قصص نساء حواها القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخطابة في الأندلس المنذر بن سعيد البلوطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة في حديث (البر والإثم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من وحي سورة القصص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نفحات القرآن. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          السنة النبوية في اعتقاد المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ثُمامة ابن أثال أسير إحسان النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عقوق الوالدين من أكبر الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مسلمة بن عبد الملك مجاهد على الدوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          في ذكرى مقتل سيدنا الحسين عليه السلام‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أسباب وحِكمة موافقة النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفته اليهود في صيام عاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2021, 08:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,241
الدولة : Egypt
افتراضي قصص نساء حواها القرآن

امرأة زكريا عليه السلام


فوزية عبدالرحيم محمد






قصص نساء حواها القرآن






امرأة زكريا عليه السلام







سوف أسرد لكِ اليوم أيتها المباركة قصةَ امرأة فريدة من نوعها، امرأة مباركة من شجرةٍ مباركة نبتت نباتًا حسنًا طيبًا، تؤتي أُكُلَها كل حين، وكيف لا؟ وهي زوجة نبيٍّ؛ زكريا عليه السلام، وأمُّ نبي؛ يحيى عليه السلام، وخالة نبي؛ عيسى عليه السلام.







اجتمعت عليها هذه الفضائل كلها؛ فقدَّمت لنا امرأة عظيمة ذات قدر جليل عند الله وعند من حولها، اسمها إيشاع بنت عمران زوجة نبيِّ الله زكريا عليه السلام.







شاء الله أن تُكتبَ عنده عاقرًا، وزوجها شيخ كبير؛ كما جاء في القرآن في قوله تعالى: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49، 50].







فآمنت بقدر الله، وصبرت وتحمَّلت فقد النعمة التي حُرمت منها، لطالما كان يحنُّ قلبها وزوجها إلى طفلٍ يجلب السعادة، ويرث من بعدهما، فلم يستسلما، وكانا يظنَّان بالله الظنَّ الحسن، وكانا دائمي الدعاء؛ لعل هذا اليوم أن يأتي ويستجيب الله دعاءهما.







ذُكرت قصتها في ثلاث سور: في سورة آل عمران، ومريم، والأنبياء، وكانت بدايتها في سورة آل عمران عندما دخل سيدنا زكريا على مريم عليها السلام، وهو من تكفَّل برعايتها، ووجد عندها رزقًا طيبًا، فسألها: ﴿ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]؛ هنالك طَمِع سيدنا زكريا فيما عند الله؛ لما رأى بعينه نِعَم الله على مريم، ودعا قائلًا: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، وكان العجب أن الإجابة لم تتأخَّر، وجاءت فورًا: ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39]؛ فتعجَّب سيدنا زكريا وتساءَلَ كما يفعل أيُّ إنسان مهما كان نبيًّا فهو بشر، وقال: ﴿ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ﴾ [آل عمران: 40]؟! فكانت الإجابة: ﴿ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 40]، وفي سورة مريم كانت الإجابة مفصَّلة: ﴿ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴾ [مريم: 9].







نعم، الله الذي أوجدنا من عدم قادرٌ على أن يرزق من كان عاقرًا أن يكون له ولد، فحمِدَا الله، وسبَّحاه بكرةً وعشيًّا.







فرزقهما الله غلامًا اسمُه يحيى، لم يُسمَّ هذا الاسم لأحدٍ قبله، وهذه بشارة لزكريا وزوجه وجائزة صبرهما ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 7]، لم يكن هذا فقط الميزة الوحيدة في هذا الغلام؛ بل تتابعت النعم، وكُتب له أن يكون نبيًّا، وأن الله سوف يؤتيه الحُكمَ وهو صبي، ويكون من المتقين، برًّا بوالديه، والذكر الحسن له في حياته ومماته ويوم يُبعث يوم القيامة:



﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [مريم: 12 - 15].







ويخبرنا الله عن سرِّ هذه النعم في سورة الأنبياء عندما دعا زكريا ربَّه: ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾ [الأنبياء: 89]، فكانت الإجابة: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ﴾ [الأنبياء: 90]، والسرُّ يكمن في ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90]؛ إنهم أيَّ موضع يحب الله أن يراهم فيه كانوا موجودين، وليس فقط هذا؛ بل كانوا يدْعون الله في السراء والضراء، عكس معظم الناس كما وصفهم الله: ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ [فصلت: 51]؛ لذلك حظوا بهذه النعم، وكانت هذه المرأة الصابرة المحتسبة جزاؤها من جنس عملها، صابرة، مثابرة على الخير، وتدعو الله رهبةً ورغبة، وكانت من الخاشعين.








لله درُّها من امرأة خُلِّد ذكرها، وتركت لمن بعدها من نساء جنسها بصمةً وأثرًا يُحتذى به إلى أجيال قادمة! ولها الأجر والثواب، ويكون في ميزان حسناتها مثل أجر من اقتدت بها وعملت عملها إن شاء الله.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.98 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]