل منها ، فكثير من الأخبار التي تتناقلها وكالات الأنباء هي غير صحيحة لعدم تتبعهم ذلك.
شروط قبول الراوي ، يشترط في قبول رواية الراوي شرطان :
الأول: العدالة.
ثانيا: الضبط.
فأن فقد الراوي هذان الشرطان أو احدهما فلا تقبل روايته .
يشترط في عدالة الراوي : ان يكون مسلما بالغا عاقلا سليم من أسباب الفسق وخوارم المروءة .
يشترط في ضبطه ان يكون متيقظا غير مغفل ، حافظا ان حدث من حفظه ، ضابطا لكتابه ان حدث منه عالما بما يحيل المعني ان حدث بالمعنى .
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
كتبه الدكتور صالح محمد النعيمي
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|