|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() قيام ليلة القدر أفضل من عبادة ألف شهر د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5]. تفسير الآيات: يخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل:﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3]،وهي ليلة القدر، وهي من شهر رمضان، كما قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]. قال ابن عباس رضي الله عنهما، وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال تعالى معظما لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآنالعظيم فيها، فقال: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾أي: أنها أفضل من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. وقوله: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ﴾أي: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة؛ لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم تعظيما له. وأما الروح فالمراد به هاهنا جبريل عليه السلام، وهذا من باب عطف الخاص على العام. وقوله: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ أي: سلام هي من كل أمر، وقيل: هي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا، أو يعمل فيها أذى. وقال قتادة، وغيره: تقضى فيها الأمور، وتقدر الآجال والأرزاق، كما قال تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]. قوله تعالى: ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ أي: تسلم الملائكة ليلةَ القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر. وقال قتادة، وابن زيد في قوله: ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾يعني هي خير كلها، ليس فيها شر إلى مطلع الفجر[1]. ما يستفاد من الآيات: 1-القرآن أُنزل جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا. 2-العبادة في ليلة القدر أفضل من العبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. 3-عظم شأن ليلة القدر حيث تتنزل فيها الملائكة، فتسلم على أهل المساجد حتى يطلع الفجر. [1] انظر: تفسير ابن كثير (8/ 441-445).
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() مسلمات القرم يُقمن إفطارًا خيريًّا لمساعدة مرضى الأطفال أقام المركزُ النسائي الثقافي الإسلامي بمدينة "سيفاستوبول" التابع للإدارة الإسلامية بجمهورية شبه جزيرة القرم - إفطارًا خيريًّا بمدينة "سيمفيروبول"، وشارَك في الإفطار حوالي 200 امرأة مسلمة من جميع أنحاء شبه جزيرة القرم. ![]() وتناول الإفطارَ الخيري موضوعان أساسيان، هما: (الأمومة، ودور المرأة المسلمة في العالم)، ويَهدِف الإفطارُ إلى إقامة مَعرضٍ للمشغولات والمصنوعات اليدوية، وجمع الأموال من خلالها لمساعدة الأطفال المصابين بأمراض خطيرة، بالإضافة إلى بناء دار للأطفال. وخلال المعرض الخيري تَمَّ تقديم مجموعة متنوعة من المشغولات والمنتجات المصنوعة من قِبَل الأطفال والكبار، إلى جانب مشاركة عددٍ من أساتذة الفنون الزخرفية والتطبيقية من شبه جزيرة القرم. ![]() وخلال كلمتها قالت الدكتورة "زينيف أبلاييفا" رئيسة المركز النسائي الثقافي الإسلامي: "اليوم هو يوم سعيد بالنسبة لنا، ويُسعدني أن أرحِّب بجميع نسائنا الرائعات اللاتي اجتمعنَ معًا في الإفطار والمعرض الخيري، ونحن بوصفنا منظِّمين للإفطار نريد بشكلٍ خاص تسليطَ الضوء على أهمية المرأة في المجتمع، ودعْمها ومنْحها الفرصةَ للتطور والتعلم، وأبواب المركز النسائي الثقافي الإسلامي مفتوحة للجميع". كما تضمَّن الإفطارُ برنامجًا تعليميًّا وثقافيًّا للمشاركات، بالإضافة إلى عرض عددٍ من الفيديوهات التي تشرَح أنشطة المركز النسائي الإسلامي، كما تَم تقديم هدايا قيِّمة لجميع الفتيات والسيدات من المنظِّمين والرعاة، وفي ختام الحدث تَم إهداءُ عددٍ من رحلات العمرة للأُمهات المسلمات. ومؤخرًا أقام المركزُ النسائي الثقافي الإسلامي بمدينة "سيفاستوبول" التابع للإدارة الإسلامية بجمهورية شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول - ندوةً علمية بعنوان: "القيم العائلية: أهمية التربية الدينية والأخلاقية في الحفاظ على مؤسسة الأسرة"؛ المصدر: شبكة الألوكة. يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() السحور .. فضائل وثمرات ![]() الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد: فإن السحور مِنحة ربَّانية، ورخصة إلهية، ونِعمة فعليه، ووصية نبوية، وعطية ثمينة، وجائزة للصائمين سَنيَّة، مَن عمل به أُجِر وحصل له الكثير من الخيرات، ومن تركه غُبِن وحُرِم الكثير من البركات. إن السحور يرفعُ من الدرجات، ويحط به من السيئات، وهو فضلٌ من الله - عز وجل - يَهدي إليه مَن يشاء. وهو أحد تلك العبادات العظيمة العجيبة، التي يرى البعض أنها مربوطةٌ بأسبابها ومقوماتها - كما سنرى - ولعل مِن أعظمها: الحرص على إقامة شرع الله - عز وجل - ولا سيما ما يتعلَّق بالصيام، وما فيه من العبادات - كما ينبغي، وتنفيذ حدوده - عز وجل - على الوجهِ الأكمل، وتحقيق الصيام وإتمامه على أقربِ وجهٍ ممكن من الكمال، أو ما يُدانيه. وهو يجدِّدُ النشاط للعبادة التي تعقُبُه، وهي الصيام، ويَزيد من عنايةِ الصائمين بالصيام، ويصرِفُهم عن الأفكار الخبيثة، والوساوس الدنيَّة، التي يمكن أن تساورَهم عند صيامِهم، ويبعث جوارحَهم وقلوبهم، إلى ما يُرضي الله عز وجل، وما فيه الخيرُ لهم في دِينهم ودنياهم. وهو إلى ذلك يقتضي محبةَ العباد له عز وجل، ويقرِّبُهم إليه، إلى غيرِ ذلك مما يمكِنُ استنباطُه من الأدلَّة الصحيحة، وبالقواعد المنضبطة، لكل مَن يسَّر اللهُ له ذلك، أو شيء منه. إذًا السحور: عبادةٌ عظيمة وهَبها الله - عز وجل - لعبادِه المسلمين، وجمَّل بها أولياءَه المخلِصين، وهو مَسخَطة للشيطان، ومَرضاة للرحمن، وهو من أعظمِ الأسباب الشرعية التي يُستعان بها على إتمام الصِّيام والطاعات، وأوثقِ العُرى التي تقوِّي صاحبَها على ترك الطعام والملذات، وهو يأخذ بيدِ الصائم ليتمَّ صومَه برشاد، وينهيَه بسَداد، وهو يَزيد في القوة، وهو من السنَّة، ومن خصائص هذه الأمَّة، أنعم الله - عز وجل - بها على هذه الأمَّة تمييزًا لها وتكريمًا عن سائر الأمم. كما أنه تشريفٌ للصائم من وجه، وتكليفٌ له من وجه آخر، ولا يدرك شأوَه متهاونٌ فيه، ولا بركتَه مفرِّطٌ فيه، وهو إحدى تلك الصور الجمالية، التي تبرز - وبوضوح - الحنيفية السَّمحة، والرِّفق بأهلها، وله من المعاني الساميةِ والقِيَم الغالية، ما لو استحضرها الصائمُ، لكان منه أمر آخر؛ ولذلك فهو يستوجبُ - منا - الحمدَ والثَّناء، والشُّكر لربِّ الأرض والسماء. وقد أخَذ به الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم، وعمِل به، وعاش في أكنافه الصائمون، وعمل به المخلِصون المتَّبِعون، وكانوا يحفِلون به في كل مكان، فرِحين مسرورين؛ طمعًا في الفوز بما ورَد فيه من الفضائل والثِّمار، وهنا - كمثال - يكمُنُ أحدُ أهمِّ الفروق الكبيرة بين من دأب يطالع السنَّة ويحفَظُها، وينظر لها، وبين مَن يعمل بها، وتظهرُ آثارُها في كلِّ حركاته وسكناته. والفِطر والسحور فيهما أتى ** فضلٌ عن الرسول نصًّا ثبتَا قولاً وفعلاً آمرًا مرغِّبَـــــــــا ** فلا تكُنْ عما ارتضاه راغبَــا ولذلك لا بدَّ من تربية الأمَّةِ؛ رجالها ونسائِها، صغارها وكبارِها، وتنشئتهم على هذه الطاعة، ومعرفة الأسباب والعوامل التي تُضعِفُ العملَ به أو تمنَعُه، للحذَرِ منها والبُعد عنها، أو الأسباب التي تقوِّي الأخذَ به وتُعِين على العمل به، للحرص عليها، والأخذ بها؛ لشحذِ الهمم لطاعة الله - عز وجل - وحتى تحفظ الصائمَ عن تخطِّي محارم الله عز وجل. فأسألُ الله ألا يحرمَنا وإياكم منها، وأن يوفِّقَنا؛ لنكون ممن سدِّد لاستغلالها على أتمِّ وجهٍ وأكملِه، وكما يحب ربُّنا ويرضى. وقد رأينا أن نعيش في مراتعِ ثمراتها وفضائلها، ونتفيَّأ ظلالها التي وردت في السنَّة النبوية. السحور أمرنا به: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تسَحَّروا؛ فإن في السَّحور بركةً» [1]. فقوله: (تسحَّروا) صيغةُ أمر، فيها دليلٌ على أن الصائمَ مأمورٌ بالسحور، وفيها حضٌّ منه صلى الله عليه وآله وسلم لأمَّتِه على السحور، وأمرهم به، وترغيبهم فيه. وهذا الأمرٌ للاستحبابِ والندب بالإجماع، وليس للوجوب، والصارفُ له عن الوجوب فعلُه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن الصوارف مواصلةُ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بالصحابةِ رضي الله عنهم في الحادثةِ المشهورة[2]. قال الحافظ: "السحور ليس بحتمٍ؛ إذ لو كان حتمًا ما واصل بهم صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإن الوصال يستلزم ترك السحور، سواء قلنا: الوصال حرام أو لا"[3]. وممن حكى الإجماع على عدم وجوبه: القاضي عياض حيث قال: "أجمع الفقهاءُ على أن السحور مندوبٌ إليه ليس بواجب"[4]. وقال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن السحور مندوبٌ إليه"[5]. وقال النووي: "وأجمع العلماء على استحبابِه، وأنه ليس بواجبٍ"[6]. وقال ابن الملقِّن: "أجمع العلماءُ على استحباب السحور، وأنه ليس بواجب"[7]. ونفى ابنُ قُدامةَ الاخلاف في ذلك - أصلًا - فقال كما في المغني: "ولا نعلَمُ فيه بين العلماء خلافًا"[8]؛ [أي: في استحبابِه]. السحور يُعِين الصائم على الصيام: عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «استعينوا بطعام السَّحر على صيام النهار..» [9]. السحور رحمة من الله يرحَمُ به المتسحر: عن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يرحمُ الله المتسحِّرين» [10]. السحور من خصائص هذه الأمة: عن عمرِو بن العاص - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب: أَكْلةُ السَّحر» [11]. الله يصلي وملائكتُه على المتسحِّرين: عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله وملائكتَه يصلُّون على المتسحِّرين» [12]. وعن أبي سعيدٍ الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «السحور كله بركة، فلا تدَعوه ولو أن يجرَعَ أحدُكم جرعةً من ماء؛ فإن الله - عز وجل - وملائكتَه يصلُّون على المتسحِّرين» [13]. السحور بركة[14]: عن سَلْمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «البركة في ثلاث: الجماعات، والثَّريد، والسحور» [15]. وعن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله - عز وجل - جعل البركة في السحور والكيل» [16]. وعن رجل - رضي الله عنه - من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، أن رجلًا دخل على النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتسحَّر، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إن السحورَ بركةٌ أعطاكموها الله - عز وجل - فلا تدَعوها» [17]. وقال عبادة بن نسي: " وكان يقال: تسحَّروا ولو بماء؛ فإنه كان يقال: إنها أكلة بركة"[18]. المراد من البركة: وقد اختلف العلماء في هذه البركة، وما يُراد منها، وسوف أنقُلُ ما وقفتُ عليه من ذلك: فقيل: هذه البركة هي القوةُ على الصيام[19]. وقيل: هي في زيادةِ الأوقات المختصة بالفضل، وهذا منها؛ لأنه في السَّحر[20]. وقيل: ما يتَّفق للمتسحِّر من ذِكر أو صلاة أو استغفار، وغيره من زيادات الأعمال التي لولا القيامُ للسحور، لكان الإنسان نائمًا عنها وتاركًا لها، وتجديد النية للصوم؛ ليخرج من الاختلاف، والسحور بنفسه بنية الصوم، وامتثال الندب طاعة وزيادة في العمل[21]. وقيل: امتثال أمرِ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم[22]. وقيل: الزيادة في إباحة الطعام والشراب لِمن أراد الصيام؛ وذلك أنه كان في بَدْءِ الأمر أن الصائم إذا نام حرم عليه الطعام، ثم أباح اللهُ تعالى الأكل والشُّرب إلى طلوع الفجر[23]. وقيل: اتباع السُّنة ومخالفة أهل الكتاب[24]. وقيل: زيادة في القدرة على صوم النهار، والتقوِّي به على العبادة وزيادة النشاط، وتخفيف المشقة[25]، قال النووي: "هذا هو الصوابُ المعتمَدُ في معناه"[26]. وقال الحافظ: "البركة في السحور تحصل بجهات متعددة: وهي اتباع السُّنة، ومخالفةُ أهل الكتاب، والتقوِّي به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخُلق الذي يُثيره الجوع، والتسبُّب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك، أو يجتمع معه على الأكل، والتسبُّب للذِّكر والدعاء وقت مظنَّة الإجابة، وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام"[27]. وقال ابن دقيق العيد: "وهذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية؛ فإن إقامة السُّنة توجب الأجر وزيادته، ويحتمل أن تعود إلى الأمور الدنيوية؛ لقوةِ البدن على الصوم، وتيسيرِه من غير إجحاف به"[28]. وقال ابن عثيمين: "بركة السحور المراد بها البركة الشرعية، والبركة البدنية، أما البركة الشرعية فمنها: امتثال أمرِ الرسولِ صلى الله عليه وآله وسلم، والاقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم، وأما البركةُ البدنيَّة فمنها: تغذيةُ البَدَن، وقوَّته على الصوم"[29]. وقال - رحمه الله -: "ومن بركتِه: أنه معونة على العبادة؛ فإنه يُعِين الإنسان على الصيام، فإذا تسحَّر كفاه هذا السحور إلى غروب الشمس، مع أنه في أيام الإفطار يأكل في أول النهار، وفي وسَط النهار، وفي آخر النهار، ويشرب كثيرًا، فيُنزل الله البركةَ في السحور، يكفيه مِن قبل طلوع الفجر إلى غروب الشمس"[30]. السحور: الغدَاء المبارك: عن خالد بن معدانَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «هلُمَّ إلى الغدَاء المبارك» يعني السحور[31]. وعن العِرباض بن ساريةَ - رضي الله عنه - قال: دعاني رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السحور في رمضان، فقال: «هلُمَّ إلى الغَدَاءِ المبارَك» [32]. فضيلة السحور بالتمر: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نِعْمَ السحور التمرُ» [33]. السُّنة تأخير السحور: عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بَكِّروا بالإفطار» - وفي أحاديث أُخَر: «عجِّلوا - وأخِّروا السحور» [34]. وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: (تسحَّرْنا مع النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آيةً)[35]. وعن أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تزالُ أُمَّتي بخير ما عجَّلوا الفِطر وأخَّروا السحور» [36]. ففي هذه الأحاديث الحضُّ على تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، وثَمَّ أحاديث أخرى كثيرة، تؤكِّد هذا وتؤيِّده، تراجع في مظانِّها. ولقد استحبَّ الأئمة - كالشافعي وأحمد وإسحاق رحمهم الله وغيرهم -: تأخيرَ السحور[37]، وهو اختيارُ شيخِ الإسلام ابن تيمية - في غير ما موضعٍ من كتبه - وتلميذه ابن القيم، وغيرهم من المحقِّقين من العلماء. وسنَّ في الإفطار أن يُعجَّلا ** وأخِّر السحور نصًّا انْجَلا وبهذا نصِلُ إلى ختام ما أردنا ذِكرَه وايضاحه، وبيانه وجمعه، ونسأل الله - عز وجل - أن ينفَعَنا بها، وجميعَ المسلمين، والحمدُ لله رب العالمين. [1] أخرجه البخاري رقم: (1823)، ومسلم رقم: (1095). [2] أخرجها البخاري رقم: (1864)، ومسلم رقم: (1103)، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الوصالِ في الصوم، فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله؟! قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((وأيُّكم مِثلي، إني أبِيتُ يُطعمني ربي ويسقين))، فلما أبَوْا أن ينتهوا عن الوصال واصَل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: ((لو تأخَّر لزِدْتُكم))، كالتنكيل لهم حين أبَوْا أن ينتهوا)). [3] فتح الباري (4/139). [4] عمدة القارئ (16/338). [5] الإجماع (ص: 48). [6] شرح مسلم (7/206). [7] الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (5/188). [8] المغني (3/108). [9] أخرجه ابن ماجه رقم: (1693)، والحاكم (1/425)، وضعفه الألباني في الضعيفة رقم: (2758). [10] أخرجه الطبراني رقم: (6550). [11] رواه مسلم (1096)، وانظر: صحيح أبي داود رقم: (2029) الأم. [12] أخرجه ابن حبَّان رقم: (3467)، وقال شعيب الأرناؤوط: "حديث صحيح"، وحسنه الألباني في الصحيحة (4/212) رقم: (1654). [13] رواه أحمد (3/12 -44) وإسناده قوي، وقال شعيب الأرناؤوط: "صحيح، وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة أبي رفاعة". [14] وانظر: حديث أنس المتقدم، وحديث أبي سعيد - رضي الله عنهما. [15] أخرجه الطبراني في الكبير رقم: (6004)، والبيهقي في "الشعب" رقم: (7520) وفيه ضعف، لكن له شواهد؛ انظر: الصحيحة (3/36) رقم: (1045). [16] أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/413)، وحسنه الألباني في الصحيحة (3/182) رقم: (1291). [17] أخرجه أحمد (5/370)، وقال شُعيب الأرناؤوط: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه"، وصححه الألباني في صحيح الجامع. [18] الآحاد والمثاني (5/228) لأبي بكر الشيباني. [19] إكمال المعلم شرح صحيح مسلم (4/17) للقاضي عياض، والمفهم لِما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (4/173) للقرطبي. [20] إكمال المعلم شرح صحيح مسلم (4/17) للقاضي عياض. [21] إكمال المعلم شرح صحيح مسلم (4/17) للقاضي عياض، والمفهم لِما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (4/173) للقرطبي، وشرح مسلم (7/206) للنووي. [22] مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (19/ 362). [23] بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار (ص: 178)، لأبي بكر الكلاباذي البخاري. [24] شرح السيوطي لسنن النسائي (4/134)، وسبل السلام (3/312) للصنعاني. [25] شرح السيوطي لسنن النسائي (4/134)، والمجموع (6/ 360) للنووي، وسبل السلام (3/312) للصنعاني، وبحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار (ص: 177). [26] شرح مسلم (7/206). [27] فتح الباري (4/140). [28] إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/90). [29] مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (19/ 362). [30] شرح رياض الصالحين (3/ 336). [31] أخرجه النسائي في السنن الصغرى (1/304)، وقال الألباني: "وهذا إسنادٌ صحيح مرسل، وله شواهد كثيرة مسندة في "السنن" وغيرها، وصحح بعضَها ابنُ خزيمة، وابن حبَّان وغيرهما، وقد كنتُ ذكرتُ بعضها في "صحيح أبي داود" برقم (2030)"؛ انظر: الصحيحة (6/1204) رقم: (2983). [32] وقال الألباني: "حديثٌ صحيح، وصحَّحه ابن خزيمة، وابن حبَّان"؛ انظر: صحيح أبي داود - الأم - رقم: (2030)، وذكر له شواهد. [33] أخرجه الطبراني رقم: (6549)، صححه الألباني في صحيح الجامع، ثم رأيتُه ضعَّفه في مواضع من كتبه، ومن آخرها الضعيفة (3/495) رقم: (1326). [34] انظر: الصحيحة (4/272) رقم: (1773). [35] أخرجه البخاري رقم: (1821). [36] أخرجه أحمد (5/147)، وقال شعيب الأرناؤوط: "إسناده ضعيف"، وقال الألباني: "مُنكَر بهذا التمام"؛ إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (4/32). [37] انظر: بدائع الصنائع (2/105)، ومواهب الجليل (2/397)، ومغني المحتاج (1/435)، ونهاية المحتاج (3/177)، والمغني (3/169)، وكشاف القناع (2/331)، وشرح منتهى الإرادات (1/455). _______________________________________________ الكاتب: بكر البعداني
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() المالاويـــــون فـــي شهـــر رمضــــان يفرح المسلمون في مالاوي بقدوم شهر رمضان كغيرهم من المسلمين في بقاع الأرض؛ وذلك لإقامة ركن الدين وهو الصوم، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة: 185).؛ فينتظر المسلمون في أواخر شهر شعبان استطلاع هلال رمضان بواسطة القائمين على جمعية مسلمي مالاوي، ويتشوف المسلمون بالسماع إلى (راديو إسلام) وهي الإذاعة الإسلامية الوحيدة في مالاوي، وهي المنبر الإعلامي الوحيد للمسلمين؛ فما أن يبدأ شهر رمضان حتى يهرع المسلمون إلى المساجد لصلاة القيام، ويصلون عشرين ركعة، ويوترون بثلاث بعدها. ومن اللافت للنظر في أدائهم لصلاة التراويح السرعة في الصلاة، حتى إنك لا تكاد تميز قراءة الإمام؛ وذلك حتى ينتهوا من الصلاة في أوجز وقت, وهذا مخالف لهدي الرسول[ الذي يجب على المسلمين الالتزام به.المظاهر الرمضانية: المظاهر الرمضانية في مالاوي لا توجد إلا تقريبا في المساجد الكبيرة، من ذلك إطعام الصائمين بالتمر والخبز وغيره، أما ما عدا ذلك فلا يوجد أي مظاهر لشهر رمضان، حتى إنه في بعض المناطق التي لا يوجد بها مسلمون أو بها مسلمون قليلون لا يعرف الناس أي مظاهر من مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان. ولا تثريب علي إذا ذكرتُ أنه في القرى النائية في الجبال تجد المسلمين قد لا يعرفون بدخول شهر رمضان؛ وعليه فلا يصومون؛ وهذا ناتج عن أسباب منها: الفقر ومنها: الجهل بالدين وعدم الاكتراث. إطعام الطعام قال تعالى : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}(الإنسان : 8 -9). ومن المظاهر الجيدة التي تدل على روح التواصل والمحبة بين المسلمين في مالاوي ما تراه في بعض المساجد سواء في القرى أم في المدن؛ حيث يتجمع النساء بعد العصر وكل واحدة تأتي بما تستطيعه من بيتها من طعام، فيجهزون طعام الإفطار، ومنه السويق، وهو مشروب يصنع من دقيق الذرة مع قليل من السكر، مع الماء على النار ثم يترك ليبرد ويُشرب. ويصنع أيضًا من دقيق الأرز وهو أجود. ومن طعامهم أيضا البطاطا الحلوة المسلوقة في الماء، أو السيما، وهي عجين دقيق الذرة، وتؤكل هكذا نيئة (أي عجيناً). وعليه يقل في طعامهم اللحم والأرز وما شابه؛ لأن الناس يغلب عليها الفقر والحاجة والله المستعان؛ ولهذا كان حرص شيخنا (وحيد بالي) المشرف على جمعية آفاق المستقبل على إطعام الطعام في رمضان على الإفطار بالمساجد؛ فندخل القرية، ونعد الطعام (اللحم والأرز) ثم نطعم المسلمين بالمسجد عقب أذان المغرب في رمضان؛ مما كان له أكبر الأثر في نفوس فقراء المسلمين والحمد لله على توفيقه. لابد من إمام يؤمهم في صلاة التراويح بالمسجد: ومن الجدير بالذكر أن مسلمي مالاوي كغيرهم يحبون الدين والعلم، ويرفعون شأن أهله، ففي القرى النائية يستقدمون (الشيخ) أو (الإمام)ويدفعون له ما يستطيعون، أو يبحثون عمن يدفع له من القادرين والموسرين نظير أن يؤمهم في الصلوات، ولاسيما في شهر رمضان في صلاة التراويح؛ وإلا فإنهم قد لا يجدون من يصلي بهم؛ لأنه لا يوجد في القرية من يحفظ ولو قصار السور لإقامة الصلاة. وحتى من يستقدمونه لا يصلي إلا بقصار السور، وقد يكررها في الركعات نظرا لقلة محفوظاتهم وضعفها، بل يوجد بعض الأئمة الذين يقرؤون دائما في الركعة الثانية من كل ركعتين سورة الإخلاص، ففي الأولى سورة قصيرة وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص حتى ينتهي من صلاة العشرين ركعة، ثم يوتر بثلاث. ثم يتكرر العمل في كل ليلة، وهذا يدفعني إلى القول: بأنه لابد من الاهتمام بالمدارس القرآنية ومد يد العون لها، بالنفقات العينية والمادية، وأنه لا يكتفى ببناء مسجد بل لابد من كفالة إمام يقوم بالدعوة فيه، مع متابعة الإمام باستمرار للوقوف على أدائه. ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» أذكر بالخير القائمين على جمعية آفاق المستقبل وعلى رأسهم الشيخ الفاضل وحيد بالي حفظه الله لاهتمامهم بهذه المسألة ألا وهي: كفالة الأئمة المحليين للمساجد التي تبنيها الجمعية؛ فإن بناء مسجد فقط في إفريقيا كلها لا يكفي، بل لا بد من توفير الداعية المحلي المؤهل، مع متابعته باستمرار حتى لا يترك المسجد، ويظل يتلقى كفالته وراتبه. اعداد: أبو عاصم البركاتي المصري
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() رمضان فى فلسطين.. صلاة فى القدس وفطار فى تكية الخليل كنافة وقطايف وتمور منة الله حمدى ![]() يأتى شهر رمضان بالعديد من الطقوس الروحانية والعادات التى تختلف من بلد لآخر، حسب البيئة وتقاليد الشعوب، إلا أنها جميعا مرتبطة بالرحمة والخير والود وإدخال الفرحة فى قلوب المسلمين. وفى ظل ما تمر به فلسطين وغزة تحديدا من آلام، نجد أن هذا الشعب الصابر يصر على أن يسعد نفسه ومن حوله فى شهر الرحمة والقرآن، رمضان فى فلسطين له طعم ونكهة تختلف، يتميز بالتراحم والود والمحبة وصلة الرحم، بالإضافة للشعائر الدينية والعبادات، كما أن هناك اهتمام أكثر بعائلات الشهداء وعائلات الجرحى والأسرى الأرامل المطلقات والأيتام. ![]() رمضان في فلسطين في البداية يستعد الفلسطينيون لرمضان قبل رؤية الهلال ببضع أيام، حيث تتزين المساجد والبيوت وتنظف الشوارع وتنصب الشوادر فى الأسواق لبيع ياميش رمضان والتمور والأكلات الخاصة بالشهر الكريم، وتستعد الجمعيات الخيرية بشراء مستلزماتها، التى توزع على أهالى الشهداء والمعتقلين والفقراء والبسطاء. أما ليلة رؤية الهلال فلها احتفالها الخاص، حيث تجد كل الشوارع خالية تنتظر سماع إعلان رؤية الهلال وبعدها مآذن المساجد تصدح بالقرآن الكريم فى كل مكان، ويستعد الجميع لصلاة التراويح فتفرش الحصائر وتضاء المصابيح، وتجد الأطفال فى الشوارع تلعب بالألعاب النارية حتى يمر المسحراتى بطبلته الصغيرة فينادى على الجميع بأسمائهم، فتتعالى الأصوات بالفرحة. الإفطار داخل الديوان العائلى رمضان بالتحديد يعتبر شهر الاحتفالات، الاهتمام يكون دائما بتجمع العائلات والأسر فى الأحياء وإقامة الولائم الكبيرة التى يتجاوز عددها 200 شخص يوميا، حيث تقوم الأهالى بتوزيع وجبات الطعام والحلوى على الجيران فى البيوت. وهناك عادة مهمة هى التجمع داخل الديوان، وهو يشبه المضيفة فى بيوت الريف المصرى، يتجمع فيه كبار العائلة ساعة الإفطار كل منهم يأتى بصينيته عليها ما لذ وطاب، ويتبادلون الطعام كى ينتشر الود والرحمة بينهم. توزيع التمور والقطائف على الأبواب طول شهر رمضان لشهر رمضان حلاوة ومذاق حلو كالتمور التى توزع فيه، سواء فى المساجد أو الشوارع على المارة أو فى الأطباق والصوانى فى البيوت، ولأهل فلسطين عادة جميلة لا توجد فى أى دولة أخرى، حيث تجد أطباق الحلوى والقطائف والكنافة النابلسي والتمور فى صوانى تضعها الأمهات وربات الأسر على مناضد خارج أبواب البيوت والمنازل ليتناولها ويتذوقها المارة، فتجد الشوارع ممتلئة بصوانى القطائف المغطاه بالشاش الأبيض، وبهذا الجميع يطيب فمه بما لذ وطاب فى الشهر الكريم بعد صيامه. رمضان فى القدس يأتى إلى الفلسطينيون من جميع أنحاء البلد للصلاة فى القدس ولو ركعة واحدة فى رمضان، ويتزاحمون بالآلاف، ويتسابقون على الصلاة فيها، حيث تعج مدينة القدس بالناس فى ساحات المسجد، وساعة الإفطار والسحور تجد الزحام وأصوات الباعة والولائم وأعمال الخير فى كل مكان فى مدينة القدس كاملة. ![]() رمضان فى فلسطين رمضان في مدينة الخليل أما مدينة سيدنا إبراهيم عليه السلام "الخليل"، التى يقال إنها لا يبيت فيها جائع عبر التاريخ، يوجد فيها تكية الخليل وهى منذ أزل بعيد، وهذه التكية تطعم من هم فى الخليل، وتطعم الذين يأتون من خارج الخليل بشكل يومى، وفى شهر رمضان الكريم تتضاعف الوجبات. الأكلات الفلسطينية في رمضان وعن الأكلات الفلسطينية التى لا تخلو منها المائدة الرمضانية منها طعمية الحمص الساخنة، ومسبحة الحمص، والمخلل وهريسة الفلفل الأحمر بالليمون والخل، والزعتر وزيت الزيتوت، والزيتون الأسود والسلطة الخضراء، هذه المقبلات التى لا تخلو مائدة فلسطينية من صنف واحد منها أو اثنين على الأقل، أما عن الأطباق الرئيسية فتأتى شوربة الخضار، المقلوبة، المسخن، الكسكسى الحادق، المنسف، الملخية الورق المحمرة فى الزيت ومسقية فى الشوربة، أو الملوخية بالطريقة المصرية، واللحوم والدجاج. العصائر والحلويات أما عن العصائر فتشتهر فلسطين بالخروب هو المشروب الأول على المائدة الرمضانية، يليه قمر الدين ثم التمر هندى والعرق سوس، أما ياميش رمضان والجوز واللوز والحلوى الشرقية ومنها العوامة، والكنافة النابلسية، والقطائف بالجبنة والمكسرات، وعن السحور لا تخلو المائدة من الزعتر وزيت الزيتون والخبيز الفلسطينى.
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() في تجربة استثنائية.. جامعة ستانفورد تجمع طلابها حول موائد الإفطار نظَّمت جامعةُ ستانفورد في ولاية "كاليفورنيا" الأمريكية - إفطارًا مفتوحًا وصلاة التراويح، بمشاركة طلاب مسلمين وغير مسلمين، في إطار الاحتفاء بشهر رمضان المبارك، وتُنظَّم الفعاليةُ بدعمٍ من اتحاد الطلاب المسلمين، واتحاد الطلاب بجامعة ستانفورد. وتوافَد أكثر من 500 شخص من المسلمين وغيرهم إلى ساحة Old Union لحضور الإفطار المفتوح، بمشاركة بعض الهيئات المجتمعية الأخرى؛ حيث كان في استقبالهم عددٌ من المتطوِّعين الذين تولَّوْا تجهيز الطاولات، واستقبال المتحدِّثين، وتوزيع الوجبات، والتحضير للصلاة. بدأت الفعالية في الساعة الخامسة مساءً بكلمات ترحيبية وقراءة آيات من القرآن الكريم، أعقَبها رفعُ أذان المغرب وتناوُل وجبة الإفطار، بعدها تلا "براء عبد الغني" عضو اتحاد الطلاب المسلمين بجامعة ستانفورد دعاءَ الإفطار، وأشار إلى أهم الأنشطة الرمضانية والمجتمعية خلال شهر رمضان المبارك، ويأتي في مقدمتها تقديمُ وجبات الإفطار والسحور لنحو 300 طالب مسلم يوميًّا، وأشاد بمبادرات الجامعات الداعمة للطلاب المسلمين. ومن جانبها أكَّدت "أميرة اشتيوي" المديرة المشاركة للعلاقات العامة بجامعة ولاية ميشيغان - أن رمضان يُعد فرصة لتقوية الإيمان وتعزيز الروابط المجتمعية، وأوضحت أنها تُشرف على الاتصالات الخاصة بفعاليات رمضان بجامعة ولاية ميشيغان، من خلال نشرات إخبارية ورسائل يومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي إطار تعزيز التواصل الطلابي أطلقَت "أميرة اشتيوي" مبادرة "رمضان حول العالم"، التي تَعرِض تجاربَ رمضان لمختلف الجنسيات داخل الجامعة، بهدف تعريف الطلاب بالثقافات الإسلامية المتنوعة. ولم يقتصِر الحضورُ على الطلاب المسلمين، بل شهِد الإفطار المفتوح مشاركةَ طلاب غير مسلمين، حرَصوا على التعرف على أجواء الشهر الفضيل والدين الإسلامي؛ حيث أشارت "بيتي ياو لو" الطالبة في السنة الأولى إلى أن فعالية الإفطار المفتوح في ستانفورد كانت أضخمَ من أي تجربة رمضانية سابقة خاضَتها، بينما حضرت زميلتها "ساشا تشانج" دون معرفة مسبقة عن رمضان، مُعربة عن رغبتها في التعرف أكثر على العقيدة والثقافة الإسلامية. كما شارَك الطالب "خورخي راموس" في الإفطار برُفقة صديقه وزميله في السكن "مرتضى إحساني"، وعلَّق قائلًا: "أحببتُ رؤية هذا الجانب مِن هُوية إحساني، وكان الجميع مرحِّبين للغاية، بالتأكيد سأحضر المزيد من فعاليات رمضان مستقبلًا"؛ المصدر: شبكة الألوكة. يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() رمضان في ميلتون.. موائد إفطار جماعية ومبادرات خيرية مع حلول شهر رمضان المبارك يُجسِّد المجتمعُ الإسلامي بمدينة "ميلتون" في مقاطعة "أونتاريو" الكندية - القِيمَ الإسلامية والعطاء والصدقة، والأنشطة الخيرية والاجتماعية، والتواصل خلال هذا الشهر الفضيل، ويشكِّل رمضان فرصةً لتعزيز الترابُط المجتمعي بين المسلمين وبعضهم، وبين المسلمين وغيرهم؛ حيث تنظِّم الجمعيات والهيئات الإسلامية في مدينة "ميلتون" ومنطقة "هالتون" - العديدَ من الفعاليات المتنوعة. وقبل رمضان تستعدُّ المساجدُ والمراكز الإسلامية في منطقة "هالتون" لاستضافة عددٍ من الفعاليات الرمضانية؛ حيث يتم تنظيمُ موائد الإفطار والأنشطة الإسلامية والاجتماعية، وفي هذا السياق يلعَب المركزُ الإسلامي المجتمعي في مدينة "ميلتون" دورًا بارزًا في دعم المجتمع خلال الشهر الكريم. ويستضيف المركزُ الإسلامي المجتمعي في مدينة "ميلتون" وجبات إفطار جماعية أيام الجمعة والسبت والأحد، مقدِّمًا أطباقًا من المطبخ الجنوب آسيوي والعالمي، ضمن أجواء رمضانية مميزة، كما وجَّه المركز دعوةً مفتوحة إلى جميع أفراد المجتمع للحضور والتعرف على الإسلام عن قُرب، والإجابة عن أيةِ تساؤلاتٍ قد تكون لديهم. في مدينة "بيرلينجتون" المجاورة لمدينة "ميلتون"، تعمَل جمعية هالتون الإسلامية على دعم الأُسَر المحتاجة، من خلال حملات جمْع التبرعات، وتوزيع صناديق الطعام الرمضاني التي تحتوي على مواد غذائية أساسية، كما توفِّر الجمعية مركزًا لجمع التبرعات في مسجد هالتون لاستقبال المساعدات الغذائية ومستلزمات النظافة. وبالنسبة "لنصرت قلندري" أحد سكان مدينة "ميلتون"، يُمثل رمضان فرصة لتوطيد العلاقات الأُسرية والمجتمعية؛ حيث يقول: "طول الشهر الكريم نستضيف الأهل والأصدقاء والجيران خلال وجبات الإفطار؛ مما يجعل التحضير والطهي جزءًا أساسيًّا من يومنا"، ويشمَل الإفطارُ أطباقًا متنوعة؛ مثل الباكورا والكاتشوري، والسمبوسة ولفائف الدجاج، بالإضافة إلى الحلويات كفطائر التمر. وأشارت "فاطمة باتيل" بمدينة "ميلتون" إلى أن رمضان يمثِّل فرصةً لتعزيز القيم الإنسانية، وتقول: "يعلِّمنا رمضان ضبطَ النفس والتعاطف مع الغير، فهو ليس مجرَّدَ امتناعٍ عن الطعام، بل هو شهرٌ للتقرب إلى الله، والبُعد عن السلوكيات السيئة، ومدِّ يد العون للآخرين"؛ المصدر: شبكة الألوكة. يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() تحت مظلة رمضان.. مسلمو ميدلسكس وأفراد المجتمع على مائدة إفطار واحدة استضاف المركزُ الإسلامي في مقاطعة ميدلسكس (mcmc) بمدينة "بيسكاتاواي" بولاية ولاية "نيوجيرسي" الأمريكية - إفطارَه الرمضاني السنوي الذي جمع المسلمين وأفرادًا من المجتمع المحلي للتعرُّف على تعاليم الإسلام، والانضمام إلى المسلمين في هذه المناسبة الرمضانية. وشهِدت صالةُ الألعاب الرياضية التابعة للمركز الإسلامي حضورَ مئات الضيوف الذين شارَكوا في فعاليات ثقافية متنوعة، شَمِلت طاولةً للخط العربي، ورُكنًا للكتب والمراجع الدينية؛ حيث أُتيح للزوَّار الاطلاعُ على نُسخ من القرآن الكريم وملخصات حول تعاليم الدين الإسلامي، كما سلَّطت الضوء على دور المرأة في الإسلام. قبل موعد الإفطار فتح المركز أبوابَه أمام الزوَّار لجولات تعريفية قدَّمت لمحة عن العبادات الإسلامية؛ مثل: الصلاة اليومية، ودور المركز الإسلامي في حياة المسلمين هناك، كما استعرَض المشرفون أنشطةَ أكاديمية النور، وهي مدرسة إسلامية معتمدة وتابعة للمركز توفِّر التعليم من مرحلة ما قبل الروضة وحتى الصف الثاني عشر. وأوضح "عبد الله سميث" إمام المسجد أن هذا الحدث السنوي يهدف إلى تعزيز التفاهم بين المسلمين وغيرهم، وتعريف المجتمع المحلي بالمركز الإسلامي وبالمسلمين، وقال: "هذا الإفطار هو دعوة مفتوحة للجميع، لاكتشاف ثقافتنا ومعتقداتنا وممارساتنا، ما يُسهم في بناء جسور التواصل والتفاهم". وفي حديثه عن الصيام أضاف سميث: "الصيام ليس مجرَّد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة للتقرُّب من الله والتأمل، فعندما يضَع الإنسان احتياجاته الجسدية جانبًا، يجد وقتًا أكبر للتفكير في القيم الإنسانية". من جانبها قالت الدكتورة "سوزي إسماعيل" إحدى المتحدثات في الفعالية: إن الصيام يحمِل فوائد صحية، لكنه يختلف تمامًا عن الامتناع عن الطعام دون وعي، موضِّحة أن "الصيام في رمضان ليس تجويعًا، بل تجربة تهدف إلى ضبط النفس وتعزيز التقوى". واختُتِمت الفعالية بإجابة الدكتورة "سوزي إسماعيل" و"عبد الله سميث" عن أسئلة الحضور حول الشعائر الإسلامية، قبل أن يُرفع أذان المغرب عند الساعة 7:07 مساءً؛ حيث أفطَر الصائمون بتناوُل التمر والماء، ثم أَدَّوْا الصلاة قبل تناوُل وجبة الإفطار معًا؛ المصدر: شبكة الألوكة.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() الصدقة بالدعاء تمر مواسم القربات وبيننا أحبة مشغولون بأوجاعهم أو أمراضهم أو فقدهم أحبة نزلت بهم أخبار مؤلمة وأحداث محزنة أدهشتهم عن الدعاء وعقلت ألسنتهم عن الشكوى وخنقتهم من الكلام تصدقوا عليهم بدعوات الغيب اسألوا الله أن يربط على قلوبهم وينزل عليهم السكينة هبوا لهم دعوات ملحة لحظة فارقة رآك الله قد آثرت أخاك بالدعوات ومنحته رغم خصاصتك بكثرة الطلبات والصدق والمناجاة الله يحب الرحماء بعباده ما يدريك وأنت مشغول تقول: يارب اربط على قلب فلان بفقد ولده يارب أنزل السكينة على فلان في مرضه يارب رد على فلان غائبته يارب فرج عن فلان كربته.. فيقول الله لك. برحمتك بعبادي ودعائك أحللت عليك رحمتي. ياله من فضل حين تأتي يوم القيامة وقد فرج الله كربا عظيما عن أخيك بدعوة صادقة منك لم يعلم بها فصلحت حياته كلها بدعوتك وجعل الله ذلك الخير كله في ميزان حسناتك... تصدقوا عباد الله اقسموا من خيرات دعواتكم للقانع والمعتر والمكلوم والمضطر وأيم الله إن في الناس مبهوتون لفقد ولد أو حبيب قد بكمت ألسنتهم فلا يطيقون الكلام فخذوا مكانهم في محاريب الدعاء يارب أنزل السكينة قي قلوب المحزونين وأذهب الغم والكرب عن المكروبين لا يكشف الكرب غيرك. منقول
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() الاستعداد لشهر رمضان خلدون بن محمود بن نغوي الحقوي "إن لله نفحاتٍ من رحمته يُصيب بها مَن يشاء مِن عباده" مقدمة: إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد: فإنه قد جَرَتْ عادة العلماء - قديمًا وحديثًا - أنهم قبل الشروع في بيان أحكام عبادة ما، أو حض على خير ما - أنهم يذكرون فضائله، ومرغبات عمله؛ مما يشحذ الهمم للإقبال عليه، والدخول فيه بهمة المغتنم الساعي لتحصيل هذا الخير، فإنَّ ذِكْرَ محاسن الشيء وفضائله سببٌ لمحبته، وتعظيم شأنه. وإنه بمناسبة قرب دخول شهر رمضان المبارك، فقد حرصت على تسطير شيءٍ مما يتعلق بفضائل هذا الشهر الكريم؛ ما يحث على التهيؤ له، ومن ثَمَّ ذكرت نُبذة يسيرة مما ينبغي الاعتناء به استعدادًا لدخول هذا الشهر المبارك، ودرءًا لوقوع التقصير فيه؛ فإن الأمر كما في الحديث: ((افعلوا الخير دهرَكم، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله؛ فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها مَن يشاء مِن عباده، وسَلُوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يُؤمِن روعاتكم))[1]. فمن نِعَمِ الله تعالى على العباد أنْ جَعَلَ لهم مواسم للطاعات، تعظُم فيها الحسنات، وتُرفع فيها الدرجات، وتنزل فيها الرحمات، وتعُمُّ فيها الخيرات، فالسعيد من اغتنم هذه المواسم فكانت له خيرَ زادٍ إلى دار البقاء؛ كما قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]، فالإنسان لا يدري لعلها لا تأتيه مرة أخرى، أو يدركها وهو مشغول بظرف خاص يمنعه من اغتنامها كما ينبغي؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سُقْمِك، وفراغك قبل شُغلِك، وشبابك قبل هَرَمِك، وغِناك قبل فقرك))[2]. ومن أعظم هذه المواسم التي ينبغي أن يحرص المسلم عليها، ويستعد لها غاية الاستعداد - شهر رمضان الذي تتنزل فيه البركات والخيرات بما لا يكون في غيره من الشهور، فشهر رمضان هو شهر تلاوة القرآن، والقيام للرحمن؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، وفيه ليلة القدر: العمل فيها يعدِل العمل في ألف شهر مما سواها؛ قال تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]، مَن قامها إيمانًا بها واحتسابًا لأجرها، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[3]. فعلى المسلم أن يهيئ نفسه ويروِّضها لاغتنام أيامه ولياليه، والإكثار من الأعمال الصالحة فيه؛ من الصيام والقيام، وتلاوة القرآن، والصدقة، وإفطار الصائمين، وإعانة المحتاجين، وصلة الأرحام، وتمرين الصغار على الصيام، وغير ذلك مما يظهر للمُتَتَّبِع. هل أنت مستعد لاستقبال شهر رمضان؟ أخي الفاضل، إذا أردت أن تعرف مدى استعدادك لشهر رمضان، فأجِبْ عن الأسئلة التالية: • هل تُحِسُّ من الآن بفرحة لقرب شهر رمضان؟ • هل سألت ربك بإلحاح أن يبلغك إياه، ويوفِّقك لحسن صيامه وقيامه؟ • هل تأملت قوله سبحانه: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]، وعرَفت أن الهدف من الصيام ليس مجرد أمر تعبدي محض، بل فيه من الحِكَمِ الكثيرُ؛ كتحصيل التقوى، وشكر الله على نعمة القرآن؟ • هل حاسبت نفسك على تقصيرك في أشهر رمضان الماضية؛ حيث لم تغتنمه كما ينبغي؟ • هل وضعت خطة مناسبة لاغتنام هذا الشهر الفضيل؟ من فضائل شهر رمضان: 1- أنزل القرآن فيه؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]. 2- فيه ليلة القدر؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5]. 3- صيامه أحد أركان الإسلام الخمس؛ كما في الحديث: ((بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان))[4]. 4- نزل فيه أعظم الكتب السماوية؛ كما في الحديث: ((أُنزِلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لستٍّ مَضَينَ من رمضان، وأُنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان))[5]. 5- تُصفَّد فيه الشياطين، وتُغلَق أبواب النار، وتُفتح أبواب الجنة، ولله فيه عتقاء من النار كل ليلة؛ كما في الحديث: ((دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا رمضان قد جاءكم، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، إذا كانت أول ليلة من رمضان صُفِّدت الشياطين ومَرَدَةُ الجن[6]، وغُلِّقت أبواب النار، فلم يُفتَح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة، فلم يُغلَق منها باب، ونادى منادٍ: يا باغِيَ الخير أقْبِلْ، ويا باغيَ الشر أقْصِرْ، ولله عتقاء من النار - وذلك في كل ليلة - حتى ينقضي رمضان، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمها، فقد حُرِمَ الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم))[7][8]. 6- من صام الشهر غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه؛ كما في الحديث: ((من صام رمضان إيمانًا[9] واحتسابًا[10]، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[11][12]. 7- من فاتته المغفرة في رمضان، فقد رغِمَ أنفه[13]؛ كما في الحديث: ((رغِم أنفُ رجلٍ ذُكِرْت عنده فلم يصلِّ عليَّ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك والديه عند الكِبَرِ - أحدهما أو كليهما - ثم لم يدخل الجنة))[14]. 8- سبب لتكفير الذنوب من العام إلى العام؛ كما في الحديث: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - كفَّارات لِما بينهن إذا اجتُنبتِ الكبائر))[15]. 9- سبب للسبق إلى الجنة؛ كما في الحديث: ((كان رجلان من بَلِيٍّ - حي من قضاعة - أسلما مع النبي صلى الله عليه وسلم، واستُشْهِد أحدهما، وأُخِّرَ الآخر سنةً، قال طلحة بن عبيدالله: فأُرِيت الجنة، فرأيت المؤخَّر منهما أُدخل قبل الشهيد، فتعجبت لذلك، فأصبحت، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم - أو ذُكِرَ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد صام بعده رمضان، وصلى ستة آلاف ركعة - أو كذا وكذا ركعةً - صلاة السنة؟))[16]. 10- الصيام والقرآن سببان للشفاعة يوم القيامة، وهما يجتمعان في رمضان؛ كما في الحديث ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان))[17]. مهمات ووسائل لاغتنام هذا الشهر الفاضل؛ أهمها: 1- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى؛ حيث ننوي الصيام إيمانًا واحتسابًا وليس عادات وطقوسًا. 2- التوبة الصادقة؛ فعلى الرغم من وجوب التوبة في كل وقت وحين، ومن أي ذنب قد يقترفه العبد، إلا أنها تعد في شهر رمضان المبارك أوجب؛ إذ إنه موسم من مواسم الخير والطاعات، وفي الحقيقة فإن المعاصي والذنوب تعد سببًا لعدم التوفيق إلى الطاعات والعبادات، بل قد يُحرم المرء بسببها لذة القرب من الله، والالتزام بأوامره، وإن الكرامة والمنزلة عند الله علامتها التقوى؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]. 3- معرفة قيمة الوقت؛ إذ إن الكثير من الأوقات الثمينة تضيع بسبب الجهل بقيمتها؛ ولذلك لا بد للمسلم من اغتنام كل دقيقة في الأعمال الصالحة، وشهر رمضان المبارك من أثمن الأوقات وأسرعها فوات؛ كما قال سبحانه واصفًا شهر رمضان: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، فموسم رمضان أيامه قليلة سريعة الذهاب، فلا بد اغتنامها حتى لا يقع الندم على تضييعها بعد فوات الأوان، أو يحصل التضجر منها بسبب الغفلة عن أهميتها أو عدم التهيؤ لها. 4- تعلُّم أحكام الصيام؛ فالجهل بأحكام الصيام وآدابه وشروطه من الأسباب التي قد تحرم المسلم من الأجر والثواب، ولربما صام من لديه عذر شرعي يوجب إفطاره، ولربما صام العبد ولم يَنَلْ من صيامه إلا الجوع والعطش؛ لجهله بأحكام الصيام. 5- تلاوة القرآن، ومدارسته، خاصة ليلًا، وإن لقارئ القرآن بكل حرف عشر حسنات. 6- الحذر من الغفلة عن وقت السَّحر؛ فهو وقت نفيس للاستغفار؛ قال تعالى عن عباده المتقين: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18]. 7- الجود؛ الجود والنفقة على الفقراء والأقارب والجيران، ودلَّ لهذا - ولما سبقه – الحديث: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان يَعرِض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل - أجودُ بالخير من الريح المرسلة[18]))[19]. 8- التقليل من الطعام؛ وهذا ليس من جهة ما يحصل عادة من التوسع في الطعام في شهر رمضان -كمًّا ونوعًا - على وجه الإسراف، وإنما من جهة أن الإفراط في تناول الطعام يؤدي إلى التكاسل عن أداء الطاعات، وعدم الخشوع عند الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى؛ جاء في الحديث أنه قال صلى الله عليه وسلم لرجل تجشَّأ عنده: ((كُفَّ جُشاءَك عنا؛ فإن أطولكم جوعًا يوم القيامة أكثرُكم شبعًا في دار الدنيا))[20]، وفي الحديث أيضًا: ((ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطن، حسب ابن آدم أُكُلات يُقِمْنَ صُلْبَه، فإن كان لا محالة؛ فثُلُثٌ طعام، وثلث شراب، وثلث لنَفَسِه))[21]. 9- أدب عند الانتهاء من الإفطار: عندما تنتهي من الإفطار - والأكل والشرب عمومًا - فعليك بحمد الله؛ فهذا سبب لرضا الله تعالى؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لَيرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها))[22]، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: ((من أكل طعامًا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام، ورَزَقَنِيهِ من غير حَولٍ مني ولا قوة، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[23]. 10- كثرة الجلوس في المسجد؛ فأنت في صلاة طالما انتظرت الصلاة. 11- الدعاء؛ فهذا الشهر من أفضل أوقات الدعاء، واحرِص على ساعات الإجابة في آخر الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند الإفطار، وعصر الجمعة ونحوها، وأكْثِرْ منه ولا تمل؛ فإن لك بدعائك إحدى ثلاث: إما أن تُعطى ما سألت، وإما أن يدفع الله عنك من الشر بقدر دعائك، وإما أن تُدَّخر لك تلك الدعوات حسنات يوم القيامة؛ كما جاء في الحديث الصحيح. 12- عليك بالإكثار من النوافل؛ فهي من المكملات للفرائض، وذلك كالسنن الرواتب، وصلاة الضحى، والوِتر، وقيام الليل وغير ذلك. 13- اجعل لك مع أولادك حلقة قرآنية يومية - ولو قصيرة - من حفظ أو تلاوة، مع شيء يسير من التفسير أو من الفوائد المتعلقة من كلام أهل العلم؛ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: "إن البيت لَيتَّسِع على أهله، وتحضُره الملائكة، وتهجُره الشياطين، ويكثُر خيره - أن يُقرأ فيه القرآن، وإن البيت ليضيق على أهله، وتهجُره الملائكة، وتحضُره الشياطين، ويقل خيره – ألَّا يُقرأ فيه القرآن"[24]. 14- المرأة في رمضان: على المرأة أثناء خدمتها في بيتها أن تحتسب أجر هذه الخدمة عند الله؛ فإن طاعة المرأة لزوجها هو سبب لدخول الجنة أو سبب لدخول النار؛ قال صلى الله عليه وسلم لإحدى النساء: ((فإنه جنتك ونارك))؛ يعني عن الزوج[25]، وكذا ينبغي على المرأة الفطنة - أثناء عملها في بيتها - أن تشغل لسانها بذكر الله تعالى، ولا سيما ما كان مما لا يحتاج إلى كثير من التركيز؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))[26]. 15- احرِص على صدقات السر - ولو كانت قليلة - فصاحبها تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل. 16- احرص على صلاة التراويح وإتمامها مع الإمام؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف، فإنه يعدل قيام ليلة))[27]. 17- العادات المحرمة في رمضان: مَن كان مُبتلًى بالدخان، أو بسماع الأغاني، أو النظر المحرم، فليغتنم هذا الشهر المبارك، وليَصُمْ معه سمعه وبصره وجوفه عما حرم الله، فوالله إنه من الجرأة والوقاحة بمكان أن يُقبِلَ المسلم على شهر الخير والمغفرة، فيدخل في الصيام والقيام وجواله مليء بما حرم الله صورًا وسماعًا، فعينه في هذا الشهر ما زالت تزني بالنظر لما حرم الله، وأذنه ما زالت تزني بالسماع للأغاني، وما خَفِيَ كان أعظم؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من لم يَدَعْ قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))[28]. فهذا شهر خير وبركة قد فُتِحت فيه أبواب الخير، فلا تكن ممن يسعى في إغلاقها على نفسه، وأُغلِقت فيه أبواب الشر، فلا تكن ممن يسعى في فتحها على نفسه. عادات سيئة في شهر رمضان: • كثرة النزاعات والخصومات، مع أن المفترض أن يهذب الصوم أخلاق الصائم، ويضبط مشاعره وانفعالاته، وتأمل كيف جَمَعَ الحديث الشريف بين فضل الصوم؛ حيث يَدَعُ المسلم طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله؛ ثم قال: ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يصخَب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم))[29]، فقد جمع بين صيام الباطن وصيام الظاهر. • التبذير في الطعام والإقبال بنَهَمٍ على مختلف المأكولات وأماكن بيعها، والاستهلاك غير المعقول. • كثرة النوم في نهار رمضان، وما يترتب عليه من ضياع الصلوات أو تأخيرها عن وقتها. • طول السهر في الليل على ما يسخط الله ويغضبه من لهوٍ ولعب، ومشاهدة القنوات الفضائية أو بالأحرى الفضائحية، فتضيع بذلك على الإنسان أشرف الأوقات فيما لا فائدة فيه، بل فيما يعود عليه بالضرر في العاجل والآجل. • عدم السحور؛ فقد حث الشرع المطهَّر على تناول وجبة السحور؛ لِما فيها من البركة والإعانة على الصوم؛ كما في الحديث: ((السحور أكله بركة؛ فلا تَدَعُوه، ولو أن يجرع أحدكم جُرعةً من ماء؛ فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحِّرين))[30]. • تعجيل السحور؛ وهذا يخالف الهدي النبوي في تأخير السحور؛ حيث أوصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بتعجيل الفطر وتأخير السحور. • إقبال في بداية الشهر على العمل الصالح وفتور في آخره، والمفترض العكس، وأنه ينبغي أن يضاعف فيه الجهد؛ لِما للعشر الأواخر من مَزِيَّة على غيرها – لا سيما ليلة القدر - وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينشَط فيها أكثر من غيرها. تنبيهات ولطائف: • لا تبالغ في خطتك في رمضان فتعجز، ولا تقصِّر فتندم، بل اعرف قدراتك واستعِن بالله، وتذكر دومًا الوصية النبوية لمعاذ رضي الله عنه: ((لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك))[31]. • احذر البطَّالين والمقصِّرين، لا تنظر إليهم ولا لِهِمَمِهم، بل نافسِ المسارعين السابقين إلى الخير؛ أصحاب الهمم. • كن داعيًا إلى الخير مبشِّرًا به، وسخِّر خبراتك في الدعوة إلى الله وإلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وليكن جوَّالك وسيلة نشر الخير من بطاقات دعوية تحتوي على المعلومات الصحيحة النافعة. • حافظ على الفرائض في المساجد، ولا سيما صلاة العشاء؛ فهي أولَى من المحافظة على جماعة التراويح في المسجد. • ليكن تأثرك بالقرآن هو الأصل، وذلك من خلال استحضارك عظمة المتكلم به، وأنه كلام الرب أنزله إلينا، وعلى لسان خيرة الناس، وفيه الأحكام النافعة، والآداب العالية، والقصص الحق ذوات العِبر العجيبة، ولا يكن همُّك التباكي عند قنوت الإمام؛ فإن أغلبهم يتكلَّفون الدعاء والسجع والتباكي، وإنا لله وإنا إليه راجعون. • لو كان لك اختيار بين القيام أول الليل أو القيام آخره؛ فآخره أولى، لكن مع المحافظة عليه في جماعة؛ فإنها سُنة المسلمين. • ابتعد عن كثرة التنقُّل خلف القراء في المساجد، بل اثبُت خلف من تراه متقنًا، وتحسبه يخشى الله، ويحضر قلبك عند قراءته. • احرص على التبكير إلى الجماعات لا سيما في هذا الشهر الفضيل. • إن وجود برنامج لك في قراءة القرآن خلال الشهر غاية في الأهمية، ولا تترك الأمر وفق ما تيسر. • من صفات الموفَّقين كثرة استغفارهم، ويعاتبون أنفسهم عند تقصيرهم، ويُكثرون من الاستغفار وذِكْرِ الله، فكلما فعلوا سيئة، أتْبَعوها بحسنة لتمحوها. • في ذهابك وإيابك، وانتظارك، وقيادتك سيارتك: اشغَل لسانك بأنواع الذكر لله رب العالمين؛ فإنك بذلك تملأ ميزانك بالحسنات من غير تعب؛ وتذكَّر دائمًا الحديث القدسي: ((وأنا معه إذا ذكرني))[32]. • إن لحظات الأسحار لحظات عظيمة ينزل فيها الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا؛ فاحرص على أن تكون من الموفَّقين الذين يسألون الله في ذلك الوقت الفضيل. • احرص على إخفاء أعمالك الصالحة؛ فإن ((الله يحب العبد التقيَّ، الغنيَّ، الخفيَّ))، إلا لو قصدت بإظهارها تشجيع الناس على الخير. • احذر من لصوص رمضان؛ فإن إقبال المسلمين على مشاهدة المسلسلات في رمضان هو ليس من باب الترفيه عن النفس، وإنما هو من الخيبة والخسران؛ حيث يُهدر المسلم وقته الذي ينبغي له فيه اكتساب الحسنات فيقوم فيه باكتساب السيئات، والله تعالى لم يُعْطِنا السمع والبصر لننظر ونسمع ما حرم علينا، بل الأعجب من ذلك أن يتابع المسلم في هذه المسلسلات حثالة الناس من أهل الكفر والفسق والزنا، فينشغل بهم ويحبهم، ويتعلق قلبه بهم، والمرء يوم القيامة مع من أحب؛ كما في الحديث المعروف، وإن هذه المشاهدة لما حرَّم الله تنقص أجر الصيام، بل قد تذهب بأجره كله؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع))[33]، فمشاهدة المسلسلات دليل على عدم تحقيق الغاية المرادة من الصيام؛ وهي تقوى الله جل وعلا؛ فإن الصيام فرض لأجل تحقيق التقوى؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]. • كان السلف الصالح يستعدون لاستقبال شهر رمضان المبارك بالدعاء؛ قال يحيى بن أبي كثير رحمه الله[34]: "كان من دعائهم: اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلًا"[35]، وقال شاب للحسن البصري: أعياني قيام الليل، فقال: "قيَّدتْكَ خطاياك"[36]. [1] حسن، الطبراني في الكبير، حديث برقم (720) (1/ 250) من حديث أنس مرفوعًا، الصحيحة (1890). [2] صحيح، الحاكم (7846) عن ابن عباس مرفوعًا، صحيح الجامع (1077). [3] صحيح البخاري (1802) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. [4] البخاري (8)، ومسلم (16) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا. [5] صحيح، الطبراني في الأوسط (3740) عن واثلة رضي الله عنه مرفوعًا، وصححه الألباني في صحيح السيرة (ص 90). وفي البخاري (2/ 711) عن ابن عباس رضي الله عنهما في ليلة القدر: ((التَمِسُوا فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ))، قال الشيخ الألباني رحمه الله: "هذا موقوف، وقد رفعه أحمد وغيره، وهو مخرَّج في سلسلة الأحاديث الصحيحة" (رقم 1471). [6] فائدة: "قال القرطبي بعد أنْ رجَّح حملَه على ظاهره: فإنْ قيل كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرًا؛ فلو صُفدت الشياطين لم يقع ذلك؟! فالجواب: إنها إنما تَقِلُّ عن الصائمين الصومَ الذي حُوفظ على شروطه ورُوعيت آدابُه، أو المصفدُ: بعضُ الشياطين كما تقدم في بعض الروايات - يعني: رواية الترمذي والنسائي - وهم المردةُ لا كلُّهم، أو المقصود: تقليلُ الشرور فيه، وهذا أمر محسوس؛ فإنَّ وقوعَ ذلك فيه أقلُّ مِن غيره، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم ألَّا يقع شرٌّ ولا معصية؛ لأنَّ لذلك أسبابًا غير الشياطين؛ كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية"؛ [تحفة الأحوذي (3/ 292)]. [7] الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (7/ 260). [8] فائدة: يقول الحافظ ابنُ رجب رحمه الله: "قال بعضُ العلماء: هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناسِ بعضِهم بعضًا بشهر رمضان، كيف لا يُبَشَّرُ المؤمنُ بفتح أبوابِ الجنان؟! كيف لا يُبَشَّرُ المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يُبَشَّرُ العاقلُ بوقت يُغلُّ فيه الشياطين؟! من أين يُشبِهُ هذا الزمانَ زمانٌ؟!"؛ [لطائف المعارف (ص 348)]. [9] "أي: مؤمنًا بالله، ومصدقًا بأنه تَقَرُّبٌ إليه"؛ عون المعبود (3/ 309). [10] "أي: طلبا للثواب"؛ عون المعبود (ج 3/ ص 309). [11] البخاري (38)، ومسلم (175)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. [12] فائدة: "قال النووي: إنَّ المكفِّرات إنْ صادفتِ السيئاتِ تمحها إذا كانت صغائر، وتخففها إذا كانت كبائر، وإلَّا تكون موجبةً لرفع الدرجات في الجنات"؛ تحفة الأحوذي (3/ 293). [13] "أي: لصق أنفُه بالتراب: كنايةً عن حصول الذل"؛ تحفة الأحوذي (8/ 442). [14] مسلم (2551)، أحمد (8538) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. [15] مسلم (233) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. [16] حسن، أحمد (8399) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [17] صحيح، أحمد (6626) من حديث ابن عمرو رضي الله عنه مرفوعًا، صحيح الجامع (3882). [18] "يعني أنه في الإسراع بالجود أسرع من الريح، وعبر بالمرسلة إشارة إلى دوام هبوبها بالرحمة، وإلى عموم النفع بجوده كما تعم الريح المرسلة جميعَ ما تهب عليه"؛ فتح الباري (ج 1/ ص 6). [19] الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (29/ 353). [20] حسن، ابن ماجه (3350) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، صحيح الجامع (4491). [21] صحيح، مسند أحمد (17186)، إرواء الغليل (1983). [22] صحيح مسلم (2734) من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا. [23] حسن، أحمد (15632) من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا، صحيح الجامع (6086). [24] صحيح موقوفًا، مسند أبي يعلى (3352) بتحقيق الشيخ حسين أسد رحمه الله. [25] صحيح، أحمد (27352)، صحيح الجامع (1509). [26] البخاري (6682)، ومسلم (2594) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. [27] صحيح، الترمذي (1327) من حديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعًا، صحيح الجامع (2417). [28] صحيح البخاري (1804) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [29] البخاري (1805) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. [30] صحيح، أحمد (11086) من حديث أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعًا. [31] صحيح، أبو داود (1522) عن معاذ مرفوعًا، صحيح الجامع (7969). [32] البخاري (6970) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. [33] صحيح، أحمد (9685) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، صحيح الجامع (3488). [34] ثقة من أتباع التابعين (فـ 129 هـ). [35] لطائف المعارف (ص 349). [36] صفة الصفوة (2/ 139).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |