|
|||||||
| فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
نظرة في كتاب: قديم جديد 2-3 المسجد الأقصى.. الحقيقة والتاريخ د. محمد بن سعد الشويعر وفي الفصل الأول: الذي تحته تسعة عناوين، بعد أن تحدّث عن هذه العناوين، التي تثبت مكانة المسجد الأقصى، وما حوله بالنصوص الكريمة، من كتاب الله العزيز، وبما جاء في سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشَّريفة، ثم دخل في الحديث عن معالم المسجد الأقصى.. ومن بناه وعمارته ومدارسه، على مرّ التاريخ وما قام فيه من دروس العلم، ومن تخرّج من العلماء ومجالسهم، وآثاره العلمية. ذلك أن من يقرأ العناوين من ص 7 -34 بإيجاز فإنه يتمتع بروحانية تنقل أفكاره وتخيّلاته، إلى حالة المسجد الأقصى، بالتوضيح والإرشادات والصور، وكأنّ القارئ يشاهد الأقصى عياناً، حيث بيَّن حقائق عن قبّة الصخرة، ونفى كل ما قِيلَ مِن أكاذيب لا صحة لها، وما جاء عنها من خرافات وردتْ في بعض الكُتب: كبدائع الزهور، ومن ذلك ما قاله المؤلف: قبَّة الصخرة هي أقدم أثر معماري إسلامي، باقٍ حتى الآن، أنشأها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وتعد من درر الفنون الإسلامية، وبُنيت داخل أسوار المسجد الأقصى، لتكون قبّة للمسجد، فوق الصخرة التي قيل فيها الكثير، مما لا يثبت سنداً وشرعاً، والصخرة شكل غير منتظم من الحجر، نصف دائرة تقريباً، أبعادها (5م في 7م في 3م الارتفاع). والصخرة تشكِّل أعلى بقعة في المسجد الأقصى، وأسفل الصخرة يوجد كهف مرتفع تقريباً، طول ضلعه (4.5م) بعمق (2.5م) يصلي فيه بعضُ الناس، بحسب اعتقادهم، ويوجد في سقف هذا الكهف، ثقب قطره متر واحد، تقريباً، وهي ليست معلقة، ولم تكن معلقة في يوم من الأيام كما يُشاع، وكلّ ما يروى في قصتها فهو من الخرافات التي لا تثبت. (ص 18). وفي ص 34 تحدّث عن أخطاء شائعة، في فضيلة صخرة بيت المقدس، فقال: إن من الخطأ ما تظهره وسائل الإعلام الإسلامية والعالمية: أن الصخرة ومسجدها، هي المسجد الأقصى، وأن لها قداسة خاصَّة، بلغ ببعض المسلمين، التجاوز والإفراط، حيث قالوا في الصخرة التي ببيت المقدس، من الأمور المنكرة ما يلي: 1 - أنه كان عليها ياقوتة تضيء بالليل كضوء الشمس، ولم تزل كذلك حتى فرّ بها بختنصّر. 2 - أنها من صخور الجنة. 3 - أن صخرة بيت المقدس تتحوّل إلى مرجانة بيضاء. 4 - أن إليها المحشر ومنها المنشر. 5 - أن سيّد الصخور صخرة بيت المقدس. 6 - أنها صخرة معلّقة من جميع الجهات. 7 - أن مياه الأرض كلّها تخرج من تحت الصخرة. 8 - أن فيها موضع قدم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. 9 - أن عليها أثّر أجنحة الملائكة. 10 - أن المياه العذبة، والرياح اللّواقح، من تحت صخرة ببيت المقدس. 11 - أن الماء يخرج من أصل الصخرة. 12 - أن هذه الصخرة: عرش الله الأدنى، ومن تحتها بسطت الأرض. 13 - أنها على نهر من أنهار الجنة. 14 - أن هذه الصخرة وسط الدنيا، وأوسط الدنيا كلها. 15 - أنه عُرج بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم منها إلى السماء، وارتفعت وراءه، وأشار إليها جبريل أن اثبتي. 16 - أن لها مكانة كالحجر الأسود في الكعبة. وقد أنكر علماء الإسلام هذا التعلّق بالصخرة، وبيّنوا أنها صخرة من صخور المسجد الأقصى، وجزء منه، وبيَّنوا أنها صخرة من صخور المسجد الأقصى، وليس لها أي مزيّة خاصة، ثم بيَّن ما قاله العلماء، ومنهم ابن تيمية في فتاواه، من تكذيب وتفنيد لتلك الاعتقادات، وأنه لا يصح منها شيء، وإنما هي وغيرها تجاوزات من بعض العامة (ص 34 - 36) وأعقب ذلك في جزء من ص 36 وص 37 بأخطاء شائعة منها: تسمية المسجد الأقصى حرماً، حيث لم يثبت هذا القول، عن أحد من العلماء المحققين، وإنما الثابت: الحرم بمكة، والحرم بالمدينة، وما سوى ذلك فهي مساجد، ومنها الصخرة والمسجد الأقصى. ومن أسمائه الثابتة: بالكتاب والسنة: المسجد الأقصى، وبيت المقدس، ومسجد إيليا، والمسجد الأقصى فيه من الفضل ما فيه، ولا نضيف في مسمياته ما لم يشرع الله (ص 37). وذكر أن من الصحابة من شدّ الرحال إليه، حيث قصدوه بالسكن والعبادة والوعظ والإرشاد، وذكر منهم (20) عشرين صحابياً (ص 38). وعن الأوائل ذكر أن أول من بناه في الإسلام عمر بن الخطاب، وأول من أذّن فيه بعد الفتح بلال بن رباح، وأول من أمَّ المسلمين بعد عمر بن الخطاب سلامة بن قيصر، وأول من ولي القضاء فيه من المسلمين عبادة من الصامت. كما ذكر في التنبيهات والتوجيهات أموراً بلغت (20) حالة، لا تجوز شرعاً في المسجد الأقصى منها: - لا يجوز تعظيم أي نوع من أنواعه، كالتمسّح بها وتقبيلها، وسوق الغنم إليها لذبحها هناك ولا غير ذلك، كما لا يجوز التمسّح أو التقبيل، أو الطواف بأي شيء في المسجد الأقصى المبارك، ولا يجوز لأحد أن يسأل قبراً، ولا ولياً ولا غيرها في قضاء حاجة أو تفريج كربة، أو شفاء مريض، أو أن يشفع له في الآخرة، أو نحو ذلك لأن هذا لا يطلب إلا من الله عزَّ وجلَّ، وطلبه من الأموات شرك بالله، ولا يجوز الصلاة عندما يُقال: إنه قبر إبراهيم الخليل، في مدينة الخليل. - أما قول: من زارني وزار إبراهيم في عام واحد، ضَمِنْتُ له الجنة، فهو حديث لا يصح وهو مكذوب باتفاق أهل المعرفة بالحديث (39). - وتعرَّض لألفاظ أُطلقت، وهي لا تصح، لأن وراءها ما يطمس الحقائق، مثل حارة اليهود التي اسمها الحقيقي حارة المغاربة، لأن هذا من اصطلاح الصليبيين ثم اليهود، لطمس معالم المسلمين في التوسعة للمسجد في عهد الأمويين، وكل تلك الألفاظ وعددها (13) تخدم اليهود في تغيير الملامح الإسلامية، بهوية يهودية صليبية (ص40 -41). والفصل الثاني سماه المسجد الأقصى، وشهادة التاريخ: وفيه بداية من ص 45، عنوان بدأ ذلك بدعوة الأنبياء وسؤالهم، والخلفاء الراشدين، ومعاملتهم الحسنة، للأهالي وهم أهل إيليا (46 - 49). ثم أتبع ذلك ببرقية القائد أبي عبيدة إلى البطارقة، وهذا نصها: من أبي عبيدة بن الجراح، إلى بطارقة أهل إيليا وسكانها، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله وبالرسول: أما بعد فإنا ندعوكم، إلى شهادة أنّ لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور، فإنْ شهدتم بذلك، حَرُمتْ علينا أموالكم ودماؤكم، وذراريكم، وكنتم لنا إخواناً، وإنْ أبيتم فأقروا لنا بأداء الجزية، عن يد وأنتم صاغرون. وإن أبيتم سرتُ إليكم بقوم هم أشد حباً للموت، منكم لشرب الخمرة، وأكل لحم الخنزير، ثم لا أرجع عنكم إن شاء الله أبداً، حتى أقتل مقاتلتكم، وأسبي ذراريكم (ص50). وقد جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بناءً على طلب البطارقة، ليسلّموه المفاتيح، فكتب معهم وثيقة بذلك، سُميت الوثيقة العمرية، وأورد نصها وهو: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى أمير المؤمنين: عبد الله عمر بن الخطاب، أهل إيليا من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبارئيها وسائر ملّتها، أن لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من صُلُبُهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يَسْكُنُ بإيلياء معهم أحد من اليهود. وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية، كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم، فإنه آمن على نفسه وماله، حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه ما على أهل إيليا من الجزية.. ومن أحبّ من أهل إيليا أن يسير بنفسه مع الروم، ويخلي بيعهم وصُلُبُهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم، وصُلُبُهم، حتى يبلغوا مأمنهم. فمن شاء منهم قعد، وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء، حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب، عهد الله وذمّة رسوله وذمّة الخلفاء والمؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب وحضر سنة 15 هجرية، ثم إنّ المؤلف: اتبع ذلك بصفحة كاملة، عمّا جاء في ظلال هذه الوثيقة (ص52-53). وفي الصفحات (54 - 55) تحدث عن صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، وتحريره المسجد الأقصى من الصليبيين، مبيِّناً أسباب النصر، وتحرير بيت المقدس عام (583هـ)، ومقارناً بين سماحة الإسلام، والحقد الصليبي. وعن سماحة الإسلام، نذكر بعض ما أورده بألسنة الغربيين، فهذا ستيفن لين يقول: إن السلطان: قد سمح لعدد كبير بالرحيل، دون فدية، ويقول ستانلي لين بول: إن السلطان قد قضى يوماً من بزوغ الشمس إلى غروبها، وهو فاتح الباب للعجزة، والفقراء، تَخْرجُ من دون من أن تدفع الجزية.
__________________
|
|
#2
|
||||
|
||||
![]() بماذا انتصر صلاح الدين؟ أسامة شحادة إن انتصارات صلاح الدين واسترداده لبيت المقدس أصبحت نموذجاً تقتدي به الأجيال من بعده، بسبب عوامل التشابه الكثيرة مع الواقع الذي تحرك فيه البطل صلاح الدين الأيوبي، ولم يخالف في أهمية ومركزية تجربة صلاح الدين سوى محسن الأمين منطلقاً من دوافع طائفية بحتة مما حدا بالمؤرخ السوري الكبير مصطفي شاكر أن يفند مغالطاته في كتابه "صلاح الدين الفارس المجاهد والملك الزاهد المفترى عليه". ومع الأسف لا يزال غالب تعلقنا بصلاح الدين هو تعلق عاطفي منبهر بالبطولة والإنجاز أكثر من التعلق العلمي الموضوعي القادر على تحويل هذه التجربة إلى قواعد ومبادئ يمكن تحويلها إلى آليات وإجراءات محددة مع تطويرها بما يلاءم متطلبات الحاضر، ويتبدى هذا التعلق العاطفي بكثرة الكتابات التمجيدية لصلاح الدين أكثر بكثير من الكتابات التحليلية لتجربة صلاح الدين، وقد انعكست هذه الكتابات التمجيدية لصلاح الدين على ضحالة وسطحية ثقافة عامة الناس بل وقادة الحركات والجماعات الإسلامية تجاه صلاح الدين وانجازاته، فأصبح كثير من الناس يعتقد أن مشكلة المسلمين اليوم هي عدم توفر قائد مثل صلاح الدين يعيد لنا المجد والقوة. إن فكرة انحصار النصر بشخص القائد هي من الأفكار الصوفية والتي ساهمت بشكل كبير في تخلف أمتنا، لأنها أورثت الكثيرين الكسل والتواكل وعدم المبالاة، كما أنها تعمل على تبرير الاستبداد والطغيان، وترك الاهتمام بالحصول على الأسباب المعينة على النصر، ومن أجل تلافي هذه المزالق عزل الفاروق عمر بن الخطاب سيف الله خالد بن الوليد حتى لا تتعلق قلوب المسلمين بالبطل عن تحصيل الأسباب الجالبة للنصر بإذن الله عز وجل. إن عظمة صلاح الدين لا تتجلى فقط في انتصاراته وفتوحاته وتحرير بيت المقدس، بل العظمة الحقيقية لصلاح الدين أنه كان مدركاً بكل وضوح أن عوامل وأسباب انتصاراته ليست مرتبطة بشخصه أو بالقتال العسكري المجرد، بل هي متعلقة بفريق متكامل من الشخصيات يملك رؤية وبرنامج للوصول للنصر. ومن أوضح الدلائل على إدراك صلاح الدين للدور المركزي لفريقه في حصول النصر نسبته هذا النصر لمساعده القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني العسقلاني، حين أعلن صلاح الدين لجنوده: "لا تظنوا أني فتحت البلاد بالسيوف، إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل". إن هذا التصريح الخطير من صلاح الدين يحتاج منا إلى دراسة مفصلة لدور القاضي الفاضل وما مدى تأثيره وما هي الأسباب التي دعت صلاح الدين لنسبة النصر إليه، بل لقلمه!! الإجابة عن بعض هذه الأسئلة قامت بها د.هادية دجاني والتي اهتمت بأدب القاضي الفاضل في رسالتها للماجستير منذ سنة 1961م ، ومن ثم واصلت ذلك في رسالة الدكتوراة لجامعة ميتشيغن، وواصلت تطوير وتوسيع البحث بدعم من جامعة تورنتو لتخرج لنا سنة 1991م كتاب "القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني العسقلاني، دوره التخطيطي في دولة صلاح الدين وفتوحاته". أظهرت دراسة د.هادية أن محورية دور القاضي الفاضل في جهود صلاح الدين جاءت من شخصيته وموقعه، فقد كان صاحب شخصية قوية تمتاز بالذكاء والدهاء مع الحكمة ويتمتع بثقافة واسعة جداً مع قدرة على التعبير والكتابة ، هذه الصفات المتعددة منحت القاضي الفاضل الفرصة وهو في سن السابعة عشر للتدرج في ديوان الدولة الفاطمية رغم أنه وافد على القاهرة من فلسطين، حتى وصل إلى منصب رئاسة ديوان الجيش وهو يعد من أعلى المناصب الإدارية في الدولة الفاطمية بمصر. فحين آلت أمور وزارة مصر إلى صلاح الدين بعد وفاة عمه أسد الدين شيركوه، وجد صلاح الدين القاضي الفاضل من كبار القائمين بشؤون الدولة، وكان صلاح الدين بحاجة لرجل يتصف بالكفاءة والثقة يمكنه من إدارة مصر فوجدها في القاضي الفاضل ، وكان القاضي الفاضل بحاجة لقائد يمكن له الحفاظ على مصر من أطماع الفرنجة فوجدها في صلاح الدين ومن هنا وعلى هذا بدأت مسيرة التعاون المباركة بينهما من سنة 564 هـ وحتى وفاة صلاح الدين 592هـ. وبحكم وظيفته كرئيس للديوان التي تضطلع بمسؤولية وزارات الداخلية والخارجية والإدارة المحلية في عصرنا كتب القاضي الفاضل كتاب تولية صلاح الدين لخص فيه لصلاح الدين المسؤوليات المطلوبة منه والمهام المتوقعة منه فكان منها: التنبيه على أحوال مصر الاقتصادية وضرورة التخفيف من أعباء الناس المالية، والحث على الجهاد وحماية الدولة من أطماع الفرنجة. فكانت هذه أول مبادرة من قلم القاضي الفاضل لتنفيذ مشروع صلاح الدين، وتوالت بعد ذلك مساهمات قلم القاضي الفاضل من التوجيهات الإدارية للولاة والموظفين في كافة شؤون الدولة لإنجاح مشروع صلاح الدين بإلغاء الضرائب الظالمة مما قرب صلاح الدين للرعية، والقيام بالدعاية لحكم ومشروع صلاح الدين في البلاد من خلال إشاعة العدل وفرض هيبة القانون، وكشف المؤامرات ضد صلاح الدين، وإرسال الرسائل لجلب التأييد لصلاح الدين من الخليفة العباسي والقائد نور الدين، ومتابعة شؤون الإمدادات للوحدات المقاتلة، ورعاية إقامة التحصينات في الخطوط الخلفية لجيش صلاح الدين، والإشراف على المفاوضات التي يجريها صلاح الدين مع جيوش الصليبين، ووضع نصوص المعاهدات والهدنة التي يعقدها صلاح الدين، مع تزويد صلاح الدين بتقارير وافية عن أحوال الدولة. باختصار قام قلم القاضي الفاضل بدور اجتماعي اقتصادي إصلاحي، ودور عسكري إداري، ودور تخطيطي إستراتيجي. كما كان لقلم صلاح الدين دور هام على الصعيد الشخصي لصلاح الدين حيث كان يرسل له رسائل في المواقف الصعبة والمفصلية بما يعين صلاح الدين على تجاوز المحن والفتن، ومما يدلل على عمق الصلة الشخصية بين صلاح الدين والقاضي الفاضل، أن صلاح الدين كان في غيبوبته أثناء مرضه ينادي على القاضي الفاضل رغم أنه لم يكن في البلدة التي هو فيها أصلاً. من هذا العرض السريع يتضح مركزية دور القاضي الفاضل وسبب إناطة صلاح الدين النصر بقلمه، وهذا يدل على أهمية البطانة الصالحة والعلماء الناصحين والمساعدين المخلصين للقائد في تحقيق النجاح.
__________________
|
|
#3
|
||||
|
||||
|
أضواء على أعمال صلاح الدين الايوبى د.احمد عبد الرازق عبد العزيز ![]() ![]()
__________________
|
|
#4
|
||||
|
||||
|
من له الحقُّ في القدس؟ الشيخ: محمد صالح السيلاوي ![]() قال الله -تعالى-: {يا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}(المائدة), وقال -تعالى-: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}(الأنبياء)؛ فهذه الآيات وغيرها تدل على مكانة بيت المقدس وما حولها في كتاب الله -تعالى-, وقد وصفها الله تارة بأنَّها مقدَّسة، وتارة بأنَّها مباركة, بل إنَّ الله -تعالى- أقسم بها كما في سورة التِّين. وقد استمرَّت القبلة في الصَّلاة إلى بيت المقدس أكثر من أربعة عشر عاماً, من بداية تشريع الصَّلاة في مكَّة عندما أنزل الله -تعالى- على نبيِّه: {ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا}، إلى أن فُرضت في اليوم والليلة خمس مرات في مكَّة قبل الهجرة، واستمرّت كذلك في المدينة بعد الهجرة سبعة عشر شهراً, والمسلمون يتوجَّهون في صلاتهم إلى بيت المقدس، لا تصحُّ صلاتهم ولا تقبل إلا بالتوجَّه إليها؛ حيث مُهاجر إبراهيم ولوط؛ وحيث موطن الأنبياء جميعاً؛ وحيث صلَّى بهم النَّبيُّ[ إماماً في حادثة الإسراء والمعراج، وغير ذلك من النُّصوص الصَّحيحة المتواترة، تواترًا معنويّا والدَّالَّة على فضيلة بيت المقدس، وعلى مكانته عند المسلمين، مَّما لا يحتاج إلى بيانٍ وإسهاب فيه. وسواءً قُلنا: إنَّ الذي بنى المسجد الأقصى هو إبراهيم، أو قلنا: هو إسحاق، أو قلنا: هو يعقوب، أو قلنا: هو سليمان وداود، مع أن أصحَّ الآراء في ذلك هو آدم؛ حيث دلّت عليه بعض الأخبار عن السّلف، ولو قلنا جدلاً: إنَّه يعقوب، فلا يعني ذلك أنَّ اليهود أحقُّ بالمسجد الأقصى من أهل الإسلام؛ فإنَّ يعقوب إنّما بناه ليصلِّي فيه الموحِّدون وليس المشركون الَّذين قالوا: {عزيرٌ ابن الله}؛ فنسبوا إليه الولد, وممَّن قالوا: {يد الله مغلولة}، -تعالى الله عمّا يقول الظّالمون علوًّا كبيرا-؛ فيعقوب إنّما بناه تعظيماً لله، وتوحيداً له، ولئلَّا يُعبد فيه غير الله، ولم يَكُن ليسمح أو يرضى بأنْ يُصلِّي في مسجدٍ بناه هو أحدٌ من المشركين, ولو كانوا أبناءً له؛ لأنَّ الأنبياء جميعهم دعوتهم ليست دعوة عرقيَّة ولا شعوبيَّة, بل دعوةٌ تقوم على توحيد الله؛ فمن حقَّق التَّوحيد فهو من أتباعهم. يقول -تعالى-: {ووَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}؛ فليست القضيَّة قضيَّة شعوب وأعراق, بل قضيَّة توحيد وإسلام, هذا إن سلَّمنا لهم أنَّهم فعلًا من ذرية يعقوب، وهيهات هيهات أن يكونوا كذلك! ومن يزعم أنَّ اليهود لهم حقٌّ في فلسطين والقدس؛ لأنَّهم سكنوها فترةً من الزَّمان؛ فإنَّ التَّاريخ يدلُّ على أنَّ أوَّل من سكن فلسطين هم الكنعانيُّون؛ وذلك قبل الميلاد بـ 6000 عام, وهم قبيلةٌ عربيَّةٌ، قدمت إلى فلسطين من الجزيرة العربيَّة، بل وسمِّيت فلسطين باسم أرض كنعان نسبةً إليهم, أمَّا اليهود؛ فكان أوَّل دخولهم فلسطين بعد إبراهيم بستمائة عام، أي أنَّهم دخلوها قبل الميلاد بــ 1400 عام؛ فيكون الكنعانيُّون قد سكنوها قبل الميلاد مدّةً تصل إلى 450 عاما. إنَّ الأرض كلَّها لله، خلقها الله، وخلق الإنسان عليها، لعبادته وحده لاشريك له, وليقيم عليها دينه وشريعته وحكمه.. قال -تعالى-: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}(الأنبياء: 105، { إن الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين}(الأعراف: 128). ومما يجب أن يعلمه المسلم، أن واجبه تجاه المسجد الأقصى، واجبٌ شرعيٌّ دينيٌّ، وهو امتداد لإيمانه وتوحيده لله -تعالى-, فلا يظنَّ أنَّه إذا تبرَّع له أو دعا الله له، أنَّه بذلك يتفضَّل عليه، بل لو تصوَّرنا أنَّ أهل القدس وفلسطين تخاذلوا عن الجهاد في سبيل تحريرها واستعادتها؛ فإنَّ المسلمين يتوجَّب عليهم أن يستمرُّوا في تحقيق وعد الله -تعالى- وفي الجهاد لتحرير الأرض المقدَّسة.
__________________
|
|
#5
|
||||
|
||||
|
صلاح الدين الأيوبي ومعركة حطين الفاصلة علي الصلابي ينتمي صلاح الدين إلى عائلة كردية، وتنتسب هذه العائلة إلى قبيلة كردية تعدُّ من أشراف الأكراد نسباً من عشيرة تعرف بالرَّوادية، وينتسب الأيوبيون إلى أيوب بن شادي، ويعتبرهم ابن الأثير أشرف الأكراد؛ لأنهم لم يجر على أحدٍ منهم رقٌّ أبداً، وقد ولد صلاح الدين الأيوبي عام 532هـ/1137م في قلعة تكريت، وهي بلدة قديمة أقرب إلى بغداد منها إلى الموصل. نشأة صلاح الدين هاجر الأخوان نجم الدين أيوب وشيركوه من بغداد إلى الموصل، حيث نزلا عند (عماد الدين زنكي) الذي رحَّب بالأخوين ترحيباً عظيماً، وما هذا الترحيب، والإكرام إلا مكافأة على موقفهما المخلص من إنقاذهما له من القتل، أو الأسر، فأقطعهما أرضاً ليعيشا عنده، معزَّزين مكرمين، وفي رحاب عماد الدِّين تطورَّت الأسرة الأيوبية، فقد أصبح نجم الدين، وأخوه شيركوه من خيرة القادة، وقتل عماد الدين بعد ذلك، وأصبح نور الدين صاحب اليد الطولى، وكان ذلك بمساعدة الأيوبيين، واستطاع أن يضمَّ دمشق لملكه، وفي دمشق ترعرع صلاح الدين، وتلَّقى علومه الإسلامية، ومارس فنون الفروسية، والصيد، والرَّمي بالسهام، وغيرهما من ضرورات البطولة. ثم التحق صلاح الدين في خدمة عمه أسد الدين شيركوه، وكان أسد الدين مرافقاً لنور الدين؛ الذي تولَّى قيادة الزنكيين بعد مقتل والده، ويبدو أنَّ نور الدين كان قد أدرك قدرات صلاح الدين العسكرية، والإدارية، فقد ذكر أبو شامة: أنَّ صلاح الدين تقدَّم بين يدي نور الدين فقبَّله، وأقطعه إقطاعاً حسناً، وعوَّل عليه، ونظر إليه، وقرَّبه، وخصَّصه، ولم يزل يتقدَّم تقدُّما تبدو منه أسباب تقضي تقديمه إلى ما هو أعلى. وكان نور الدين يكلِّفه بالذهاب إلى عمِّه لاستشارته في قضايا تخصُّ الدولة، والمكوس، والضَّمانات، فقد كان نور الدين يهتمُّ بمشاورة كبار قواده، وتسمى هذه الوظيفة لصلاح الدين في العصر الحديث: كاتم الأسرار وضابط الرُّكن الشخصي لنور الدين. معركة حطين وفتح بيت المقدس تمكَّن صلاح الدين من تكوين جبهة إسلامية موحَّدة، لكن سيطرة الصَّليبين على بعض مدن الساحل الشَّامي، فضلاً عن حصني الكرك، والشوبك، كلُّ ذلك يمثل عقبة كأداء في إمكانية الاتصال بين محوري دولته التي ضمت مصر، ومعظم بلاد الشام، وجزءاً من أرض العراق، يضاف إلى ذلك: أنَّ هـذه المدن، والموانئ الساحلية تمتَّعت بمكانةٍ استراتيجية هامَّة؛ لأنَّ سيطرة الصليبيين عليها جعلهم على اتِّصال دائمٍ بوطنهم الأم الغرب الأوربي، لذلك اهتمَّ صلاح الدين منذ بداية حكمه بالإغارة على هـذه المناطق، بل إنَّ اهتمامه بذلك يرجع أيضاً إلى أيَّام وزارته في الدولة الفاطمية. وفي الواقع إنَّ صلاح الدين قد ألحق بالصليبيين خسائر جسيمة في الأرواح، والعتاد من جراء تلك الغارات التي نظَّمها على مدن الساحل الشامي، الأمر الذي دفع الصَّليبيين ـ على ما يبدو ـ إلى التفكير في تخفيف الضَّغط عن تلك المناطق بتحويل نظر صلاح الدين عنها، وذلك بالإغارة على منطقة ساحل البحر الأحمر، هـذا فضلاً عن استغلال وجوده في تلك المنطقة، وتهديد المقدَّسات الإسلاميَّة لطعن الإسلام في أقدس بقاعه إلا أن الأحداث كانت تجري بسرعة في مصلحة صلاح الدين. مقدِّمات معركة حطين 1 ـ وفاة بلدوين الخامس وتأثيرها على أوضاع الصَّليبيين: توفي الملك بلدوين الخامس في شهر جمادى الآخرة عام 582 هـ/ بعد شهور من توليته، فبرزت من جديد مشاكل الصَّليبيين الدَّاخلية؛ إذ كانت وفاته إيذاناً بصراع حادٍّ بين الأمراء حول الفوز بعرش المملكة، وقد استفاد صلاح الدين من هذه الظروف التي مرت بها المملكة. 2 ـ وقعة صفورية: في الوقت الذي كان صلاح الدين فيه معسكراً بالقرب من حصن الكرك، والشوبك لحماية الحاجِّ من اعتداءات الصَّليبيين؛ عمد إلى إرسال قَّوةٍ استطلاعيةٍ، اتجهت إلى صفورية. وقد حرص قوَّادها على أن يكون مسيرها على قدر كبير من السرية، والخفاء، فكان سيرهم إليها في الجزء الأخير من الليل، على أن يكون هجومهم عليها في الصَّباح الباكر، وبالفعل فقد نُفِّذت تلك الخطة بدقَّة تامَّةٍ وصبحوا صفورية، وساء صباح المنذرين. 3 ـ الاستعدادات التي سبقت معركة حطِّين: استبشر صلاح الدين ـ الذي كان آنذاك يعسكر بالقرب من حصن الكرك ـ بذلك النَّصر الذي حقَّقته تلك السَّريَّة الإسلامية في معركة صفورية، فترك الكرك، والشُّوبك، وسار مسرعاً على رأس جيشه في اتجاه العدو، وعسكر في عشترا، واجتمعت حوله العساكر الإسلامية بإعدادٍ هائلة حتى «غطَّى بها الفضاء» على حدِّ قول ابن واصل وفي عشترا قام بعرض عسكره، فكان في اثني عشر ألف مقاتل. ثمَّ رتب جيشه طبقاً لنظام المعركة المعتاد، فجعل ابن أخيه تقي الدين عمر في الميمنة، ومظفر الدين كوكبوري في الميسرة، وكان هو في القلب، وبقيَّة الجيش فرَّقه على الجناحين استعداداً للحرب. أحداث معركة حطين 1 ـ بداية الهجوم الإسلامي: وبدأ الهجوم الإسلامي على الصَّلبيين، فاستمات المسلمون في القتال، وشدَّدوا هجماتهم على الأعداء مدركين: أنَّ من ورائهم الأردن، ومن بين أيديهم بلاد الرُّوم، وأنهم لا ينجيهم إلا الله. وأمام ذلك الهجوم الإسلامي الرَّهيب أدرك الصليبيون: أنَّ نهايتهم قد حانت، وأنَّه لا ينجيهم من صلاح الدين سوى الفرار، أو الاستسلام، ولم يستطع النَّجاة سوى ريموند أمير طرابلس؛ الذي رأى عجز الصَّليبيين عن مقاومة الجيش الإسلامي، فاتفق مع جماعةٍ من أصحابه، وحملوا على من يليهم من المسلمين، ففتح المسلمون لهم طريقاً يخرجون منه، وبعد خروجهم التأم الصفُّ مرةً أخرى. 2 ـ الحرب النفسية عند صلاح الدين: ويبدو أنَّ صلاح الدين كان في تلك المعركة الحاسمة يعمد إلى القضاء على الصَّليبيين، وإدخال الوهن في نفوسهم بكل الوسائل، والدَّليل على ذلك: أنه بعد أن حصر الصليبيين في أعلى جبل حطين؛ ركز اهتمامه على الاستيلاء على صليبهم الأعظم الذي يسمونه: صليب الصلبوت، والذي يزعمون: أنَّ فيه قطعةً من الخشبة التي صلب عليها المسيح ـ عليه السلام ـ وبالفعل، فما أن تمكَّن من أخذه حتَّى حلَّ بالصَّليبيين البوار، وأيقنوا بالهلاك. 3 ـ صلاح الدين يصلِّى صلاة الشُّكر ويستقبل الملوك الأسرى: أمر صلاح الدين بأن تضرب له خيمة، فتمَّ له ذلك، فنزل فيها، وصلى لله تعالى شكراً على هـذه النِّعمة؛ التي درج الملوك من قبله على تمنِّي مثلها، وماتوا بحسرتها. ثم أحضر ملوك الصَّليبيين، ومقدَّميهم، واستقبلهم استقبالاً حسناً، وأجلس الملك جاي إلى جانبه، وأجلس البرنس أرناط صاحب الكرك إلى جانب الملك، وبادر صلاح الدِّين بتقديم إناء به ماء مثلَّج للملك جاي، فشرب منه، وأعطى ما تبقى لأرناط، فشرب، وعندئذ غضب صلاح الدين من ذلك، وخاطب الملك مؤكداً له بأن أرناط لم يشرب الماء بإذنه، فينال أمانه. ثم التفت إليه، وذكره بجرائمه، وخيانته، وقال له: كم تحلف، وتنكث؟! فقال الترجمان عنه: إنه يقول: قد جرت عادة الملوك بذلك. فوقف السُّلطان صلاح الدين، وقال: هأنذا استنصر لمحمَّد. ثم عرض عليه الإسلام فأبى، فاستلَّ صلاح الدين سلاحه، وضربه، فحلَّ كتفه، وتمَّم عليه مَنْ حضر. ولمَّا رأى ملك بيت المقدس جاي لوزجنان ذلك المنظر؛ خاف، وظن: أنَّ صلاح الدين سوف يثنِّي به، ولكن السُّلطان استحضره، وطيب قلبه، وقال له: لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك، أمَّا هـذا فإنه تجاوز حدَّه، فجرى ما جرى. نتائج معركة حطِّين 1 ـ معركة فاصلة وحاسمة: توصف معركة حطِّين بأنها معركةٌ فاصلةٌ، وحاسمة؛ لأننا نلاحظ: أنها غيَّرت خريطة التوزيعات السياسية في المنطقة، ففي أعقابها اتَّجه ذلك السُّلطان المجاهد إلى فتح مدن السَّاحل الشامي، وتساقطت الواحدة تلو الأخرى باستثناء صور ذات المنعة، والحصانة، وهكذا تمَّ حل مشكلة السَّاحل الشامي؛ الذي طرد منه المسلمون منذ أعوام طوال، ولم يعد المسلمون أصحاب وجود بريٍّ حبيس، وهكذا تساقطت مدن عكَّا، ويافا، وصيدا، وبيروت، وجبيل، وعسقلان، وغيرها. 2 ـ بداية النهاية للوجود الصليبي: كانت معركة حطين أعظم من مجرَّد كارثة عسكريَّة حلَّت بالصليبيين، لقد كانت في حقيقة أمرها بشيراً بنجاح المسلمين في القضاء على أكبر حركة استعمارية، شهدها العالم في العصور الوسطى، كما شكَّلت حدَّاً تراجع عنده المدُّ الصَّليبي باتجاه الشرق الأدنى الإسلامي، وبداية النهاية للوجود الصليبي، وقد أنهت المعركة زهاء تسعة عقود من الاضمحلال، والتدهور، والتشرذم في المنطقة الإسلامية في الشرق الأدنى؛ لتؤكد أهمية الوحدة بين أقطار هذه المنطقة الجغرافية في جنوب غرب آسيا، وفي مصر في مواجهة كلِّ الأخطار. 3 ـ معركة حطين مفتاح بيت المقدس: كانت معركة حطين معركة تحرير فلسطين؛ لأنَّها هي التي فتحت طريق النصر إلى بيت المقدس، وباقي فلسطين، وقد وصف ابن واصل هذه المعركة بقوله: كانت وقعة حطِّين مفتاح الفتوح الإسلامية، وبها تيسَّر فتح بيت المقدس، وعدَّها حلقةً وسط بين فتوحات نور الدين محمود، وركن الدِّين بيبرس البندقاري. فمنذ وفد ملوك الفرنج إلى البلاد الساحلية، واستولوا عليها؛ لم يقع للمسلمين معهم يومٌ كيوم حطين، فرحم الله الملك الناصر، وقدَّس روحه، فلم يؤيَّد الإسلام بعد الصَّحابة ـ رضي الله عنهم ـ برجل مثله، ومثل نور الدين محمود بن زنكي، رحمة الله عليهما، فهما جدَّدا الإسلام بعد دروسه، وشيَّدا بنيان التوحيد بعد طموسه، ثمَّ أيد الله الإسلام بعدهما بالملك المظفَّر ركن الدين بيبرس، وكان أمره أعجب؛ إذ جاء بعد أن استولى التتار على معظم البلاد الإسلاميَّة، وأيس الناس أن لا انتعاش للملَّة، فبدَّد شمل التتار، وحفظ البلاد الإسلامية. 1- محمد محمد الصلابي، صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس، ص.ص (183-187)، ص. ص (298-422). 2- عبد الله علوان، صلاح الدين، دار السلام مصر. ص21. 3- د. أحمد شلبي، التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية: (ج5/187). 4- بهاء الدين بن شدَّاد، النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية تحقيق: أحمد إيبيش، دار الأوائل سوريا، الطبعة الأولى 2003 م، ص6. 5- تقي الدين أحمد بن قاضي شهبة، الكواكب الدرية في السيرة النورية، تحقيق: محمود زايد، طبعة أولى، بيروت 1971 م، ص43. 6- أبو شامة، شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان المقدسي الدمشقي الشافعي كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1418 هـ/1997م، (2/75). 7- ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين أحمد، وفيات الأعيان وأنباء الزمان، تحقيق إحسان عباس، دار صارد بيروت. (7/174).
__________________
|
|
#6
|
||||
|
||||
|
اعتذارية إلى بيت المقدس في غيبة الناصر صلاح الدين محمد علي محاسنة خَجِلٌ أنا … خَجِلٌ أنا خَجِلٌ أنا إذْ أَمْتطي سَرْجَ القصيدِ إليكِ لا صَهَواتِها وأقولُ ماذا إذْ رَنَا طرفٌ إليَّ بهِ تَجُولُ غِشاوةٌ مِنْ عَبْرَةٍ…؟ وإذْ الحبيبُ (الغشمريّ) عن الديارِ بعيدةٌ أَنفْاسُهُ.. لَيْلى" تُصاوِلُ وَحْدَها وخِباءُ ليلى في الفلاةِ ودُونَه ُ مِقْلاعُها… عَهْدٌ يُخَضِّبُ كَفَّها وَيُكَحِّلُ اللَّحْظَ الأبيَّ مُكَبِّرا يَرْمي… ويَرْمي إذْ رَمَى" فَزِعَتْ ذِئابٌ كَشَّرَت ْ وَعَوَتْ سُعاراً تَرْتَعِدْ قِطْعانُها…؟ *** هذا أنا… كُلِّي أنا أَتَرَيْنني؟ كُلِّي هُنا.. في قُرْنَةِ القُضْبانِ تَكْسُو عَوْرَتِي قُضْبانُنا.. قُضْبانُهُمْ.. خَجِلُوا لِعُريي وانكشافِ السوأةِ الكُبْرى فَهُم ْ مازال بَعْضُ جبيننا.. مازالَ بَعْضُ جبينهم ْ يَنْدَى لبعضِ فعائلٍ… أَتُصَدِّقِين…؟! هذا أنا *** هَذا أنا أَتَرَيْنَني…؟ أَعَرَفْتني..؟ هذي مَلامِحُ مِنْ تيميمٍ والكُميتِ وعَبْدِ شَمْسٍ ها أنا ولديَّ اسمٌ مِنْ حُروفِكِ والنُقَط ْ أَتَأَبَّطُ الشِعْرَ الليالي مارِقا ً رِهْطِي صَعاليكُ الفَلاةِ فلاتنا كُثْرٌ هُمُو… كُثْرٌ هُمُو.. كُثْرٌ هُمُو… مِنْ كُلِّ حَدْبٍ أقْبَلُوا (ماذا جَنَتْ خَلَوَاتُنا.. فَتَصَعْلَكَتْ فَلَوَاتُنا..؟ *** هذا أنا.. في بعضِ عَنْقاءِ الفيافي أَنْبَعَث ْ مِنْ نارِ عِشْقِكِ مارداً لأخُطَّ مِنْ لَهَبِ الحجارة والغَضَب ْ مَرْسُومَ مَلْحَمَةِ الغَضَبْ بَعْضِ الغَضَبْ… هذا أنا أوَ تُعْذِري؟؟ *** أُمَّاهُ إنَّا آيبون بِكُلِّ تَوْباتِ المُنِيبِ إليكِ نأتي.. في الضُحى عهداً كما أرضعتنا ونُقَبِّلَ الصخراتِ والحَجَرَ المُخَضَّبَ والصَبيَّ الـمُرْسِلَ السِجِّيلَ حُباً والثرى القُدسيَّ صُبْحاً والندى والتينَ والزيتونَ والطورَ المُكَبِّرَ إننا آتونَ أقبلَ مَوْعد (باب العمود) الملتقى هذا أنا… آتٍ أنا حجرٌ غضبْ.. حَجَرٌ لَهَبْ.. غَضَبٌ عَضَبْ.. لَهَبٌ لَهَبْ هذا أنا.. آتٍ أنا.. آتٍ أنا. آتٍ أنا فَجْر الغَضَبْ
__________________
|
|
#7
|
||||
|
||||
|
#عاجل : مراسل غزة الآن: مجدداً قصف إسرائيلي عنيف على خانيونس جنوب قطاع غزة الآن
__________________
|
|
#8
|
||||
|
||||
|
متى يسود المسلمون؟ د. إبراهيم إبراهيم هلال لقد جاء الإسلام على يدِ الرسول صلى الله عليه وسلم فرفع معتنقيه إلى أعلى مكانة وأسمى منزلة، وبوَّأهم قيادة العالَم وسيادته، وحقَّق لهم وعده الذي وعدهم به في كتابه الكريم: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ﴾ [النور: 55]. فدانت لهم الجزيرة العربية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وبدأت الأقطار والدول العظمى تدخل في دين اللَّه أفواجًا في عهد خلفائه، واستمرت تلك الدفعة التي دفعهم إياها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى وصلت إلى حدود الصين شرقًا، وإلى إسبانيا غربًا، حتى وجدنا تلك السَّعة تُصوَّر في خطاب هارون الرشيد حين كان في مجلس بين حاشيته، وقد مرت عليه سحابة تكاد تمطر، فحدَّث مَن في مجلسه وقال لهم: إن هذه السحابة ستجودنا، ولكنها مرت في طريقها دون أن تمطر في هذا المكان، فقال لها الرشيد: اذهبي حيث شئتِ، فإنك لا بد وأن تنزلي في أرضي، وسيأتي إليَّ خراجُك، وينتفع شعبي بثمراتك. هذه الدنيا العريضة، وهذه الأقطار العديدة كلها كانت قوة واحدة هي أقوى قوة في العالم في هذا الزمان، وتدين لخليفة أو حاكم واحد بالطاعة والعدل، وتشعر في ذلك بالعزة والسيادة، دستورها الإسلام في تعاملها بين العربي وغير العربي، والمسلم وغير المسلم، والكل في العدل وفي وفرة الأمن سواء. كان هذا القانون – أو هذا الدين – هو أسلوب تعاملهم في الداخل والخارج، وليس كما تفعل دول حضارة اليوم تعامل أبناءها، تبعًا لميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وتعامل غير أبنائها بميثاق الوحوش واللصوص والمنافقين، فهم كما قال فيهم أمير الشعراء أحمد شوقي: حفِظوا حقوقَ الناس في أوطانِهم ![]() إلا أباة الضَّيمِ والضعفاء ![]() ذهبت عنهم العفة، وتجردوا من النخوة، وحُرِموا من عاطفة الإنسانية والشعور بالإخاء نحو الجميع، فصارت أعمالهم تنطق بضد ما يدَّعيه تمدُّنهم. كانت هذه هي العزة الإسلامية طوال القرون الأولى للإسلام: فهل كانت هناك أسباب أهَّلتهم للوصول إلى هذا المجد؟ وهل جاءت بعد تلك الأسبابِ أسبابٌ نزعت عنهم ثوب ذلك المجد؟! نعم، كانت هناك أسباب دفعتهم إلى هذا المجد دفعًا: أوَّلُها وأهمها: الإسلام بما اشتمل عليه من نظم وأساليب، هي أساليب الحياة الرفيعة الكريمة. وثانيها: عدم ظهور خطر جيل المنافقين من الفرس أو أبناء حكام وأمراء الفرس، الذين دخلوا في الإسلام، ولم يدخل الإسلامُ قلوبَهم، وانتهازهم فرصة الخلاف على الحكم بين أبناء علي وغيرهم من الأمويين أولاً، والعباسيين ثانيًا، لكي يشوِّهوا في هذه الفرصة معالم العقيدة الإسلامية، عن طريق قولهم في الإمام أو الخليفة، وارتفاعهم بصفاته إلى صفات الملائكة أو الإله سبحانه وتعالى، ثم خلع تلك الصفات على الإمام من آل البيت، والدعوة له بالخلافة، وأنه هو الأحق بها بالنسبة لتلك الصفات المخترعة والخيالية في الوقت نفسه، والتي لا توجد في ذلك الخليفة الأموي أو الخليفة العباسي، وربما خلعوا هذه الصفات على بعض دعاتهم من الفرس، أو رؤساء تلك الدعوات، أو خلعها ذلك الداعي الكبير على نفسه، إشارة إلى أنها انحدرت إليه من الإمام الذي يدعو إليه من آل البيت، وهكذا كان تشيعهم لآل البيت؛ مما دعا آل البيت إلى نقمتهم عليهم، وثورتهم على تلك الصفات التي ألصقوها بهم. لم تظهر هذه الدعوة المجوسية - أو لم يظهر أثرها - في عصور مجد الإسلام؛ لأن الخلفاء كانوا في غاية اليقظة لهؤلاء، فرأينا مظهرًا لهذه اليقظة مصرع أبي مسلم الخراساني على يد أبي جعفر المنصور العباسي، ولو أن أبا مسلم هذا هو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، ثم نكبة البرامكة في عهد الرشيد. وهكذا ظل المجد الإسلامي والحضارة العلمية والإسلامية والشخصية العظيمة لدول الإسلام طول فترة يقظة الخلفاء، وقدرتهم على التمييز بين الأعداء والأصدقاء من أصحاب الأقاليم المفتوحة والبلاد التي لم يتمكن الإسلام من نفوس أصحابها، ثم أخطأ الخليفة في السياسة[1]، فاتخذ من سَعة الإسلام سبيلاً إلى ما كان يظنه خيرًا له، ظن أن الجيش العربي قد يكون عونًا لخليفة عَلوي؛ لأن العَلويين كانوا ألصق ببيت النبي عليه الصلاة والسلام فأراد أن يتخذ لنفسه جيشًا أجنبيًّا من الترك والديلم، وغيرهما من الأمم التي ظن أنه يستعبدها بسلطانه، ويصطنعها بإحسانه، فلا تساعد الخارج عليه، ولا تعين طالب مكانه من الملك، فلم تكن إلا عشيَّة أو ضحاها حتى تغلَّب رؤساء الجند على الخلفاء، واستبدوا بالسلطان دونهم، وصارت الدولة في قبضتهم، ولم يكن لهم ذلك العقل الذي راضه الإسلام، والقلب الذي هذَّبه الدين، بل جاؤوا إلى الإسلام يحملون ألوية الظلم. كان هذا العامل الذي بدأه الخليفة المعتصم مهيأً للجو تمام التهيئة أمام استفحال ذلك العامل التشيعي المتقدم، فبدأت تلك الدولة الواسعة من الناحية السياسية تنهار، وانفصلت أجزاؤها عنها جزءًا فجزءًا، حتى اقتصرت في النهاية على بغداد وما حولها، وقامت دول متعددة نتيجة لتلك الدعوة التشيعية الغالية، التي من أبرزها دولة القرامطة والدولة الفاطمية، وكلها كانت دويلات لا دولاً؛ إذ في عهدهم بدأ الغزو الأوروبي الاستعماري ينزل في بلاد الشرق الأوسط في بيت المقدس وما حولها، باسم الصليب وادعاء تأمين بيت المقدس أو الطريق إليه، وظل حوالي مائتي عام، ثم جاء الغزو التتري، ولولا الروح الإسلامية التي صحت صحوتها في مصر، ولولا بقية من نخوة عربية، ودفعة قوية من علماء أجلاء من أمثال ابن تيمية والعز بن عبدالسلام، لكان للدنيا وجه غير وجهها الآن. هذان العاملان - عامل الاستبداد السياسي الأجنبي، وعامل التشيع الغالي - كانت نتيجتهما تحطُّم الدولة الإسلامية، ذلك التحطم الذي نحاول التخلص منه الآن، كذلك من نتيجتهما اتجاه الاستعمار الأوروبي إليها منذ الحروب الصليبية، حتى تلك الحرب الإسرائيلية التي نخوضها، فكان الاستبداد السياسي الأجنبي عاملاً في القضاء على شخصية الحاكم، وكانت الدعوة التشيعية أو الباطنية عاملاً في القضاء على العقلية الإسلامية والفهم السلفي للإسلام وتعاليمه الذي كان للصحابة رضي اللَّه عنهم ومَن بعدهم من الجيل الأول والجيل الثاني، جعل المسلمين يفهمون دينَهم على غير ما أنزله الله، واستبدَّت به الروح التصوفية التواكلية التي تدَعُ كلَّ شيء للقضاء والقدر، وتفصل الدين عن الدنيا، وتُصوِّر الدين في صورة طقوس فارسية، أو يونانية، أو هندية، أو مسيحية مبدَّلة، أو يهودية مبتدعة، فأصبح المسلمون على غير الإسلام وأصبح الإسلام حجة عليهم، وليسوا هم حجة عليه، فذابت منهم الروح الإنسانية، ومسخت فطرتهم وأصبحوا غثاءً كغثاء السيل، لا روح فيهم ولا حياة، إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل. والآن وقد زال هذان العاملان بكليَّتِهما، فليس هناك من مستبدٍّ يحكم بالجهل ويتعصب للضلال ويتخذ الفوضى دستورًا، كما كان يفعل أولئك الحكام من الأتراك والديلم، وليس هناك من متشيِّع، ولا متشيَّع له من أجل الحكم والسياسة، ولا اتخاذ النسب الشريف سببًا للحكم، وإنما المسلمون قد أصبحوا وأمرهم شورى بينهم، ضاعت منهم العصبيات الإقليمية، وتاهت رواسب الأديان القديمة في تيه الانتقال من عصر الحروب الصليبية، إلى فترة التأهب لتمزيق الإسرائيليين شر ممزَّق، ومن والاهم من الاستعمار في كل مكان، وانجابت عنهم الغفلة، وقد وضح النهار أمام أعينهم، فإذا هم يرون دينهم أمامهم، كما كان الصحابة رضوان اللَّه عليهم يرونه، وينظرون إلى بعضهم البعض نظرة الصحابة بعضهم إلى بعض، أشداء على الكفار رحماء بينهم، وما عليهم بعد ذلك إلا الثبات على هذا ومواصلة العمل والجد والاجتهاد والتماس الرزق في خبايا الأرض، وبين طيات الماء وذرات الهواء، وهكذا فرغم محاولات الاستعمار الفاشلة، فنحن اليوم بنبت جديد وعصرنا عصر البعث الإسلامي القوي المجيد: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ﴾ [النور: 55]. المصدر: مجلة التوحيد، عدد رجب 1393هـ، صفحة 33. [1] خليفة عباسي - وهو المعتصم - أراد أن يصنع لنفسه ولخلفه، وبئس ما صنع بأمته ودينه.
__________________
|
|
#9
|
||||
|
||||
|
كيف تغلغل اليهود في أوربا كتب الأستاذ/ هاني مراد بدأت تسلل اليهود إلى قلب أوربا، مع ظهور الثورة الصناعية، حيث اتجه اليهود المعروفون بتاريخهم الربوي، إلى إقراض أصحاب المصانع الذين كانوا في أشد الحاجة إلى رؤوس الأموال، لأن الصناعة كانت مجالا جديدا، يحمل قدرا كبيرا من المخاطرة، ويحتاج إلى الطاقة والمواصلات التي لم تكن متوافرة بقدر كاف. وكان أرباب الأموال من الأمراء والإقطاعيين يفضلون الاستثمار في الزراعة التي يعرفونها جيدا. ولكي يزيد اليهود من أرباحهم، كان عليهم التخلص من طبقتين متحالفتين تسيطران على الاقتصاد، وتحظيان بالنفوذ المالي والاجتماعي؛ هما: طبقة الإقطاعيين أو النبلاء، وطبقة رجال الدين أو الكنيسة. ولكي يتخلص اليهود من طبقة الإقطاعيين، وتزدهر أعمالهم الربوية في الوقت ذاته، عملوا على تحرير العبيد، حتى يتركوا الحقول ويعملوا في المصانع الجديدة. كما عملوا على تأسيس البنوك، وحفظ الأموال التي كانوا يقرضونها للمصانع، مقابل فائدة بسيطة للمودعين، وأرباح وفيرة لليهود. وحتى يتخلص اليهود من الطبقة الثانية، وهي طبقة رجال الدين التي أذلتهم لقرون، لقتلهم "الرب" وفق المعتقد الكنسي، وللتخلص من سلطانها الديني الذي تتحالف به مع طبقة النبلاء أو الإقطاعيين، عملوا على تشجيع مبادئ الثورة الفرنسية التي تدعو إلى الحرية المطلقة وهجر الدين. ولأن طبيعة اليهود اقتناص الفرص، فقد وجدوا في هذه الثورة ضالتهم المنشودة. وهكذا تضخم نفوذ اليهود يوما بعد يوم، واستعرت حربهم الخفية والصريحة على الدين، وحلت طبقتهم محل طبقة النبلاء والإقطاعيين، ليشكلوا طبقة رأسمالية كانزة جديدة. كما تضخم نفوذهم على حساب الكنيسة. وبعد نجاح الثورة، تشكل عالم جديد، أطلقت فيه الثورة الوليدة المنتصرة يد أسيادها الذين ساعدوها على التخلص من الدين، وشنق آخر ملك بأمعاء آخر قسيس.
__________________
|
|
#10
|
||||
|
||||
|
اطلاق أكثر من 20 قذيفة ضوئية في أجواء جبل السدانة وبركة النقار بالقرب من بوابة مزارع شبعا جنوب لبنان. ![]() ![]() ![]() منقول
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |