|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#41
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا اخي ابو مصعب المحترم
واشكرك علي مجهودك
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#42
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيراً على هذا الموضوع المميز , جعله الله في ميزان اعمالك
__________________
![]() اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
|
#43
|
|||
|
|||
![]() الجهاد هو السبيل لتحرير الأقصى ] ![]() أ. محمد مهدي عاكف رسالة من: محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد.. الصهاينة يستغلون التخاذل العربي إن ما يقوم به الصهاينة المغتصبون من افتعال المعارك حول المسجد الأقصى وفي ساحاته المباركة؛ إنما هو أحد الحلقات في المخطط الصهيوني الخبيث لإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الكريم، وهو مخطط قائم بالأساس على استغلالِ العجزِ والتراجع والموقف المتخاذل لبعض الأنظمة العربية والإسلامية، ومنها السلطة الفلسطينية في الأرض المحتلة، التي تبذل أقصى جهودها لمنع المقاومة وتشويه صورتها، واعتقال المقاومين، وتعذيب المجاهدين، بل ومحاولة جرِّ قوى المقاومة للقبول بالشروط الجائرة للرباعية الدولية، والتنازل عن الثوابت الفلسطينية، وشرعنة الاحتلال الصهيوني، بصورة باتت مكشوفةً للجميع. وإنك لتعجب أشدَّ العجب إذ تسمع أركان العملية التفاوضية العبثية وهم يعلنون بوضوح أن ما يقارب العشرين سنة من المفاوضات لم ينتج شيئًا، وفي ذات الوقت يعلنون أنها خيارهم الوحيد! فيا للعجب!! إن العاقل لا يفهم من هذا إلا أن المفاوضات قد صارت إلى حدِّ أن الصهاينة صاروا يبتزُّونهم للتنازل عن الحقوق والثوابت في مقابل الجلوس على مائدة التفاوض! فهل رأى العقلاء في الدنيا وضعًا عبثيًّا كهذا الذي نراه؟ ولا يقل عن هذا الدور المخزي لبعض الأنظمة العربية والإسلامية والسلطة الفلسطينية ذلك الانسحاب المخزي من قضية الأمة الكبرى، قضية فلسطين والمسجد الأقصى، والتنكُّر الأثيم لدماء مئات الألوف من الشهداء، الذين قضوا في الدفاع عن فلسطين والأقصى، بل وقمع الشعوب ومنعها من الوقوف إلى جانب قوى المقاومة، أو حتى استنكار ما يجري للقدس والأقصى، في سابقةٍ لم يعرفها تاريخ الأمة الإسلامية والعربية المليء بمواقف البطولة والشرف. ولولا هذه المواقف السلبية- إن لم تكن الخيانية- لما تجرَّأ الصهاينة على تدنيس ساحات المسجد المبارك، وإطلاق النار على المرابطين العزل المعتكفين بداخله، من أحرار فلسطين وحرائرها، الذين يسطِّرون بعملهم الرائع ويكتبون بدمائهم الطاهرة صفحةً رائعةً من صفحات العز والكرامة، والذين يستحقون من الأمة أعلى أوسمة الشرف والفخار، وإذ ندعو لهم ونشدُّ على أيديهم وندعوهم لمزيد من الحشود والصبر داخل المسجد الأقصى المبارك؛ فإننا نؤكد لهم أن النصر بإذن الله لهم، وأن عدوَّهم إلى زوال إن شاء الله، ولئن كان الضعف الرسمي يُغري الصهاينة بمزيد من التعنُّت ومنع بعض المصلين من دخول المسجد المبارك؛ فإن دائرة السوء ستدور على الباغي بإذن الله ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (البقرة: 114). الجهاد هو السبيل الوحيد للتحرير هذه حقيقة صارت أوضح من الشمس وضحاها؛ أنه لا سبيل لاسترداد الحقوق وإزالة الاحتلال وحماية المقدسات إلا بالجهاد والمقاومة، وها هي المفاوضات العبثية تلتهم السنين من غير أن يكون لها أدنى أثر باعتراف الذين سلكوا سبيلها وحملوا رايتها، بل زادت في ظلها وتيرة الاستعمار والاستيطان، وهدم منازل الفلسطينيين، ومصادرة أراضيهم، وإنكار حقوقهم، وأسر المزيد من الرجال والنساء، بل والأطفال. وأهلُ العلمِ من الفقهاء يقولون بفرْضيةِ الجهادِ على الأعيانِ في حالاتٍ معينةٍ؛ منها إذا أُسِرَ جماعةٌ من المسلمين؛ فإن الجهاد يجب على الأعيانِ حتى يتمَّ تخليصُ الأسرى الذي أُسِروا من المسلمين. وإذا كان الفقهاء قد قرَّروا ذلك في تخليص أسير أو أسيرين؛ فماذا يمكن أن يقال بالنسبة لأحد عشر ألف أسير وأسيرة، يُسامون سوء العذاب، ويتعرَّضون للتنكيل في سجون الاحتلال الصهيوني؟ وأين الأمة من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فُكُّوا الْعَانِيَ- يَعْنِي الأَسِيرَ- وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ" (البخاري). وأين أمتنا من قول الله تعالى ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾ (النساء: 75)؟!.. قال الإمام القرطبي في هذه الآية: "فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه، واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده، وإن كان في ذلك تلفُ النفوس، وتخليص الأسارى واجبٌ على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال، وهذا لا خلاف فيه". فهل يعي ذلك أبناء أمتنا وبخاصةٍ الحكام والأنظمة؟! وهل يدركون أن هذا الهوان الذي تعيشه الأمة هو بسبب تخليها عن الجهاد؟! فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما ترك قومٌ الجهادَ إلا عمَّهم الله بالعذاب" (الطبراني). الجهاد واجب الأمة جميعًا إن الجهاد المفروض ليس واجب الأنظمة فقط أو واجب التنظيمات المسلَّحة في فلسطين فقط، بل هو واجب الأمة جميعًا، كلٌّ بما يستطيع، فمفهوم الجهاد أوسع من أن يكون قتالاً فقط، بل هو جهاد عسكري ومالي وثقافي وإعلامي وفكري وعقدي وسياسي، وعلى كل فرد في الأمة أن يحدِد الميدان الذي يمكنه أن يجاهد فيه، وأن يقوم بالدور الذي يناسبه؛ حتى تسمع الدنيا كلها صوت الأمة العالي الناصر لفلسطين والأقصى، وعلى الجميع أن يدركوا أنه مهما تكن التضحيات التي يقدمونها فإن جزاءهم عند الله عظيم ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (التوبة:120)، وكما جاء فى تفسير هذه الآية: "إنه على الظمأ جزاء، وعلى النَّصَب جزاء، وعلى الجوع جزاء، وعلى كل موطئ قدم يغيظ الكفار جزاء، وعلى كل نَيْل من العدو جزاء، يُكْتَب به للمجاهد عملٌ صالحٌ، ويُحْسَب به من المحسنين الذين لا يُضيع لهم الله أجرًا، وإنه على النفقة الصغيرة والكبيرة أجر، وعلى الخطوات لقطع الوادي أجر.. أجر كأحسن ما يعمل المجاهد في الحياة.. ألا والله، إن الله ليجزل لنا العطاء، وإنها والله لَلسَّمَاحة في الأجر والسخاء، وإنه لمما يُخْجِل أن يكون ذلك كله على أقلَّ مما احتمله رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشدة واللأواء، في سبيل هذه الدعوة التي نحن فيها خلفاء، وعليها بعده أمناء!". وسيظل الإخوان المسلمون يُذَكِّرون- من غير يأسٍ ولا ملل- الأمةَ كلَّ الأمة حكامًا وسياسيين، وإعلاميين، ومفكرين، وعلماء، وعامةً، بالواجب المقدَّس في تحرير فلسطين والمسجد الأقصى، ويؤكدون أن هذه القضية هي التي تكشف عن مدى ولاء الإنسان لدينه وأمته ووطنه، وهم على تمام الثقة بنصر الله للمجاهدين، مهما كثر الخبث وعظُمت التضحيات ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ. الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: 39 و40). إلى الأمة والإخوان المسلمين تابع الجميع الحملة الإعلامية الشرسة والتسابق الإعلامي المحموم في الحديث عن وجود أزمة بين المرشد العام للإخوان المسلمين وأعضاء مكتب الإرشاد، ويهمني أن أؤكد مرةً بعد مرة أن الخلاف في الرأي بين الإخوان المسلمين هو خلافٌ راقٍٍ، يتسم بأدب الإسلام العظيم الذي نشرف بحمل دعوته، وهو علامة صحة وحيوية ووعي، وفيه أبلغُ ردٍّ على الذين يتهمون الإخوان المسلمين بالجمود، ودليلٌ عمليٌّ على أن الطاعة في هذه الجماعة طاعة مبصرة؛ لا طاعة عمياء، وأن أمور هذه الجماعة المباركة تُدار بالشورى، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد الودَّ، وأن القلوب التي جمعها حب الله ورسوله وخدمة الدين والأمة لا تفرِّقها الأهواء، ولا تلتبس عليها الأولويات، ولا ترى في مواقع المسئولية مغانم ومطامع، بل تضحيات يلتمسون بها رضوان الله، ويرجون من ورائها نفع الأمة. وكان أحرى بالإعلام أن يسلِّط الأضواء على مئات الشرفاء من الإخوان المسلمين الذين تُداهَم بيوتهم، وتُسرَق أموالهم، ويُروَّع أطفالهم، وتُسرَق البسمة من أهليهم وذويهم، ويُعتقلون ويُحاكمون ظلمًا وزورًا بتهمة مساعدة الفلسطينيين ومناصرة المسجد الأقصى! وحسبنا الله ونعم الوكيل. ومن هذا المنطلق أقول لإخواني ولكل الأحبة المتخوفين على الإخوان المسلمين: اطمئنوا واصبروا وصابروا، واثبتوا على مبادئكم ومواقفكم، واستمسكوا بدعوتكم ومنهاجكم، ولا تخشَوا التغيير، ففيه بركةٌ عظيمةٌ، وإياكم والإلْفَ أو التوقفَ عن تجديد الدماء؛ فإن ذلك يعطِّل الطاقات، ويؤخِّر الوصول إلى الغايات، وإن جماعةً تضمُّ من الطاقات والخبرات ما تضمُّه جماعة الإخوان المسلمين لَجَديرةٌ بأن تقود مستقبل الأمة إلى التقدم والرقي بإذن الله. والله أكبر ولله الحمد. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
#44
|
|||
|
|||
![]() الشَّهادة والتَّضحية في مواجهة الفساد والصَّهاينة [13:28مكة المكرمة ] [05/11/2009] ![]() رسالة من: محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين إنَّ الحمدَ لله.. نستغفره ونستهديه، ونعوذ به من شرورِ أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا.. مَنْ يهدِ الله فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضْلِلُ فلا هادي له.. ونُصلِّي ونُسلِّم على سيدنا مُحمَّد، النَّبيِّ الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعَيْن.. أمَّا بعد.. فإنَّ كلَّ حصيفٍ يُجيلُ النَّظر من حوله في عالمنا المُعاصِر، يجد أمامه مظاهر الابتلاء تُحاصرُ هذه الأُمَّة.. فما بين مُحتلٍّ غاصبٍ ينهب الخيرات وينتهك الحُرُمات ويقتل الأبناء، وبين حاكمٍ ظالمٍ مُستبدٍّ، يستغل خيرات هذه الأُمَّة ومقدراتها لترسيخ حكمه، ولو على حساب أمن واستقرار الأوطان، ولو على حساب كرامة مواطنيه؛ بل وحياتهم نفسها في كثيرٍ من الأحيان.. وليس ما يجري في باكستان وأفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان ومصر، وغيرها من بلدان هذه الأُمَّة المُبتلاة والمُفترى عليها من الأعداء ومن بني الجلدة، إلا صورةً واحدةً على اختلاف الأطر التي وُضِعَتْ فيها هذه الصُّورة.. ففي أفغانستان والعراق وفلسطين، محتلٌّ غاصبٌ.. هو ذاته ذات المحتل، المُكوَّن من أطراف التَّحالُف الشَّيطاني الأمريكيِّ- الصُّهيونيِّ، ومن ورائه الغرب، الذي لا يخرج حاله عن ثلاثٍ.. إمَّا متواطؤ وداعم للمشروع الاحتلالي، أو يلعب دور مُحامي الشَّيطان، أو هو الشَّيطان ذاته، ولكنَّه شيطانٌ أخرس!. أمَّا في بقية بلدان الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة، إلا من رَحِمَ ربِّي؛ فإنَّ المعتدي هو الوجه الآخر للعُمْلة.. هو الحاكم الفاسد المُستبدُّ.. ولقد وَصَلتْ هذه الفئة من الشَّراذِم الحاكمة في بلداننا إلى مُنتهاها من الظُّلم والعُدوان على شعوبها.. فما بين أنظمةٍ فاسدةٍ تنهب الخيرات والثَّروات لحساب فئةٍ قليلةٍ من المُنتفعين، وصولاً إلى أنظمةٍ تضرب شُعوبها بالطَّائرات، وتطحن أجسادهم بالدَّبَّابات، وتُشرِّدُهم، مثلما يفعل المُستعمر، ورُبَّما بشكلٍ أكثر فظاعة وبشاعة في عصر حقوق الإنسان! إخواني.. لا يمكن أبدًا الفَصَل ما بين وجهَيْ العُملة، ليس لأنَّ الظُّلم واحدٌ، ولأنَّ الضَّرر واحدٌ فحسب؛ بل لأنَّه صار هناك نوعٌ من التَّحالُف غير المُقدَّس ما بين حُكْمٍ ظالمٍ واستعمارٍ غاشمٍ؛ حيث التقتْ أجندة الطَّرفَيْن، بما استوجب قيام نوعٍ من أنواع الشَّراكة السَّوداء ما بين كلا المشروعَيْن.. المشروع الأمريكي الصُّهيوني ومشروع الاستبداد والفساد الجاثم على صدور أبناء هذه الأُمَّة.. ولذلك صار المُخلصون والشُّرفاء والبُسطاء على حدٍ سواءٍ مُستهدفين من هذا وذاك، بالتَّضييق والاعتقال ومصادرة الأرزاق، وبالقتل كما يجري في جبال أفغانستان وباكستان واليمن، سواء من قوَّات المُستعمِر الغاشِم أو من جانب القوَّات الوطنيَّة التي من المفترض أنَّها جُعِلَتْ للدفاع عن الأوطان وأبناء الجَلْدَة(!!)، وتحوَّل الإصرار الغربي على تركيع المسلمين إلى هدفٍ مُوحَّدٍ بين قوى الاستكبار العالمي وقوى الفساد والاستبداد الدَّاخليِّ!! مشهدٌ أسود!! والمشهد الرَّاهن لا يثير الأحزان فحسب على ما آلت إليه أوضاع أُمَّةٍ كانت ذات يومٍ أعظم الأُمم وخير أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاس، بل يثير أيضًا الغضب.. الغضب ممَّا يُرتَكَب من جرائم بحق شعوبنا وثرواتنا، ومن إصرار البعض على الاستمرار في سياساتٍ لم تجرُّ علينا إلا الويلات والمصائب.. ولنأخذ ممَّا يجري في الملف الفلسطينيِّ نموذجًا.. فمن المدهش أنَّه لا يزال البعض يُصدِّق أنَّ الكيان الصهيوني والولايات المتحدة جادون فيما يدَّعونه حول الوهم المسمَّى بـ"عملية السَّلام في الشَّرق الأوسط"!! والأكثر إثارة للدَّهشة والغضب والاستنكار أنَّه لا يزال من بني العرب والمسلمين من يُصدِّق بالرَّغم من أنَّ الطَّرف الآخر يعلن كل يومٍ صراحةً مواقف لا تدع مجالاً للشَّكِّ في حقيقة النَّوايا الأمريكيَّة والصُّهيونيَّة إزاء حقوقنا في فلسطين السَّليبة. فالإدارة الأمريكيَّة الحالية تتبنَّى سياسةً تقوم على أساس إعطاء الكلام والوعود فقط للطَّرَف الفلسطينيِّ الذي ارتضى خيار التَّفاوُض مع العدو، فيما يأخذ الكيان الصُّهيونيُّ الغاصب في فلسطين كلُّ ما يريد من أفعالٍ وسياساتٍ ودعم وممالأة وتدليس من البلد الأعظم في عالم اليوم. وكان آخر هذه المواقف والسِّياسات ما أعلنته وزيرة الخارجيَّة الأمريكيَّة هيلاري كلينتون في زيارتها الأخيرة المشئومة للمنطقة؛ حيث نكصت على كلِّ ما سبق أنْ أكَّدت عليه الإدارة الأمريكيَّة في موضوع المستوطنات في الضِّفَّة الغربيَّة المحتلة، ووقفت بكلِّ وقاحةٍ لتُعْلِن تخلِّيها عن شرط تجميد الاستيطان في الضِّفَّة المُحتلَّة، والذي وضعته بنفسها، لاستئناف "مفاوضات السَّلام". وبلغت درجة الوقاحة بالوزيرة الأمريكيَّة أن أعلنت تبنِّيها الكامل لموقف رئيس وزراء الكيان الغاصب المجرم الإرهابي بنيامين نتنياهو؛ لتقول إنَّه مُحقٌّ من النَّاحية التَّاريخيَّة في موقفه الرَّافض لربط استئناف المفاوضات مع السُّلطة الفلسطينيَّة بوقف بناء وتوسيع المُغتصبات في الضِّفَّة!! وليس من الغبْنِ لأحدٍ القول إنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة تشهد بالفعل تراجُعًا كبيرًا منذ أنْ تولَّي الرئيس الأمريكيُّ الحالي باراك أوباما للمسئوليَّة في البيت الأبيض، فالأرقام تُؤكِّد والحقائق على الأرض تقول إنَّ فترة الإدارة الأمريكيَّة الحالية على كونها لم تتجاوَز بضعة أشهرٍ، هي الأسوأ بالنِّسبة للفلسطينيِّين؛ حيث شهدت أكبر عمليَّة ترحيلٍ في تاريخ القدس المحتلَّة للفلسطينيِّين من ديارهم، مع تراجُعٍ كاملٍ في الموقف حتى من الوعود الهزيلة المُتعلِّقة "بالدَّولة" الفلسطينيَّة. ولكن وعلى سوء الوضع؛ فإنَّ هناك جانبًا مشرقًا للأمور كسُنَّة من سُنَنِ الله في الكون وقوانين الخلْق الإلهي؛ حيث أثبَتَتْ الأحداث بالفعل أنَّ الرَّهان الذي راهنه البعض على الولايات المتحدة، إنَّما هو رهانٌ فاشلٌ، وأنَّه لو استمر هذا الطَّرف الفلسطيني أو ذاك على ذات النَّهج- التفاوض العقيم-، لن يكون إلا كاشفًا لموقفه، إمَّا عميلٌ أو تابع أو ديكتاتور مستبد لا يرغب سوى في تحقيق مصلحته الذَّاتيَّة على مصلحة شعبه وقضيَّته الشَّريفة. تاريخٌ من الشَّهادة والتَّضحية يا أيُّها المسلمون.. إنَّنا إذا ما نظرنا إلى الحالة من وجهةِ نظرٍ أكثر شمولاً، فسوف نجد أنفسنا مُطالبين في الوقت الرَّاهن بتحديد الأولويَّات.. والأولويَّات هنا أوضحتها التَّطوُّرات التي أثَبَتَتْ أنَّ المقاومة حتى الانتصار أو الشَّهادة في سبيل المبدأ والدِّين والقِيَم، لا تزال هي الخيار السَّليم، بل الخيار الوَحْيد الواقعيُّ والقابل للتَّنفيذ في مواجهة ما يجري. وما نقوله هنا أيُّها الإخوان ليس بجديدٍ وليس اختراعًا؛ حيث إنَّ هذه الأُمَّة أثْبَتَتْ عبر التَّاريخ قُدرتها على الفداء في سبيل دينها وقِيَمِهَا التي تؤمن بها.. أثْبَتَتْ أنَّها أكثر من مرَّةٍ أنَّها قادرةٌ على نيل حريَّتِها.. على مُقاومة مُختلف ألوان الاستعمار والاستبداد، مهما كانت التَّضحيات والعقبات. فمن التَّل الكبير وكفر الدَّوَّار والأزهر الشَّريف عبر التَّاريخ، وصولاً إلى مُرابطي فلسطين وأكناف بيت المقدس، مرورًا بالجزائر وبثورتها التَّحريريَّة المُباركة، والتي قدَّمَتْ فيها أكثر من مليون شهيدٍ، والعراق بثوراته العديدة التي أطاحت بالاستعمار والاستبداد، والمقاومة المصرية التى أجبرت الجيش البريطانى على الرحيل نجد أنَّ ما ندعو إليه، وما نُحاول إثباته؛ ليس أمرًا مُستحدثًا أو فرضته الظُّروف فحسب، بل إنَّه أمرٌ من صميم عقيدة الإنسان المسلم، وفطرته التي فطر الله تعالى النَّاس عليها، فإنَّ من سمات الإنسان المؤمن ألا يرضى بالهوان.. قال تعالى: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾ (آل عمران). ومن سمات الإنسان المسلم العزَّة والعيش بكرامةٍ، وإلا فالموت أَهْوَن وأَشَرْف وأكرم من العيش في ذلَّةٍ تحت نير استعمار أو بين براثن استبدادٍ وفسادٍ، كما أنَّ الإنسان المسلم الصَّحيح هو الذي لا يرضى بالظُّلم ويأمر بالعدل، وأنْ يكون حُرًّا.. بل إنّ الله تعالى جعل قيم الحُرِّيَّة من صميم الفطرة الإنسانيَّة َ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)﴾ (المُلْك)، وقال عزَّ وجلَّ في سورة النَّحل: ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)﴾ (النحل). وعبر التَّاريخ الإنسانيِّ، وليس فقط تاريخنا العربيِّ الإسلاميِّ؛ فإنَّ المُناضلين والمُجاهدين في سبيل دينهم وأوطانهم وقِيَمِهِم كانوا دائمًا في ذاكرة ووعي الشعوب، ولا تزال أوراق الكُتُبِ وعناوين الشَّوارع والميادين شاهدًا على ذلك.. إنَّ حريتنا وكرامتنا لن ننالها إلا بنضال سلمي حقيقي، له ثمنٌ دَفعَهُ كل سائر على درب الإصلاح من قوته ووقته وجهده وحريته ... ولن ينفك يومًا نضال الأحرار ضد المحتل عن نضالهم ضد الفاسد المستبد غير أن لكل وسائله. فليعلم قومنا أن روحًا جديدًا يجب أن تسري في النفوس. زارعة الأمل في أرض يسعى الاستعمار والاستبداد لتبويرها باليأس... وباسطة لأشرعة العزة في مواجهة انكسارات وإحباطات تحاصر الأمة من أثر الشتات والفرقة والسرقات... وقادرة على الإعداد: للعدو المحتل عدة المواجهة التي تردع وترد وتدفع بكل سلاح حر مقاوم... وللآخر المستبد والفاسد عدته التي ترده عن غيه، وتحاسبه على تقصيره، وتثنيه عن سعيه لسجن الأوطان والمواطنين، وعدتنا في هذا لا بغي فيها ولا إثم ولا عدوان؛ لأن تحرير الأوطان من الطغيان بكافة مظاهره؛ لا يكون إلا بالنضال السلمي، الذي يراه الإخوان وحده هو السبيل لينصلح ما مال من أحوال، وتتفجر طاقات دفنها الإهمال، وساعتها تتحقق للأمة الآمال، ولن يشقى سائر على درب المقاومة يومًا، مهما بذل لأن لكل ميلاد آلام مخاض، يذهب بكل آلام الأمم. فأي شرف في أن ننال شهادة ونحن نقاوم محتلاًّ، أو نُمتحن من طاغية أو فاسد أو مستبد ونحن نزيحه عن جسد البلاد وأسر العباد، ممتثلين قول رب البرية: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)﴾ (الأنفال). فاللهم أبرم لهذه الأمة إبرام رشد، يُعز فيه كل حر وشريف ومصلح ومقاوم ومجاهد، ويُذل فيه كل محتلٍّ ومستبد وفاسد وفاجر وسارق وآسر. وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين.. وصلِّ الله وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |