|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() تراجم الفقهاء عبد الفتاح محمد الحلو مقدمة شغل الفقه الإسلامي عقول أبناء هذه الأمة منذ هداها الله -عز وجل- إلى دينه ، فقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يعرض لهم ، وكان الوحي يتنزل عليه من السماء بالقول الفصل والحكم القاطع ، وحين انقطع الوحي ، ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، كان صحابته رضوان الله عليهم قد فقهوا في دينهم ، وكان بعضهم كعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب مرجعا مهما في كثير من المعضلات التي تحدث في الأمة ، وهكذا كان العلماء يتسلم الراية بعضهم من بعض ، وينظرون فيما يجد في حياتهم من مسائل على هدى من سبقهم ، ويعملون الفكر استنباطا من كتاب الله وسنة رسوله ، حتى بنوا هذا الصرح الشامخ من الدراسات الفقهية ، الذي واكب الأمة الإسلامية في تاريخها الطويل ، ووضع لها القوانين والأحكام الضابطة ، وقد أدى اختلاف النظر ، وتوسع رقعة البلاد الإسلامية ، إلى نشأة المذاهب الفقهية ، وتعدد مدارس الفقه ، وتبع كل مذهب فريق من رجال الفكر على مر العصور ، يمحصون قول صاحب المذهب ، ويستدلون له ، وقد يخالفه بعضهم في بعض المسائل ، وقد أثرى هذا الجهد الرائع حصيلة الفقه الإسلامي ، وملأ جوانبه نقاشا ودراسة ، مما أتاح له علاج المشكلات ، والإفتاء في جميع النوازل التي وقعت . وإذا كانت كتب الفقه في المذاهب المختلفة قد قامت بتسجيل ذلك كله ، وتشعبت مناهجها في تفصيل ذلك من المختصرات إلى الكتب المبسوطة ، ومن الكتب التي تعتمد الرأي الراجح إلى الكتب التي تثير مسائل الخلاف وتناقشها ، فإن كتب تراجم الفقهاء أضافت جهدا لا يقل عن ذلك في خدمة الفقه الإسلامي ، والتعريف به على مر العصور . القيمة العلمية للتراجم إن تراجم الفقهاء تكشف عن حياتهم الخاصة وحياتهم العلمية ، فهي تسجل نسب الفقيه ومولده وموطنه ، وما عرض له في حياته من ظروف أعانت على رسم شخصيته ، والإفصاح عن نوازعه ، وما لقيه في حياته من يسر أو عسر ، ووفاته ، كما تكشف عن أساتذته الذين أخذ عنهم علمه ، ورحلاته العلمية ، والرجال الذين لقيهم ، والكتب التي قرأها على شيوخه ، وحلقات العلم التي تصدرها ، وما أتيح له من التدريس والفتوى والقضاء ، والطلاب الذين أخذوا عنه ، والمناقشات التي شارك فيها ، والمؤلفات التي كتبها ، ومنزلته بين الفقهاء على مر التاريخ . وهذا كله يسهم في تكوين فكرة كاملة عن الفقيه ، وتتيح لنا رؤية صحيحة لعلمه ، وتقويما سليما لأفكاره ، كما تكشف لنا عن المصدر الأصلي لكل قول في المسائل الفقهية التي ندرسها ، وبذلك نستطيع أن نتتبع التسلسل الزمني للأقوال في المسألة الواحدة ، فنعرف السابق من اللاحق والتابع من المتبوع ، كما نستطيع أن نضع المسألة في الزمن الذي نبتت فيه المشكلة فنتعرف على الظروف الحضارية والبيئية التي واكبت المشكلة ، لنرى إلى أي مدى أمكن لفقهائنا أن يستنبطوا الاستنباط الصحيح ، وأن يوفقوا إلى الحكم السليم . وكتب تراجم الفقهاء تزيل اللبس الذي يقع في أسمائهم ، وتكشف عن كناهم وألقابهم ، وربما أدى اللبس في أسماء بعض الفقهاء إلى عزو قول إلى من لم يقله ، أو نفيه عن صاحبه ، أو اتهام من هو بريء من التهمة ، فكان لزاما على الفقيه أن يتعرف إلى وجه الحق في ذلك عن طريق كتب التراجم . وتعرض كتب تراجم الفقهاء فيما تعرض مثلا عليا عاش عليها الفقهاء ، ونهجا قويما في حياتهم العامة وحياتهم العلمية ، وسلوكا رائعا في مواقفهم ممن يريدون طمس الحق ، أو تزوير العدالة ، أو الخروج عن أحكام الشرع ، وفي ذلك من القدوة ما ينشئ الأجيال على معان كريمة ، وأسس راسخة قوية . * * * معالم مناهج الفقهاء ولا تكتفي بعض كتب تراجم الفقهاء بإيراد ما سبق الحديث عنه فحسب ، وإنما تضيف إلى ذلك معالم لمنهج الفقيه في فقهه ، وتثير من المسائل الفقهية والجدلية ما لا غنى عنه لدارس الفقه الإسلامي ، وما لا تجده في كتب الفقه المختصرة منها والمبسوطة ، بل إن بعض كتب تراجم الفقهاء تضم بين دفتيها رسائل في مسائل بعينها ، ضاعت أصولها ، وحفظتها لنا هذه الكتب . ويدل هذا الذي تقدم على مبلغ الفائدة التي يجنيها الفقيه والمتفقه من الرجوع إلى هذه التراجم ودراستها ، بل إن المثقف المسلم لا يستطيع التعرف إلى صورة كاملة للفكر الإسلامي عبر قرونه المتطاولة إلا إذا عاد إلى كتب التراجم هذه ينبشها ، ويلتقط اللمحة ، والفكرة إثر الفكرة ، حتى يكتمل تصوره لهذا الفكر في مراحله المختلفة ، ولا أجد في نفسي اطمئنانا إلى كاتب يتصدر للفكر الإسلامي ، وهو مبتوت الصلة بهذا التراث العظيم ، بعيد عما فيه من ثروة فكرية ، ونماذج للفكر الإنساني الرفيع ، فلا بد من عودة إلى تراثنا في هذا الجانب نستلهمه ونفيد منه ، ونيسر قراءته للناس . أما عن جهود العلماء في تسجيل تراجم الفقهاء ، فالحديث عنها يطول ، وسأقصر حديثي هنا على ما عرفته من المصنفات لأئمة المترجمين للفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة ، وهي على الترتيب الزمني : الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة . ولقد كان الشافعية أسبق رجال المذاهب الفقهية إلى تدوين تراجم رجالهم ، وتلاهم في هذا الحنابلة ، وتبعهم المالكية أو واكبوهم ، ثم جاء الحنفية في آخر المطاف ليسجلوا تراجم رجالهم ، ولا ينقص هذا ما ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ( 1 \ 28 ) من أن الشيخ الإمام أبا بكر الحسن بن محمد بن الحسن الزبيدي النحوي المتوفى سنة 379 هـ قد ألف كتابا في أخبار الفقهاء المتأخرين من أهل قرطبة ، وأن أبا عمر وأحمد بن محمد قد صنع منتخبا له ، فربما كان كتاب الزبيدي في تراجم الفقهاء من المذاهب المختلفة ؛ ذلك أننا لا نعرف الشيء الكثير عن المذهب السائد في الأندلس خلال القرن الرابع الهجري ، ولا نستطيع القول بأن المذهب المالكي فرض سلطانه على الجزيرة في هذه الفترة المبكرة من حياتها الفقهية . * * * يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() تراجم الفقهاء عبد الفتاح محمد الحلو مصنفات الشافعية ونبدأ بذكر مصنفات الشافعية في تراجم أهل مذهبهم : القرن الخامس : ففي القرن الخامس الهجري تصدى لهذا العمل رجال هم الإمام أبو حفص عمر بن علي المطوعي ، المتوفى نحو سنة 440 هـ ، حيث صنف للإمام أبي الطيب سهل الصعلوكي كتابا سماه " المذهب في ذكر شيوخ المذهب " ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() * * * القرن السادس : وفي القرن السادس الهجري ألف المحدث أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي المعروف بفندق المتوفى سنة 565 هـ كتابا سماه وسائل الألمعي في فضائل الشافعي ![]() ![]() * * * القرن السابع : وفي القرن السابع الهجري ألف الشيخ ابن الصلاح المتوفى سنة 643هـ كتابه ، ولكن المنية عاجلته والكتاب مسودة ، فأخذه الإمام أبو زكريا النووي المتوفى سنة 676هـ ، واختصره وزاد أسام قليلة جدا ، ومات أيضا وكتابه مسودة ، فبيضه الحافظ أبو الحجاج المزي المتوفى سنة 742 هـ ![]() ![]() * * * القرن الثامن : وحفل القرن الثامن الهجري بمؤلفات ضخمة في تراجم الشافعية ، فقد ألف تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي السبكي المتوفى سنة 771 هـ في طبقات الشافعية ثلاثة كتب : الطبقات الصغرى ، وطبقات الفقهاء الشافعيين المعروف بالطبقات الوسطى ، وموسوعته الضخمة طبقات الشافعية الكبرى ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() القرن التاسع : كذلك حظي القرن التاسع الهجري بمؤلفات كثيرة في تراجم الشافعية ، فقد ألف الفيروزآبادي صاحب القاموس المتوفى سنة 817 هـ كتابه المرقاة الأرفعية ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() * * * القرن العاشر : أما القرن العاشر فلم يحظ إلا بمجموع في ست ورقات ، كتبه كمال الدين أبو المعالي محمد بن أحمد الشافعي المقدسي المتوفى سنة 906 هـ ![]() * * * القرن الثاني عشر : وفي القرن الثاني عشر الهجري صنف أبو بكر بن هداية الله الحسيني الملقب بالمصنف المتوفى سنة 1014 هـ كتابا في طبقات الشافعية ![]() وآخر من نعرف ممن ألف في طبقات الشافعية شيخ الإسلام عبد الله الشرقاوي المتوفى سنة 1227 هـ ، وقد جمع في كتابه تراجم متأخري الشافعية من سنة 900 إلى سنة 1121 هـ ![]() يتبع
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |