حان موعد الدراسة (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5005 - عددالزوار : 2126699 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4585 - عددالزوار : 1405648 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 1346 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 1291 )           »          الفقه يؤخذ من كتب المذاهب لا من الأحاديث، ومن الفقهاء لا من المحدثين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          وجهٌ آخرُ للهدية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 1425 )           »          أخلاقيات التاجر المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          من عزائم مغفرة الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          شيخ الإسلام العلامة أحمد عارف حكمت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-04-2021, 03:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,562
الدولة : Egypt
افتراضي حان موعد الدراسة (قصة)

حان موعد الدراسة (قصة)


ثناء بلعابد



وقفت كعادتي أمام باب المدرسة القديمة، جوارها كان دكّان عمي أبي حذيفة،
رحل عمي أبو حذيفة، واختفى الدكان من قصف القذيفة!

صديقتي رقيَّة لا توجد بين البقية! وأمينة: ما الذي أصابك، قد كنت سمينة؟!
تشير بالبنان ببنية ضعيفة، نعم أنت رَغَد؟ نعم رغد من دون يدٍ!
دخلنا في قلة قليلة، تجمعنا زاوية صغيرة في الساحة العظيمة.

اقتربنا من علم سوريَّا، من علم نظيف تحمله السارية!
في مشهدِ آلمني قسمُنا الذي كان يطلُّ على الساحة، الذي كنت أراقب منه العَلَم الذي يُرفرِفُ، اليوم غاب قسمُنا، لكن حطامَه حاضرٌ في الموقف!

غيّرت نصب ناظري، فإذا به معلِّمي، معلمي أسامة، مِئزره مشوَّهٌ، وفي وجهه ظلمة! هُرِعت إليه كعادتي: صباح الخير سيدي أأمسح السَّبُّورة؟ أأحمل أوراقك لمكتب المديرة؟ أندرس اليوم التعبير؟ أنكتب اليوم عن قصة أليمة؟

مسح رأسي، وداعب بين شعري الفكرة الحزينة، وقال: بُنَيَّتي، سننشد النشيد:
وقفنا لسوريَّا... كنت أحسب أن حبيبتي سوريا هي قماش أبيض لطَّخوه بالألوان، رسموا عليه النجمتين، وأودعوه للرياح تهيم به اليمين والشمال.

ننشد الأقوال، نغني ببرودة، ثم ننتشر إلى الأقسام، دخلنا في نظام يَحدونا صمت قاتل، بل سفاحٌ يُقتِّل الأطفال.
أتيت أنا لأجلس، فلا كرسيَّ صالح ولا طاولة!
الرعب يستوطن المكان!
المهم جلسنا كلنا بتعاون، في كل مقعد اثنان.
معلمي بصوت خافت: نرحب بكم في سنة جديدة، حزينة!
♦ ♦ ♦


بعد هنيهة، يلملم أوراقًا قديمة، ركَّزَ في رأس الصفحة ثم قال: قائمة الحاضرين!
صرخت قائلة: معلمي، قائمة الأحياء!
ثناءُ؟ على قيد الحياة!
رقية؟ نعم حاضرة معلمي، لكن أشعر بالعناء.
رَغَد؟ يدي سبقتني إلى السماء!
فلانة؟ استشهدت!
فلان؟ رحل!
فلان؟ جُنَّ من فقدان أهله!
لا بأس، و زميلكم آلان؟
بكمٌ عمَّ الأفواه، وصممٌ غادر الآذان!

معلمي، آلان؟!
استدرت للوراء؛ أبحث عنه في يقين، وفي قوة إيمان، ثم وقفت قائلة قاتلةً مشاعري: أخي آلان استشهد، و نحن في سُبات!

معلمي؛ أين بلاد العرب، حبيبنا آلان هاجر حاملاً في جيبه الأحزان، هاربًا من قصف سمائنا وزلزال أرضنا؟!
معلمي؛ أين النشيد الذي كنا نصغي إليه في تدبرٍ؟! أين الأعلام التي تغطِّي عن أنظارنا الأمور والأسرار؟!
هل تَذكُرُ معلِّمي ضحكةَ آلان؟! وصرخة من صوته: "سوريا يا حبيبتي"؟!

هرب هذا الصبي إلى حِضن آخرَ يأوي طفولته، يطفئ شظايا قد جرَحت نعومة براءته؛ فكانت الأمواج أحنَّ حِضنًا، وكان آية من الله كآية ذي النون.

آلان يا معلمي طالما افتخر، طالما اعتزَّ بكونه عربيًّا، فمات في الخاتمة عند الغرباء،
انتهت معلمي قائمة الأحياء!

لا تكتب عربيًّا في قائمة الأحياء؛ فكلنا أموات، ما دمنا للحق أعداء!
معلمي، شهيدنا آلان هرب من سوريا لينعم بلحظة قصيرة، لا يسمع فيها مباعثَ البكاء!
أراد أن يرينا كم نحن أشقياء! كم أن في حياتنا قتلاً للأبرياء، وأننا كزجاجة مكسورة ليس لها شمل فلا داعيَ للعناء!

آلان يا معلمي يريدنا أن نسقط السارية النكراء، أن نرجع لربِّنا بتوبة نصوح، ووحدة عربية، ووحدة الإخاء!
حين يموت الطفل في مياه أوروبا، وننام نحن على حطام أو حرير، أفي الأحياء كنا أم في الزَّمْهَرير؟

طوى معلمي القائمة السوداء، ثم مضى ينسلخ من مِئزره، ينتشل الدموع، أخرجنا من قسمنا، وقال: أمامكم ساحة عظيمة، أمامكم سوريا، فامضوا سريعًا؛ كي تدفنوا ضمير الأمة العربية!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.93 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]