الشهيد سيد قطب يكتب : لماذا يبطئ النصر ؟ ؟ ؟ ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311637 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2042162 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132938 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-01-2009, 01:27 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي الشهيد سيد قطب يكتب : لماذا يبطئ النصر ؟ ؟ ؟ ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستطيع ان اقول انه من اروع ما قرأت مؤخرا
رحم الله سيد قطب ( اظنه سبق جيله بما يزيد عن 100 سنة )

كتب سيد قطب
قال الله : ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
" فقد ضمن للمؤمنين إذن أنه تعالى يدافع عنهم ، و من يدافع الله عنه فهو ممنوع حتما من عدوه ، ظاهر حتما على عدوه ، ففيم إذن يأذن لهم بالقتال ؟ و فيم إذن يكتب عليهم الجهاد ؟ و فيم إذن يقاتلون فيصيبهم القتل والجرح .. والجهد والمشقة والتضحية والآلام ... ؟
والعاقبة معروفة ، والله قادر على تحقيق العاقبة لهم بلا جهد ولا مشقة ولا تضحية ولا ألم ولا قتل ولا قتال ؟؟
والجواب أن حكمة الله هي العليا ، وان لله الحجة البالغة... والذي ندركه نحن البشر من تلك الحكمة ويظهر لعقولنا ومداركنا من تجاربنا ومعارفنا أن الله تعالى لم يرد أن يكون حملة دعوته و حماتها من "التنابلة" الكسالى الذين يجلسون في استرخاء ، ثم يتنزل عليهم نصره سهلا هينا بلا عناء ، لمجرد أنهم يقيمون الصلاة و يرتلون القرآن ، و يتوجهون إلى الله بالدعاء كلما مسهم الأذى ووقع عليهم الاعتداء !

نعم إنهم يجب أن يقيموا الصلاة ، وأن يرتلوا القرآن ، و أن يتوجهوا الى الله بالدعاء في السراء والضراء ، ولكن هذه العبادة وحدها لا تؤهلهم لحمل دعوة الله و حمايتها ، إنما هي الزاد الذي يتزودونه للمعركة ، والذخيرة التي يدخرونها للموقعة ، والسلاح الذي يطمئنون اليه و هم يواجهون الباطل بمثل سلاحه و يزيدون عنه سلاح التقوى والايمان والاتصال بالله .
لقد شاء الله أن يجعل دفاعه عن الذين آمنوا يتم عن طريقهم هم أنفسهم ، كي يتم نضجهم هم في أثناء المعركة ، فالبنية الانسانية لا تستيقظ كل الطاقات المذخورة فيها... كما تستيقظ وهي تواجه الخطر ، و هي تدفع و تدافع ، وهي تستجمع كل قوتها لتواجه القوة المهاجمة ... و عندئذ تتحفز كل خلية بكل ما أودع فيها من استعداد لتؤدي دورها، و لتتساند مع الخلايا الأخرى في العمليات المشتركة ، ولتؤتي أقصى ما تملكه ، و تبذل آخر ما تنطوي عليه ، و تصل الى أكمل ما هو مقدور لها و ما هي مهيأة له من الكمال .
و الأمة التي تقوم على دعوة الله 00 في حاجة الى استيقاظ كل خلاياها / و احتشاد كل قواها / و توفز كل استعدادها / وتجمع كل طاقاتها / كي يتم نموها ، و يكمل نضجها ، وتتهيأ بذلك لحمل الأمانة الضخمة و القيام عليها .
(دققوا جيدا في المعني القادم )
والنصر السريع الذي لا يكلف عناء ، والذي يتنزل هينا لينا على القاعدين المستريحين ، يعطل تلك الطاقات عن الظهور ، لأنه لا يحفزها و لا يدعوها ، وفوق ذلك أن النصر السريع الهين اللين سهل فقدانه وضياعه ،
أولا : لأنه رخيص الثمن لم تبذل فيه تضحيات عزيزة
ثانيا : لأن الذين نالوه لم تدرب قواهم على الاحتفاظ به و لم تشخذ طاقاتهم و تحشد لكسبه ، فهي لا تتحفو ولا تحتشد للدفاع عنه .
وهناك التربية الوجدانية والدربة العملية تلك التي تنشأ من النصر والهزيمة ، والكر والفر ، والقوة والضعف ، والتقدم والتقهقر ، و من المشاعر المصاحبة لها ... من الأمل والألم و من الفرح والغم ومن الأطمئنان والقلق ، ومن الشعور بالضعف والشعور بالقوة ....و معها التجمع والفناء في العقيدة والجماعة والتنسيق بين الاتجاهات في ثنايا المعركة و قبلها و بعدها وكشف نقاط القوة ونقاط الضعف ، و تدبير الأمور في جميع الحالات .... و كلها ضرورية للأمة التي تحمل الدعوة وتقوم عليها وعلى الناس .
من أجل هذا كله و من أجل غيره مما يعلمه الله ... جعل الله دفاعه عن الذين آمنوا يتم عن طريقهم هم أنفسهم ، ولم يجعله لقيه تهبط عليهم من السماء بلا عناء.
والنصر قد يبطئ على الذين ’ظــلموا و أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا ان يقولوا : ربنا الله ، فيكون هذا الابطاء لحكمة يريدها الله :
1- قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها ، ولم يتم بعد تمامها ، ولم تحشد بعد طاقاتها ، ولم تتحفز كل خلية و تتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات ، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته و شيكا لعدم قدرتها على حمايته طويلا
2- و قد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة المؤمنة آخر ما في طوقها من قوة ، و آخر ما تملكه من رصيد ، فلا تستبقي عزيزا و لا غاليا ، لا تبذله هينا رخيصا في سبيل الله .
3- و قد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها ، فتدرك أن هذه القوى و حدها بدون سند من الله لا تكفل النصر ، إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعدها الى اللــــــه
4- و قد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله ، و هي تعاني و تتألم و تبذل ولا تجد لها سندا إلا الله ، ولا متوجها إلا اليه وحده في الضراء وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن الله به ، فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها الله به .
5- و قد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها و تضحيتها لله ولدعوته ، فهي تقاتل لمغنم تحققه ، أو تقاتل حمية لذاتها ، أو تقاتل شجاعة أمام اعدائها ، والله يريد أن يكون الجهاد له وحده و في سبيله ، بريئا من المشاعر الاخرى التي تلابسه ، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : الرجل يقاتل حمية و الرجل يقاتل شجاعة ، و الرجل يقاتل ليرى ، فأيها في سبيل الله ؟ فقال " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله "
6- كما قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية خير ، يريد الله ان يجرد الشر منها ليتمحض خالصا ، و يذهب وحده هالكا ، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار !
7- و قد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة لم ينكشف زيفه للناس تماما ، فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له انصارا من المخدوعين فيه ، لم يقتنعوا بعد بفساده و ضرورة زوالة ، فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة ، فيشاء الله ان يظل الباطل حتى يتكشف عاريا للناس ، ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية .
8- و قد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الخير والحق والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة ، فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها قرار ، فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر ، ولاستبقائه !
ومن أجل هذا كله و من اجل غيره مما يعلمه الله ، قد يبطئ النصر ، فتتضاعف التضحيات ، و تتضاعف الآلام ، مع دفاع الله عن الذين آمنوا و تحقيق النصر لهم في النهاية .
وللنصر تكاليفه واعباؤه حين يتأذن الله به بعد استيفاء اسبابه و أداء ثمنه و تهيأ الجو حوله لاستقباله واستبقائه ( و لينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتو الزكاة و أمروا بالمعروف و نهو عن النكر ولله عاقبة الأمور )

فوعد الله الوثيق المؤكد المتحقق الذي لا يتخلف هو ان ينصر من ينصره فمن هم هؤلاء الذين ينصرون الله ، فيستحقون نصر الله القوي العزيز الذي لا يهزم من تولاه ؟ أنهم هؤلاء : ( الذين إن مكناهم في الأرض ) فحققنا لهم النصر و ثبتنا لهم الأمر ( أقاموا الصلاة ......)
رحم الله الأمام الشهيد المجاهد السيد / سيد قطب

__________________
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.61 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.86%)]