آفاق التنمية والتطوير - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 199 - عددالزوار : 16532 )           »          الْمَسْجِدُ الأَقْصَى أَوَّلُ قِبْلَة لِلْمُسْلِمِيْنَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 146 )           »          اليهود وخطورة تحريفهم لمفهوم المسجد الأقصى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          هل وصل الضعف بالمسلمين إلى القول بأن للأقصى ربا يحميه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الصحابة من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          توجيه عبارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          السعادة للفتاة أساسها القرب من الله عزباء أو متزوجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          التعامل بجدية في تربية أبنائنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الأخوة المفقودة.. بين الواجب والواقع! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 75 )           »          التعليم والإعلام شريكان في تحصين شبابنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-03-2024, 10:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,747
الدولة : Egypt
افتراضي رد: آفاق التنمية والتطوير




آفاق التنمية والتطوير (13)

المنطلقات الجوهرية لتطوير العمل المؤسسي


  • عندما تحرص المؤسسات على زيادة الثقة وبناء السمعة الجيدة فإنها تؤدي بذلك دورًا حاسمًا في نجاح العمل المؤسسي
  • أي عمل يتوفر فيه الإخلاص في النية وقصد الإصلاح وإتقان العمل حليفه النجاح «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ»
  • التزام الجودة والكفاءة له أهمية كبيرة في نجاح العمل المؤسسي وذلك لما يتسبب به من تحسين الأداء وتحقيق الأهداف
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
تطوير العمل المؤسسي عملية متعددة الأبعاد، تستهدف تحسين أداء المؤسسة وكفاءتها وزيادة قدرتها على تحقيق أهدافها، وتعتمد هذه العملية على مجموعة من المنطلقات التي تشكل الأساس لتطوير العمل المؤسسي بنجاح، ولا شك أن أي عمل يتوفر فيه الإخلاص في النية وقصد الإصلاح وإتقان العمل حليفه النجاح «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ»، وقد وعد الله المحسنين بالتوفيق والسداد، سواء على المستوى الفردي أم الجماعي، {والله يحب المحسنين}، ومن المنطلقات المهمة في ذلك ما يلي:
(1) وضوح الرؤية والأهداف
تبرز أهمية وضوح الرؤية بطريقة كبيرة في توجيه جهود الفريق والموظفين نحو تحقيق الأهداف المنشودة للمؤسسة، وإلى تحفيز أعضاء الفريق بما يتوفر لهم من رؤية ملهمة وأهداف محددة، كما يسهمان في ضبط الاستراتيجية واتخاذ القرارات المناسبة إلى جانب تحقيق الاستقرار داخل المؤسسة، ومنع الارتباك والتشويش. وقد أجرت مجلة (Harvard Business Review) استبيانًا؛ حيث شارك فيه قادة الشركات، وجد الاستبيان أن 89% من القادة يرون وضوح الرؤية والأهداف عاملا مهما جدا في تحقيق النجاح للشركة، كما وجدت دراسة أخرى أن الشركات التي تعتمد على رؤية واضحة للقيادة تكون أكثر نجاحًا في جذب المواهب القيادية والاحتفاظ بها.
(2) التزام القيادة
وهو عامل حاسم في تحقيق النجاح والاستدامة للمؤسسة؛ حيث يؤدي القادة دورًا حاسمًا في تحديد الرؤية والأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، كما يؤدي القادة دورا مهما في إلهام الموظفين وتحفيزهم من خلال ما يظهرونه -دوما- من التزام وشغف بالأهداف والقيم المؤسسية، بما يزيد من التفاني والمشاركة والحرص على تحقيق الكفاءة في العمل، ومن ثم التغيير نحو الأفضل، وتقديم الدعم الكامل لذلك، ويقع على القادة أيضا واجب بناء السمعة المؤسسية من خلال ما يتم تبنيه من قيم وأخلاقيات وتوجهات نحو التنمية المستدامة تجاه العملاء والمجتمع، ولديهم القدرة على مواجهة التحديات والتغيرات في البيئة الخارجية والسوق بما يحقق استجابة سريعة وفاعلة لتوجيه المؤسسة نحو المسار الصحيح، وتعدّ القيادة الحكيمة حجر الزاوية لتطوير العمل المؤسسي، وتشير إحدى الدراسات إلى أن 81٪ من التزام القيادة هو أهم عامل نجاح في التطوير المؤسسي.
(3) تخصيص الموارد
تخصيص الموارد يساعد في تحديد الأولويات والتركيز على المشاريع والمبادرات الأكثر أهمية لتحقيق أهداف التطوير المؤسسي، وهذا بدوره يسمح بالاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، وقد تتطلب مشاريع التطوير المؤسسي استثمارات في التكنولوجيا وتحسين البنية التحتية، ومن ثم تخصيص الموارد اللازمة لتحقيق التحسينات المطلوبة، كما يمكن استخدام الموارد لتطوير مهارات الموظفين وقدراتهم.
(4) خدمة العملاء
تؤدي جودة خدمة العملاء إلى تحقيق رضا العملاء، كما يؤدي إلى زيادة الولاء وتحقيق قدر أكبر من الإيرادات، كما يسهم في بناء السمعة الإيجابية للشركة، إضافة إلى تحسين التفاعل الاجتماعي، من خلال مشاركة تجاربهم الإيجابية مع زملائهم وأقاربهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهذا من أفضل أنواع التسويق والترويج لتلك الشركات، وعندما تكون لديك خدمة عملاء فعالة، يمكنك التعامل مع مشكلات العملاء بسرعة وكفاءة، وهذا يمنع تفاقم المشكلات ويحافظ على علاقات جيدة مع العملاء، كما يحقق التميز التنافسي وتعزيز ثقة المستهلكين في ذلك العمل المؤسسي.
(5) تقييم الأداء والمراقبة
يسمح تقييم الأداء بقياس التقدم نحو أهداف التطوير المؤسسي وتحقيقها، ويمكن استخدام تقييم الأداء لرصد أداء الموظفين على مستوى الفرد والفريق، وذلك وفق مبدأ الثواب والعقاب، كما يمكن للمراقبة غير المباشرة والمستمرة أن تساعد في تحليل العمليات والأنشطة المؤسسية بنهج دقيق، بما يمكن من تحديد المشكلات والاختناقات وإجراء التحسينات الممكنة من خلال تحليل البيانات والمعلومات المجمعة. كما أن تلك التقارير من شأنها أن تزوّد القادة بالبيانات والمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية وتحديد الأولويات، كما يحقق الشفافية والحوكمة لأعمال المؤسسة بما يؤثر إيجابيا على مستويات الأداء والتنفيذ، كما يعزز الثقة في قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها والتحسين المستمر، ووفقًا لمنظمة الإدارة الدولية، يجب تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية وقياسها بانتظام لضمان استمرار العمل المؤسسي ونجاحه.
(6) التزام الجودة والكفاءة
التزام الجودة والكفاءة له أهمية كبيرة في نجاح العمل المؤسسي، وذلك لما يتسبب به من تحسين الأداء وتحقيق الأهداف عبر تحسين العمليات وزيادة جودة المنتجات والخدمات المقدمة، كما يحقق الكفاءة في استغلال الموارد بطريقة أفضل؛ مما يقلل من الهدر ويزيد من إنتاجية المؤسسة وقدرتها على تحقيق أهدافها، كما يعمل على زيادة رضا العملاء، ويزيد من فرص الاحتفاظ بالزبائن وجذب عملاء جدد، كما يسهم في بناء السمعة الإيجابية للمؤسسة ويحقق الامتثال للمعايير والتشريعات المحلية والدولية، ويقلل من مخاطر التعرض للعقوبات القانونية والمشكلات المحتملة.
(7) تعزيز الثقة وبناء السمعة
عندما تحرص المؤسسات على زيادة الثقة وبناء السمعة الجيدة، فإنها تؤدي بذلك دورًا حاسمًا في نجاح العمل المؤسسي؛ حيث تؤثر على العلاقات مع العملاء والشركاء والمستثمرين والموظفين، وتعزز من مكانة المؤسسة في السوق، وتلك العوامل مجتمعة تمنحها قاعدة قوية لتحقيق النجاح والنمو المستدام. فبناء السمعة الجيدة من شأنه أن يزيد من ولاء العملاء واستقطاب عملاء جدد، كما يمنح المؤسسة ميزة تنافسية، ويجذب شركاء الأعمال ويحقق استثمارات أفضل، كما يحقق الاستدامة للعمل المؤسسي.
(8) المشاركة والتواصل
وهما جزء أساسي من نجاح العمل المؤسسي، من خلال تعزيز التفاعل والتعاون بين موظفي الشركة وبين الأقسام المختلفة؛ بما يشجع على التعاون وتبادل الأفكار والمعلومات، ويسهم في حل المشكلات وتحقيق الأهداف بفاعلية؛ فعندما يشعر الموظفون بأنهم يتمتعون بمشاركة في صنع القرار وتوجيه الشركة، فإنهم يصبحون أكثر ملاءمة للالتزام بأهداف الشركة والمساهمة بجهدهم ووقتهم بعد شعورهم بالولاء؛ ما يؤدي -بالضرورة- إلى تحسين بيئة العمل، ومن ثم إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية وتحقيق التعاون والتكامل، وإلى فهم أفضل لاحتياجات العملاء من خلال التواصل الجيد معهم والاستماع إلى ملاحظاتهم بما يلبي تلك الاحتياجات بطريقة أفضل، كما يسهم في تحقيق التكيف الإيجابي مع المتغيرات في السوق والصناعة وتعزيز النجاح في العمل المؤسسي، وقد أظهرت دراسة لـ( PwC )أن 86٪ من المديرين التنفيذيين يعتقدون أن التواصل الجيد مع موظفيهم يساعد في تحقيق النجاح التنظيمي.


اعداد: ذياب أبو سارة




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-03-2024, 10:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,747
الدولة : Egypt
افتراضي رد: آفاق التنمية والتطوير




آفاق التنمية والتطوير (14)

المحاور الأساسية لتحقيق التنمية والتطوير الشخصي


  • يرتبط مفهوما التنمية الذاتية والتطوير الشخصي بتحسين الأفكار والمعتقدات عن الذات إلى جانب تطوير قدرات الفرد ومهاراته لتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية
  • يجب على الأفراد الالتزام بالأخلاقيات في قراراتهم وتفاعلاتهم مع الآخرين ولا شك أن الشريعة الإسلامية حافلة بمثل هذه المحاور والتعليمات التي تصلح الفرد والمجتمع
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
يرتبط مفهوما التنمية الذاتية والتطوير الشخصي بتحسين الأفكار والمعتقدات عن الذات، إلى جانب تطوير قدرات ومهارات الفرد لتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، وهنالك العديد من المحاور الأساسية التي تؤدي دورًا مهمًا في عملية التنمية الذاتية والتطوير المستمر، ومن أبرزها:
1- التوعية بالذات
وذلك من خلال فهم طبيعة الذات وتحليل القيم والمعتقدات الشخصية، إلى جانب التفكير بعمق حول نفسك وفهم مشاعرك واحتياجاتك وكما قال -تعالى-: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}؛ حيث أظهرت دراسة أجريت في عام 2018 في جامعة كاليفورنيا أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من التوعية بالذات يكونون أكثر نجاحًا في مجموعة متنوعة من المجالات الشخصية والمهنية.
2- تطوير الأهداف
ينبغي على كل إنسان أن يحرص على وضع أهداف واضحة ومحددة زمنياً للنجاح في مختلف جوانب الحياة، ويلزم ذلك بلا شك حسن التخطيط والعمل على تحديد الخطوات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف، ووفقًا لدراسة نشرتها جامعة هارفارد في عام 1979، تبين أن 3٪ فقط من طلاب الدراسة الجامعية لديهم أهداف محددة ومكتوبة، ولكن هؤلاء الطلاب حققوا أداءً أفضل بنسبة 10 مرات من الطلاب الآخرين.
3- صقل المهارات الشخصية
ويقصد بها تطوير المهارات الحياتية مثل التفكير النقدي، وإدارة الوقت، وحل المشكلات، إلى جانب تعلم مهارات التواصل والقيادة، ووفقًا لدراسة أجريت من قبل (The National Association of Colleges and Employers)، تم الوصول إلى أن العمال الذين يمتلكون مهارات جيدة في إدارة الوقت يكونون أكثر إنتاجية ورضاً عن عملهم.
4- تعزيز الثقة بالنفس
ويتم بناء الثقة بالنفس من خلال تحقيق النجاحات الصغيرة والكبيرة، والتفكير إيجابيا والتغلب على الشكوك والتوتر، ومواصلة العمل لمستقبل أفضل وليكن نصب عينيك قوله -تعالى-: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}، ووفقًا لاستطلاع أجرته (Forbes) في عام 2019، ازدادت فرص النجاح في الحصول على وظائف عالية الأجر للأشخاص الذين يتمتعون بثقة عالية بأنفسهم.
5- إدارة الضغوط والتوتر
كثيرا ما تواجهنا الضغوط والتحديات في حياتنا الدراسية والمهنية، ومن ثم يجب علينا أن تعلم كيفية التعامل مع الضغوط اليومية ومسببات التوتر والتحكم فيها، إلى جانب استخدام تقنيات الاسترخاء والتأمل والتمارين الرياضية المناسبة، ولا شك أن الاستعانة بالله -عز وجل- والاستعاذة به من عوامل التغلب على مثل تلك الضغوط، ووفقًا للمعهد الأمريكي للإجهاد، يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى العديد من المشكلات الصحية، مثل زيادة ضغط الدم والأمراض القلبية.
6- تطوير العلاقات الاجتماعية
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ومن هنا لا بد من تعلم مهارات التواصل الفعّال مع الآخرين، والحرص على بناء وتعزيز العلاقات الإيجابية، وقد أشارت دراسة أجرتها جامعة (هارفارد) في عام 2019 إلى أن العلاقات الاجتماعية القوية تزيد من متوسط العمر وتحسن الصحة العقلية.
7- التطوير المهني والعلمي
ويتم ذلك من خلال تحسين المهارات المعرفية والمهنية، والتخطيط لمسار مهني أفضل، وتطوير القدرات اللازمة لتحقيق النجاح في العمل والدراسة. وهنا لا بد من مراعاة التحولات المهنية التي يمكن أن تطرأ وتطوير المرونة المهنية والاستعداد للانتقال إلى مجالات جديدة إذا كان ذلك ضروريا.
8- الوعي الصحي
الإنسان جسد وروح، ومن هنا لا بد من تحقيق التوازن والعناية بهما جميعا، ويتم الاهتمام بالصحة الجسدية والعقلية من خلال ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والراحة الكافية، وأخذ القسط المناسب من ساعات النوم ليلا، مع الحرص على الأغذية ذات القيمة الجيدة والبعد عن العادات اليومية الغذائية السلبية، إلى جانب الاهتمام بالعوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على والعافية والصحة العامة، وقد حث النبي -[- على ذلك بقوله: «وإن لجسدك عليك حقا».
9- التفكير الإيجابي
للتفكير الإيجابي أهمية كبيرة في حياة الفرد ويؤثر بشكل كبير على جودة حياته ونجاحه في مختلف المجالات، ويؤدي إلى تحسين الصحة العقلية والنفسية بتخفيض مستويات التوتر والقلق، والشعور بالسعادة والرضا عن الذات، وإلى زيادة الإنتاجية والإبداع، والنجاح في العلاقات الاجتماعية ؛ فالأشخاص الإيجابيون يكونون أكثر تفاؤلاً بشكل عام، وهذا يساعدهم على رؤية الفرص في المواقف الصعبة والتحفيز للاستفادة منها، كما يزيد من قدرة الفرد على التكيف مع التغييرات والصمود أمام الصعوبات، ما يسهم في تحقيق النجاح في الظروف المتغيرة.
10- التعلم المستدام
كما ذكرنا من قبل لا يتوقف التعلم عند حد معين ولا عند سن محددة، لا سيما وأننا في عصر التكنولوجيا والتغيير المستمر، وبالتالي يجب أن يكون التعلم جزءًا من نمط حياة الفرد، وقد يسر الله لنا تقنيات معاصرة وعلى رأسها الكمبيوتر والإنترنت للبحث والتطوير، وبالتالي يمكن استخدام منصات التعلم عبر الإنترنت والدورات التعليمية لتطوير مهارات جديدة ومتابعة التحديثات في مجالات الاهتمام، وبحسب تقرير من شركة Deloitte، أظهر أن 94٪ من الشركات الرائدة في مجالها تعتبر التعلم المستمر أمرًا ضروريا لنجاح الأعمال.
11- الاستدامة البيئية والاجتماعية
يمكن للتوجه نحو الاستدامة أن يلعب دورًا مهما في تطوير الذات؛ حيث يمكن للأفراد أن يسهموا في مساعدة البيئة والمجتمع من خلال اتخاذ إجراءات مستدامة، ودعم الممارسات الإيجابية ومساندة البحوث والدراسات وابتكار الطرائق والأفكار المناسبة لذلك.
12- مهارات القيادة والإدارة
تطوير مهارات القيادة والعمل على تحقيق التفوق الشخصي عوامل أساسية لمواكبة المستقبل، ويمكن للأفراد البحث عن فرص للتدريب والتطوير في هذه المجالات، مع ضرورة العمل على إتقان مهارات الإدارة والقيادة ولا سيما في مواطن العمل الجماعي والمؤسسي.
13- مراعاة التنوع والشمولية
يجب على الأفراد أن يكونوا منفتحين على فهم واحترام التنوع والشمولية في المجتمع ومكان العمل، ما يعزز التواصل الفعّال ويحقق التعاون والتكامل، ويحقق المزيد من المرونة في التعامل الإيجابي من أجل تحقيق المصلحة العليا، واستيعاب سنن التنوع والاختلاف، ومن شأن ذلك أن يحقق التفاهم والعدالة الاجتماعية ويعزز التسامح والاحترام، كما يسهم في توسيع آفاق التفكير.
14- التكنولوجيا والتحسين الذاتي
يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيز عمليات التنمية الذاتية، مثل تطبيقات الصحة واللياقة وتطبيقات التعلم والتطوير الشخصي، ومن المهم أن يتعلم الأفراد كيفية التعامل مع التكنولوجيا المتقدمة والتفاعل معها بفعالية، ولا سيما التقنيات الجديدة مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي بحسب حاجته وإمكاناته.
15- التوجه القيمي والأخلاقي
يجب على الأفراد تطوير توجههم الأخلاقي والقيمي والالتزام بالأخلاقيات في قراراتهم وتفاعلاتهم مع الآخرين، ولا شك أن الشريعة الإسلامية حافلة بمثل هذه المحاور والتعليمات التي تصلح الفرد والمجتمع، وتشكل حافزا قويا ودافعا مهما في توجيه السلوكيات نحو ما فيه النفع وإزالة الضرر، فمن القواعد الفقهية الأصيلة أن (الضرر يزال) وقد مدح الله -عز وجل- رسوله بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. هذه هي أبرز المحاور الرئيسية للتنمية الذاتية والتطوير الشخصي، ويمكن للأفراد تناول هذه المحاور بشكل شامل أو اختيار محور معين يلبي احتياجاتهم الشخصية والمهنية، والعمل على تحقيقه ومن ثم الانتقال إلى الذي يليه، وفق خطة زمنية محددة.


اعداد: ذياب أبو سارة




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-04-2024, 01:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,747
الدولة : Egypt
افتراضي رد: آفاق التنمية والتطوير

آفاق التنمية والتطوير (16)

دور التفكير الإبداعي في تنمية الذات


  • الابداع هو عملية ذهنية مصحوبة بتوتر وانفعال صادق ينظم بها العقل خبرات الإنسان ومعلوماته بطريقة خلاقة تمكنه من الوصول إلى ما هو جديد ومفيد
  • حث الإسلام على إعمال العقل والفكر وعلى الإبداع من خلال النظر في المسائل المستجدة لاستخراج الأحكام الشرعية والفتاوى المناسبة لفقه الواقع
  • من العوامل المؤثرة في الإبداع: الصفات الشخصية للفرد: كالمرونة والمبادرة والحساسية والدافعية والمزاجية والاستقلالية وتأكيد الذات.
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
التعريف والاصطلاح
لا يوجد تعريف جامع لمفهوم الإبداع، وقد يرجع ذلك الى أن الإبداع ظاهرة متعددة الجوانب، وكذلك إلى اختلاف وجهات نظر الباحثين للإبداع باختلاف مدارسهم الفكرية ومنطلقاتهم النظرية، ومن أبسط التعريفات للإبداع أنه استعداد ذهني لدى الفرد هيأته بيئته لأن ينتج شيئًا جديدًا غير معروف سلفا؛ تلبية لمتطلبات الواقع الاجتماعي، كما يعني القدرة على إنتاج الأفكار الأصيلة والحلول باستخدام التخيلات والتصورات، مثلما يشير إلى القدرة على اكتشاف ما هو جديد وإعطاء معاني للأفكار -بحسب (كورت)- ومن أجمل التعريفات للإبداع أنه عملية ذهنية مصحوبة بتوتر وانفعال صادق ينظم بها العقل خبرات الإنسان ومعلوماته بطريقة خلاقة، تمكنه من الوصول إلى ما هو جديد ومفيد.
الإسلام والإبداع
وقد حث الإسلام على إعمال العقل والفكر، وإلى الإبداع من خلال النظر في المسائل المستجدة على سبيل المثال؛ لاستخراج الأحكام الشرعية والفتاوى المناسبة لفقه الواقع، كما حث على التدبر في الكون والسماء والأرض والنظر في خلق الإنسان؛ لتتفتح المدارك وتسمو العقول كما في قوله -سبحانه وتعالى-: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}، وقوله -سبحانه-: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} وغيرها من الأيات الكريمة.
العوامل المؤثرة في الإبداع
  • الصفات الشخصية للفرد: كالمرونة والمبادرة والحساسية والدافعية والمزاجية والاستقلالية وتأكيد الذات.
  • المحاكاة: وهو عامل سلبي لأن تقليد الآخرين يحد من قدرة الفرد على الإبداع، بينما الاستقلالية عن الآخرين، وعدم الاكتراث بآرائهم، يسهم في تطوير السلوك الإبداعي.
  • الرقابة: حيث تحدّ طرائق التنشئة الاجتماعية القاسية من قدرة الأفراد على التفكير الإبداعي؛ حيث النقد والسخرية والتسلط والقمع، وذلك على عكس من لديهم الفرص لأن يعيشوا في أسرة تشجع الاستقلالية والمرونة، وحرية التعبير والدعم المعنوي والعاطفي.
  • أساليب التربية والتعليم: حيث نجد أن أساليب التعليم التي تعتمد على التلقين وحشو أدمغة الطلبة بالمعلومات لا تفسح أمام الطلبة لأن يقدحوا زناد فكرهم وتسخيرها للتفكير الإبداعي، بينما الأساليب التربوية غير المقيدة تفسح المجال للتفكير الحر.
عوامل تنمية التفكير الإبداعي
  • البيئة الغنية: والمقصود بذلك أن تكون بيئة الأسرة مليئة بالميزات التي تقود الفرد إلى خبرات معرفية متراكمة خلال مراحل حياته، وهذا لا ينفي خروج مبدعين من أسر غير غنية ثقافيا وعلميا وتقنيا؛ فالمجتمع يعوض النقص في الأسرة أحيانا.
  • الدافعية: ويقصد بذلك دافعية الفرد نحو التعلم، وهي محركات داخلية للسلوك وظيفتها تحريك السلوك نحو تحقيق الهدف المنشود.
  • مخزون الذاكرة: تزيد سعة المخزون اللغوي من عمليات التفكير؛ حيث نستطيع الحصول على حقائق دون التفكير، لكن لا نستطيع التفكير دون حقائق.
  • طبيعة التفاعل الاجتماعي: وقد يكون عامل تنمية أو معيقًا؛ فهناك أثر لبيئة العمل أو المدرسة ورفاق العمل والمدرسة والضغوطات الاجتماعية المتمثلة في بعض العادات والتقاليد.
  • ممارسة النقد البناء: فإذا امتلك الفرد مخزوناً جيدا من المعارف والخبرات والمهارات والاستراتيجيات والقدرة على التفكير، فإنه سيكون قادراً على ممارسة النقد البناء، ومن ثم حل المشكلات وتقديم البدائل المناسبة.
صفات المبدعين
هذه بعض صفات المبدعين، التي يمكن أن تتعود عليها وتغرسها في نفسك، وحاول أن تعود الآخرين عليها من حولك: - يبحثون عن الطرائق والحلول البديلة ولا يكتفون بحل أو طريقة واحدة. - لديهم تصميم وإرادة قوية. - لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها. - يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية. - لا يخشون الفشل (أديسون جرب 1800 تجربة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي). - يبتكرون ولا يحبون الروتين. - يبادرون ولا يجمدون. - إيجابيون ومتفائلون. وإذا لم تتوافر فيك هذه الصفات لا تظن بأنك غير مبدع، بل يمكنك أن تكتسب هذه الصفات وتصبح تلك عادات متأصلة لديك، تدفعك إلى الإبداع والابتكار وحل المشكلات.
أساليب تنمية الابداع
لعل من أشهر الأساليب لتنمية عملية الإبداع وأكثرها شيوعاً ما يلي:
  • العصف الذهني.
  • القبعات الست لتحسين التفكير (نموذج دي بونو).
  • الأدوار أو الشخصيات الأربع (نموذج روجر).
  • الاسترخاء الذهني والبدني.
  • التركيز العقلي.
  • الأسئلة الذكية.
أهم معززات الإبداع
كما إن هناك عوامل تعزز الإبداع منها ما يلي:
  • الرغبة لقوية: وهي الوقود الذي يحرك الأحاسيس ويعطي قوة للسلوك، ويحفزك للتغيير الإيجابي.
  • القرار القاطع: فالقرار الذي يتخذه الشخص يجب أن يكون قراراً قاطعاً مهما كانت الظروف أو التحديات أو المؤثرات الداخلية أو الخارجية.
  • تحمل المسؤولية كاملة: عندما تأخذ مسؤولية في حياتك فإنك بذلك تركز كل أفكارك وطاقتك نحو تحقيق تلك الأهداف.
  • الإدراك الواعي: كن مدركاً لما تفكر فيه، وقرر أن تتحكم في التفكير السلبي وتحوله لصالحك، لأن التغيير الحقيقي يبدأ في الأفكار.
  • تحديد الأهداف: فالأهداف من أهم عوامل التفكير الإيجابي، لأنها تجعلك تركز على ما تريد، وليس على ما لا تريد. والأهداف تجعل لحياتك معنى؛ وكن على يقين أنك عندما تعرف أهدافك، وتخطط لحياتك، لن تكون حياتك كما كانت بل سيصبح لها معنى آخر.
  • التوكيدات المتضامنة: فالبرمجة الأولية في حياتنا تعدّ أقوى برمجة تعودنا عليها، ثم نضيف عليها من العالم الخارجي، فاحذر أن تؤثر عليك أراء الناس وأقوالهم فيك؛ لأنها تعبر عنهم وليس عنك، واجعل التوكيدات الذاتية عاملا محفزا نحو النجاح والإيجابية في حياتك.
  • التنمية الذاتية: وقد أصبحت من أهم متطلبات العمل في الشركات والمؤسسات اليوم؛ فقد تكون حاصلا على شهادات عليا من جامعات عالمية ولكنك لا تجيد التعامل مع الآخرين؛ ولذلك احرص على النمو في الأركان السبعة (الركن الروحي، والصحي، والشخصي، والعائلي، والمهني، والمادي).
  • الهدوء والاطمئنان النفسي: وذلك من خلال التحكم في ردة الفعل والانفعالات، والاستعانة بالصلاة والخشوع والتدبر والتأمل لتحقيق الطمأنينة النفسية، لقوله -سبحانه وتعالى-: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
  • الاهتمامات الشخصية والنشاطات اليومية: فالهوايات لها قوة علاجية رائعة، فهي تبعدك عن ضغوط الحياة اليومية وتأخذك إلى الراحة والسعادة والإبداع.


اعداد: ذياب أبو سارة




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13-07-2024, 11:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,747
الدولة : Egypt
افتراضي آفاق التنمية والتطويرخارطة الطريق

آفاق التنمية والتطويرخارطة الطريق
– لتطوير الأسرة وتعزيز استقرارها (1)




التقنيات والإجراءات العملية لتطوير الأسرة من شأنها أن تحدث الأثر الإيجابي الفعال وتحقق التنمية المستدامة للأجيال القادمة
إدارة الوقت وتحديد الأولويات من الأساسيات لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية وتحقيق الأهداف
العائلة التي تُقدم الدعم والرعاية لأفرادها تُسهم في نموهم العقلي والجسدي والنفسي إسهاما صحيا
تمثل الأسرة النواة الأساسية للمجتمع؛ ولذلك فإن تطوير مواردها وإمكانياتها وتعزيزهما، يعد أمرًا حيويا لضمان استقرارها وازدهارها، وتحقيق الاستدامة للمجتمعات، وفي هذه الحلقات، سنستخلص الخطوات العالمية والتقنيات الفعالة التي يمكن للأسرة اتباعها لتعزيز حياتها المادية والمعنوية لتحقيق الاستقرار والرضا، ومن ثم الشعور بالسعادة.
إحصاءات ومنطلقات
أظهرت دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن العائلات التي تُشارك في الأنشطة الاجتماعية معًا، تتمتع بأطفال أكثر سعادة وصحة.
أظهرت دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن المراهقين الذين نشؤوا في عائلات قوية ومتماسكة، يتمتعون بمستويات أقل من السلوكيات المُخاطرة، مثل تعاطي المخدرات والكحول والجريمة، بنسبة 40% من المراهقين الذين نشؤوا في عائلات ضعيفة.
أظهرت دراسة أخرى أن العائلات التي تُشارك في التطوع والعمل المجتمعي، تُساهم في تحسين التماسك الاجتماعي والحد من الظواهر السلبية في المجتمع بنسبة 30%.
أظهرت دراسة أجراها المعهد الوطني للصحة العقلية أن العائلات التي تُعزز التواصل بين أفرادها، تتمتع بصحة عقلية أفضل بنسبة 50% من العائلات التي لا تُعزز التواصل.
أظهرت دراسة أخرى أن الأطفال الذين نشؤوا في عائلات قوية ومتماسكة، يتمتعون بمستويات أقل من القلق والاكتئاب بنسبة 30% من الأطفال الذين نشؤوا في عائلات ضعيفة.
أظهرت دراسة أجراها البنك الدولي أن الأطفال الذين نشؤوا في عائلات تُستثمر في تعليم أطفالها، يتمتعون بمستويات تعليمية أعلى بنسبة 20% من الأطفال الذين نشؤوا في عائلات لا تُستثمر في التعليم.
أظهرت دراسة أخرى أن المراهقين الذين نشأوا في عائلات تُشجع على القراءة، يتمتعون بمستويات أعلى من مهارات اللغة والتفكير النقدي بنسبة 15% من المراهقين الذين نشأوا في عائلات لا تُشجع على القراءة.
أظهرت دراسة أجراها البنك الدولي أن العائلات التي تُطور مواردها وإمكاناتها، تتمتع بمستويات دخل أعلى بنسبة 25% من العائلات التي لا تُطور مواردها وإمكاناتها.
أظهرت دراسة أخرى أن العائلات التي تُشارك في الأنشطة الاقتصادية، تتمتع بمستويات معيشية أفضل بنسبة 15% من العائلات التي لا تُشارك في الأنشطة الاقتصادية.
وبهذا يتضح جليا أن التقنيات والإجراءات العملية لتطوير الأسرة من شأنها أن تحقق التنمية المستدامة وتحدث الأثر الإيجابي الفعال والمستدام للأجيال القادمة، والأمن والاستقرار للأفراد والمجتمعات.
1. التخطيط لسعادة الأسرة
من المهم والجوهري أن تُحدد الأسرة أهدافًا مشتركة وتعمل معًا لتحقيقها، ولا يمكن تحقيق أي تطوير وتنمية للأسرة بغير دراسة الوضع الحالي ووضع رؤية واضحة للوضع المنشود، وما يستدعيه ذلك من البحث عن نقاط القوة والضعف، وحصر أهم المشكلات التي تعاني منها الأسرة ووضع الحلول المناسبة لمعالجتها، ومن ثم لا بد من:
أ. تحليل الوضع الحالي
قبل البدء في أي جهود لتطوير الأسرة، يجب على أفرادها أولاً أن يقوموا بتحليل الوضع الحالي، وهذا يتضمن فحص الموارد المالية والعاطفية المتاحة (الحسية والمعنوية)، وتحديد مواطن النقص، والمشكلات التي تواجهها الأسرة.
ب. وضع خطة عمل محكمة
بناءً على التحليل السابق، ينبغي على الأسرة وضع خطة عمل محكمة تحدد الأهداف المالية والعاطفية المراد تحقيقها، وتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق هذه الأهداف، ولا شك أن ذلك سيكون وفق خطط مرحلية وجدول زمني ممتد، ولا بد من تضافر جهود الوالدين - بوصفهما قطبا الأسرة- في تذليل الصعاب وتوفير الموارد المناسبة والتعاون والتكامل من أجل تحقيق تلك الغاية النبيلة بما يحقق الاستقرار والطمأنينة والسعادة للأسرة.
2. التركيز على الصحة والرياضة
للصحة الجسدية والعقلية والنفسية دور مهم في تحقيق جودة حياة الأسرة؛ ولذلك ينبغي على الأسرة الاستثمار في الرعاية الصحية الوقائية، وتبني عادات صحية مثل ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الطعام الصحي، كما تساعد التمارين الرياضة والنشاط البدني في تحسين المزاج وتقليل القلق وزيادة الشعور بالسعادة والرفاهية، ويمكن للأسرة ممارسة الرياضة معًا كجزء من روتينها اليومي. ومن هذا المنطلق يمكن للأسرة تخصيص جزء من ميزانيتها لشراء معدات رياضية منزلية خفيفة أو الاشتراك في نادي رياضي، وتحديد أوقات محددة لممارسة الرياضة معًا، أو شراء بعض المكملات الغذائية والحرص على تبني أنماط صحية في الغذاء والرياضة، وغير ذلك. كما يمكن للأسرة القيام بنزهات مشي معًا، أو ممارسة التمارين الرياضية في المنزل أو في الهواء الطلق، وتُعد الأسرة بيئة مناسبة لتربية الأطفال وتنشئتهم تنشئة سليمة؛ فالعائلة التي تُقدم الدعم والرعاية لأفرادها، تُسهم في نموهم العقلي والجسدي والنفسي إسهاما صحيا.
3. توفير بيئة مريحة وآمنة
يعد توفير بيئة مريحة وآمنة أمرًا أساسيًا لتعزيز رفاهية الأسرة وتحقيق السلام النفسي، ومن ثم يجب على الأسرة العمل على توفير بيئة مريحة في المنزل وتعزيز الشعور بالأمان والاستقرار، ويمكن للأسرة تحسين بيئة المنزل من خلال تنظيم الفضاء وإضافة لمسات ديكورية مريحة وتطبيق إجراءات السلامة المناسبة، وترتيب المنزل والاستعانة بالخبرات، واستخدام بعض الأجهزة التي تعمل على تنقية الأجواء من الغبار والملوثات، والحرص على توفير نظم الإضاءة والصوت بعيدا عن الضوضاء والتلوث البصري والسمعي وغير ذلك.
4. التعلم المستمر وتطوير المهارات
يمكن لتطوير المهارات وزيادة المعرفة أن يؤديا إلى تحسين فرص العمل وزيادة الدخل لأفراد الأسرة، فيجب على الأسرة الاستثمار في التعليم المستمر والتنمية الشخصية لتحقيق النجاح المهني والشخصي، ومن هذا المنطلق ينبغي أن يكون التعلم المستمر وتطوير المهارات جزءًا أساسيا من حياة الأسرة، ويمكن للأفراد الاستفادة من الدورات التعليمية عبر الإنترنت أو المشاركة في ورش العمل لتحسين مهاراتهم وزيادة فرصهم في سوق العمل.
5. التوجيه الأسري وتنمية الذات
يمكن للأسرة الاستفادة من الاستشارة الأسرية وورش العمل التي تستهدف تعزيز التوجيه الأسري وتطوير الذات، ويمكن أن تسهم هذه الجلسات في فهم أفضل لاحتياجات الأسرة واكتساب الأدوات الضرورية للتعامل مع التحديات، ويعدّ تحفيز الأطفال على التعلم والنمو الشخصي أمرًا حيويا لتطوير واقع الأسرة، ومن ثم يجب على الأسرة تقديم الدعم والتشجيع للأطفال لاكتشاف مهاراتهم واهتماماتهم وتطويرها تطويرا فعالا.

اعداد: ذياب أبو سارة




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16-07-2024, 10:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,747
الدولة : Egypt
افتراضي رد: آفاق التنمية والتطويرخارطة الطريق

آفاق التنمية والتطوير- خارطة الطريق لتطوير الأسرة وتعزيز استقرارها (2)



  • إدارة الوقت وتحديد الأولويات من الأساسيات لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية وتحقيق الأهداف
  • يعدّ الاستثمار في تقوية العلاقات الأسرية أحد العوامل الرئيسية لتعزيز التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة
  • يجب تقدير أهمية دور كل فرد من أفراد الأسرة في تحقيق النجاح المشترك والتكامل في الأدوار من أجل تحقيق أهداف الأسرة
ما زال حديثنا مستمرا حول تعزيز استقرار الأسرة وتطويرها، وقد ذكرنا أنه يعد أمرًا حيويا لضمان تحقيق الاستدامة للمجتمعات، وفي هذه الحلقات، سنستخلص الخطوات العالمية والتقنيات الفعالة التي يمكن للأسرة اتباعها لتعزيز حياتها المادية والمعنوية لتحقيق الاستقرار والرضا، ومن ثم الشعور بالسعادة، وقد ذكرنا بعضًا من التقنيات والإجراءات العملية لتطوير الأسرة التي من شأنها أن تحدث الأثر الإيجابي الفعال والمستدام للأجيال القادمة، والأمن والاستقرار للأفراد والمجتمعات واليوم نستكمل تلك التقنيات.
  1. إدارة الوقت وتحديد الأولويات
إدارة الوقت وتحديد الأولويات من الأساسيات لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية وتحقيق الأهداف، وعليه يجب على الأسرة تحديد الأنشطة ذات الأولوية، وتخصيص الوقت بطريقة مناسبة لكل نشاط، وفي هذا الصدد يمكن للأسرة استخدام الجداول اليومية وتطبيقات إدارة الوقت لتحديد الأولويات وتنظيم الجدول الزمني تنظيما فعالا.
  1. الاهتمام بالتنمية الاجتماعية والثقافية
يمكن للأسرة الاهتمام بتنمية الجانب الاجتماعي والثقافي لأفرادها من خلال المشاركة في الفعاليات الثقافية والاجتماعية، واستكشاف الثقافات المختلفة وتوسيع آفاقهم، وقد يكون ذلك من خلال السفر إلى بعض الدول ذات الثراء التاريخي والثقافي.
  1. الاستثمار في العلاقات الأسرية
يعدّ الاستثمار في تقوية العلاقات الأسرية أحد العوامل الرئيسية لتعزيز التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة، ومن ثم ينبغي على الأسرة تخصيص الوقت والوسائل المختلفة لتعزيز الروابط العاطفية وبناء علاقات صحية وقوية، ولا سيما بين الزوجين من جانب، وبين الآباء والأمهات وأبنائهم من جانب آخر، ومن ثم يمكن للأسرة تخصيص وقت أسبوعي لعقد اجتماعات عائلية ممتعة، مع إعطاء مساحة للحوار والحديث حول بعض الأمور التي تهم الأسرة ومستقبلها.
  1. تعزيز القيم والمبادئ الأسرية
يمكن لتعزيز القيم والمبادئ الأسرية أن يسهم في بناء هوية الأسرة وتعزيز الانتماء إليها، ومن ثم يجب على الأسرة تحديد القيم والمبادئ التي ترغب في تعزيزها وتطبيقها في حياتها اليومية، كما ينبغي تشجيع الاحترام المتبادل والتقدير داخل الأسرة ليعزز العلاقات الصحية ويسهم في تعزيز الذكاء الاجتماعي، مع ضرورة احترام وجهات النظر المختلفة، وترك مساحة مناسبة للحرية. وفي هذا الإطار يمكن للأسرة إنشاء مجموعة من القواعد والتوجيهات التي تعكس القيم والمبادئ الأسرية، مثل الاحترام المتبادل والصداقة والمسؤولية، والأمانة.. الخ.
  1. توفير الدعم العاطفي والمساندة
يعدّ توفير الدعم العاطفي والمساندة أساسا لتعزيز العلاقات الأسرية وبناء الثقة بين أفراد الأسرة؛ ولذلك يجب على الأسرة تقديم الدعم والتشجيع في الأوقات الصعبة والمساعدة في تحقيق الأهداف المشتركة. وتعليم أفراد الأسرة كيفية فهم المشاعر وتفسيرها فهما صحيحا بما يعزز الاتصال العاطفي والتواصل الفعّال. وفي هذا الصدد يمكن للأسرة إجراء محادثات مفتوحة وصادقة مع بعضها بعضا لتبادل المشاعر والاحتياجات، وتقديم الدعم في حالات الضغط النفسي أو الصعوبات الشخصية والعاطفية والاجتماعية.
  1. تعزيز العلاقة الزوجية
تعد العلاقة الزوجية أساسًا لاستقرار الأسرة وسعادتها، وينبغي على الشريكين في الزواج العمل معًا على تعزيز الاتصال وتعزيز الثقة وبناء علاقة صحية ومستقرة، ولا شك أن أي توتر قد يصيب العلاقات الزوجية سيكون له أثر سلبي على بقية أفراد الأسرة؛ ومن هنا تأتي أهمية العمل على تحقيق الترابط وتجاوز الخلافات، والحرص على تماسك الأسرة وكيانها، حتى يشعر أفرادها بالأمان والاستقرار، فالطلاق أعظم آفة يمكن أن تبتلى بها الأسرة وتتسبب في تفكيكها وتشرذم أفرادها، وما يتبع ذلك من الضغوط النفسية، وانعدام الثقة، والدخول في الأزمات والمشكلات، فلابد من العمل على وحدة الأسرة وتماسكها، والبعد قدر المستطاع عن مسببات الخلافات والأزمات، وإحسان الظن، واستيعاب الآخر، واعتماد مبادئ التعاون والتكامل بين أفراد الأسرة وليس العدائية والندية.
  1. تعزيز العلاقات العائلية والمجتمعية
تؤدي العلاقات الاجتماعية دورًا حيويا في دعم الأسرة وتعزيز مواردها المعنوية؛ فيجب على الأسرة بناء علاقات قوية مع الأصدقاء والجيران والمجتمع المحلي للحصول على الدعم والمساعدة في الأوقات الصعبة، ويعدّ تعزيز العلاقات الاجتماعية والعائلية أمرًا حيويًا لتحقيق الرفاهية الشخصية والعائلية، يجب على الأسرة الاستثمار في بناء الروابط الاجتماعية والعائلية القوية من خلال الاحتفال بالمناسبات الخاصة والقيام بأنشطة ترفيهية مشتركة. يمكن للأسرة تعزيز الروابط مع المجتمع المحلي وزيادة التأثير الاجتماعي من خلال المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والمبادرات التطوعية؛ ومن شأن ذلك أن يسهم في بناء شبكات دعم قوية وتعزيز الانتماء إلى المجتمع؛ حيث يمكن لأفراد الأسرة المشاركة في حملات تنظيف الشواطئ أو التطوع في المؤسسات الخيرية المحلية لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، ويعد التطوع وخدمة المجتمع فعالين في زيادة الشعور بالفخر والرضا الذاتي وتعزيز الانتماء الاجتماعي. يجب على الأسرة البحث عن فرص التطوع المحلية التي تسمح لهم بتقديم المساعدة للآخرين والمساهمة في تحسين المجتمع.
  1. تحفيز القيادة والمسؤولية
يعتبر تحفيز القيادة والمسؤولية أمرًا حيويًا لتطوير واقع الأسرة، حيث يمكن للأفراد أن يتحملوا دور القادة ويسهموا في اتخاذ القرارات المهمة بشكل فعال؛ ولذلك يجب على الأسرة تشجيع أفرادها على تطوير مهارات القيادة والمسؤولية وتحفيزهم لتحقيق النجاح في مختلف جوانب حياتهم، ويمكن للأسرة تعزيز القيادة والمسؤولية من خلال تكليف الأفراد بمهام محددة داخل الأسرة وتشجيعهم على تحمل المسؤولية عن تنفيذها بنجاح.
  1. الاحتفاظ بروح الفريق والتعاون
يعد العمل فريقا واحدا والتعاون المستمر أساسًا لتحقيق أهداف الأسرة وتطوير واقعها؛ فلابد أن تعمل الأسرة على تعزيز روح الفريق وتشجيع الأفراد على التعاون وتقدير أهمية دور كل فرد في تحقيق النجاح المشترك، والتكامل في الأدوار من أجل تحقيق أهداف الأسرة منعا لتكرار الجهود وضياع الطاقات، ومن هذا المنطلق يمكن للأسرة تنظيم أنشطة مشتركة مثل ألعاب الفريق أو الرحلات العائلية لتعزيز روح الفريق وتعزيز التعاون بين أفرادها، ولابد من تعزيز ثقافة التعاون والمساعدة المتبادلة من أجل تعزيز التفاهم، ودعم بعضهم البعض في الأوقات الصعبة، والتدريب على ذلك من خلال الأنشطة التعاونية مثل إعداد الطعام معًا أو المساعدة في الواجبات المنزلية.


اعداد: ذياب أبو سارة





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24-07-2024, 10:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,747
الدولة : Egypt
افتراضي رد: آفاق التنمية والتطويرخارطة الطريق

آفاق التنمية والتطوير – خارطة الطريق لتطوير الأسرة وتعزيز استقرارها (3)



  • تطوير واقع الأسرة وتنمية مواردها وإمكاناتها المادية والمعنوية مسؤولية الجميع حتى تُصبح أقوى تماسكًا مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار للمجتمع
ما زال حديثنا مستمرا حول تطوير استقرار الأسرة وتعزيزها، وقد ذكرنا أنه يعد أمرًا حيويا لضمان تحقيق الاستدامة للمجتمعات، وفي هذه الحلقات، سنستخلص الخطوات العالمية والتقنيات الفعالة التي يمكن للأسرة اتباعها لتعزيز حياتها المادية والمعنوية لتحقيق الاستقرار والرضا، ومن ثم الشعور بالسعادة، وقد ذكرنا بعضًا من التقنيات والإجراءات العملية لتطوير الأسرة التي من شأنها أن تحدث الأثر الإيجابي الفعال والمستدام للأجيال القادمة، والأمن والاستقرار للأفراد والمجتمعات واليوم نستكمل تلك التقنيات.
  1. التوازن بين العمل والحياة الشخصية
من المهم أن يجد أفراد الأسرة التوازن بين العمل والحياة الشخصية؛ حيث يسهم هذا في تعزيز السعادة والرضا العام في الأسرة، ومن ثم يجب على الأسرة تحديد أولوياتها وتخصيص الوقت الكافي للعمل والاسترخاء والتفاعل الاجتماعي، والتنويع في الأنشطة الحياتية والأسرية، كما يمكن للأسرة تحديد أوقات محددة للعمل وإقامة أنشطة ترفيهية مشتركة مثل الرحلات العائلية أو العشاء معًا يوميا.
  1. بناء استراتيجيات لإدارة التوتر والضغوط
يواجه الأفراد في الأسرة ضغوطًا وتحديات في حياتهم اليومية، ويجب على الأسرة تطوير استراتيجيات فعالة لإدارة التوتر والضغوط والتعامل معها بشكل صحيح، ومن هنا تأتي أهمية تقنيات تعزيز الثقة والحوار الذاتي الإيجابي، والتعبير عن الحب والتقدير لبعضنا بعضا، ووضع خطة مشتركة لتحقيق هذه الأهداف معا، وتشجيع أفراد الأسرة على تحقيق أحلامهم، ومساعدتهم على التغلب على التحديات التي يواجهونها، من خلال الإيمان بقدراتهم وإمكاناتهم، وتوفير الحلول الكفيلة بتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وحثهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وقضاء الوقت معًا في الأنشطة التي يحبونها، والحرص على بناء علاقات قوية ومتماسكة، والمشاركة في الأفراح والأحزان معًا.
  1. تنمية مهارات التفاوض وحل النزاعات
تعد مهارات التفاوض وحل النزاعات أدوات مهمة جدا لبناء علاقات صحية ومستقرة داخل الأسرة، ويجب على أفراد الأسرة تطوير هذه المهارات للتعامل بفعالية مع الصراعات والتوترات الحياتية؛ حيث يمكن للأسرة ممارسة تمارين التفاوض الدورية واستخدام تقنيات التواصل الفعال لحل النزاعات بطريقة بناءة، واستيعاب الآخر، والتحدث بهدوء واحترام، والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، ومحاولة إيجاد حل وسط يُرضي الأطراف جميعها، والحرص على حل النزاعات حلا إيجابيا.
  1. مساحة الترفيه والسياحة
يعد الاستثمار في الترفيه البناء جزءًا مهمًا من تحقيق التوازن العام في حياة الأسرة؛ ولذلك ينبغي على الأسرة تخصيص الوقت للقيام بأنشطة ترفيهية ممتعة وتثقيفية معًا، ولا سيما من خلال السفر في موسم الصيف، كما يمكن للأسرة القيام برحلات استكشافية إلى الطبيعة أو زيارة المتنزهات أو حضور العروض الثقافية والترفيهية ولا سيما للأطفال لتطوير مداركهم، وزيادة معارفهم.
  1. تحفيز الإبداع والابتكار
يعد تحفيز الإبداع والابتكار جزءًا أساسيا من تطوير واقع الأسرة؛ حيث يمكن للأفراد أن يجدوا حلولًا جديدة وفعالة للتحديات التي تواجههم، ومنذ هنا يجب على الأسرة تشجيع الأفراد على التفكير الإبداعي وتقديم الأفكار المبتكرة؛ حيث يمكن للأسرة إقامة جلسات تفكير إبداعي مشتركة للبحث عن حلول للمشكلات المحتملة أو تنظيم مسابقات للأفكار الجديدة، واستخدام تقنيات العصف الذهني وغيرها، من أجل التحفيز الإيجابي والتفكير خارج الصندوق ولا سيما للقضايا المهمة والمشكلات التي قد تعترض الأسرة.
  1. ورش الفن والإبداع
يمكن للتعبير عن الإبداع والتعبير الفني أن يكون مفيدًا لتحسين الصحة النفسية وتعزيز الرفاهية العامة لأفراد الأسرة، ومن ثم يجب على الأسرة تخصيص وقت لممارسة الفنون والحرف اليدوية والتعبير عن أنفسهم بحرية ولا سيما للأطفال والشباب، ومثال ذلك المشاركة في جلسات الرسم أو النحت أو الاشغال اليدوية المختلفة.
  1. العمل على تحقيق الاستدامة والتوازن البيئي
يعد العمل على تحقيق الاستدامة والتوازن البيئي أمرًا حيويا للحفاظ على صحة الأسرة والبيئة المحيطة بها، وفي هذا الإطار يجب على الأسرة تبني السلوكيات البيئية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية لضمان استمرارية الحياة، وتقليل الهدر، والحفاظ على النعمة؛ حيث يمكن للأسرة العمل على تقليل استهلاك الطاقة والمياه والمواد القابلة للتحلل والمساهمة في حماية البيئة من خلال إعادة التدوير والحد من النفايات.
  1. تعلم فنون الإدارة المالية الأسرية
تعد إدارة المال من العوامل الرئيسية لتحقيق الاستقرار المالي للأسرة، ومن ثم ينبغي على رب الأسرة -بالدرجة الأولى- تعلم مفاهيم إدارة الميزانية، والاستثمار، والادخار، وتجنب الديون الزائدة، ويمكن للأسرة إعداد ميزانية شهرية تحدد الإنفاق على الضروريات مثل الإيجار والطعام، وتحديد نسبة معينة للادخار والاستثمار، فمن المهم جدا أن تُدير العائلة ميزانيتها بنهج فعال؛ مما يُساعد على توفير المال وتحقيق الأهداف المالية، كما يمكن للعائلة أن تستثمر أموالها في مشاريع مُدرة للدخل، مما يُساعد على زيادة مواردها المادية. كما يمكن للأسرة استكشاف فرص ريادة الأعمال وتطوير مشاريع صغيرة أو متوسطة الحجم. يتطلب هذا تحديد المجالات المناسبة والبدء بدراسة السوق وتطوير خطط العمل، ومن المهم أن تضع الأسرة خططًا للتقاعد وتوفير موارد مالية كافية لضمان استقرارها في المستقبل. ينبغي على الأسرة البدء في الاستثمار في الضمان الاجتماعي أو صناديق التقاعد أو الاستثمارات العقارية، إلى جانب الاستثمار في التأمين والحماية المالية وفق ضوابط الشريعة الإسلامية لتوفير الاستقرار المالي للأسرة في مواجهة المخاطر المحتملة مثل الحوادث أو المرض أو البطالة.
  1. استخدام التكنولوجيا
ومن شأن ذلك أن يطور نمط حياة الأسرة ويسهل مهامها اليومية، ويحقق المزيد من الراحة والرفاهية، ويحافظ على الجهود والأوقات والأموال، ومن صور ذلك ما يلي: - الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار: يمكن للاستثمار في التكنولوجيا والابتكار أن يعزز من كفاءة العمل ويسهم في تحسين نوعية الحياة لأفراد الأسرة. يجب على الأسرة استخدام التكنولوجيا استخداما فعالا لتحسين الاتصال وتبادل المعرفة وتسهيل العمليات اليومية. - تطبيقات الصحة واللياقة البدنية: يمكن لتطبيقات الصحة واللياقة البدنية أن تساعد أفراد الأسرة على ممارسة التمارين الرياضية وتتبع نظام غذائي صحي بنهج منتظم؛ حيث تقدم هذه التطبيقات خطط تدريبية مخصصة ومتابعة للتقدم ونصائح غذائية مفيدة. التعلم عن بُعد والتعليم عبر الإنترنت: يمكن للتعلم عن بُعد أن يوفر فرصًا تعليمية متنوعة ومرنة لأفراد الأسرة، سواء كان ذلك لتطوير المهارات الجديدة أو الحصول على شهادات تعليمية معترف بها. - التطبيقات المالية الذكية: توفر التطبيقات المالية الذكية أدوات لإدارة الميزانية الشخصية وتتبع النفقات وتوفير الأموال واستثمارها بشكل فعال، مما يساعد على تحقيق الاستقرار المالي للأسرة، كما يمكن استخدام التقنيات الذكية في المنزل، والتي من شأنها أن تسهل الحياة اليومية لأفراد الأسرة وتوفر الراحة والأمان، ومن ذلك مثلا الأجهزة المنزلية الذكية وأجهزة التحكم عن بعد وأنظمة الأمان الذكية التي تساعد في إدارة المنزل بشكل أكثر فعالية وأمانًا.
مسؤولية الجميع
وختاما فإن تطوير واقع الأسرة وتنمية مواردها وإمكاناتها المادية والمعنوية، هو مسؤولية الجميع، وذلك من خلال اتباع الخطوات والتقنيات التي ذكرناها، وبذلك يمكن للعائلات أن تُصبح أقوى وأكثر تماسكًا، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار للمجتمع.


اعداد: ذياب أبو سارة





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-10-2025, 11:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,747
الدولة : Egypt
افتراضي رد: آفاق التنمية والتطوير




آفاق التنمية والتدريب .. «القيادة الأخلاقية» وضــرورة تطبيقها في المؤسسات الإسلامية


تعدّ القيادة الأخلاقية مبدًأ جوهريا في التصور الإسلامي والتنموي؛ حيث تجمع بين السلوك القويم والقيم العليا في اتخاذ القرارات وإدارة العلاقات بما يحقق العدالة والتنمية الشاملة للجميع، وتبرز أهمية تطبيقها في المؤسسات الإسلامية -على وجه الخصوص- نظراً لكونها جوهر وجودها، وسرّ بقائها ونجاحها، وهي حلقة الوصل بين المبادئ النظرية والتطبيق العملي على أرض الواقع، وبها تتحقق القدوة الصالحة والتنمية المستدامة.
التعريف والمصطلح:
يمكن تعريف القيادة الأخلاقية بأنها أسلوب من القيادة يرتكز على تطبيق الأخلاق والعدالة في القرارات والسلوكيات؛ بحيث يكون القائد قدوة حسنة لأفراد المؤسسة أو المجتمع، ويحقق التكامل والانسجام بين الأقوال والأفعال وفق قيم راسخة كالصدق والنزاهة والشفافية.
القيادة الأخلاقية في الإسلام:
كما ذكرنا فإن القيادة الأخلاقية تعدّ جزءًا مهما وأصيلا في منظومة النهضة والاستدامة، وقاعدة أساسية في البناء المؤسسي والمجتمعي دعا إليها الإسلام؛ حيث تدعو النصوص القرآنية والسنة النبوية إلى الالتزام بالصدق والعدل والإيثار كقيم جوهرية للقائد الناجح. وتقوم فلسفة القيادة الأخلاقية في الإسلام على أساس أن القيادة ليست امتيازًا بل مسؤولية تجاه المجتمع، ويستشهد بذلك بحديث النبي -[-: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، ويبرز النموذج النبوي بوصفه أرقى مثال للقيادة الأخلاقية؛ إذ كان النبي -[- يمارس القيادة بالأفعال قبل الأقوال، ويقيم العدل ويعزز الثقة بالتربية الأخلاقية، ويتحرى مصالح الأمة على حساب مصلحته الشخصية.
المنطلقات الشرعية للقيادة الأخلاقية:
تستند القيادة الأخلاقية في الدين الإسلامي إلى نصوص شرعية وممارسات نبوية وسيرة الصحابة، ويمكن تلخيص تلك المنطلقات فيما يلي:
  • الأمانة والنزاهة: كما في قوله -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (النساء:58)، وهي قاعدة أصيلة في الحوكمة والعدل.
  • تحمل المسؤولية: كما في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَلَا كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته» (متفق عليه)، ودلالته على المسؤولية الأخلاقية.
  • الشورى: كما في قوله -تعالى-: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} (الشورى:38)، وهذا يدل على أهمية المشورة والعمل الجماعي بوصفها قاعدة أخلاقية في اتخاذ القرار.
  • العدالة والشفافية: ولا شك أن هنالك كثيرا من الأوامر والنواهي القرآنية والنبوية التي تؤكد الرحمة والعدل والإنصاف، كما في قوله -تعالى-: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
  • الاحترام والتقدير: وذلك من خلال تقدير حاجات الأفراد، وتعزيز مكانتهم وكرامتهم في العمل والعلاقات، «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا».
  • الشجاعة والمبادرة: باتخاذ القرارات الصائبة حتى في الظروف الصعبة، والثبات على الحق والاستقامة، وذلك كما في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير».
أبرز الخصائص والسلوكيات:
ينبغي على كل من يتبنى القيادة الأخلاقية أن يتحلى بهذه الأخلاقيات والسلوكيات: 1- القدوة الحسنة: فالقائد يلتزم بالقيم، ويؤثر فيمن حوله بسلوكه. 2- العدالة في توزيع الواجبات: وذلك بإنصاف الموظفين أو أفراد المجموعة وتقديم الفرص للجميع. 3- مراعاة الجانب الإنساني: وذلك من خلال الاهتمام بحاجات الأفراد من احترام وتقدير ودعم وتحفيز. 4- الإبداع والتغيير: بتشجيع الأفكار الربداعية لمواجهة التحديات المجتمع بناءً على القواعد القيمية.
تحديات تطبيق القيادة الأخلاقية:
لعل من أبرز التحديات في تطبيق القيادة الأخلاقية في المؤسسات عمومًا ما يلي: 1- مقاومة التغيير من منافع قائمة. 2- ثقافة مركزية واحتكار القرار. 3- غياب الأطر القانونية الواضحة أو ضعف تنفيذها. 4- تضارب المصالح والضغوط السياسية. 5- نقص التدريب والقدرة على القياس الواقعي للأخلاقيات.
حاجتنا إلى القيادة الأخلاقية:
تزداد أهمية القيادة الأخلاقية في الوقت الراهن مع تصاعد الأزمات، وكثرة الاختلالات في قطاعات المجتمع؛ حيث تؤدي القيادة الأخلاقية إلى تحقيق الشفافية والعدالة، وتضمن توافر بيئة عمل إيجابية ونجاح استراتيجي للمؤسسات، وتتيح فرصًا أكبر لمسؤولية جماعية ونمو مستدام للمجتمع.
نماذج إسلامية فذة:
  • النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -: وهو الذي كان ولا يزال نموذج الكمال في القيادة الأخلاقية من خلال التطبيق العملي والصدق والعدالة في التعامل مع الناس.
  • الخلفاء الراشدون: من خلال تطبيق العدالة والنزاهة في الحكم وإدارة شؤون المجتمع.
أبعاد التنمية المستدامة:
القيادة الأخلاقية ليست مجرد نظام إداري؛ بل هي إطار حضاري شامل يضمن نهضة المجتمعات الإسلامية، ويحقق التنمية الشاملة عبر التفاعل الإيجابي بين القيم والمصلحة العامة، واتخاذ القرارات التي تعزز البناء المؤسسي، وتطور الفرد والجماعة على أسس العدالة والإحسان ولا شك أن القيادة الأخلاقية تؤدي دوراً مركزيا في تحقيق التنمية المستدامة للمؤسسات والمجتمعات؛ حيث تغرس قيماً راسخة كالمسؤولية الاجتماعية، وتحفز على اتخاذ قرارات طويلة الأجل تراعي المصلحة العامة لا الربح السريع. كما إن هذا النوع من القيادة يعزز من ثقة الموظفين وأصحاب المصلحة في المنظومة المؤسسية، ويؤدي إلى استقرار العمل وإلى تحقيق سمعة أفضل، كما يسهم في بناء التوافق المجتمعي حول المشاريع التنموية. وقد أظهرت الدراسات الميدانية أن المؤسسات التي تتبنى القيادة الأخلاقية تحقق نتائج أفضل في مجالات الاستدامة والابتكار، ويزيد من ولاء الموظفين والعملاء فيها ازدياًدا ملحوظا.
معوقات القيادة الأخلاقية:
رغم أهمية القيادة الأخلاقية، إلا أن هناك العديد من المعوقات التي تُبطئ انتشارها، ومن أبرزها: 1- الضعف والتردد عند بعض القادة في مواجهة الضغوط ومكافحة الفساد. 2- غلبة المصالح الذاتية أو المؤسسية على المبادئ والمصالح العامة في بعض السياقات. 3- غياب القدوة الصادقة وانخفاض منسوب الثقة المجتمعية مما يصعّب بناء نظم شفافة ومستدامة. 4- التحديات الاقتصادية والاجتماعية (مثل البطالة أو نقص الموارد) التي تدفع بعض القادة أحيانًا لتسويغ السلوك غير الأخلاقي بحثًا عن استدامة مؤقتة. 5- ضعف الحوكمة وبيئة المحاسبة والرقابة الداخلية في المؤسسات وتشتت المرجعيات الأخلاقية.
مؤشرات قياس القيادة الأخلاقية:
1- مؤشرات النزاهة والفساد: من حيث عدد الشكاوى والتحقيقات والنتائج. 2- مؤشرات الحوكمة والشفافية: من حيث توافر التقارير المالية، مستوى نشر المعلومات. 3- مؤشرات مشاركة الجمهور: من حيث نسبة المشاركة في الاستطلاعات والاجتماعات. 4- مؤشرات رضا الموظفين: وذلك من خلال استطلاعات داخلية عن الثقة والعدالة. 5- مؤشرات النتائج التنموية: مؤشرات العدالة في توزيع الخدمات وجودتها.
آثار القيادة الأخلاقية:
١- على المستوى المؤسسي: زيادة الثقة بين الإدارة والموظفين، وتقليل الفساد والهدر، وتحسين الأداء والاستدامة. ٢- على المستوى الاجتماعي: فإنها تؤدي إلى تعزيز التماسك الاجتماعي والعدل، وإلى بناء سمعة مؤسسية إيجابية، وإلى تشجيع المشاركة المدنية والتطوع، وعلى المستوى التنموي فإنها تتبنى سياسات أكثر عدلاً في توجيه الموارد وتوزيعها، وإلى زيادة جودة الخدمات العامة.
الخلاصة:
من خلال هذا العرض الموجز يتضح لنا أن القيادة الأخلاقية تمثل حجر الزاوية لصناعة نهضة تنموية مستدامة، وهي مطلب شرعي وأخلاقي ينبغي تطبيقه في المؤسسات الإسلامية، لتتوافق المبادئ النظرية مع الواقع العملي، ولن يتحقق ذلك إلا بإيجاد البيئة المحفزة القائمة على الإيثار والشفافية والمحاسبة، كما إن نشر مثل هذه الثقافة يبدأ من رأس المؤسسة، ويحتاج إلى وعي جمعي ينشر القدوة والمساءلة، ويمنح الأولوية للقيم فوق كل المصالح الشخصية والآنية، كما ينبغي وضع برامج تدريبية، ونظم رقابة أخلاقية، وإشراك جميع الأطراف داخل المؤسسة والمجتمع لتحقيق أثر فعلي طويل الأمد لتلك القيادة الرشيدة الأخلاقية.


اعداد: ذياب أبو سارة





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22-08-2024, 06:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,747
الدولة : Egypt
افتراضي آفاق التنمية والتطوير .. المرونة والتكيف الإداري

آفاق التنمية والتطوير .. المرونة والتكيف الإداري (1)


المتدبر في أحكام الشريعة يجد أن من أهم سمات المنهج القرآني، الجمع بين الثبات والمرونة في الإدارة بما يحقق المصالح العامة ويحقق التنمية والتطوير

  • سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت مليئة بالأحداث التي تدل على التغيير والتكييف فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع المواقف المختلفة بحكمة ومرونة
  • يعدّ التكييف من أساسيات الإدارة الناجحة في خضم التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فضلا عن التغيرات الخاصة المرتبطة بتنفيذ المشاريع
التغيير سمة ثابتة من سمات الحياة، ولا أدل على ذلك من قوله -تعالى-: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (آل عمران: 140)، كما إن سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت مليئة بالأحداث التي تدل على التغيير والتكيف، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعامل مع المواقف المختلفة بحكمة ومرونة، وبالتالي ينبغي على المسلم أن يتقبل التغيير ويستعد له، وأن يكون على استعداد للتكيف مع الظروف المتغيرة، وينطبق هذا الأمر أيضًا على إدارة المشاريع التنموية وغيرها، حيث إن التكييف يعدّ من أساسيات ومبادئ الإدارة الناجحة في خضم التغيرات العامة ونقصد بذلك الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فضلا عن التغيرات الخاصة المرتبطة بتنفيذ المشاريع، كالتغيرات في الخطط أو الموارد أو حتى الفئات المستفيدة تستدعي رصدًا دقيقًا واهتمامًا خاصًا، وذلك نظرًا لتأثيرها المباشر على مخرجات المشاريع التنموية.
مفهوم التكيف
يطلق مصطلح «التكيف» أو «التكييف» في المجال الإداري والقيادي على عملية منظمة ومستدامة تستهدف اتخاذ قرارات فعّالة في مواجهة حالات عدم اليقين في النظام الإداري من خلال مراقبة هذا النظام. و»التكييف» عملية نفسية ديناميكية مستمرة، تتيح للفرد تبني أساليب أكثر ملاءمة للتعامل مع مواقف مختلفة، ويتطلب الأمر مرونة وحكمة لتمكين الموظف من تجاوز الحواجز النفسية التي تعيق معالجة المواقف الصعبة بفاعلية، كما يتطلب تقديم بعض التنازلات ولا سيما في حالة المخاطر والطوارئ، وقد كانت المناهج القديمة للإدارة تعتمد على الهدم والتغيير، ومن ثم فإنها كانت تواجه بكثير من الرفض والمقاومة، ومن هذا المنطلق برز إلى السطح مفهوم التكييف أو التكيف الاستباقي كعلاج سحري ورشيق.
استراتيجيات تعزيز التكييف
للتغلب على هذه التحديات وتعزيز فعالية عملية التكييف، يمكن تبني بعض الاستراتيجيات، مثل:
  • بناء ثقافة مرنة: تشجيع ثقافة تفتح الأبواب للتغيير والابتكار بين أعضاء الفريق، ما يسهل قبول مستجدات البيئة الداخلية والخارجية.
  • تدريب الفريق: تقديم برامج تدريبية لتعزيز المهارات اللازمة لتحقيق التكييف الناجح وزيادة الوعي حول أهمية الاستجابة للتغيرات.
  • جمع البيانات وتحليلها: تعزيز نظام جمع البيانات وتحليلها باستمرار للحصول على معلومات دقيقة حول البيئة والاحتياجات.
  • تسهيل التواصل: تشجيع قنوات التواصل الفعالة بين كافة الأطراف المعنية، مما يسهل تبادل المعلومات والخبرات.
  • تحديد الأولويات بوضوح: وضع أولويات واضحة تساعد الفرق على التركيز على الأهداف الأكثر إلحاحًا وتتطلب استجابة فورية.
  • التخطيط المرن: اعتماد استراتيجيات تخطيط مرنة تسمح بتعديل الأهداف والخطط بسهولة بناءً على الظروف المتغيرة.
متطلبات التكيف
يعدّ تكييف البرامج التنموية مع التغيرات أمرًا حيويًا لتلبية احتياجات المجتمعات المستفيدة وضمان استمرارية تحقيق الأهداف، ويتطلب ذلك اتباع مجموعة من الخطوات والإجراءات، منها:
  • تقييم النتائج والتغيرات: ضرورة تقييم النتائج المحققة وتحليل التغيرات في البيئة المحيطة بالبرنامج.
  • تحديد الاحتياجات الجديدة: يجب تحديد الاحتياجات الجديدة للمجتمعات المستفيدة وضمان تلبيتها.
  • إعادة تحديد الأهداف: يجب ضبط الأهداف المحددة بناءً على التغيرات في البيئة.
  • تحديث الخطط: مراجعة وتحديث الخطط والأنشطة لتحقيق الأهداف الجديدة.
  • تعديل الميزانية: تعديل الميزانية الخاصة بالبرنامج وفقًا للاحتياجات الجديدة والتغيرات.
  • التواصل والشراكة: التواصل الفعال مع المجتمعات المستفيدة والشركاء للتأكد من تحقيق الأهداف تحقيقا فعالا.
  • كما تتطلب عملية تكييف البرامج التركيز على التحديث المستمر والتغيير المرن، ما يستوجب وجود فريق عمل ذي خبرة عالية وتواصل فعال مع المجتمعات المستفيدة والشركاء.
مسوغات التكيف في المشاريع التنموية
تظهر مؤشرات عدة تدل على ضرورة تعديل خطط البرامج واستخدام ممارسات التكييف، ومنها:
  • عدم تحقيق الأهداف: إذا لم تحقق الأهداف المحددة، فذلك يستدعي تغيير الخطط والاستراتيجيات.
  • تغير الظروف المحيطة: كتحول الاحتياجات المجتمعية أو التغييرات في السياسات الحكومية، مما يتطلب تعديل الخطط.
  • عدم تلبية الاحتياجات: إذا لم تُلبَّ الاحتياجات المجتمعية تلبية كافية، ينبغي تغيير الخطط لتحديد الاحتياجات الجديدة.
  • تغير الأولويات: إذا تغيرت الأولويات المتعلقة بالبرنامج، يستدعي ذلك تعديل الخطط وتحديد أهداف جديدة.
  • عدم فعالية البرنامج: إذا كان البرنامج غير فعّال في تحقيق الأهداف، يجب تغيير الخطط لتحسين الفعالية.
  • تغير الموارد: كالتغيرات في الميزانية أو الأفراد المعنيين، مما يتطلب تعديل الخطط.
  • التأخيرات الزمنية غير المسوغة: مثل التأخر في بدء التنفيذ أو في أثناء مراحله، مما يؤثر سلبًا على الفاعلية والكفاءة.
قيادة التكيف
يذكر (بول هيرسي) و(كين بلانشارد) في نظريتهم الشهيرة (التكيف في القيادة)، أن هناك أساليب عدة في القيادة يجب استخدامها وتوظيفها على حسب الظروف والمعطيات، ويمكن اختصار تلك الأساليب الإدارية فيما يلي: 1- أسلوب التوجيه المباشر وهو أسلوب تحديد ما يجب عمله من قبل الفريق والانغماس في المهمة والإشراف على تنفيذها، ويغلب على هذا الأسلوب التركيز وإعطاء الوزن بصفة أكبر للمهمة وتنفيذها، بينما العلاقة والدعم تكون في الظل، أو قد تنعدم تماما، ويناسب هذا الأسلوب أشخاصا ومواقف معينة، مثل أن تكون على خط النار وتحتاج للأخذ بزمام الأمور ونقلها إلى بر الأمان، أو أن تكون بصدد التعامل مع فريق مبتدئ ويحتاج إلى التعليمات والتفاصيل والمتابعة لينطلق في البدايات مثلا. وقد يعطي هذا الأسلوب نتائج سريعة في الحال، ولكنه غير مستدام ولا يصلح عادة للمستقبل، كما إن الاستمرار على هذا النمط من القيادة الإدارية يجعلك حبيس التفاصيل دوما، ويخلق من فريقك أعضاء يعتمدون على تواجدك، ويختل توازنهم في غيابك. وسببه أنه يركز على المهمة على المدى القصير، ولا يبني ويطور الفريق على المدى البعيد. 2- أسلوب التوجيه والتأثير وهو أسلوب التواصل والأخذ والرد مع الفريق لإرشاده وإقناعه بفكرة ما مع المشاركة في إنجاز المهمة، ويتم من خلاله التوازن والتركيز على الجانبين معا: جانب أداء المهمة وتنفيذها، وجانب العلاقة وتطويرها مع الفريق، ويناسب هذا الأسلوب الفرق التي تتمتع بالتحفيز والحماسة الذاتية، ولكن ينقصها المهارة والخبرة اللازمة، وبذلك يتم فيه توجيه الفريق لسد فجوات المعرفة والمهارات لديهم، مع الاعتناء ببناء العلاقة معهم وتطويرهم، وهذا الأسلوب من أكثر الأساليب استنزافا للطاقة لدى القائد، ولكنه يتسم بطابع الاستثمار في المستقبل؛ لأنه يبني الفريق مع الوقت ويكون العائد منه أفضل لاحقا.


اعداد: ذياب أبو سارة





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19-10-2024, 04:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,747
الدولة : Egypt
افتراضي رد: آفاق التنمية والتطوير .. المرونة والتكيف الإداري

المرونة والتكيف الإداري (2)



  • المتدبر في أحكام الشريعة يجد أن من أهم سمات المنهج القرآني، الجمع بين الثبات والمرونة في الإدارة بما يحقق المصالح العامة ويحقق التنمية والتطوير
  • التكيف ليس مجرد استجابة للأزمات بل هو استراتيجية طويلة الأمد تضمن تحقيق النتائج المرجوة وتلبية احتياجات المجتمعات المعنية
ما زال حديثنا مستمرا عن المرونة والتكيف الإداري؛ حيث ذكرنا أن التغيير سمة ثابتة من سمات الحياة، ومن ثم ينبغي على المسلم أن يتقبل التغيير ويستعد له، وأن يكون على استعداد للتكيف مع الظروف المتغيرة، وقد تحدثنا عن قيادة التكيف وأساليبه وذكرنا منها: أسلوب التوجيه المباشر (التحكم بإصدار التعليمات)، وأسلوب التوجيه والتأثير، واليوم نستكمل الحديث عن هذه الأساليب.
3- أسلوب الدعم والتعاون
وهو أسلوب يعتمد على المشاركة في القرار مع الفريق وتوفير الدعم والمساعدة، ولكن دون الانغماس في المهمة، ويناسب هذا الأسلوب الفرق التي تتمتع بالقدرات والخبرات اللازمة لأداء المهمة، ولكن قد يشوبهم عدم الحماس أو الثقة أو قد يختفي عندهم الحافز الذاتي، ومن ثم يكون دورك هنا دور المساعد لمعرفة الأسباب، ودعمهم نفسيا ومعنويا.
4- أسلوب التفويض والتمكين
وهو أسلوب تفويض المسؤولية للموظف أو الفريق، وإعطائه المساحة لاتخاذ القرار والحركة باستقلالية، وهذا الأسلوب يناسب الأشخاص والفرق التي وصلت لدرجة جيدة من الخبرات والمهارات لأداء المهام المناطة بهم، وكذلك الثقة والحافز والحماس للعمل والتعامل مع أي صعوبات قد يواجهونها، وهو مساحة عادة ما يحتاجها الفريق للإبداع والانطلاق، بقدر ما يحتاجها بعض القادة للتركيز والتعامل مع ملفات أخرى قد تكون استراتيجية أكثر بطبعها.
التكيف في بيئة العمل الحديثة
شهد مجال الموارد البشرية في السنوات الأخيرة تحولًا كبيرًا يتماشى مع التطورات في بيئات العمل، وأصبح دور متخصصي الموارد البشرية أكثر أهمية من أي وقت مضى للتكيف والتعامل مع هذه الديناميكيات الحديثة لتعزيز الإنتاجية والمشاركة وتحقيق النجاح التنظيمي من خلال: 1- فهم ديناميكيات مكان العمل الحديثة في ظل البيئة الرقمية المتطورة، يتعين على الموارد البشرية تبني أدوات ومنصات رقمية تسهم في تسهيل التواصل، وتعزيز التعاون، وإشراك الموظفين بفعالية. 2- دور الموارد البشرية في رفاهية الموظفين أصبحت رفاهية الموظفين أولوية حاسمة للمؤسسات التي تسعى إلى تحسين الإنتاجية وبناء ثقافة عمل إيجابية، يؤدي متخصصو الموارد البشرية دورًا أساسيا في تعزيز التوازن بين العمل والحياة من خلال تقديم ترتيبات عمل مرنة، وبرامج صحية، ومبادرات لدعم الصحة العقلية والمرونة. 3- تسخير البيانات لاتخاذ القرارات الاستراتيجية أحدثت البيانات ثورة في ممارسات الموارد البشرية، مما أتاح للمهنيين استخلاص رؤى وإرشادات توجه الاستراتيجيات التنظيمية، وتستخدم الموارد البشرية تحليلات البيانات لتحديد الأنماط المستقبلية، وتحسين استراتيجيات جذب المواهب، وتطويرها، والاحتفاظ بها. 4- تكييف عمليات التوظيف والتأهيل تطورت عمليات التوظيف والتأهيل لمواكبة تغيرات سوق العمل، تعتمد الموارد البشرية على استراتيجيات توظيف افتراضية، تشمل المقابلات عبر الفيديو، وأدوات الفحص المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومنصات الإعداد الافتراضية لجذب أفضل المواهب وتبسيط العمليات. 5- تعزيز التعلم والتطوير المستمر في اقتصاد المعرفة، يعد الاستثمار في التعلم والتطوير المستمر أمرًا حيويًا للحفاظ على القدرة التنافسية، وتقوم الموارد البشرية بتصميم مبادرات تعليمية مخصصة، تشمل الدورات التدريبية عبر الإنترنت، وبرامج التوجيه، وورش العمل، لتمكين الموظفين من تعزيز مهاراتهم والتكيف مع التغيرات الوظيفية. 6- التنقل في نماذج العمل الهجينة يمثل ظهور نماذج العمل الهجينة التي تجمع بين العمل عن بعد والعمل الشخصي تحديات وفرصًا لمتخصصي الموارد البشرية، يطورون سياسات وممارسات تدعم هذه النماذج، مع التركيز على التواصل الفعال والوصول العادل إلى الموارد، وتوفير خيارات جدولة مرنة. 7- ضمان الالتزام والممارسات الأخلاقية في ظل التغيرات التنظيمية وزيادة التدقيق، تؤدي الموارد البشرية دورًا أساسيا في ضمان الامتثال التنظيمي والممارسات الأخلاقية، تعزز الموارد البشرية القيادة الأخلاقية، وتدعم النزاهة والشفافية في جميع العمليات، وتنفذ آليات امتثال قوية للتقليل من المخاطر وتعزيز القيم التنظيمية. 8- الاستفادة من التكنولوجيا (لأتمتة) الموارد البشرية تواصل التكنولوجيا إحداث تغييرات جذرية في عمليات الموارد البشرية، مما يوفر فرصًا للأتمتة والكفاءة وتحسين تجربة المستخدم، تتبنى الموارد البشرية أدوات الذكاء الاصطناعي وأتمتة العمليات لتبسيط المهام الإدارية، وتحسين عملية اتخاذ القرارات، وتقديم تجارب مخصصة للموظفين. 9- دعم تنمية القيادات تعدّ القيادة القوية أمرًا أساسيا لمواجهة التحديات، وقيادة التغيير، وتحفيز النمو التنظيمي، واستثمار الموارد البشرية في برامج تطوير المهارات القيادية، وتحديد المواهب الواعدة، وتوفير فرص للتوجيه والتدريب، لتعزيز القيادة المستقبلية وتخطيط الخلافة.
التحديات والعقبات في تكييف المشاريع
على الرغم من أهمية تكييف المشاريع التنموية لمواجهة التغيرات، إلا أن هناك تحديات قد تواجه الفرق عند محاولة تنفيذ هذه العملية، ومن بين هذه التحديات:
  • المقاومة للتغيير: قد تُظهر بعض الفرق أو الأفراد مقاومة لتغيير الخطط والعمليات المتبعة، مما يؤثر سلبًا على عملية التكييف.
  • نقص الموارد: قد تعاني المشاريع التنموية من نقص في الموارد المالية أو البشرية، مما يصعب تنفيذ التعديلات الضرورية.
  • الافتقار إلى البيانات الموثوقة: إن عدم توفر معلومات دقيقة حول التغيرات في البيئة الخارجية أو الاحتياجات المجتمعية يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مستندة إلى بيانات قوية.
  • التصورات الطويلة الأمد: التركيز على الأهداف طويلة الأمد قد يؤخر عملية التكييف؛ حيث يتطلب التعديل الفوري في بعض الأحيان استجابة سريعة لتغيرات آنية.
  • صعوبة التنسيق: قد يكون هناك صعوبة في تحقيق التنسيق بين مختلف الشركاء المعنيين والجهات الفاعلة في المشاريع، مما يزيد من تعقد عملية التكييف.
تكييف المشاريع التنموية
يمثل تكييف المشاريع التنموية عنصرًا أساسيًا لضمان نجاحها واستمراريتها في مواجهة التغيرات البيئية والاجتماعية، ويجب أن تتبنى الفرق العاملة في هذا المجال المرونة والتعلم المستمر، مع إدراك أن التكيف ليس مجرد استجابة للأزمات، بل هو استراتيجية طويلة الأمد تضمن تحقيق النتائج المرجوة وتلبية احتياجات المجتمعات المعنية، من خلال اتخاذ خطوات متقدمة واتباع استراتيجيات فعالة، يمكن للمشاريع التنموية الاستجابة للتغييرات بفعالية وتحقيق تأثير إيجابي مستدام.


اعداد: ذياب أبو سارة





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 30-04-2025, 06:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,747
الدولة : Egypt
افتراضي رد: آفاق التنمية والتطوير




آفاق التنمية والتطوير .. منطلقات التطوير الإداري والعمل المؤسسي (الحلقة الأولى)


  • تبرز أهمية العمل المؤسسي في كونه ليس مجرد تنظيم إداري واجتماعي بل هو تجسيد لروح الأخوة والتعاون التي دعا إليها الإسلام
  • إن تنظيم الأعمال بطريقة مؤسسية وضمن التعاليم الإسلامية والأطر القيمية يضمن توزيعاً عادلاً للثروات والموارد ويسهم في تحقيق التكافل الاجتماعي الذي أمر به الإسلام
«نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة؛ لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة».
حرص الإسلام -منذ بداياته- على تنظيم شؤون الأمة وفق أسس متينة قائمة على مبادئ العدل والإتقان والتعاون، وقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية العمل، سواء كان فرديًا أم مؤسسيا، بوصفه ركيزة أساسية لاستدامة النعمة وتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، وتبرز أهمية العمل المؤسسي في كونه ليس مجرد تنظيم إداري واجتماعي، بل هو تجسيد لروح الأخوة والتعاون التي دعا إليها الإسلام.
العمل المؤسسي والتعاوني
غالبا ما يعبّر عن العمل المؤسسي بأنه: «نوع من أنواع التعبير عن العمل التعاوني بين الناس، والميل بقبول العمل الجماعي وممارسته، شكلاً ومضموناً، ونصاً وروحاً، وأداء العمل أداءً منسقا قائما على أسسٍ ومبادئ وأركان وقيم تنظيمية محددة»، ويعرّف بأنه: «التجمع المنظم بلوائح يوزع العمل فيه على إدارات متخصصة ولجان وفِرق عمل؛ بحيث تكون مرجعية القرارات فيه لمجلس الإدارة، أو الإدارات في دائرة اختصاصها، أي أنها تنبثق من مبدأ الشورى، الذي هو أهم مبدأ في العمل المؤسسي». وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، وإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد»، وقد جاءت أغلب العبادات لتعزز روح الجماعة المسلمة بمختلف أنواعها السياسية والاجتماعية والسلوكية، كما ظهر في دولة الإسلام بيت المال الذي كان له بدور مهم في إدارة أموال المسلمين وتوزيعها، كما برز نظام الوقف الإسلامي في تحقيق مبدأ التنمية المستدامة في المجتمع.
  • سمات العصر الحالي:
في عصر يتسم بالتغيرات التكنولوجية المتسارعة والعولمة الاقتصادية، باتت الأعمال تتطلب منهجيات تنظيمية متقدمة وأنظمة أتمتة تسهم في رفع مستوى الكفاءة وتطوير الأداء. ومن منظور إسلامي، لم يكن مفهوم العمل المؤسسي والتنظيم الحديث مفصولًا عن مبادئ الدين؛ إذ أكد الإسلام الإتقان، والعدالة، والتنظيم في شؤون الحياة، سواء كانت عبادات أو ممارسات مهنية واجتماعية، ومن هنا تبرز أهمية العمل المؤسسي وأنظمة الأتمتة بوصفها أدوات لتطوير الأعمال، ما يسهم في تحقيق المصلحة العامة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
المبادئ الإسلامية في العمل والتنظيم

1- العمل عبادة وسبيل للرزق: يعدّ العمل في الإسلام عبادة، إذا كانت النية خالصة لله -تعالى-، وكان متوافقًا مع الشريعة الإسلامية، قال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، كما حث الإسلام على العمل، وجعله من أفضل الأعمال التي تقرب العبد إلى ربه، وذلك مصداق قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده»، وقد حث الإسلام على السعي في الأرض لطلب الرزق الحلال، كما قال -تعالى-: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ}.
2- العمل مسؤولية: يتحمل المسلم مسؤولية العمل الذي يقوم به، ويجب عليه أن يؤديه على أكمل وجه؛ وذلك كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (البخاري)، وقد أثنى الله على المؤمنين بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، وفي هذا الصدد ينبغي على المؤسسة أن تتابع أعمالها، وأن تقيم أداءها دوريا كما قال -تعالى-: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.
3- الإتقان في العمل: فقد حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإتقان في كل عمل؛ وذلك مصداقا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» بما يتضمنه من أهمية الإتقان والحرص على أداء العمل بأعلى مستوى من الجودة، وهو ما يتوافق مع مفهوم الأتمتة الذي يسعى إلى تقليل الخطأ وتحقيق الدقة في الإجراءات.
4- العدالة وتنظيم العمل: برز مفهوم التنظيم في المجتمع الإسلامي منذ تأسيس الدولة النبوية في المدينة المنورة؛ حيث وضعت وثيقة المدينة نموذجاً أولياً للعمل المؤسسي الذي يضمن حقوق الأطراف جميعهم، وقد جاء في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}؛ بما يؤكد أهمية الالتزام بالنظم والعهود في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وهو مبدأ متجذر في العمل المؤسسي الحديث.
5- تعزيز التكافل الاجتماعي: إن تنظيم الأعمال بطريقة مؤسسية وضمن التعاليم الإسلامية، والأطر القيمية يضمن توزيعاً عادلاً للثروات والموارد، ويسهم في تحقيق التكافل الاجتماعي الذي أمر به الإسلام، كما ورد في قوله -تعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}.
6- توفير بيئة العمل المحفزة: يؤدي التنظيم المؤسسي واستخدام التكنولوجيا إلى خلق بيئة عمل محفزة، تعزز من روح الفريق والانتماء، وهو ما يتوافق مع القيم الإسلامية التي تحث على التعاون والتآزر بين أفراد المجتمع.
7- تقسيم الأعمال وتوزيعها: ينبغي أن تُوزع الأدوار والمهام في العمل المؤسسي على المجالس القيادية والإدارات والأقسام واللجان وفِرَق العمل؛ بحيث يراعى في التقسيم التخصص لكل جزء من العمل، وحدود الصلاحيات الممنوحة بحسب حجم المسؤولية التي تحمَّلها ذلك الجزء، على أن تبقى وظيفة المجلس الأعلى مقتصرة على الخطوط والسياسات العامة من التنسيق والتشجيع والتحفيز والتطوير وحل المشكلات؛ فالعمل المؤسسي يسمح بتقسيم العمل وتخصيص المهام بين الأفراد بحسب قدراتهم ومهاراتهم، مما يزيد من الإنتاجية والكفاءة، فضلاً عن قيادة المؤسسة باتجاه المستقبل الذي تطمح إليه، ويطمح أن يبلغَه الأفراد من خلال مؤسستهم التي ينبغي أن تكون قد حازت على رضاهم واحترامهم، بعد أن أشبعت احتياجاتهم المادية والمعنوية، وأصبح لهم نوع من الولاء تجاهها والحرص على استمرار مسيرتها.
8- المشورة والتجارب الناجحة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر بمشاورة أمته في الأمور المهمة، وهو ما يتفق مع قول الله -عز وجل-: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}، وما جاء مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: «ما خاب من استخار ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد»؛ الأمر الذي يعكس أهمية التخطيط والتنظيم في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وهنا تتقاطع مبادئ العمل المؤسسي مع آليات الأتمتة الحديثة التي تعتمد على البيانات والتحليل الدقيق لاتخاذ القرارات.
9- الشفافية والمحاسبة: تعدّ الشفافية والمحاسبة من المبادئ الإسلامية الجوهرية في إدارة شؤون الدولة والمجتمع، وهي ما يطلق عليه في النظم الإدارة الحديثة مفهوم (الحوكمة الرشيدة)، وقد أمر الله -عز وجل- بذلك كما في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، ولا شك أن هذه الدعوة للشفافية تتجلى اليوم في الأنظمة الإلكترونية التي تُسهم في رفع مستوى المصداقية وتسهيل عمليات التدقيق والمتابعة في المؤسسات.


اعداد: ذياب أبو سارة





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 182.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 176.69 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]