|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله حدَّث سهم بن كنانة فقال: وجد قَس بن ساعدة الإيادي نفسه في جزيرة العرب مرة أخرى, وقاده قدره إلى الشراء في سوق الأسهم لتنمية دخله المحدود. لكنه اكتوى بنار الأسهم, ولدغته مرارا, فقرر أن يلقي خطبة على الامة العربية, مقتبسة من خطبته العصماء الشهيرة التي ألقاها في سوق عكاظ في الجاهلية. رأيته على ظهر راحلته خارج إحدى صالات تداول الأسهم في المدينة, وقد حمل عصاه بيده, واجتمعت حوله أمة من الناس. قال قس: أيها الناس اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، هلك الناس بين خذ وهات, وسهر على الشات, ليل داج، وكحل وأرواج, ولجين وزجاج, وأسماك تنحر، وبحر أحمر، وثمار ملقاة, وشموس مغطاة, وبلاد منهوبة, وأموال مغصوبة. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، وإن في السوق لخطرا, عاد الغني فقيرا, وأمسى الصعلوك أميرا, خابت الآمال, وذلت الرجال, وانكسرت ذوات الحجال, ألا ترون كيف غارت النجوم, وبلغت الروح الحلقوم, ما لي أرى الناس يخسرون ولا يربحون, ويدخلون السوق ولا يخرجون, أرضوا بالإفلاس فأقاموا, أم تركوا هناك فناموا, أم استمرؤوا الغدر فهاموا؟ يقسم قس بالله قسما لا إثم فيه إن للربح سوقا هي أفضل من سوقكم التي تخوضون فيها وتخبطون خبط عشواء، وإنكم لتحرقون أنفسكم وأموالكم وتوردونها المهالك. ألا ترون إلى سهم من أسهمكم ضل عن الحق, وسقط بسرعة البرق, ثم هو يأبى أن يثوب إلى رشده, ويعود إلى سابق عهده. اشتريته فخسف بي الأرض, وتكالب الناس على العرض, ولما رأيته سائرا إلى حتفه, متدحرجا بخفه وظلفه, كجلمود صخر حطه السيل من عل, ألقيت حبله على غاربه, ورميته في وجه مضاربه, وما ضرني بل سرني, ولقد علمتم أن الدنيا لا تساوي عند قس لحظة طنز, ولا عفطة عنز. لكنه بعد ذلك عاد إلى التعويض, في سوق جسدها مريض, فآليت عليكم ألا تقربوها وفيكم عين تطرف, وقلب يعرف. ثم أنشد قس: ضربة في الصميمْ من زجاج الحقيرْ ياله من لئيمْ ياله من خطيرْ بعته كالصريمْ ثم أمسى يطيرْ يالقلبي الكليمْ يالظهري الكسيرْ هل تضيء النجومْ هل تهل البدورْ هل تفيق الحلومْ بعد ظلم وزورْ إن ربي العليمْ وحده والمجيرْ شرعُه مستقيمْ فضلُه لا يبورْ ذو قضاء حكيمْ عبر كل العصورْ وبعد أن فرغ قس من خطبته, أقبل عليه الناس يعانقونه ويثنون عليه, وحاول بعضهم دعوته إلى الطعام, مقسما بطلاق حريمه وفراق نديمه أن يقبل, لكنه ركب دابته وانغمس في الزحام ولم يره أحد بعد ذلك. ويقول محدثنا غفر الله له ولنا ولوالديه ووالدينا وبعد ايام رآه ابو نعجة المصيود فأ شار اليه ببنانه قائلا ايا قس حسبنا الدنيا سوف تطير ومن لا يشتري نعجة سيبقى فقير فجمعنا من هنا وهناك فشترينا فراينا النعجة تطير فاخبرنا من هو غافل لعله بعد فقره غنيا يصير فبعدها كلنا راينا الكبير فرحا وقبله الصغير فأصبح الكل متحدثا ان نعجته ستبلغ القمر المنير فصارت الاخبار تعززها بتوصيات والكل صار خبير وافكارا صارت تحط علينا فصار سهل بيع البيت والنوم على حصير فنسينا ان نعجتنا صار لها جناحا وتطير وهناك من ينصب شراكا لكل طائر في الجو يطير فنجح الذي اصبح صيادا ومن اشترى النعجة صار اسير فبتسم قس ونزل من على دابته وسلم على ابا نعيجة المصيود فقال له يابن عم لقبك عم الجميع فضحك الاثنين بقدر ما ضحك عليهم فصارا يتحدثان عن مغا مرتهما وشرائهم النعاج الطائره قبل اصتيادها ومشاكلهم التي حدثت لهم بعدها . وشكرا لكم احبائي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |