مقبرة الأبلة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أدب السؤال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          السائرون على الطريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          سَرِيَّة مؤتة اكتشافات جديدة في السجلات التاريخية الرومية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الفتور في الطاعة ..!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          (وَظَنّوا أَنَّهُم مانِعَتُهُم حُصونُهُم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مسالك النفوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          قلب المؤمن بين الخوف والرجاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الخوف والرجاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          من الأسباب المعينة على قيام الليل .. مجاهدة النفس على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          المحتوى القيمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-05-2021, 02:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,892
الدولة : Egypt
افتراضي مقبرة الأبلة

مقبرة الأبلة


عادل السبيعي







رفعت نظري من الكتاب وصوبت النظر إلى ابنتي الحبيبة وهي تقوم بكل جد واجتهاد ونشاط وفرح في تنسيق عملها الفني..

تتنقل كفراشة مزدهية بألوان فرحها بين إخوتها تستعين بهم فيما يصل بعملها إلى المستوى المأمول، وهي تعد نفسها بابتسامة كلها حبور وفرح وهي تتخيل معلمتها غدا تتأمل عملها فاغرةً فاها معجبةً بجهدها الطفولي لتُحلق بعد ذلك وقد تعلقت بجناحي مدحها وعباراتها المشجعة إلى عالم الرضا والفخر..

أتمت حبيبتي عملها وأخذت تتأمله للمرة الأخيرة علها تستدرك ما فاتها أو ترمم ما لم تنتبه له..

حملته بكل رفق بين راحتيها الناعمتين لتضعه في رف عالٍ بعيداً عن عبث أخوتها الصغار..

استسلمت للنوم الذي داعب جفنيها وباتت وبسمةً حلوةً قد ارتسمت على شفتها متهيئةً لحلم جميل تقدمةً لصباحها الموعود..

استيقظت صغيرتي وفركت عينيها وبعين نصف مفتوحة سألت بلهفةٍ عن عملها وأسرعت لتلقي نظرة عليه مطمئنة أنه كما تركته البارحة..

أكملت استعدادها للذهاب للمدرسة، واختارت بالتشاور مع والدتها كيساً مناسباً لتودع فيه جهدها الذي ربتت عليه بكل لطف وحنان..

حملته واستقلت السيارة وكنت طوال الطريق لا انفكُ أثني على عملها وجهدها مبدياً إعجابي الشديد بفكرتها وطريقة تنفيذها، ومسراً لها بأنني أتوقع أن عملها هو أفضل ما سيقدم لمعلمتها من أعمال فنية هذا اليوم، ازداد حبور صغيرتي واتسعت ابتسامتها لتكشف عن دهشة وترقب واضحين..

انتظرت وهي تعدُ اللحظات لقدوم حصة التربية الفنية تلقي نظرة تفحصٍ وإعجابٍ كل حين على عملها، وحبست نَفَسها لما انطلقت صافرةُ المدرسة مؤذنةً بانتهاء حصةٍ طويلةٍ ودخول حصة عرسها (الفني)..

دخلت معلمتها وهمت بالقيام إليها متوثبةً لتكشف عن تحفتها الغالية وعيناها قد تركزت على عيني معلمتها علها تقرأ من خلالهما الدهشة والإعجاب لكنها اصطدمت بالمعلمة تنهرها بكل قوة وتطلب منها الجلوس بمكانها..

رجعت وهي تلقي اللومَ على نفسها باستعجالها..










جلست بكل أدب وقد تكتفت بيديها إمعاناً في إرضاء المعلمة حتى لا تخدش ما تترقب..





نادت المعلمة بالطالبات أن يعرضن ما طلبته منهن ولحسن الحظ كان اسم صغيرتي في بداية الكشف، وثبت حينما سمعت اسمها ومشت بكل تؤدة وقد حملت بين ذراعيها الصغيرتين تحفتها الأثيرة..

استعجلتها المعلمة وكادت تعثر بثوبها صاحت بها: (عمى، انتبهي) !!

فتحت كيسها بكل رفق وأخرجت عملها وقد استنفرت كلَّ حواسها تنتقل ببصرها بين (العمل) و (المعلمة)..

تهيأت بكل زهوٍ وفخرٍ لاستقبالِ كل عباراتِ الثناءِ والإعجاب والدهشةِ..

زمَّت المعلمةُ شفتيها وأمالت رأسها متأملةً جوانب عملها ثم انهالت على صغيرتي بالتأنيب: ليش كذا، وليش كذا،: وشكلك ما اهتميتي لشغلك. ثم ألقت قنبلتها المدوية: يالله خذي شغلك وحطيه بالزبالة خلاص شفته!! يالله اللي بعدها!..

وقعت ردةُ فعلِ المعلمةِ على قلب صغيرتي وقعَ الصاعقةِ وتسمرت مكانها وقد جفّ حلقها وشعرت بحرارة عينيها ودمعتها الحرى تنساب من مقلتيها،: يالله تحركي لا تعطليننا. نادتها معلمتها، فما كان منها إلا أن مشت وكأنها في مراسم جنائزيه وقد حملت ( نعش ) عملها لتدفنه في مقبرة ( المعلمة )..

ألقت عليه نظرةً أخيرةً واستعرضت في لحظاتٍ شريط جهدها وكل مفردات فرحها وعملها وجهدها المغدور، وقد تحول كل ما وعدت نفسها به من كرنفالاتِ أفراحٍ إلى كآبةٍ سوداء وهباءٍ تطاير عبر ريح متعجرفة نزقة..

ارتسم الحزن على محيا طفلتي مما ألقى بظلاله على ما تبقي من يومها الدراسي..

عند دخولها من عتبة باب منزلها لم تستطع أن تقاوم أطلقت العنان لعينيها مسبلةً دموعها الحارة وهي تتنهد وتنشج وتروي لي أحداث تحطيمها وتفاصيل الغدر بتحفيزها وتشجيعها..

هدأتها ووعدتها بأن أعالج الأمر، فكانت.. (مقبرة الأبلة!)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.39 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]