|
|||||||
| ملتقى الموضوعات المتميزة قسم يعرض أهم المواضيع المميزة والتى تكتب بمجهود شخصي من اصحابها |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
بسم الله الرحمن الرحيم هل فيكم من يعرف الجواب ؟ عادت ابنتي من مدرستها حزينة الملامح على غير عادتها ، لقد تعودتها باسمة ،ضحكتها تملأ المكان ،ولكن ما بالها اليوم حزينة ؟، تساءلت في نفسي والحيرة تسيطر علي . اقتربت منها قليلا وقلت لها : ما الذي أحزنك؟ لم تجب ، بل تركتني وذهبت لتبدل ثيابها . كان ذلك اليوم طويلا يسوده جوٌ لم أعهده من صغيرتي ، فهي لا تتوقف عن الكلام والقفز واللعب هنا وهناك ، أشعر أن هناك أمرًا أحزنها ، هل يا ترى تشاجرت مع زميلتها؟ ..بل ربما أضاعت مصروفها؟ .. بدأت أعلل نفسي بأعذار كثيرة ولكن لم تقنعني أيا منها ، ظل هذا حالي وحالها حتى أتى المساء وأسدل الليل علينا غطاءه ، معلنا موعد النوم . وجدتها فرصة لأعرف ما يجول في عقل صغيرتي ، فقلت لها هيا بنا لأروي لك قصة قبل النوم . تبسمت صغيرتي ، فتنفست الصعداء وقلت في نفسي الحمد لله هاهي ابتسمت، وأكملت حديثي .. عن ماذا تُريدُني صغيرتي الجميلة أن أحدثها ، عن سندريلا .. الثعلب المكار .. أم ليلى والذئب . قاطعتني بصوت حزين : بل عن وطني يا أمي وإذا بصمتها يتحول إلى عشرات الأسئلة التي انهالت علي كالمطر .. أين وطني ؟ لماذا نحن هنا ؟ متى سنعود لبلادنا ؟ هل صحيح أننا مشردون بلا وطن ؟وأن اليهود احتلوا بلادنا ؟ أين المسجد الأقصى يا أمي ؟ لماذا لا نذهب لزيارته كما نزور مكة والمدينة ؟ أريد أن أصلي في المسجد الأقصى ... يا إلهي .. تلعثمت .. لم أجد الجواب .. لأول مرة أشعر بأني مجرم داخل قفص الإتهام ، ولا أعرف بماذا سينطق القاضي ، هل سيحكم ببراءتي ؟ أم يحكم علي بالإعدام ؟ حقا تلك هي الأيام تدور وتدور ... لقد فعلت ذلك بأمي وأبي لما كنت صغيرة ، لقد سألتهما نفس السؤال كانت إجابات والداي غير مقنعة لي ، بل لقد حمَّلتهما وزر غربتي وبعدي عن الأوطان . واليوم كيف لي أن أقنع ابنتي بجواب لم يقنعني في يوم من الأيام ؟ وبينما أنا شاردة الذهن أمسكت بيدي وقبضت عليها برفق وعيناها الناعستين تحملان بداخلهما رجاءً حارا ورغبة ملحة لتعرف الحقيقة . أي حقيقة مرة سأحدث ابنتي عنها ؟ استجمعت قواي ومسحت دمعة سقطت رغما عني جاهدْتُ لإخفائها عن صغيرتي ولكنها أبت إلا أن تسقط . رسمت على وجهي ابتسامة هزيلة وضممتها إلى صدري وقلت لها بصوت حنون .. بلادك يا ابنتي جنة خضراء رائعة الجمال ، أرض الأنبياء ، ومهد الرسالات ، عاش فيها أجدادك بخير وسلام تعطيهم من خيراتها وتسقيهم الماء العذب فهي أرض باركها الله . حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم ، يوم حامت في سمائها غربان الشُوم ، نهبت خيراتها واستولت على مقدساتها واستباحت المال والدم والأرض. تلونت بلادك الخضراء بدماء الشهداء حتى صار لونها أحمرا قانيا ، فاض الدم ووصل للركب وسال نهرا وواديا ، حتى عزم أهلها على الرحيل وكلهم أمل بيوم يعودون فيه . ومنذ ذلك اليوم ونحن بلا وطن ، نعيش هنا وهناك ، أعمارنا تمضي وغربتنا الثمن . ولكن سيأتي يوم وتعود ديارنا ، وينادي المنادي هيا للرحيل ،حتى إذا جاء هذا اليوم الموعود شددنا إليها الرحال ، وسقيناها بدم الأبطال ، وتأكدي أن هذا ليس حلما وإنما حق سينال . ما إن انتهيت من كلامي وإذا ابنتي تغط في نوم عميق ، تنهدت بحسرة ، وحملتها إلى فراشها أطفأت المصباح وأغلقت الباب .. ولكن هل ستصدق ابنتي ما قلته لها؟ أم ستعرف أنها حكاية تتوارثها الأجيال؟ . والسلام خير ختام
__________________
![]() يا أقصى والله لن تهون
|
|
#2
|
||||
|
||||
|
اقتباس:
انت .....رائعه !!! تلك العبرة التي أبت الا السقوط ...يبدو انها تنتقل لقراء الموضوع واعتقد اني لا املك جوابا غير هذا .. لو في تصويت بالموضوعات ..راح صوت لهالموضوع ![]() |
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |