|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد .. فإن الله خلق الخلق وقال : " أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " فخلقهم جل وتعالى على حال ووصف وهيئة يعلمها جلّ وتعالى وركّب فيهم ما شاء من الأوصاف والأخلاق ، وجبلهم جل وتعالى على الضعف والنقص والخطأ ، وهو مع هذا " لطيف بهم " بما جبلهم عليه . " خبير بهم " وبما يعملون . ومن هذا فقد كتب عليهم الخطأ والذنب والمعصية . ولمّا كانت المعاصي أمر حتم لابد منه وليس إنسان يُعصم منها - أيّا كان جنسه ووصفه وهيئته ومكانته - إلا الأنبياء ، بل لقد ثبت في حديث الشفاعة أن الناس لما يأتون آدم يستشفعون به يردهم بقوله : " ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي، " فلمّا كان هذا الأمر أمرحتم ، كان لابد من معرفة الأدب فيه على الهيئة التي وصفها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وإني قد كنت متردداً في أن أسم الموضوع بـ " أدب المعصية " خشية أن يُفهم من العنوان التهوين من شأن المعصية والتسويغ والتبرير لها على عظم شأنها وفداحة جرمها ! فاستخرت واستشرت فوجدتني أكتب هذا المسطور : إبرازاً لأدب الإسلام في مراعاته لجبلّة البشرية في تشريعاته وتكاليفه وأوامره ونواهيه . وأدب الإسلام وحرصه على تطهير أفراده وتهذيبهم وتزكيتهم من رجس الشيطان . هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن في بيان هذه الآداب إظهار وبيان لسعة رحمة الله جل وتعالى وسعة علمه وحلمه وعفوه ، وكيف أنه جلّ وتعالى تعرّف إلى عباده بجميع أنواع التعرّفات . ثم إنه قد حلّ في المسلمين قوم يهوّلون المعصية ويعيّرون العاصي حتى لا يكاد يجد باباً مفتوحاً إلى رحمة الله من التأييس والقنوط ! والله الرحمن الرحيم قد خاطب عباده بقوله : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " فتأمل كيف ناداهم الرحمن المتفرّد بالعزة والجلال بأحب المقامات إليه - مقام العبودية - وكيف أكّد سعة رحمته في ختام الآية الكريمة . فما هي وربي سطور التبرير والتسويغ بقدر ما هي نصيحة محب مشفق " وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ " : : * : : فقه الذنوب : : * : : والمقصود بذلك معرفة بعض القواعد الهامة في فقه الذنب والمعصية على ضوء نص الوحي . يتبع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |