أين الأمان؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1086 - عددالزوار : 127448 )           »          أدركتني دعوة أمي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية .. روائع الأوقاف في الصحة العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حقيقة الإسلام ومحاسنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المرأة .. والتنمية الاقتصادية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أسباب الثبات على الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 4776 )           »          مفاسد الغفلة وصفات أصحابها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          سفراء الدين والوطن .. الابتعاث فرص تعليمية وتحديات ثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2021, 04:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,726
الدولة : Egypt
افتراضي أين الأمان؟

أين الأمان؟


مدحت القصراوي

الأمان في التمسك بما أنزل الله تعالى من منهج وعقيدة، وهذا هو الايمان، ومع هذا الايمان كان التوكل في الله تعالى والثقة فيه وفي تصريفه للأقدار.


الخوف والأمان في منطق الرسل..
عرض القرآن الكريم خطة الأمان عند الرسل والأنبياء كلما واجهوا موقفا فيه ابتزاز في العقيدة مقابل حياتهم أو أمانهم.
وعرض الكتاب العزيز في سورة هود كيف كان الرسل يرون الأمان حينئذ.. وكان مأخذ الأنبياء وشعورهم وموقفهم وفلسفة موقفهم كالآتي:
أما نوح عليه السلام فقد راودوه على طرد ضعاف المؤمنين ومخالفة أمر الله تعالى في شأنهم، فكان رده أنه لا يستطيع مخالفة أمر الله تعالى، وأنه يخاف من هذا، ومن ثم فإن الأمان أن ألتزم بما أمرني به ربي ثم ليكن بعد ذلك ما يكون، فقال {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ إِنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ * وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} .
لقد كان يعرض الأمر هكذا {مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ}فهذا هو شغله الشاغل وخوفه الأعظم، وعليه فهو يلتزم بما أُمر ثم يتوكل على ربه الذي أمره ليدبر له أمر المواجهة مع أعدائه، ومن ثم كانت نصرته عليه السلام.
وأما هود عليه السلام فقد ردّوا عليه ما أمر به من التوحيد والنهي عن الشـرك وهددوه وتوعدوه، فكان موقفه في بساطة أن خوفه الأعظم هو من الله تعالى لا منهم ومن ثم فهو يطلب الأمان عند ربه، وهو يجد هذا الأمان في التزامه بركن الله تعالى وفي إقامة دعوته وعقيدته، ويتوكل بعد هذا على الله تعالى في شأن المواجهة مع هؤلاء، ويثق في تصريف الله تعالى للأحداث لأن الله تعالى على صراط مستقيم في قدره، يعني أنه أقداره تعالى دائرة بين العدل والفضل كما أن شرائعه كذلك دائرة بين العدل والفضل، وانظر ما قال {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * مِن دُونِهِ ۖفَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. ومن ثم كانت نجاته ومن معه وهلاك أعدائه.
وأما صالح فنفس الموقف، فلما قالوا له لم نكن ننتظر منك أنت هذه الدعوة وهذا الموقف فقد كنا نرجوك لأمر عظيم! {قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا}، فقال لهم في بساطة {يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ } كان شعاره هو هذه الكلمات {فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ}هكذا كان يرى الخوف ويرى الأمان، ونجا صالح وهلك هؤلاء.
لم ير أحد من الأنبياء أن الأمان في صفقات مع العدو أو في التنازل أو التلاعب أو التآمر أو التراجع أو اللف والدوران أو الاسترضاء، إنما كانوا مؤمنين سطروا مواقف للتاريخ من بعدهم وفي الملأ الأعلى عند رب العالمين.
هكذا كان الأنبياء يرون ويشعرون ويذوقون، هكذا كانوا يعبرون عن رؤيتهم، وهكذا كانوا يتخذون مواقفهم.
لقد كان الأمان في التمسك بما أنزل الله تعالى من منهج وعقيدة، وهذا هو الايمان، ومع هذا الايمان كان التوكل في الله تعالى والثقة فيه وفي تصريفه للأقدار، فكان الايمان والتوكل، فكانت النجاة والاستخلاف لمن شاء تعالى منهم.
ومن هنا كان ما أُمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم {قُلْ هُوَ الرَّحْمَٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.
نحن على ثقة في ربنا، ومعه فنحن في أمان، وتوكُلُنا عليه سفينة النجاة، وقد كتب تعالى {لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}صدق الله العظيم. نسأل الله تعالى الثبات لنا ولهذه الأمة ولهذا الشعب الكريم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.59 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]