|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تفادي الكوارث ومجابهتها محمد هادفي إن طرح هذه المسألة كان من زاوية أهمية تأمُّلها والوقوف عندها؛ فهي مسألة تثير في ذهن الإنسان عدَّةَ تساؤلات وجب التفكير فيها، والنظر إليها بعمق. حيث تعتبر كارثة الحرائق والفيضانات والزلازل والعواصف، وبصفة عامة كل الآفات بأنواعها، سواء أكانت برية أم بحرية أم جوية، التي تفوق أخطارها ومخلفاتها حدود الإمكانيات العادية المتوفرة لمجابهتها. من ذلك أرى أن وقوع وحدوث الكوارث أمر متوقَّع محتمل في أي لحظة؛ بمعنى: أنها تتميز بعنصر المفاجأة والمباغتة، وما المخططات والبرامج التي يقوم بها الإنسان لمجابهتها وتفاديها وتجنُّب آثارها، من استعداد وتحضير، إلا دليل قاطع على ميزة التوقُّع والاحتمال التي تتميز بها الكوارث في حدوثها ووقوعها. أمر يضع الإنسان بتذكُّره واستحضاره لها، سواء في حالة احتمال وقوعها، أو في حالة مجابهتها، أو في حالة معاينة ومشاهدة آثارها أمام حقيقة وحتمية عدم الراحة والطمأنينة والأمن، وما يستتبعها من خوف وقلق؛ بل هو دافع للإنسان لأن يتفكَّر في هذه الوضعية ويتأمَّلها، ويتساءل حولها بطرحها في ذهنه، ومواجهتها، وعدم إغفالها أو تجاوزها أو تغطيتها؛ سعيًا إلى التخلُّص من حالة الخوف وعدم الراحة وعدم الطمأنينة والأمن تلك. من ذلك أرى أن سبيل تحقيق ذلك لا يكون إلا بنظر الإنسان إلى تلك الوضعية، والسعي إلى التساؤل والبحث عن السبل الحجية والمنطقية المقنعة، التي تؤمِّن للإنسان حالة الراحة والطمأنينة والأمن، وذلك بالسعي إلى إيجاد أجوبة منطقية لذلك، وعمل على فَهم وإدراك حقيقة الوجود، وحقيقة مصير الإنسان، وحقيقة وطبيعة هذه الحياة التي يحياها. إذًا؛ الكوارث ميزة احتمال وقوعها وحدوثها بغتة أو مفاجأة، دافع للإنسان إلى التساؤل والتذكر والتفكُّر في السبل الحقيقية المقنعة الفاعلة التي تؤمِّن له الأمن والطمأنينة، وتخرجه من دائرة الخوف والقلق والحيرة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |