
13-07-2022, 09:52 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,590
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثالث
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الْبَقَرَة(177)
الحلقة (191)
صــ 28إلى صــ 35
1971 - حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال : حدثنا سهل بن عامر قال : [ ص: 28 ] حدثنا مالك بن مغول ، عن عطية في قوله : " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس " قال : لا يقضون منه وطرا .
1972 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن : قال : حدثنا سفيان ، عن أبي الهذيل قال : سمعت سعيد بن جبير يقول : " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس " قال : يحجون ويثوبون .
1973 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا الثوري ، عن أبي الهذيل ، عن سعيد بن جبير في قوله : "مثابة للناس" قال : يحجون ، ثم يحجون ، ولا يقضون منه وطرا .
1974 - حدثني المثنى قال : حدثنا ابن بكير قال : حدثنا مسعر ، عن غالب ، عن سعيد بن جبير : "مثابة للناس" قال : يثوبون إليه .
1975 - - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا " قال : مجمعا .
1976 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : "مثابة للناس" قال : يثوبون إليه . [ ص: 29 ]
1977 - حدثت عن عمار قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : "مثابة للناس" قال : يثوبون إليه .
1978 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس " قال : يثوبون إليه من البلدان كلها ويأتونه .
القول في تأويل قوله تعالى ( وأمنا )
قال أبو جعفر : و"الأمن" مصدر من قول القائل : "أمن يأمن أمنا" .
وإنما سماه الله "أمنا" ، لأنه كان في الجاهلية معاذا لمن استعاذ به ، وكان الرجل منهم لو لقي به قاتل أبيه أو أخيه ، لم يهجه ولم يعرض له حتى يخرج منه ، وكان كما قال الله جل ثناؤه : ( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) . [ سورة العنكبوت : 67 ]
1979 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : "وأمنا" قال : من أم إليه فهو آمن ، كان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فلا يعرض له .
1980 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : أما "أمنا" ، فمن دخله كان آمنا .
1981 - حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : "وأمنا" قال : تحريمه ، لا يخاف فيه من دخله .
1982 - حدثت عن عمار قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع قوله : "وأمنا" ، يقول : أمنا من العدو أن يحمل فيه السلاح ، وقد كان في الجاهلية يتخطف الناس من حولهم وهم آمنون لا يسبون . [ ص: 30 ]
1983 - حدثت عن المنجاب قال : أخبرنا بشر ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : "وأمنا" قال : أمنا للناس .
1984 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد في قوله : "وأمنا" قال : تحريمه ، لا يخاف فيه من دخله .
القول في تأويل قوله تعالى ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )
قال أبو جعفر : اختلفت القرأة في قراءة ذلك :
فقرأه بعضهم : "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" بكسر"الخاء" ، على وجه الأمر باتخاذه مصلى . وهي قراءة عامة المصرين الكوفة والبصرة ، وقراءة عامة قرأة أهل مكة وبعض قرأة أهل المدينة . وذهب إليه الذين قرأوه كذلك ، من الخبر الذي : -
1985 - حدثنا أبو كريب ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا هشيم قال : أخبرنا حميد ، عن أنس بن مالك قال : قال عمر بن الخطاب : قلت : يا رسول الله ، لو اتخذت المقام مصلى! فأنزل الله : "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" .
1986 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا ابن أبي عدي - وحدثني يعقوب قال : حدثنا ابن علية - جميعا ، عن حميد ، عن أنس ، عن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله . [ ص: 31 ]
1987 - حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا حميد ، عن أنس قال : قال عمر بن الخطاب : قلت : يا رسول الله ، فذكر مثله .
قالوا : فإنما أنزل الله تعالى ذكره هذه الآية أمرا منه نبيه صلى الله عليه وسلم باتخاذ مقام إبراهيم مصلى . فغير جائز قراءتها - وهي أمر - على وجه الخبر .
وقد زعم بعض نحويي البصرة أن قوله : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " معطوف على قوله : "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي" و" واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " . فكان الأمر بهذه الآية ، وباتخاذ المصلى من مقام إبراهيم - على قول هذا القائل - لليهود من بني إسرائيل الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، . . . . . كما حدثنا [ عن ] الربيع بن أنس . بما : -
1988 - حدثت [ به ] عن عمار بن الحسن قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه قال : من الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم قوله : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " ، فأمرهم أن يتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ، فهم يصلون خلف المقام . [ ص: 32 ]
فتأويل قائل هذا القول : وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال : إني جاعلك للناس إماما ، وقال : اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى .
قال أبو جعفر : والخبر الذي ذكرناه عن عمر بن الخطاب ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ، يدل على خلاف الذي قاله هؤلاء ، وأنه أمر من الله تعالى ذكره بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمؤمنين به وجميع الخلق المكلفين .
وقرأه بعض قرأة أهل المدينة والشام : ( واتخذوا ) بفتح "الخاء" على وجه الخبر .
ثم اختلف في الذي عطف عليه بقوله : "واتخذوا" إذ قرئ كذلك ، على وجه الخبر ،
فقال بعض نحويي البصرة : تأويله ، إذا قرئ كذلك : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ، [ وإذ ] اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى .
وقال بعض نحويي الكوفة : بل ذلك معطوف على قوله : "جعلنا" ، فكان معنى الكلام على قوله : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس ، واتخذوه مصلى .
قال أبو جعفر : والصواب من القول والقراءة في ذلك عندنا : "واتخذوا" [ ص: 33 ] بكسر"الخاء" ، على تأويل الأمر باتخاذ مقام إبراهيم مصلى ، للخبر الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه آنفا ، وأن :
1989 - عمرو بن علي حدثنا قال : حدثنا يحيى بن سعيد قال : حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثني أبي ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ : "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" .
ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" ، وفي "مقام إبراهيم" . فقال بعضهم : " مقام إبراهيم " ، هو الحج كله .
ذكر من قال ذلك :
1990 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس في قوله : "مقام إبراهيم" ، قال : الحج كله مقام إبراهيم .
1991 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" قال : الحج كله .
1992 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : الحج كله" مقام إبراهيم " .
وقال آخرون : " مقام إبراهيم " عرفة والمزدلفة والجمار .
ذكر من قال ذلك :
1993 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء بن أبي رباح : "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" قال : لأني قد جعلته إماما ، فمقامه عرفة والمزدلفة والجمار . [ ص: 34 ]
1994 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" قال : مقامه : جمع وعرفة ومنى - لا أعلمه إلا وقد ذكر مكة .
1995 - حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء ، عن ابن عباس في قوله : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " قال : مقامه عرفة .
1996 - حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا داود ، عن الشعبي قال : نزلت عليه وهو واقف بعرفة ، مقام إبراهيم : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) [ سورة المائدة : 3 ] ، الآية .
1997 - حدثنا عمرو قال : حدثنا بشر بن المفضل قال : حدثنا داود ، عن الشعبي مثله
وقال آخرون : " مقام إبراهيم " ، الحرم .
ذكر من قال ذلك :
1998 - حدثت عن حماد بن زيد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " قال : الحرم كله "مقام إبراهيم" .
وقال آخرون : "مقام إبراهيم" الحجر الذي قام عليه إبراهيم حين ارتفع بناؤه ، وضعف عن [ ص: 35 ] رفع الحجارة .
ذكر من قال ذلك :
1999 - حدثنا سنان القزاز قال : حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال : حدثنا إبراهيم بن نافع قال : سمعت كثير بن كثير يحدث ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : جعل إبراهيم يبنيه ، وإسماعيل يناوله الحجارة ، ويقولان : " ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " . فلما ارتفع البنيان ، وضعف الشيخ عن رفع الحجارة ، قام على حجر ، فهو " مقام إبراهيم "
وقال آخرون : بل " مقام إبراهيم " ، هو مقامه الذي هو في المسجد الحرام .
ذكر من قال ذلك :
2000 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " ، إنما أمروا أن يصلوا عنده ، ولم يؤمروا بمسحه . ولقد تكلفت هذه الأمة شيئا ما تكلفته الأمم قبلها . ولقد ذكر لنا بعض من رأى أثر عقبه وأصابعه ، فما زالت هذه الأمم يمسحونه حتى اخلولق وانمحى .
2001 - حدثت عن عمار قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " ، فهم يصلون خلف المقام .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|