في ذكرى مجزرة مسجد الهداية .. إليكم تفاصيها التي عشتها واقعاً

[أبو حمزة 90]

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً ثم أما بعد:

اليوم يوافق الذكرى الخامسة لمجزرة مسجد الهداية التي قام بها عصابات الأمن الوقائي في منطقة تل الإسلام بغزة, يوم الجمعة الموافق 26/1/2007 .

إليكم تفاصيل الحدث حيث أنني كنت أحد المتواجدين في المسجد أثناء وقوع الجريمة .

المكان : مسجد الهداية - مدينة غزة, منطقة تل الإسلام -

الزمان: يوم الجمعة 26/1/2007, بعد صلاة المغرب.

الضحية: 3 شهداء وهم : الشيخ : زهير المنسي " أبو أنس "
الشهيد : مسعود شملخ, والشهيد إيهاب حمودة .
بالإضافة إلى عدد من الإصابات.

المجرمون: أفراد من الأمن الوقائي - عليهم من الله ما يستحقون -

تفاصيل الحادث:
وقعت الجريمة في يوم الجمعة, حيث كنا ما يقارب الـ 20 - 30 شاب متواجدين في المسجد, حيث كان الشيخ أبو أنس يعقد درساً أسبوعيا لشباب المسجد, كان من قدر الله سبحانه وتعالى أنني لم أصلِ المغرب في المسجد جماعة, وأتيت قبل الحادث تقريباً بخمس دقائق, وبينما كان الشيخ أبو أنس يتحدث, فوجئنا بعدة مسلحين " من 5 إلى 7 أشخاص - يدخلون من الباب الشمالي للمسجد, وبدأوا بإطلاق النار في المسجد, ويصرخون بألا يتحرك أحد, وتبعها دخول مسلحين أيضاً من الباب الغربي للمسجد, فعندما رأينا المسلحين, أردنا الهروب من باب المتوضئ إلى خارج المسجد حيث يوجد باب للمتوضئ يؤدي إلى خارج المسجد, لكن البعض لم يستطع الخروج من صحن المسجد, والشهيد مسعود شملخ قتل عند باب المتوضئ, والشهيد إيهاب حمودة داخل المسجد, والشهيد أبو أنس أصيب داخل المسجد وبعدها استشهد, والبعض اختبأ داخل المتوضئ.
بقينا مختبئين في المتوضئ ما يقارب النصف ساعة, وكان أثناءها إطلاق نار, وكان على باب المتوضئ جريح بحالة خطرة وكان يتشاهد.
بعد توقف إطلاق النار كان قد جاء جيران المسجد وأخذوا المصابين والشهداء, ونحن استطعنا القفز من خلف المسجد إلى منزل أحد المجاورين له, وبقينا هناك حوالي الساعتين.
وبعدها قام أفراد القسام بالانتشار في محيط المسجد, وبدأت الاشتباكات بين الطرفين.

من الجدير ذكره:
- بأن الشهيد أبو أنس المنسي لم يستشهد مباشرة, ولكنه أصيب وبقي فترة من الزمن ينزف, وأثناء نزفه كان يتشاهد, ويدعو الله عز وجل أن يتقبله شهيداً.
- وأيضاً من الجدير ذكره بأن آخر لحظات الشهيد أبو أنس كان يتكلم بها عن كيفية استقطاب الشباب غير الملتزمين, وحتى إن كانوا من أفراد حركة فتح, فلنأت بهم, ونتحدث معهم, وندعوهم. - ما أشد الفرق بين الجهتين, جهة تحاول الهداية, وجهة تقتل - .

الشهيد أبو أنس المنسي هو أحد قيادات حركة حماس في المنطقة, وله علي الفضل الكبير بعد الله عز وجل, كان جميع أفراد المنطقة, حتى من أبناء فتح, وغير الملتزمين . ويعود له الفضل بعد الله عز وجل في تعليمي كتاب الله سبحانه وتعالى فهو من أعطاني دورة في أحكام التجويد قبل استشهاده بسنوات. فرحمك الله يا شيخي ويا حبيبي أبا أنس .

الشهيد مسعود شملخ ابن كتائب القسام استشهد عند باب المتوضئ, كان صديقي, وهو من أيقظني يومها لصلاة الفجر, وكنا يومها بعد صلاة الظهر في مسيرة, وكان جالس خلفي في الباص, وكنا نتمازح, وأتذكر آخر ما قاله لي في الباص " بكرة قلي رن علي عالفجر والله منا رانن عليك "
رحمك الله يا صديقي أبا جعفر.

الشهيد إيهاب حمودة كان طيب القلب, جميل الوجه, كان وقتها في الثانوية العامة, لكنه نال الشهادة العليا بإذن الله عز وجل .

رحم الله جميع شهدائنا, وأسكنهم فسيح جنانه.
ونسأل الله أن ينتقم من كل من كان له يد في هذه المجريمة.

وإليكم بعض الصور :

الشهيد زهير المنسي " أبو أنس "




الشهيد مسعود شملخ


الشهيد إيهاب حمودة


هنا بقي ينزف أحد المصابين يستغيث ويتشاهد, وكنت أسمع صوته حيث كنت على مقربة منه



صورة للمسجد من الخارج

[سامية الحرف]

السلام عليكم أخي ابا حمزة



نور الإيمان غطى وجوههم وكأنهم أحياء


رحم الله جميع شهدائنا, وأسكنهم فسيح جنانه.


نشكرك لهذه المبادرة الطيبة لندعو لهم أنتم شهداء الله في أرضه

الحمد لله أن فضلنا على الكافرين ورفعنا بالإسلام والإيمان