|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الخطبة الثانية الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عِوَجًا، فصَّلَ وبيَّنَ وقرَّر صراطًا مستقيمًا ومنهجًا، ونَََصَبَ ووضَّح من براهين معرفته وتوحيده سلطانًا مبينًا وحُجَجًا. أحمده سبحانه حمدَ عبدٍ جَعلَ له من كلِّ همٍّ فَرَجًا، ومن كلِّّّ ضيقٍ مَخرَجًا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً ترفَعُ الصادقين إلى منازل المقرّبين دَرَجًا، وأشهد أنَّ محمّدًا عبدُه ورسوله الذي وَضَعَ الله برسالته آصارًا وأغلالاً وحَرَجًا. وبعد: فيا أمّةَ الإسلام، إذا تبيّن عِظَم الداء فلا بدّ من التماس الدواء، ودواء من ابتليَ بشيءٍ من آفات اللسان أن يبادر إلى الإقلاع والتوبة إلى الله تعالى قبل أن لا يكون درهم ولا دينار.روى مسلم والترمذي وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ![]() فليبادر من ابتلي بآفات اللسان وبخاصةٍ الغيبة إلى التوبة، وليعلَم أنّ التوبة من ذنبٍ كهذا لا بدّ أن تتوفّر فيها شروط التوبة العامّة الثلاثة، وهي: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات من فعله، والعزم على عدم العودة إليه مستقبلاً. ويضاف إلى هذه الشروط أن يتحلّل ممّن أساء إليه. وعلى التائب منها أن يراعي المصلحة والمفسدة قبل أن يعتذر ممّن أساء إليهم، فإن لم تكن الغيبة قد بَلَغت المغتاب فالأولى عدم طلب السماح منه، والاكتفاء بالرجوع عن الغيبة أمام من سمعها، وتبرئة ساحة من طالته بالرجوع عنها، والتعريف بمحاسنه والثناء عليه بما فيه. أمّا إذا كانت الغيبة قد بلغت المقصود بها، فإن غَلَب على ظنّ الواقع في الغيبة أنّ من سيعتذر منهم يقبلون اعتذاره بادرهم به، وإن رأى أنّ إصلاح ذات البين يمكن تحقيقها بالتلطّف وتقديم الهدايا إليهم فعَل، ودَرَأ سيئاته بحسنات مثلها أو أكبر منها. وإن غلَب على ظنّه أن اعتذاره لن يُجديَ معهم نفعًا، أو أنّه قد يؤدي إلى زيادة الفرقة والضغينة في النفوس، فليلجأ إلى الإحسان إليهم بالدعاء وذكر محاسنهم والكفّ عمّا يسوؤهم أو يسيء إليهم، لعلّ الله أن يلهمهم الصفح، ويقيلوا عثرةَ صاحبهم فيغفر له، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة الحجرات: "قال الجمهور من العلماء: طريق المغتاب للناس في توبته أن يُقلع عن ذلك، ويعزم على أن لا يعود، وهل يشترط الندم على ما فات؟ فيه نزاع، وأن يتحلل من الذي اغتابه. وقال آخرون: لا يُشترط أن يتحلله فإنه إذا أعلمه بذلك ربّما تأذى أشد مما إذا لم يعلم بما كان منه، فطريقه إذًا أن يُثني عليه بما فيه في المجالس التي كان يذمه فيها، وأن يرد عنه الغيبة بحسبه وطاقته، لتكون تلك بتلك". فلنبادر ـ يا عباد الله ـ إلى التوبّة، إذ كلُّنا خطّاء، وخير الخطّائين التوّابون. ألا وصلّوا وسلّّموا على نبيكم الأمين، فقد أُمرتم بذلك في الذكر الحكيم، فقال ربّ العالمين: ![]() ![]() اللهم صلِّ وسلّم وبارك على عبدك ونبيّك محمّدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين...
__________________
الحمد لله الذي أمـر بالجهاد دفاعـاً عن الدين، وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظـم الإسلام، ورفعـةً لأمّـة خيـرِ الأنـام. والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آلـه ، وصحبه أجمعيـن ، لاسيما أمّهـات المؤمنين ، والخلفاء الراشدين،الصديق الأعظم والفاروق الأفخم وذي النورين وأبو السبطين...رضي الله عنهم أجمعين. ![]() ![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |