مشكلة المشكلات! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4962 - عددالزوار : 2067004 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4538 - عددالزوار : 1335942 )           »          في آخر الزمان تصبح السنة بدعة والبدعة سنة (اخر مشاركة : عبد العليم عثماني - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 339542 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156460 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92502 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14136 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53386 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 47047 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15480 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-06-2020, 11:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي مشكلة المشكلات!

مشكلة المشكلات!


نوفل عبدالهادي المصارع




المشكلة هي أمر مُعين أو عقبة تَجعل من تحقيق هدف مُحدد أمرًا صعبًا، وقد تتمثل هذه المشكلة في موقف أو حالة، أو أمر يكون بعضُ أو كلُّ أجزاءِ محتواه مُعلَّقةً؛ أي: لم يتم حلُّها إلى الآن أو ما زالت تحت النِّقاش، أو لم يُتخذ قرارٌ بخصوصها، بسياقٍ آخر: تُعرف المشكلة على أنَّها عندما يعلم الشخص بأنَّ هناك فروقًا مُهمة ما بين الوضع الحالي والوضع المرجوِّ، فالبعض منا تُسيطِر عليه فكرة "المشكلة".



وبرأيي: الحياةُ أقصر من أنْ نَجعلها مكانًا لمشكلة دائمة، فالمشكلة الحقيقيَّة ليست ظروفًا حياتية معينة لا يفهمها الإنسان، أو يَجدها تتصف بالتعب أو الشقاء؛ مصداقًا لقوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]، ولكنها في حقيقة الأمر تكمُن في مجموعة أفكار ذهنية تُخالف فطرة الإنسان، تصبح مزاجًا يوميًّا، ومن ثم سلوكيَّات راسخة، حتى تتحوَّل إلى منهجية معيشيَّة، ومن ثم أسلوب حياة، فيصبح الإنسان لا يستطيعُ العيش بصورة طبيعية دون هذه المشكلة؛ لأنَّها أصبحت هي "الطبيعة" الحياتيَّة التي يعيشها، ولكنَّه لو فكر قليلاً، وليس مليًّا، لوجد أنَّ المشكلة تكمُن في أنه ليس لديه مشكلة، وهذه مشكلة بحد ذاتها!

وكل ما أخشاه أنْ يكون محور هذه المشكلة هو: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} [العلق: 6]، فهنا يخبر تعالى عن الإنسان: أنَّه ذو فرح وأشر وبطر وطُغيان، وإنَّ الإنسانَ ليتجاوز حدَّه، ويستكبر على ربِّه، فيكفرُ به؛ لأنه رأى نفسه استغنت؛ لذا تراه يتجاوز الحد في العصيان كما جاء بالتفسير، فمثلاً قد ترى هذا الإنسان يتجرَّأ على هذا الدِّين العظيم، ويتحدث عن الحجاب وكأنَّه يتكلم عن قضية مدنية خلافية بسيطة تَحتمل أكثر من رأي، وتراه يَستمر في هذا الدَّاء الإنساني الباهت من خلال نظرة فلسفية للأمور؛ أي: ينظر لها من خلال مجموعة من الأفكار والقيم التي من خلال تفاعلها معًا أصبحت نظامَه الفكريَّ، والذي قد يكون "الليبرالية" مثلاً، حتى يعتقد بأنه خرق الأرض، وطال الجبال، ولا أراني إلاَّ أن أراه مسكينَ الحال، ضعيفَ التفكير، مريضَ القلب، قد سيطر عليه إبليسُ، فختم الله على قلبه، وهنا المشكلة ويا لها من طامَّة ونازلة كبرى!

لذا أقول: لا تكن إنسانًا أيُّها الإنسان، بل كن "عبدًا" مُطيعًا، فلا تفكر؛ أي: لا تفكَّ الكلَّ إلى أجزاء إلاَّ بضابط، ولا تسأل إلا بحدود؛ قال رسول الله - عليه الصلاة السلام -: ((لا يزال الناس يسألون يقولون: ما كذا ما كذا؟ حتى يقولوا: الله خالق الناس، فمن خلق الله؟ فعند ذلك يضلون))؛ صحيح مسلم، ودعني أزيد قليلاً، فلعلَّ كلامي يُحرِّك ساكنًا في القلب، فيهدأ العقلُ من خوضه ولعبه، ولا أظنني أنسى قوله - تعالى -: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} [الزخرف: 83]، القاعدة بسيطة ولكنها عظيمة، إنْ كانت فطرة الإنسان التي فطره الله عليها هي أساس فلسفة حياة، أو منطق معيشة، فلن ترى صاحِبَها يزلّ أبدًا، ولكن إنْ كان عبدًا لنظام فكري يُخالف فطرة الرَّحمن، فكما تَعِسَ عبدُ الدينار، فتعس عبد هذا النظام الفكري، فلعلَّ ربي يهديه، ويصلح شأنه وحاله.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.34 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]