ذكر الموت وقصر الأمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         في آخر الزمان تصبح السنة بدعة والبدعة سنة (اخر مشاركة : عبد العليم عثماني - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4961 - عددالزوار : 2066675 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 339483 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4537 - عددالزوار : 1335577 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156386 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92429 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14116 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53310 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 46957 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15440 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-07-2021, 05:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي ذكر الموت وقصر الأمل

ذكر الموت وقصر الأمل
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين



قال الله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف النووي رحمه الله في رياض الصالحين: باب ذكر الموت وقصر الأمل، هذا الباب يذكُر فيه المؤلِّف رحمه الله أنه ينبغي للعاقل أن يتذكر الموت وأن يقصر الأمل؛ يعني الأمل في الدنيا، وليس الأمل في ثواب الله عز وجل وما عنده من الثواب الجزيل لمن عمل صالحًا.

لكن الدنيا لا تُطِل الأمل فيها، فكم من إنسان أمَّل أملًا بعيدًا فإذا الأجلُ يَفجَؤه! وكم من إنسان يقدِّر ويفكِّر سيفعل ويفعل ويفعل، فإذا به قد انتهى أجَلُه وترك ما أمَّله، وانقطع حبل الأمل، وحضر الأجل!


فالذي ينبغي للإنسان العاقل أنه كلما رأى من نفسه طموحًا إلى الدنيا، وانشغالًا بها، واغترارًا بها، أن يتذكر الموت، ويتذكر حال الآخرة؛ لأن هذا هو المآل المتيقن، وما يؤمِّله الإنسان في الدنيا فقد يحصل وقد لا يحصل ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ ﴾ لا ما يشاء هو، بل ما يشاء الله عز وجل: ﴿ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 18، 19].

ثم ذكر الآيات، ومنها قوله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 185]، ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ﴾ فكل نفس منفوسة من بني آدم وغير بني آدم ﴿ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾، لا بد أن تذوق الموت، وعبَّر بقوله:" ذائقة"؛ لأن الموت يكون له مذاق مرٌّ يكرهه كل إنسان.

لكن المؤمن إذا حضره أجلُه وبشِّر بما عند الله عز وجل، أحَبَّ لقاء الله، ولا يكره الموت حينئذٍ، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾؛ أي: تُعطَونها وافية كاملة يوم القيامة.

وإن أوتي الإنسان أجره في الدنيا، فإنه ليس هذا هو الأجر فقط؛ بل الأجر الوافي الكامل الذي به يستوفي الإنسان كلَّ أجره يكون يوم القيامة، وإلا فإن المؤمن قد يُثاب على أعماله الصالحة في الدنيا، لكن ليس هو الأجر الكامل الذي وفى التوفية الكاملة تكون يوم القيامة ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ ﴾ زحزح يعني أُبعِد عن النار ﴿ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾؛ لأنه نجا من المكروه، وحصل له المطلوب، نجا من المكروه وهو دخول النار، وحصل له المطلوب وهو دخول الجنة، وهذا هو الفوز العظيم الذي لا فوز مثله، ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185] صدق الله عز وجل؛ الدنيا متاع الغرور يعني متاع ليس دائمًا؛ بل كما يكون للمسافر متاع يصل به إلى منتهى سفره، ومع ذلك فهي متاع غرور تغُرُّ الإنسانَ، تزدان له وتزدهر وتكتحل وتتحسن، وتكون كأحسن شيء، ولكنها تغرُّه.


كلما كثُرت الدنيا وتشبَّث الإنسان بها، بعُد من الآخرة؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((واللهِ ما الفقرَ أخشى عليكم، وإنما أخشى عليكم أن تُفتَح عليكم الدنيا كما فُتِحت على من كان قبلكم، فتَنافَسوها كما تَنافَسوها فتُهلِككم كما أهلَكتْهم)).

ولهذا نجد الإنسان أحيانًا يكون في حال الضيق أو الوسط خيرًا منه في حال الغنى؛ لأنه يغره الغنى ويُطغيه والعياذ بالله؛ ولهذا قال: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]؛ يعنى فلا تغتروا بها، وعليكم بالآخرة التي إذا زُحزح فيها الإنسان عن النار وأُدخِل الجنة، فإنه بذلك يفوز فوزًا لا فوز مثله.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن أوتي في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، ووقاه الله عذاب النار.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 437- 439)



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.89 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]