ثورة ميدان التحرير إلى أين تسير ؟

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مع أن موقفي من السياسة هو ما ذكرته لكم سابقا ومع أنني لست مصريا ولم أزر مصر يوما ولا أنتوي زيارتها , لكني مهتم جدا بالشأن المصري[1] خاصة هذه الأيام , ولقد سمعت اليوم من الـ (بي بي سي BBC) خبرا خلط كل حساباتي وبعثرجميع أوراقي , فشوش أفكاري وجعلني لا أدري شرقَ الدنيا من غربها .

حيث قيل إن الثورة التي تفجرت في ميدان التحرير بالقاهرة لم يفجرها ولم يُؤطـّرها مسلمون ولا حتى إخوان(مسلمون) وإنما مجموعة من الشباب :علمانيون, لبراليون ,لائكيون... فهل صحيح ـ أيهاالمصريون ـ العاقلون ـ أن ثورتكم ثورة علمانية لبرالية لائكية ؟؟؟[2]
أم أنكم تجوبون الشوارع في مسيرات ومظاهرات ولا تدرون كيف بدأت القصة ولا كيف ستنتهي ؟
فمن الذي يقود ؟ وإلى أين هو متجه ؟
وهل خلت مصر من العلماء والحكماء والعقلاء والعظماء حتى يُجعل مصير دولة عظيمة كمصر بيد الشباب الذين يُعرف عنهم أو يغلب عليهم التحمس والتسرع وقلة الخبرة ؟
لقد علمتُ من التاريخ أن هزيمة أحُــد كان أحد أسبابها الأخذُ برأي الشباب الذين آثرا الخروج إلى أحُد وتركُ رأي الشيوخ الذين آثروا البقاء في المدينة.


فأما عن الهدف:
فقد سمعتهم يقولون الهدف والغاية هو رحيل مبارك و(أنا) أرى أن هذا مطلب خاطئ 100% .
فإذا كانت هناك مطالب حقيقية مثل : العمل , السكن , التوريث , الحكم , الدعم , الصحة ......فلتـُقدّم هذه المطالب وتـُعلن , وسواء نفذها (المبارك) أو (المشؤوم) أو غيره لا يهم .
أما المطالبة برحيل شخص فأمر غير مُجدي إطلاقا إطلاقا , فقد يرحل المبارك ويأتي مكانه المشؤوم .
وقد جربنا هذا قبلكم مرارا ولدغنا من جحر واحد مرات كثيرة...
(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) آية قرآنية



أما عن الوجهة
فقد سمعت أو شاهدت أن الكل في ميدان التحرير صاروا إخوة وأخوات متاحبين لا فرق بين سافرة ومتحجبة ولا بين متنقبة ومتبرجة بل لا فرق بين مسلم ومسيحي فالمسيحي يحرس المسلم أثناء عبادته , والمسلم يحضر قداس المسيحي ويحيّي صليبه , وبإمكان المسلمة أن تجلس مع المسيحي أو حتى ترقص معه دون أن تخشاه على نفسها . فهل هذا هو الزمان الذي حُدّثنا عنه أنه :
{تصبح النعجة ترعى مع الذئب دون أن يمسها بأذى }[3] ؟؟؟
فاللهم أنزل علينا رحمتك وارزقنا الفهم لما يجري فإننا في {فتنة تدع الحليم حيران }حديث رواهالترمذي .

تنبيه : قد تجدون في هذا الموضوع تشويشا في التنسيق واضطرابا في التعبير أو التفكير , فمعذرة لأن الظروف هي التي أملت ذلك.

دمتم في رعاية الله وحفظه .

والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



[1]) فالمصريون ظرفاء ولطفاء و(كْويّسين)

[2] فهل يجوز لنا نحن كمسلمين العمل مع اللائكين والعلمانيين واللبراليين ؟ وما معني لائكي وعلماني ولبرالي ؟ لقد سمعت أحد كبار المفتين يقول :{ لا عذر لأحد في التخلف عن تلك المظاهرات {انفرا خفافا وثقالا وجاهدوا ..}وهذا ما جعلي ـ كما ذكرت ـ لم أعد أدري الشرق من الغرب .

[3]) حديث نبوي ونصه : وترفع الشحناء والتباغض ... ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها