محاولة إنتحار ....أم متعة الشعور باللاوعي ؟

[بسمة شهيد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ينتاب البلاد حاليا موجة من البرودة والهدوء

يعُدها بعضنا (فترة الاكتئاب السنوية ) وأنا أعدها من أحلى الفترات (الشتاء ربيع المؤمن )

من اسبوع تقريبا وصلني مكالمة تليفونية ومن شدة صراخ صاحبتها لم استطع تمييز الصوت اللي اكتشفت بعد فترة إنه صوت والدة صديقتي...تستغيث بإنه ابنتها ابتلعت عشر أقراص منومة وهي الآن ترقد لعمل غسيل معدة بإحدي المستشفيات

بالبداية لم اصدق الخبر وافتكرته نوع من المزاح الثقيل ....وانتظرت يومان حتي تستقر حالتها

وجاء اللقاء بيني وبينها الذي بدأ بالنظرات الصامتة (لغة العيون ) وعلى وجهي ابتسامة هادئة محيرة كعادتي

واستمر الوضع هكذا ما يزيد على ربع ساعة وأول الكلمات التى صدرت منها ....: ما كانش قصدي

وعللت تناولها للمخدر محاولة منها للنوم بعد ما استمرت مستيقظة ثلاث ايام وفشلت كل وسائلها في الخلود للنوم
في حين أنها طبيبة وتعلم خطورة الكمية التي تناولتها

أما عن اصل امتناع النوم فكان السبب ورائه خلافها الدائم منذ أن عرفتها مع والديها وخصوصا (والداها ) اللي فشلت كل محاولات الاقارب في تقريب المسافات بينهم

وعيشهم سويا تحت سقف واحد كالأغراب فكانت النتيجة لجوئها لاي شيء دون تفكير او وعي بالنتائج المترتبة وليس هذا عذرا لها

فوالدها كان يتولى منصب بالجيش ويدير البيت كأنه ثكنة عسكرية دون تفاهم اعتقادا منه انه الصواب

وعدم إتاحة الفرصة لاي من أبنائه للتعبير عن الرأي

وبعد فترة من الوقت هدأ روعها فإذا بها تطلق ضحة هيستيرية وتعلق بقولها : إنها متعة الشعور باللاوعي

رسالة للابنة : احذري من العواقب فكم من متعة انتهت بنهاية مأساوية حتي وان كان الطريق الوحيد للهروب من اختلافات طبيعة البشر....

" تفقدي طريق الله عزوجل اكثر من ذي قبل ولا تجعلي للشيطان عليك سبيل

" إن فشلت جميع الطرق في محاولة التفاهم مع والديك فعلى الاقل عامليهم تحت بند ...بر الوالدين

رسالة للاب : خسرت في حياتك كثيرا بنفور ابنائك عنك فلم يتبق من الوقت الا القليل في محاولة للتصحيح

"قديما قيل لي أنه الانسان بيحب ابنه يكون أحسن الناس حتي من نفسه ...فهلا تتركهم ليجربوا حياتهم بكامل ارادتهم وراقبهم واحميهم من بُعد

/
/
/

في لحظات مقابلتنا الاخيرة لم اقدر على منع نفسي من سؤالها :

هل كانت محاولة إنتحار أم متعة الشعور باللاوعي؟

وانطلقت في سيارتها مبتسمة دون إجابة