عطر المجالس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الافتراء والبهتان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          (المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التأثير المذهل للقرآن على الكفار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما يلفظ من قول... إلا لديه رقيب عتيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نهاية الرحلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من غشنا فليس منا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع اسم الله العدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تبرؤ المتبوعين من أتباعهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-02-2025, 12:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,827
الدولة : Egypt
افتراضي عطر المجالس

عطر المجالس

دروس قصيرة فيما لا ينبغي للمسلم جهله

(1) الإيمانُ باللهِ تعالَى

تركي بن إبراهيم الخنيزان



نتحدَّثُ فِي هذَا الدرسِ عنِ الرُّكنِ الأوَّلِ منْ أركانِ الإيمانِ، ألَا وهو: الإيمانُ باللهِ تعالَى، ويتضمَّنُ أربعةَ أمورٍ:
1- الإيمانُ بوُجودِ اللهِ تعالَى، وقد دلَّ علَى وُجُودِه سبحانَه العقلُ والفِطرةُ، فَضلًا عنِ الأدلةِ الشرعيَّةِ الكثيرةِ، فكلُّ مخلوقٍ قد فُطِرَ علَى الإيمانِ بخالقِه منْ غيرِ سَبْقِ تفكيرٍ أو تعليمٍ، كمَا قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» [متفق عليه]، وأمَّا دَلالةُ العقلِ علَى وُجودِ اللهِ تعالَى، ففِي قولِه تعالَى: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ [الطور: 35] يَعْني: أنَّ هذه المخلوقاتِ لمْ تُخلَقْ صُدفةً من غيرِ خالقٍ، كمَا أنَّها لمْ تَخلُقْ نفْسَها، فلمْ يَبقَ إلَّا أنَّها خُلِقَتْ بتقديرِ العزيزِ العليمِ سبحانَه، الَّذي خلَقَ فسوَّى، والَّذي قدَّرَ فهَدَى.

2- ويتضمَّنُ الإيمانُ باللهِ: الإيمانَ برُبوبيَّتِهِ تعالَى، أيْ: أنْ نؤمِنَ أنَّ اللهَ عز وجل وَحدَه الربُّ الخالقُ لكلِّ شيءٍ، المالكُ لكلِّ شيءٍ، المُدبِّرُ لجميعِ الأمورِ؛ كالرزقِ، والإحْياءِ، والإماتةِ، وإنزالِ المطَرِ وغيرِ ذلكَ، يقولُ اللهُ سبحانَه: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

3- كمَا يتضمَّنُ الإيمانُ باللهِ: الإيمانَ بأُلوهيَّتِهِ سبحانَه: وذلكَ بأنْ نُفرِدَ اللهَ تعالَى بالعبادةِ، فلا نَصرِفَ شيئًا منَ العبادةِ لغيرِ اللهِ سبحانه وتعالى، ونتبرَّأَ من كلِّ مَا يُعبَدُ من دونِهِ عز وجل، وهذَا هوَ مُقْتَضى شَهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ.

والعبادةُ الَّتي يجِبُ ألَّا تُصرَفَ إلَّا للهِ وَحدَهُ تشمَلُ: كلَّ مَا يُحبُّهُ اللهُ ويَرْضاهُ منَ الأقوالِ والأفعالِ الظاهرةِ والباطنةِ، فتشمَلُ: الصلاةَ، والدُّعاءَ، والذبحَ، والنَّذرَ، والاستعانةَ، والاستعاذةَ[1]، والخوفَ، والرجاءَ[2]، وغيرَها.

وتوحيدُ الأُلوهيَّةِ ويُسمَّى كذلكَ توحيدَ العبادةِ، هوَ الأصلُ فِي جميعِ الرسالاتِ السماويَّةِ، قالَ تعالَى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36].

4- وممَّا يتضمَّنُه الإيمانُ باللهِ: الإيمانُ بأسمائِه الحُسْنى وصفاتِه العُلْيَا، وذلكَ بأنْ نؤمِنَ بمَا أثبَتَه اللهُ عز وجل لنفْسِه، ومَا أثبَتَه له نبيُّه صلى الله عليه وسلم منَ الأسْماءِ والصفاتِ علَى الوجهِ اللائقِ بهِ عز وجل، من غيرِ تَحريفٍ، ولا تَعطيلٍ، ولا تَكييفٍ، ولا تَمثيلٍ[3]، قالَ تعالَى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11] فنَفَى التمثيلَ والتكييفَ بقولِه: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾، ونَفَى التحريفَ والتعطيلَ بقولِه: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾.

نسألُ اللهَ تعالى أنْ يَملأَ قلوبَنَا إيماناً ويَقيناً، نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونتحدَّثُ -بمَشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ عن أعظَمِ ذنبٍ عُصِيَ اللهُ به، وهو الشِّركُ.


[1] وتجوزُ الاستِعانَةُ والاستِعاذَةُ والاستِغاثَةُ بِالحَيِّ الحاضِرِ فيما يَقدِرُ عليهِ، أمَّا إنْ كانَ مَيِّتاً أو غَائِباً لا يَعلَمُ بهِ أو كانَ في شيءٍ مِمَّا لا يَقدِرُ عليهِ إلَّا اللهُ تعالى؛ فهذا مُحرَّمٌ وشِركٌ باللهِ تعالى.

[2] والرجاءُ الممنوعُ شرعاً هوَ: أنْ يَرجُوَ مِنْ مَخلوقٍ ما لا يَقدِرُ عليهِ؛ كأنْ يَرجُوَ مِنهُ أنْ يَرزُقَهُ الوَلَدَ أو أنْ يَشفِيَهُ ونَحو ذلك.

[3] التحريفُ: صرفُ اللفظِ عنِ المَعنَى الَّذي يدُلُّ عليه بدونِ دليلٍ، والتعطيلُ: نفيُ صفاتِ اللهِ أو أسمائِهِ، والتكييفُ: اعتقادُ أنَّ صفاتِ اللهِ على كيفيَّةٍ مُعيَّنةٍ ممَّا تتخيَّلُهُ العقولُ، والتمثيلُ: اعتقادُ مماثلةِ أيِّ شيءٍ من صفاتِ اللهِ لصفاتِ المخلوقينَ.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.86 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]