معنى الصوم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14651 - عددالزوار : 1017812 )           »          ميزة جديدة من أبل لإنقاذ مستخدميها على الطريق.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          واتساب يطرح ميزة جديدة تمكنك من إضافة إشارة لأصحابك في "الاستوري" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مايكروسوفت تطلق ميزة الردود النصية السريعة على رسائلك باستخدام الذكاء الاصطناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بدون شبكة Wi-Fi.. ميزة تنقذ مستخدمى أيفون من أعطال السيارات المفاجئة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تحديث جديد لثريدز يسمح للمستخدمين رؤية تفاصيل متابعيهم وتفاعلاتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          واتساب يعلن عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو.. كيف تعمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أجهزة الإنترنت اللاسلكية معرضة لخطر الهجمات الإلكترونية.. كيفية التحقق من الراوتر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مايكروسوفت تستخدم الذكاء الاصطناعي لإصلاح الأخطاء: إليك ما تفعله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          لو مفيش شبكة أو Wi-Fi .. ميزة جديدة بهواتف أبل لإرسال الـSMS فى الطوارئ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2020, 03:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,486
الدولة : Egypt
افتراضي معنى الصوم

معنى الصوم[1]




الإمام محمد البشير الإبراهيمي






للإسلام في كل عبادة من عباداتِه حِكَمٌ تستجليها العقولُ على قدر استعدادها، فمنها حِكَم ظاهرة يُدرِكها العقل الواعي بسهولة، ومنها حِكَم خفية، يفتقر العقل في اجتلائها إلى فضل تأمُّل وجَوَلانِ فِكْر.

ولكل عبادة في الإسلام - تُؤدَّى على وجهِها المشروع وبمعناها الحقيقي - آثارٌ في النفوس، تختلف باختلاف العابدين في صدق التوجه، واستجماع الخواطر، واستحضار العَلاقة بالمعبود، والغرض الأخص للإسلام في عباداته التي شرَعها، وهو تزكيةُ النفس وتصفيتها من شوائب الحيوانية الملازمة لها من أصل الجبلَّة، وترقيتها للمنازل الإنسانية الكاملة، وتغذيتها بالمعاني السماوية الطاهرة، وفتح الطريق أمامها للملأ الأعلى؛ لأن الإسلام ينظرُ إلى الإنسان على أنه كائن وسط ذو قابليَّة للصفاء الملكي والكدر الحيواني، وذو تركيبٍ يجمع حمأ الأرض وإشراق السماء، وقد أُوتِي العقل والإرادة والتمييز، ليسعد في الحياتين المنظورة والمذخورة، أو يشقى فيهما، امتحانًا للعقل من خالق العقل والمُنعِم به، ليظهر مزية العاقل على غير العاقل من المخلوقات، والعبادات إذا لم تعطِ آثارها في أعمال الإنسان الظاهرة، فهي عبادة مدخولة أو جسم بلا روح.

والصوم في الإسلام عبادةٌ سلبية، بمعنى أنها إمساكٌ مُطلَق عن عدَّة شهوات نفسية في اليوم كله، لمدة شهر معين، فليس فيها عمل ظاهر للجوارح؛ كأعمال الصلاة وأعمال الحج مثلاً، ولكن آثار الصوم في النفوس جليلة، وفيه من الحِكَم أنه قمعٌ للقوى الشهوانية في الإنسان، وأنه تنمية للإرادة، وتدريب على التحكُّم في نوازع النفس، وهو في جملته امتحانٌ سنوي يُؤدِّيه المسلم بين يدَي ربه، والنجاح في هذا الامتحان يكون بأداء الصوم على وجهِه الكامل المشروع، ولكن درجة النجاحِ لا يعلمها إلا الله لتوقُّف الأمر فيه على أشياءَ خفيةٍ لا تظهر للناس، ومنها الإخلاص، ولذا ورد في النصوص الدينية: ((الصوم لي وأنا أجزي به)).

والصوم مشروعٌ في جميع الأديان السماوية، وحكمته فيها واحدة، ولكن هيئاته وكيفياته تختلف، واختلاف المظاهر في العبادة الواحدة لا يقدح في اتحاد حقيقتِها، ولا في اتحاد حكمها؛ لأن المظاهر قشور والحقائق هي اللباب.

وهذا الإمساك يشملُ - في اعتبار الدين الكامل - عدة أشياء جوهرية، تمسَّك المسلمون بالظواهر منها؛ كالإمساك عن شهوة البطن، وغفلوا عن غيرها، وهي سر الصوم وجوهره وغايته المقصودة في تزكية النفس، وأهمها:
الإمساك عن شهوة اللسان من اللغو والكذب والغِيبة والنميمة.

ومنها اطمئنان النفس وفرحها بالاتصال بالله.

ومنها تعمير النهار كلِّه بالأعمال الصالحة.

ومنها الحرص على أداء العبادات الأخرى كالصلاة في مواقيتها.

ومنها كثرة الإحسان إلى الفقراء والبائسين، وإدخال السرور عليهم بجميع الوسائل، حتى يشترك الناس كلهم في الخير، فتتقارب قلوبهم، وتتعاون أنواع البر على تهذيب نفوسهم وتصفية صدورهم من عوامل الغل والبغضاء، وتثبيت ملكات الخير فيهم.

ومن المقاصد الإلهية البارزة في ناحية من نواحي الصوم أنه تجويعٌ إلزامي، يذوق فيه ألم الجوع مَن لم يذُقْه طول عمره من المنعَّمين الواجدين، وفي ذلك من سر التربية ما هو معروف في أخذ الطفل بالشدة في بعض الأوقات، ومن لوازم هذا التجويع ترقيق العواطف، وتهيئة صاحبها للإحسان إلى الفقراء المحرومين، فإن مَن لم يذُقْ طعم الجوع لا يعرف حقيقة الجوع، ولا يحس آثاره، ولا يتصوره تصورًا حقيقيًّا، ولا يهزه إذا ذُكِّر به، فالغني الذي لم يذُقْ آلام الجوع طول عمره لا يتأثَّر إذا وقف أمامه سائل محروم يشكو الجوع ويصف آلامه، ويطلب الإحسان بما يخفف تلك الآلام، فيخاطبه وكأنما يخاطب صخرة صماء؛ لأنه يُحدِّثه بلغة الجوع، ولغة الجوع لا يفهمها المُترَفون المُنعَّمون وإنما يفهمها الجياع، فكيف نرجو من هذا الغني أن يتأثر وأن يهتز للإحسان، وهو لم يَجُعْ مرة واحدة في عمره؟! فهو لا يتصور ألم الجوع، ومَن لم يتصور لم يُصدِّق، ومَن لم يحسَّ بالألم لم يحسن إلى المتألِّمين، ولو أن المسلمين أقاموا سنة الإحسان التي أرشدهم إليها الصوم لم ينبت في أرضهم مبدأ من هذه المبادئ التي كفرت بالله وكانت شرًّا على الإنسانية.


وأنا فقد عافاني الله من وجع الأضراس طول عمري، فانعدم إحساسي به، فكلما وصف لي الناس وجع الأضراس وشكَوا آلامه المبرحة سخرتُ منهم وعددتُ الشكوى من ذلك نقيصة فيهم هلعًا أو خورًا أو ما شئت، وفي هذه الأيام غمزني ضرس من أضراسي غمزة مؤلمة أطارت صوابي، وأصبحتُ أؤمن بأن وجع الأضراس حق، وأنه فوق ما سمعتُ عنه، وأن شاكيَه معذور جدير بالرثاء والتخفيف بكل ما يستطاع.

هذه هي القاعدة العامة في طبائع الناس، فأما الذي يحسن لأن الإحسان طبيعة قارَّة فيه، أو يحسن لأن الإحسان فضيلة وكفى، فهؤلاء شذوذ في القاعدة العامة.

وشهر الصوم في الإسلام هو مستشفى زماني تُعالَج فيه النفوس من النقائص التي تراكمت عليها في جميع الشهور من السنة، ومكن لها الاسترسال في الشهوات التي يغري بها الإمكان والوجد، فيداويها هذا الشهر بالفطام والحمية والحيلولة بين الصائم وبين المراتع البهيمية، ولكن هذه "الأشفية" كلها لا تنفع إلا بالقصد والاعتدال.

لو اتبع الناس أوامر ربهم ووقفوا عند حدوده لصلَحت الأرض وسعد مَن عليها، ولكنهم اتبعوا أهواءهم ففسَدوا وأفسدوا في الأرض، وشقوا وأشقوا الناس.

والسلام عليكم أيها الصائمون ورحمة الله وبركاته.
♦ ♦ ♦ ♦


المصدر: آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (4/288 - 290).
المؤلف: محمد بن بشير بن عمر الإبراهيمي (المتوفى: 1385هـ).
جمع وتقديم: نجله الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي.
الناشر: دار الغرب الإسلامي، الطبعة: الأولى، 1997.


[1] حديث في إذاعة بغداد، ماي 1954.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.24 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]