البطانية المبروكة ( قصة ) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4957 - عددالزوار : 2061769 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4533 - عددالزوار : 1330445 )           »          ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-12-2020, 10:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي البطانية المبروكة ( قصة )

البطانية المبروكة

( قصة )


هارون محمد غزي





كانتْ في غرفتها مع الداية - القابلة - المولدة، وأمي - أمها - في حالة قلٍق، يَلْهَجُ لسانُها بالدعاء أن يُساعدها الله، وأن يُسهِّلَ لها الولادة، وطال الصمتُ، وازداد القلق، وأخيرًا نادتني أختي التي ترقُد على ظهرها وبين رجليها المولدة (خالتنا العجوز)، مادَّة يديها تحت البطانية في ظني لتستخرجَ المولود مِن مَكْمَنِه، فدخلتُ الغرفة قلقًا متسائلاً: أي خدمة؟ أنا تحت أمرك!

فأشارتْ إليَّ أن أقتربَ منها؛ فبركتُ على ركبتي بحذاء صدرها، واقتربتُ مِن فمها، فقالتْ - في صوت خفيض -: يا أخي، طالتْ عملية الولادة، والمولودُ محشورٌ في عُنُق الزجاجة، وأظن خالتي الداية لا تستطيع إخراجه، فاطلبْ لي الإسعاف لتنقلني إلى المستشفى، فنظرتُ لخالتنا الداية، فقالت: "العيِّل رجليه بَرَّه، وأنا أنتظر الفرَج"!

تَم لفُّها والعيل المحشور فيها معًا بالبطانية المبروكة الفاخرة ذات الوجهين التي أحضرتُها لها مِن الأراضي الحِجازيَّة في آخر عمرةٍ لي، وحملتْها الإسعافُ إلى مستشفى القرية، وطلب مني الطبيبُ الانتظار بعيدًا.

علمتُ فيما بعدُ أنه طبيبٌ مُقيمٌ لا اختصاصَ له، ولما كنا نأتي يوم العيد الكبير أرسل لاستدعاء أخصائي النساء والتوليد، لكن لم يحضرْ أحدٌ، فقام الطبيبُ المقيمُ بمحاولة إخراج الجنين، فشَدَّه بطريقةٍ أدَّتْ إلى انفجار الرحِم، ونُزول الجنين ميتًا! ولم يُفلحْ هذا الطبيبُ في وقْف النزيف؛ لذلك قرَّر - بعد نحو ساعتين - نقْلَها بالإسعاف إلى المستشفى المركزي، وفي سيارة الإسعاف كنتُ معها، وكانتْ تبتسم وتقول لي: لا تخفْ، أنا بخير!

وتَمَّ إدخالُها إلى غرفة العمليات وتعليق كيس دمٍ لها، وأرسلُوا يستدعون الطبيب من سكنه في المستشفى، ولكنه تأخَّر في الحضور، فصعدتُ إليه أستعجل نُزوله؛ فوجدتُه مشغولًا بحلق لحيته! وبكل هدوءٍ قال: أنا طلبتُ تعليق الدم لها، وسأنزل حالاً!

فنزلتُ أنتظره في قلق.
جلستُ خارج غرفة العمليات المغلقة عليها هي والممرضة التي تتابع إمدادها بالدم، ثم طلبتُ مِن الممرضة أن أنتظرها في الأسفل، فانتظرتُ وأنا في حالة قلقٍ؛ هل جاءها الطبيبُ؟ هل سيُنقذها؟ هل ستعيش؟

وجاءت العاملة (التمرجية) السمينة، ومالَتْ عليَّ في وُجومٍ، وقالتْ: أنت مؤمنٌ بالله، والحق أخذ حقَّه!
قلتُ على الفور: ماتتْ؟
فهزَّتْ رأسها بالإيجاب!

فقلتُ: أرجوك حافظي على البطانية الملفوفة فيها، فهزَّتْ رأسها في صمتٍ، وقالت: إنهم أبلغوا النيابة، وهم في انتظار تصريح النيابة بدفنها، ولما وجدتُ أن إجراءات التصريح بدفنها ستطول عرجتُ على مطعمٍ، وتناولتُ الإفطار مبكرًا.

أطرقنا باب سكن وكيل النيابة حيث كنا قبل شروق الشمس، فنَظَر في الأوراق، وقدَّم لنا خالص عزائه، وسألني: هل لها أمٌّ؟ قلتُ: نعم، فأشار بسؤال أمِّها، وأحال الأوراق إلى شرطة القرية المقيمين بها للاستيفاء والعرض.

وفي القرية وجدتُ أحد أقارب خالتنا الداية - وهو موظفٌ كبيرٌ بمجلس القرية - قد أحضر أمي، ولَقَّنَها أن تقول: إنها فاجأتها الولادة بالمنزل، وكانتْ وحدها، وطلَبْنا لها الإسعاف، ولم تكنْ معها داية، وألا تتهم أحدًا، وتَمَّ التصريح بالدفن بعد العشاء ليلاً.


ملحوظة: تراجع قصة نجيب محفوظ: رثاء في أقلام.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.03 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]