وقفة مع النفس! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 15371 )           »          موقف الشريعة من إثبات النسب بالبصمة الوراثية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 5826 )           »          أهمية التخطيط للأعمال الدعوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 12915 )           »          تحبيب الله إلى عباده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تخريج حديث عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكبر في الفطر والأضحى" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 602 - عددالزوار : 339372 )           »          أبناؤنا وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          7خطوات تعلمكِ العفو والسماح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-11-2019, 04:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,933
الدولة : Egypt
افتراضي وقفة مع النفس!

وقفة مع النفس!
عبد المجيد البيانوني


مع غروب شمس الثامن والعشرين من شهر آب، لهذا العام ، دخل يوم ميلاد له جديد، تجاوز فيه سنة بعد إكمال العقد السادس من العمر، قضى منه أكثر من النصف بعيداً عن بلده..
وغمرته عناية الله ورعايته، وفضل اختياره له، ولطفه به، ونعمه الحسّيّة والمعنويّة بكلّ أنواعها وأطيافها، وحسنها وألطافها..حتّى إنّه لم ير من بؤس الحياة وضرّها ما يستحقّ أن يذكر، أو يسطر..
فيطرق قلبه على أعتاب العبوديّة خَجِلاً وَجِلاً، ويستشعر سؤال الربّ جلّ جلاله وعتابه: « عبدي! ألم أعطِكَ. ؟! ألم أحبُكَ. ؟! ألم أكفِكَ. ؟! ألم أغنِكَ. ؟! ألم.. ألم.. ألم. ؟! » أفلا يكون عبداً شكوراً. ؟!
ومنذ ما كان في منتصف العمر، وهو يرقب الموت بين الخطوة والأخرى، ويمنّي النفس أن يستعدّ للقائه، كما يستعدّ العروس لعروسه..
وتلفّه الغفلة، فيسوّف ما يسوّف.. وتهزّه الفواجع، فيصحو ويتذكّر.. ثمّ يغفو، ويغفل..
ألا ما أعظم نعمة الله ومنّته بما قدّر من العمر، فما كان يحسب أن سيبلغ نصفه، أو ثلثيه.. بلهَ أن يتجاوز عقد الستّين..
وكان عندما يسأل، وهو في عقد الأربعين عن عمره يقول مازحاً: « هو ماضٍ نحو السبعين أو الثمانين أو التسعين »، على حسب مقتضى الحال.. وربمّا أخذ السامع الأمر على ظاهره، وبنى عليه كثيراً من القول، فكان الموقف طريفاً..
ويرنو إلى عدّاد الأشهر والسنين، يمشي ولا يتوقّف، يمرّ مرّ السحاب، ويأخذ معه بعض الأحبّة والأصحاب.. ويتّعظ قليلاً بفقد الأحبّة، وذكريات الراحلين، وعبر الأحداث والسنين.. وهو في سكرة الهوى، وداء التسويف.. يعظ ولا يتّعظ، ويذكّر ولا يتذكّر.. وبين لسانه وعمله بعد كبير، وخلف مرير..
أخذتَ بأعضادِهِم إذ وَنَوا *** وخَلّفكَ الجهدُ إذ أسرَعُوا
وأصبَحتَ تَهدِي ولا تَهتَدِي *** وَتُسمِعُ وَعظاً ولا تَسمُعُ
فيا حَجَرَ الشحذِ حتّى مَتى *** تَسُنُّ الحديدَ ولا تَقطعُ. ؟!
ومع إحساس النفس بدنوّ الأجل، تجدّ في العمل، ويخفّ تعلّقها بكثير ممّا حولها، ويقوى نظرها إلى ما تستقبل من أمرها، وتستشعر التفريط فيما سبق من أيّامها، ويلهج لسان حالها وقالها في كثير من المواقف: (( لو استقبلت من أمري ما استدبرت..)).
وتحاول أن تستدرك ما تستطيع.. ولكن هيهاتَ هيهات! فأنّى لواجب الوقت أن يسمح لغيره بمزاحمته، أو يعطيه شيئاً من حقّه. ؟! وحسبه التوبة والندم على ما فرّط، والعمل الجادّ فيما هو فيه..
ثمّ يغفو ويغفو.. وقد نصب له الشيطان والنفس الأمّارة الشرَك بعد الشرَك.. لقد كان يحسب أن صراعه معهما سينتهي بجولة فاصلة، وضربة قاضية، وما كان يحسب، أنّه كلّما تقدّم خطوات على الطريق دهمه إعصار فيه نار، فزلزل أعطافه، وأحرق أطرافه، وصدّه عن سبيله، وردّه عن غايته..
ولكنّه لن ييأس أو يستسلم، وله إقرار بخطيئته، وحجّة من فطرته، وأسوة بأبيه آدم في زلّته وأوبته، ورجاء بفضل الله ورحمته..
فيا ربّ مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي..
يا رَبّ قد عَصَفَ الهوَى بكياني *** وسَطا بكَلكلِه على أركاني
وتَنوّعَت ألوانُه وتَعدّدَت *** أوطارُه وغَدوتُ كالحيران
ودُخانُه حَجَبَ البَصيرةَ والهُدى *** فَكَأنّني في غَيبةِ السكران
جَاهَدتُه وحَسِبتُ أنّي غالبٌ *** فعَدا بمَكرٍ لا يُرى بمَكان
أنجُو وأُصرَعُ في مُحيطٍ هادِرٍ *** مِن عَالم الإغراءِ والبُهتانِ
فأزلُّ عَن تَقوَى عَرفتُ طَريقَها *** أوّاهُ مِن ضَعفي ومِن عِصياني
لا حَولَ لي يا رَبّ إنّي عاجزٌ *** فادفَع بحَولِكَ كيدَه الشيطاني
ضَعفِي وخوفي في التِجاءٍ ضَارع *** مَا خابَ مَن يَرجُوكَ باطمِئنانِ
يا أرحَمَ الرُّحماءِ إنّي عَائِذٌ *** بسَوابِقِ التكريمِ وَالإحسَانِ
أنتَ العَليمُ بما أخافُ وأرتَجِي *** وَبسِرّيَ المَكتُومِ والإعلانِ
فاختر لِعَبدِكَ ما تُحبُّ وتَرتَضي *** سَلّمتُ قلبي فاكفِني أحزاني
وامنُن عليَّ بتَوبةٍ مَقبُولةٍ *** واختِم بتَوحِيدٍ وطُهرِ جَنانِ
بتصرف يسير



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.95 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]