«عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معركة جلولاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وقفات مع سورة البلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          مواقع التواصل الاجتماعي بين المنافع والمفاسد الفيس بوك ًانموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 20660 )           »          ماذا أخفت منى عن أمها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الأخ المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أقبل الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          زد من حلمك عليها طوال حملها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 110 - عددالزوار : 107137 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 74 - عددالزوار : 22092 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 15-09-2021, 09:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»


الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم







تفسير قوله تعالى﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ ﴾






قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 54].








وهذه نعمةٌ أخرى يذكِّر الله بها بني إسرائيل، وهي توبته عليهم بعد أن ظلَموا أنفسهم باتخاذهم العِجلَ، بعد أن ذكَّرهم قبل ذلك بعفوه وتجاوزه عنهم.







قوله: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ ﴾؛ أي: واذكروا حين قال موسى لقومه منبهًا وناصحًا لهم.







وذلك أنه وقع في قلوبهم من شأن عبادتهم العجلَ ما وقع، كما قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 149]، فقال لهم موسى: ﴿ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ﴾ الآية [البقرة: 54].







﴿ يَا قَوْمِ ﴾: ناداهم بهذا اللفظ - كما هي عادة الأنبياء عليهم السلام - تودُّدًا وتحببًا إليهم، وإظهارًا لنصحه لهم، وشفقته عليهم.







وقومُ الإنسان هم أصحابه وجماعته، يدخل فيهم الذكور والإناث.







﴿ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ: الباء للسببية؛ أي: بسبب اتخاذكم العجل إلهًا ومعبودًا من دون الله، وأكدت الجملة بـ"إنَّ"؛ لأن الشرك أعظم الظلم، كما قال لقمان لابنه فيما حكى الله عنه: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].







فهو ظلم عظيم من حيث وضع العبادة في غير موضعها، وصرفها إلى غير مستحقها، وهو ظلمٌ للنفس من حيث بخسُها ونقصها حقَّها، وتعريضها لعذاب الله والخلود في النار، وهي وديعة عند الإنسان ينبغي أن يحملها على ما فيه سلامتُها ونجاتها.







﴿ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ: الفاء للترتيب والتعقيب، والأمر للوجوب، فالتوبة واجبة على الفور؛ أي: فارجعوا إلى بارئكم الذي برَأَكم وخلقكم؛ أي: ارجعوا من معصيته والشرك به إلى طاعته وتوحيده، كما قال تعالى: ﴿ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الصافات: 125، 126].







و"البارئ" أخص من "الخالق"؛ ولهذا أتْبع به الخالق في قوله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ﴾ [الحشر: 24]، ومنه سميت الخليقة "البريَّة".







وفي قوله: ﴿ إِلَى بَارِئِكُمْ ﴾ تذكير لهم بعظمته عز وجل، وبنعمة برئه وخلقه لهم وربوبيته، فكيف يعبُدون غيره؟!







﴿ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ: الفاء تفسيرية، فالجملة تفسير وبيان للتوبة المطلوبة منهم؛ أي: ﴿ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ ﴾ بأن تقتُلوا أنفسكم؛ أي: بأن يقتل بعضكم بعضًا، وقيل: بأن يقتُل من لم يعبُد العجل مَن عبَده.







وليس المراد بقوله: ﴿ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ أن يقتل الشخص نفسَه، فهذا لم يأمر الله به في مِلة من المِلَل، بل حرَّم قتل الإنسان لنفسه، وجعل ذلك من كبائر الذنوب، وتوعَّد عليه بالعذاب الأليم.







لكن يؤخذ من الآية ﴿ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ أن الأمَّة كنفس واحدة، كما قال تعالى: ﴿ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ [النور: 61]؛ أي: ليسلِّم بعضكم على بعض، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [الحجرات: 11].







وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم كمَثَلِ الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر))[1].







وفي جعل توبتهم من عبادة العجل بأن يقتُلوا أنفسهم بيانٌ لما وضعه الله على بني إسرائيل من الآصار والأغلال، بسبب تعنتهم وعنادهم، مما لم يجعله على غيرهم من الأمم.







﴿ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ: الإشارة إلى التوبة إلى بارئهم بقتل أنفسهم، ﴿ خَيْرٌ لَكُمْ؛ أي: خير لكم من عدم التوبة بقتل أنفسكم، وخير لكم خيرية مطلقة في دينكم ودنياكم وأخراكم. وهذا لا يدل على عدم وجوب التوبة، بل التوبة واجبة على جميع الناس.







﴿ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ﴾؛ أي: فوفَّقكم للتوبة بقتل أنفسكم كما أمَرَكم، وقَبِل توبتَكم، فعفا عنهم لما اتخذوا العجل، ودعاهم إلى التوبة وقَبِل منهم؛ لأنه لا يتعاظمه ذنبٌ أن يغفره، ولو كان ذلك الشركَ الذي هو أعظم الذنوب.







قيل: لما تابوا وأخذ بعضهم يقتل بعضًا، خاف موسى أن ينتهوا؛ فابتهَلَ إلى الله، فتاب عليهم ورفع ذلك عنهم.







﴿ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾هذه الجملة تعليل لما قبلها؛ أي: فقَبِل توبتَكم؛ لأنه ﴿ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾، وهذا خبر وثناء على الله وصفاته.







و﴿ التَّوَّابُ ﴾ و﴿ الرَّحِيمُ ﴾: اسمان من أسماء الله عز وجل، ﴿ التَّوَّابُ ﴾ الذي من شأنه توفيق عباده للتوبة وقبولها منهم، وهو على وزن "فَعَّال" صفة مشبهة أو صيغة مبالغة، يدل على كثره توبته على العبد، وكثرة من يتوب عليهم من عباده.







﴿ الرَّحِيمُ ﴾ ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كلَّ شيء، رحمة ذاتية ثابتة له عز وجل، ورحمة فعلية يوصلها من شاء من خلقه، كما قال عز وجل: ﴿ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [العنكبوت: 21].







وباقتران التوبة والرحمة في حقِّه عز وجل يزداد كماله إلى كمال، وباجتماع التوبة والرحمة لعباده زوال المرهوب، وحصول المطلوب.







[1] أخرجه البخاري في الأدب (6011)، ومسلم في البر والصلة والآداب (2586) - من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.
















__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 882.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 881.10 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (0.19%)]