|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ﴾ [الأنفال: 24] (1) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ. فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]. في هذه الآية توجيهات عظيمة وتنبيهات جليلة يجب تأملها، والوقوف عندها والعمل بما تُرشد إليه، فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على أربعة أمور: الأول: يأمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يستجيبوا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم إذا دعاهم. والاستجابة في هذه الآية الكريمة وغيرها ليست الانقياد والطاعة فقط؛ بل تزيد على ذلك بسرعة التنفيذ وترك التباطؤ؛ كما ورد في قوله تعالي: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9]. ومن المعلوم أن نزول الملائكة كان فور الالتجاء إلى الله والاستغاثة به، وقد فهِم ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك أنهم لَما قيل لهم: إن الناس قد جمعوا لكم، وقد أصابتهم الجراحُ، وقُتل منهم مَن قُتل - وذلك يوم أحد - سارعوا إلى اللحاق بالعدو؛ امتثالًا لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وجراحُهم تَقطُر دمًا، فأثنى الله عليهم بذلك، وخلَّد فِعْلَهُم في آيات تتلى إلى يوم القيامة؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 172]. فإن قيل: إن من عادة أهل العقول التأني والتأمل وعدم الاستعجال، فالجواب أن ذلك إنما يكون حسنًا مع غير الله ورسوله، أما أوامرُ الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا تردُّد فيها ولا تأخير؛ لأن فيها حياة القلوب وسعادة النفوس، والطمأنينة لحسن العواقب، وقد ذكر الله تعالى ذلك فورَ الأمر بالاستجابة، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِوَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]. اللهم وفِّقنا لما تُحب وترضى، واجعلنا من عبادك الصالحين ومن حزبك المفلحين، إنك على كل شيء قدير. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- ما المقصود بالاستجابة في هذه الآية الكريمة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِوَلِلرَّسُولِ ﴾؟ 2- كيف كان حال الصحابة عند تلقِّي أوامر الله ورسوله؟ 3- ما الذي يدعو إليه الله ورسوله؟
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |