شرح حديث: "ذهب الظمأ وابتلت العروق" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2024, 04:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: "ذهب الظمأ وابتلت العروق"

شرح حديث: ((ذهب الظَّمَأوابْتَلَّتِ العروقُ))

أ. د. كامل صبحي صلاح

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فلقد أخْبَرَ نبيُّنا محمدٌ صلى الله تعالى عليه وسلم عن أعمال طيبة خيِّرة، يستبشر بها العبد بالأجر والثواب، لا سيما إن نال مطلوبَه، وفاز ببُغيته، بعد جُهْدٍ ونَصَبٍ وتعب.

وإنَّ من جملة هذه الأخبار ذَهابَ ظمأ الصائم وعطشِهِ؛ ففي الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: ((كان إذا أفطر قال: ذهب الظَّمَأ، وابْتَلَّتِ العروقُ، وثبت الأجر إن شاء الله))؛ [أخرجه أبو داود (2357)، والنسائي في (السنن الكبرى) (3329)، والطبراني (13/308) (14097) باختلاف يسير، والسيوطي، الجامع الصغير (6571) صحيح، وموفق الدين بن قدامة، المغني لابن قدامة (4/438)، إسناده حسن، والصنعاني، التنوير شرح الجامع الصغير (8/344)، من حديث الحسين بن واقد، قال ابن حجر: "حديثه حسن"، وهو عن مروان بن سالم قال الحاكم: "احتجَّ به البخاري"، والألباني، إرواء الغليل (920) حسن].

وقوله: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر))؛ أي: من صومه ((قال))؛ أي: بعد الإفطار لا قبله؛ حيث يُسَنُّ للصائم وغيره عند تناوله للطعام أن يُسمِّيَ الله تعالى، فإذا أفطر قال عَقِبَ فِطْرِهِ: ((ذهب الظَّمَأ، وابْتَلَّتِ العروقُ، وثبت الأجر إن شاء الله)).

وقوله: ((ذهب الظَّمَأ))؛ أي: زال وذهب العطش، بشرب الماء وغيره من أنواع المشروبات المباحة.

ويدل الحديث في ظاهره على أن العطش يكون أشدَّ على العبد الصائم من الجوع، وخاصة في الأيام شديدة الحر، بحيث يكون فَرَحُ الإنسان وسعادته وراحته بزوال العطش عنه مُقدَّم على فرحه بزوال الجوع، مع شدة كليهما، إلا أنَّ أثَرَ العطش على الإنسان أشد من أثر الجوع، ولم يقُل: وذهب الجوع؛ لكون أرض الحجاز أرضًا حارَّة، فكانوا يصبرون على قلة الطعام لا العطش، وكانوا يمتدحون بقلة الأكل لا بقلة الشرب.

وقوله: ((وابْتَلَّتِ العروقُ))؛ أي: وابتلت أوْرِدَةُ الجسد التي يَبِست وتصلَّبت من شدة العطش الذي أصاب الإنسان؛ لكون الماء حياةً للمخلوقات؛ حيث جعل الله تبارك وتعالى من الماء كل شيء حيٍّ؛ قال الله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30]؛ أي: أولم ينظر هؤلاء الذين كفروا بربهم، وجحدوا الإخلاص له في العبودية، ما يدلُّهم دلالةَ مشاهدةٍ، على أنه الربُّ المحمود الكريم المعبود، فيشاهدون السماء والأرض فيجدونهما رَتْقًا، هذه ليس فيها سحاب ولا مطر، وهذه هامدة ميتة، لا نبات فيها، ففتقناهما: السماء بالمطر، والأرض بالنبات، أليس الذي أوجد في السماء السحاب، بعد أن كان الجو صافيًا لا قزعة فيه، وأودع فيه الماء الغزير، ثم ساقه إلى بلد ميت، قد اغبرَّت أرجاؤه، وقحط عنه ماؤه، فأمطره فيها، فاهتزت، وتحركت، ورَبَت، وأنبتت من كل زوج بهيج، مختلفِ الأنواع، متعدد المنافع، أليس ذلك دليلًا على أنه الحق، وما سواه باطل، وأنه محيي الموتى، وأنه الرحمن الرحيم؟ ولهذا قال: ﴿ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30]؛ أي: إيمانًا صحيحًا، ما فيه شكٌّ ولا شِرْكٌ.

وذكر بعض المحققين من أهل العلم، أن دعاء: ((ذهب الظَّمَأ وابْتَلَّتِ العروقُ وثبت الأجر إن شاء الله))، إنما يُقال في حال وجود العطش، كحال الصائم في فصل الصيف؛ لوجود العطش في النهار، أما إذا لم يتحقق وصف العطش، فلا يُقال هذا الدعاء؛ بناءً على ظاهر النص.

وقوله: ((وثبت الأجر إن شاء الله))؛ أي: داعيًا ومتوجهًا وراجيًا اللهَ تبارك وتعالى أن يَحُوز وينال الأجر والثواب بسبب مشقة الصوم وتعبه منه، تعبُّدًا لله سبحانه وتعالى وتقربًا إليه، فالتعب يزول، والمشقة تندثر، ويبقى الأجر والثواب، وهذا من محفِّزات العمل الصالح والإكثار منه.

ولا شكَّ أن أجْرَ الصوم تولَّى الله تبارك وتعالى جزاءه، وانفرد بعِلْمِ مقدارِ ثوابه، ومضاعفة حسناته، بخلاف غيره من العبادات والطاعات؛ ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام؛ فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم، فلا يرفُث ولا يصخَب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فلْيَقُلْ: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لَخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من رِيحِ المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فَرِحَ، وإذا لقِيَ ربه فرح بصومه))؛ [أخرجه البخاري (1904)، ومسلم (1151) واللفظ له].

وجاء تعليق الأجر بالمشيئة هنا؛ لعدم وجوب الأجر عليه تعالى، وإنما هو محضُ تفضُّلٍ وإنعام منه سبحانه وتعالى.

قال الإمام الطيبي: "ذِكْرُ ثبوت الأجر بعد زوال التعب استلذاذٌ؛ ونظيره قوله تعالى حكاية عن أهل الجنة: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 34]... وقوله: (ثبت الأجر) بعد قوله: (ذهب الظَّمَأ) استبشار منه؛ لأنه من فاز ببُغيته ونال مطلوبه بعد التعب والنَّصَب، وأراد اللذة بما أدركه، ذكر له تلك المشقة، ومن ثم حمد أهل الجنة في الجنة"؛ [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للإمام نور الدين ملا علي بن سلطان محمد الهروي القاري (علي القاري) - محمد الخطيب التبريزي، (4/ 1-11)].

وفي هذا الدعاء الوارد ذكرُه في الحديث حثٌّ على العبادة والطاعة، لزوال التعب وبقاء الأجر، لكون التعب يسيرًا لذهابه وزواله، والأجر والثواب كثيرًا لثباته وبقائه، وهذا أعظم محفِّزٍ، وأقوى مرغِّبٍ، لفِعْلِ الطاعات والعبادات والقُرُبات التي يُبتغَى بها وجه رب البريَّات سبحانه وتعالى.

هذا ما تيسَّر إيراده، نسأل الله العليِّ الأعلى أن ينفع به، وأن يجعله من العلم النافع والعمل الصالح، والحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.94 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]