رواسب الماضي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2021, 04:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي رواسب الماضي

رواسب الماضي

شريفة الغامدي

أخطاء الماضي وزلاَّته لا تزول، ولكنها تترسب في القاع بمرور الوقت، وتسمح للحاضر بالجَريان فوقها.

وكلما كانت الأخطاء أكثر، كانت كمية الراسب العَكِر أكبر، فلا يبقى إلا القليل من الحاضر الرائق فوقه، والذي لا يكون غالبًا كافيًا لطمره.

فتبدأ تلك العكارة بالظهور؛ حتى تكاد تكون هي كل الحاضر.

كثير من الأشخاص لا يُجِيدون التعامل مع رواسب الماضي، فيصل بهم الحال إلى أن يُحتجَزوا بين قضبانه، بشكل يتعذَّر عليهم معه التحرر من أخطائهم السابقة.

السقوط - كما يقال - ليس مشكلة، المشكلة الحقيقية هي ألا تعرف كيف تقوم من سقطتك تلك، فتبقى مكانك عاجزًا عن النهوض، مترقبًا لمن يأتي ليمسك بيدك، منتشلاً إياك من تلك الحفرة، فإن لم يأتِ ذلك المتطوع لانتشالك، فستبقى حيث أنت.

إن نفْض غبار الماضي، وإحباطاته، وأخطاءه، واستعادة القوة الكاملة للبَدء من جديد - عملية يجب أن يقوم بها المرء باستمرار، وألاَّ ينتظر حتى تُثقِله ترسُّبات الأخطاء.

إذا بدأت بفكرة كنت مقتنعًا بها تمامًا، ثم اكتشفت بأنك لم تحسب عواقبها جيدًا، وكانت النتائج معاكسة تمامًا لما خطَّطت له، فتلك الغلطة لا يجب أن تبقيك مكتوفًا بأغلال الخطأ.

ابحث عن موطن الخطأ، وصحِّحه أو تخلَّص منه، أو جدِّد طاقتك، وابدَأ بشيء مختلف.

كثيرٌ منا يصيبه الفشل بالإحباط، والقليل منا يقاوم ذلك الإحباط قبل أن يؤثر في حياته، البعض يستيقظ لكن متأخرًا، فيُدرِك أن الكثير من السنوات مرت، وهو في مكانه، والبعض الآخر لا يستيقظ أبدًا، بينما الفئة الثالثة التي ترفض الاستسلام، هي فقط التي تصل في النهاية، ومباشرة لما تَرُومه، تلك الحفرة التي سقطتَ فيها، يجب أن تقوم بردْمها؛ حتى لا تقع فيها مجدَّدًا.

وقد يكون من الجيد أن تنبهَ غيرك؛ لكيلا يقع فيها أو في مثلها، فكم هم خيِّرون، أولئك الأشخاص الذين يهمُّهم أمر الآخرين، ويَكترثون لهم، فلا يريدون لهم أن يقعوا في نفس الأخطاء.

مثال لما أقصده لتتضح الصورة:
فتاة أقدمت مبكرًا على مشروع صغير، يعتمد على مهارتها في العمل اليدوي، وبدأت فعلاً بالعمل، وظهر أول نتاجها، وعندما عرضته للآخرين، بدأت انتقاداتهم لقلة الدقة والحرفية في العمل، فأصابها الإحباط، وأحجَمت عن الاستمرار، مع أنها تمتلك القدرة على تحسين أدائها، إلا أنها استسلمت، وقرَّرت عدم النهوض من تلك الحفرة، مع أنها لو تجاوزتها، لوجدت الكثير من الفُرص الجيدة.


طالبة أخرى في إحدى المراحل الدراسية، أخفَقت في دراستها بسبب صعوبة الدراسة عليها، ولشدة المعلمات معها، فأحجمت عن إتمام دراستها، وقطَعتها، وقررت البحث عن عمل؛ لاعتقادها أن الدراسة مجرد متطلب وظيفي، ليست بحاجة له، فتراكمت تبعات خطئها ذلك لسنوات طويلة، أنهت فيها زميلاتها دراستهن، والتحقْنَ بوظائف جيدة، فاكتشفت لاحقًا بأنه لم يكن مناسبًا ترك الدراسة، وشعرت بالندم لضياع كل تلك السنوات منها، فاستجمعت قواها وجرَفت ركام الماضي، وقرَّرت أن تعود للدراسة، وفعلاً أكملت دراستها الثانوية، ثم الجامعية، ثم التحقَت بوظيفة أفضل من تلك السابقة.

في هذا المثال ربما كان يقع على الأسرة الكثير من الملام، كونهم تركوها تعاني سقطتها دون محاولة للإمساك بيدها، وانتشالها، وكأنهم كانوا ينتظرون أن تُدرك وحدها حجم خطئها، دون اعتبار للوقت الذي ستحتاجه لتدرك، فإزاحة الركام هنا كانت تحتاج إلى أيد أكبر من يدها.

مثال آخر لشاب بدأ حياته الجامعية في منطقة بعيدة عن الأهل؛ حيث لم يسبق له مفارقتهم، والذين كانوا دومًا يوفرون له الحماية والوقاية اللازمة، فاندفع - دون كوابح - منخرطًا في المجتمع الجديد، مكثفًا عَلاقاته بالآخرين دون انتقاءٍ، ثم اصطدم بواقع أن كثيرًا ممن تعرَّف عليهم، لم تكن لهم ضوابط خلفيته: الدينية، والبيئية، والأسرية، والخلقية؛ فانعزل، وانطوى على نفسه، رافضًا التكيف المتَّزِن مع ذلك المجتمع، بعد أن أصابته أزمة ثقة بالآخرين، مع أنه كان قادرًا على النهوض من تلك الصدمة، والوقوف مجددًا، والتداخل مع المجتمع الجديد بحذرٍ واتِّزان.

هذه الأزمات التي تصيب المبتدئين - لقلة خِبرتهم - طبيعية جدًّا، ويجب أن تمرَّ دون أن تؤثر سلبيًّا على مستقبلهم، لكن الخوف من الوقوع مجددًا بتلك الإخفاقات، يجعلهم يراكمون الكثير من المخاوف الناتجة عن تلك الإحباطات، والتي بتَكرارها - دون إزاحة لما قبلها من رواسب - تجعل الأثر الحاضر ضحلاً، غير قادر على تغطية ما دونه.

اجرف رواسب الماضي؛ ليصبح حاضرك وفيرًا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.08 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]