يونس بن متى عليه السلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2027961 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304666 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121924 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-01-2025, 10:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي يونس بن متى عليه السلام

يونس بن متَّى عليه السلام (1)

الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد

نتحدَّثُ إليكم في هذا الفصل عن نبيِّ الله ورسوله ذي النون يونس بن متَّى عليه الصلاة والسلام.

وقد أرسل الله تبارك وتعالى يونسَ إلى أهل نينوى من الموصل بالعراق، فدعاهم إلى الله وحدَه، ونبذ عبادة ما سواه، وقد بذل لهم النصحَ، وبلَّغهم رسالةَ ربه، ولما لم يكن يونس عليه السلام من أُولي العزم من المرسلين، لم يتحمَّل ما لم يتحمَّله أولو العزم من الرسل من الصبر على تكذيب قومه له وإيذائه، وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى أن قومه أغضبوه، وأنه أحسَّ منهم الكفرَ، فتهدَّدهم بعقوبةٍ من الله عز وجل تحلُّ بهم إن لم يؤمنوا به، وبدأت أمارات العذاب تظهر في جَوِّهم، وأخذت مقدمات العذاب تتَّجِهُ نحوهم، فظنَّ يونس عليه السلام أنه قد أدى ما عليه من أعباء الرسالة، ما دام قد أوضح لقومه الطريقَ، وعرفهم صراطَ الله المستقيم، وحذَّرهم من أسباب سخط الله وغضبه، وأن الله تعالى لن يضيق عليه إن هاجر من أرض قومه، وأن له أن يذهب حيث يشاء، فاتَّجَهَ نحو البحر، وركب سفينةً مشحونةً، ويظهر أن أهل السفينة عندما رأوه، وشاهدوا ما علاه من الوقار والبهاء لم يحاولوا ردَّه عن ركوب سفينتهم.

غير أنَّ البحر لمَّا هاج اضطرَّ ركَّابُ السفينة إلى تخفيف حمولتِها من الرُّكَّاب، فعملوا قرعةً ليُلقوا في البحر من تَقَعُ عليه القرعة، فكان يونس عليه السلام ﴿ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴾ [الصافات: 141]، أي: ممَّن وقعت عليهم السهام، فأُلْقِي في البحر وهو في كَرْبِه وغمِّه وهمِّه الذي فارقَ عليه قومَه، فهيَّأ اللهُ عز وجل له حوتًا - أي سمكة - فابتلعه الحوت، وصان الله تبارك وتعالى يونس من أذى الحوت، فلم يكسر له عظمًا، ولم يخدش له لحمًا، وإنما صار بطنُ الحوت كالسجن المؤقت ليونس عليه السلام، وأحاطت به ظُلْمَةُ بطن الحوت داخل ظُلمات البحر، فصرخ يونس ينادي ربه متوسِّلًا إليه بكلمة التوحيد التي من أَجْلِها خلق الله الإنسَ والجن، ومن أجلها أنزل الكتب وأرسل الرسل، ومن أجلها يقامُ سوق الجنة والنار، وقد نزَّه الله عز وجل عن كلِّ نقصٍ، واعتذر إلى الله عز وجل من فراره من قومه، فقال: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، فاستجاب الله له، ونجَّاه من الغمِّ، فأسرع الحوت إلى شاطئ البحر، وقذفَ بيونس في العراء، وهو مريض من شدة ما أصابه من الهول والكربِ والهمِّ والغمِّ، وأنْبَتَ اللهُ تعالى عليه شجرةً من يقطين، واليقطين هو ما لا ساق له مِن النبات، ويقال لحمله: القرع، أو هو الدباء، وهو نوع من القرع.

وقد ذكر العلماء في حِكمة إنبات اليقطينة على يونس عليه السلام أن ورقة شجرة القرع في غاية النعومة، وأنه كثير، وأنه ظليل، ولا يقربه الذباب، ويؤكل ثمرُه من أوَّل طلوعه إلى آخره نَيًّا ومطبوخًا، ويؤكل بقشرة وببذره أيضًا، وفيه نفعٌ كثير، وتقوية للدِّمَاغِ وللبدنِ، إلى غير ذلك؛ ولذلك أُثِرَ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُحِبُّ الدباء؛ فقد روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن خيَّاطًا دعا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لطعامٍ صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يتتبَّع الدباء من حوالي القصعة، قال: فلم أَزَلْ أُحِبُّ الدباء من يومئذ.

وقد ردَّ اللهُ تبارك وتعالى ليونسَ كمالَ صحَّته، وأخبره بأن قومه آمنوا لما رأوا عذابَ الله متجهًا نحوهم، وأنَّ اللهَ قَبِلَ منهم إيمانَهم وكشفَ عنهم عذابَ الخِزْيِ في الحياة الدنيا، وأمره الله تبارك وتعالى بالرجوع إليهم والاستمرار في توجيههم إلى صراط الله المستقيم، فرجع إليهم يونس عليه السلام، وكانوا أكثر من مائةِ ألف إنسان، وقد أفاض الله عليهم من الخيرات والبركات، فعاشوا آمِنين في ظلِّ شريعة الله التي بعث بها يونس عليه السلام.

وقد ذكر الله تبارك وتعالى جوانبَ مِن قصة يونس عليه السلام في مواضع من كتابه الكريم، وقد ذكر في كلِّ مقام منها مقالَه الذي يناسبه، فذكر في سورة سميت بكاملها سورة يونس أنه امتنَّ على أمة يونس بِمِنَّةٍ تفرَّدوا بها من بين الأمم السابقة، وأنه استثناهم بها من قاعدة: أن من آمَنَ من الكفار عند رؤيةِ العذابِ لا ينفعه إيمانُه على حدِّ قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 84، 85]، فقد استثنى الله تبارك وتعالى أمة يونس من هذه القاعدة، فإنهم عندما رأوا مقدِّمة العذاب مقبلةً عليهم آمنوا بالله وصدقوا يونس عليه السلام، وفي ذلك يقول الله عز وجل: ﴿ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾ [يونس: 98].

وفي سورة الأنبياء يقول عز وجل: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87، 88]، فقوله تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ ﴾؛ أي: واذكر في المرسلين صاحب النون، والنون: الحوت، والمراد به يونس عليه السلام، فقد لقَّبه الله تعالى بصاحب النون وصاحب الحوت؛ لالتقام الحوت له، ورحمته به، وملازمته له فترة من الزمن، وتخليصه إيَّاه من الغرق، حتى طرحَه على الساحل، وقوله تعالى: ﴿ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا ﴾؛ أي: فارق قومَه وهو ممتلئ من الغضب عليهم لكفرهم به، وتكذيبهم له، فهو غاضب عليهم وهم عليه غضاب، وقوله تعالى: ﴿ فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ﴾؛ أي: فحسب أن الله تعالى لن يُضيِّق عليه إذا فارق قومه الكافرين بعد أن بلغهم رسالةَ ربهم، وكان هذا عن اجتهاد منه عليه السلام، فمعنى نَقْدر: نضيِّق؛ على حد قوله تعالى: ﴿ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ﴾ [القصص: 82]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾ [الإسراء: 30]؛ أي: يوسِّع على من يشاء، ويضيِّق على من يشاء، فلا ينبغي أن يخطر ببال مسلم أن ﴿ وَيَقْدِرُ ﴾ هنا بمعنى يستطيع، فإن آحاد المؤمنين من غير الأنبياء لا يخطر ببالهم أن الله يعجز عن شيء ولا يستطيعه؛ إذ هو على كلِّ شيءٍ قدير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 91.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 89.82 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.88%)]