التحذير من شرب الدخان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5009 - عددالزوار : 2134169 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4591 - عددالزوار : 1412687 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 28778 )           »          العلاقات الدولية ومناهجنا التعليمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          منهج القرآن الكريم في تنمية التفكير التأملي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الاستشراق ووسائل صناعة الكراهية: صهينة الاستشراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 214 - عددالزوار : 138759 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 100 - عددالزوار : 53794 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 54 - عددالزوار : 16402 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 95 - عددالزوار : 17347 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-10-2019, 12:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,769
الدولة : Egypt
افتراضي التحذير من شرب الدخان

التحذير من شرب الدخان




الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل





الحمد لله الذي أحلَّ لنا الطيِّبات، وحرَّم علينا الخبائث، وأباح لنا ما فيه نفعُنا، وحرَّم علينا ما فيه مضرَّتُنا، وبيَّن لنا على لسان نبيِّنا ما فيه سَلامتنا، وما فيه هَلاكنا، وفضَّلَنا بالعقول لنُميِّز بها بين النافع والضار، والطيِّب والخبيث منَّةً منه وكرمًا، أحمده - سبحانه - وأشكره على نعمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، المبعوث هاديًا لأمَّته، ومرشدًا لها ومبيِّنًا، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، الممتَثِلين لأوامره، والمجتَنِبين لنواهيه، والصادقين في دعوتهم، والناصحين لأمَّتهم، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.


أمَّا بعدُ:
فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله - تعالى - في امتثال أوامره واجتناب نواهيه، واعلموا أنَّ الله - سبحانه وتعالى - قد أباح لنا المآكِل الطيِّبة، والمشارب اللذيذة النافعة، وحرَّم علينا كلَّ خبيث ومُضِرٍّ بالدِّين والبدن والمال، وممَّا ابتُلِي به كثير من الناس اليوم شربُ الدُّخان الخبيث الضار بالدين والبدن والمال؛ قال - تعالى -: ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157].


ولا شكَّ في خبثه، كما أنَّه ضار بالبدن، وقد يُؤدِّي شربه إلى الهلاك، وقد نهى الله عن قتْل النفس؛ فقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29].


وقال: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195].


والدُّخان معروفٌ ضررُه، وأعرف الناس به مَن يَتعاطاه، وإنْ ضعفت إرادتهم، وغلبتهم نفوسهم، فمن مضاره الدينية:
أولًا: أنَّه يثقل على العبد العبادة، والقيام بالمأمورات؛ كالصيام، وحضور الصلاة مع الجماعة، وما كرَّه للعبد الخير فإنَّه شرٌّ، كما أنَّه يدعو إلى مخالطة الأراذل، والتزهيد في مجالسة الأفاضل، فيكون مُؤالفًا للأشرار، مُتباعدًا عن الأخيار، ساقط الأخلاق، فهو بابٌ لشرورٍ كثيرة.


ثانيًا: ومن أعظم مضارِّه أنَّه يكون سببًا لسوء الخاتمة - عياذًا بالله من ذلك - فقد نُقِلَ عن رجلٍ أنَّه قال: رأيت مَن يتعاطاه عند النَّزع يقولون له: قل لا إله إلا الله، فيقول: هذا تتن حار.


ثالثًا: ومن أعظم مضارِّه أيضًا: أنَّه يكون سببًا لصرف الميت عن القبلة، فقد وردت أخبار تدلُّ على أنَّ كثيرًا ممَّن كان يتعاطاه ومات أنَّه يصرف عن القبلة، وإذا وَجَّهَهُ الحاضر عنده إلى القبلة صرف وجهه عنها.


ومن مضارِّه البدنية:
أولًا: أنَّه يفتك بالأبدان، ويُحدِث فيها أضرارًا مشاهدة، فيُوهِن القوَّة ويضعفها ويضعف البصر.


ثانيًا: ويمنع الانتفاع الكلي بالغذاء.


ثالثًا: ويحدث السعال، والنزلات الشديدة التي ربما أدَّتْ إلى الاختناق وضِيق التنفس.


رابعًا: وقد قرَّر كثيرٌ من الأطباء أنَّ معظم داء السرطان الرئوي بسبب الدخان.


خامسًا: كما أنَّ له أثرًا كبيرًا في أمراض الصدر، وهي: السل وتوابعه.


كما أنَّه مضرٌّ بالمال، ومضيع له، وقد أمر الله بحفظ المال؛ فقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ ﴾ [النساء: 5].


وصحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه نهى عن إضاعة المال، وأي إضاعة للمال أبلغ من حرقه في هذا الدُّخان الذي لا يُسمِن ولا يُغنِي من جوع، بل ضرره متحقق لا شكَّ فيه؟!


كما أنَّ متعاطية مُبذِّر للمال، فهو أخٌ للشيطان؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الإسراء: 27].


ولو رأى رجل رجلًا يرمي كلَّ يوم في الطريق ريالًا لاتَّهمه بالجنون أو التبذير، فكيف به وهو يجني به على نفسه ودينه بل ربما جنى بذلك على أسرته التي تلزمه نفقتهم، فلو لم يجد إلا ما يشتري به الدُّخان لقدَّمَ شراء الدُّخان على النفقة الواجبة، وترَك أهله وأولاده يَطوون من الجوع، ولا شكَّ أنَّ هذا انحِرافٌ، ومن مضارِّ الدخان وآثاره السيئة، ولا شكَّ في تحريمه وضرره.


وقد سُئِلَ أحد العلماء عن التتن، هل يُطلَق عليه التحريم؟ وما وجه تحريمه؟ فأجاب يرحمه الله: ((أمَّا التتن فالذي نرى فيه التحريم لعلتين: أحدهما: حصول الإسكار فيه إذا فقده شاربه ثم شربه، وإن لم يحصل إسكارٌ حصل تخديرٌ وتغيُّر، وروى الإمام أحمد حديثًا مرفوعًا ((نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كلِّ مسكر ومُفتر))[1].


والعلة الثانية: أنَّه دخان منتن، فهو مُستَخبَث عند مَن لم يعتده، واحتجَّ بعض العلماء بقوله - تعالى -: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157].


وأمَّا مَن ألفه واعتادَه فلا يرى خبثه، كالجُعل لا يستخبث العذرة...)).



فإليك يا شارب الدخان أهدي لك نصيحتي القيمة أنْ تتوب إلى الله - تعالى - توبةً خالصة بالإقلاع عن شُربه وتَركه، والندم على ما وقَع منك، والعزم على ألاَّ تعود إليه، وكُنْ في ذلك شُجاعًا، قويَّ النفس، عالي الهمة، ليُوفِّقك مولاك، ويسلم لك دينك وبدنك ومالك.


وعلى الآباء والأولياء أنْ يتعاهدوا أبناءهم ومَن تحت أيديهم من الصبيان بالمحافظة عليهم من العبث فيه واعتياده، ومخالطة مَن يتعاطاه، فإنَّه داء خبيث سريع الانتشار بين الكبار والصغار، كما أنَّ عليهم ألاَّ يمكنوا أبناءهم من النقود لشرائه؛ حتى لا يكونوا سببًا في هلاك أبنائهم بأموالهم.


وعلى الجميع استنكار ذلك بين الأفراد وتقبيحه، وبيان مضارِّه الدينية والبدنية والمالية؛ فإنَّ ذلك من التعاون على البرِّ والتقوى.


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8].


بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكِيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيمُ.


أقولُ هذا وأستغفر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائِر المسلمين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

واعلموا أنَّ الكثير ممَّن ابتُلِي بشرب الدخان ينفق فيه الأموال الطائلة التي قد تكون قُوت يومه، وقُوت مَن يَعُول، فيظلم نفسه ومَن تلزمه مُؤنتهم، كما أنَّ الإنفاق فيه إنفاقٌ في سبيل الشيطان، ويُعَدُّ تبذيرًا، وقد قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الإسراء: 27].


ثم إنَّه قد يحتجُّ مَن يريد الدفاع عن شُربِه بشُرب الكثير من الأطبَّاء له، ومع عِلمهم بأضراره البدنية، فنقول لهم: لا شكَّ أنَّ لهذه المادة الخبيثة تأثيرًا قويًّا على العقول، وسَيْطرة عظيمة على مستعمليه وعُشَّاقه، فإنَّ شاربه إذا حصل له ما يُكدِّره أو يُضايِقه، فزع إلى شربه، يتسلَّى به ويذهل عقله بعض الذهول، وهذا من سَيْطرته على العقل، وبهذا تكونُ النفس ضعيفةً أمام هذا العدو، وهذه العادة الخبيثة التي أسرَتْه وأوثقَتْه وأذلَّتْه، فلا عِبرة به ما دام يعرف أنَّ هذا عدوٌّ متحقق، فيستسلم له ولا يُقاوِمه.


ثم إنَّ العادات تسيطر على عقل صاحبها وعلى إرادته، فيشعر أحيانًا بالمضرَّة وهو مُقِيمٌ على ما يضرُّه، وإلا فالأطباء يعرفون مضارَّه، وقد أثبتوها، وقالوا: إنها تكمن في الجسم أولًا، ثم تظهر فيه تدريجيًّا، وذكروا أنَّ الدُّخان الذي يتصاعد من أوراق التنباك المحترق يحتوي على كميَّة وافرة من المادة السامَّة، كما ذكر أنَّه يخرِّب كريات الدم، ويُؤثِّر على القلب، وإنه يحتوي على مادَّة لو وُضِع منها نقطتان في فم كلب لماتَ في الحال، وخمس نقاطٍ منها تكفي لقتل جمل، فاتَّقوا الله يا عبادَ الله، واحذروا هذا الداء.


[1] أبو داود: (3686).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]