الظلم في المنظور القرآني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 882 - عددالزوار : 119513 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8865 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21980 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-01-2025, 05:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,289
الدولة : Egypt
افتراضي الظلم في المنظور القرآني

الظلم في المنظور القرآني (1/ 2)

بو عصيدة الخير


الحمدُ لله رب العالمين وبه نستعين.
إنَّ الدارسَ الفاحصَ للقرآن الكريم يَلْمَسُ المساحةَ الواسعة التي خُصِّصت للظواهر السلوكية الفردية والاجتماعيَّة، وبخاصَّة التي تفرز وتنتج آثارًا مُدمِّرة على مُستوى النفس والمجتمع الإقليمي والدَّولي، وأكثر هذه الظواهر جلاءً ووضوحًا وانبثاثًا في آي الكتاب الكريم: ظاهرةُ الظلم.

ولسوف - بإذن الله تعالى - نكشفُ عن التناوُل القرآني لظاهرة الظُّلم من خلال نماذج من آيات الله - تعالى - المقروءة.

ومما يَجدر ذكره في أوَّل حديثنا: الكمُّ الهائل لمفردات واشتقاقات لفظة الظُّلم المبثوثة في القرآن الكريم؛ إذ يتجاوز العدد 256 موضعًا.
النموذج الأول:﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: ٥٤].

المتأمل المتبصر في هذه الآية الكريمة يقف على تقريرات وحقائق:
1- إنَّ من ضحايا ظاهرة الظُّلم نفسَ وذات الظَّالم.
2- من تجليات ظُلم النفس اتِّخاذ غير البارئ الخالق إلهًا يُعبد.
فالنفس البشريَّة مَفطورة ومَجبولة على العبودية لخالقها وبارئها الحق، فمِنْه وجودها، وبأمره بقاؤها؛ فهو القيِّم عليها في كل حين وعلى كل حال، فإذا صرفها صاحبُها عن ربِّها، وأخضعها لغير مولاها، فيكون قد صدَّها عن سبيل الرب الحقيقي كَرْهًا، وحرمها مُقتضى فطرتها الأصليَّة، فتصبح النفس في هذا الوضع الشاذ مَظلومة.
3- التوبة والأوبة بالنفس إلى بارئها المسلكُ الصحيحُ والرَّئيس لرَفع الظُّلم عنها، وتَمكينها من التناغم مع فطرتها السوية.
4- النبي موسى - عليه السلام - يدعو إلى إعطاء هذه التوبة مظهرًا ماديًّا، وسلوكًا مشاهدًا، وهو قتل الأنفس؛ للإشارة إلى أنَّ عبوديةَ واستسلامَ النفس لربِّها هو حياتها وغاية وجودها، فإذا انعدمتْ وغابت هذه الغاية الكُبرى، فما الجدوى من الحياة في دُنيا الناس؟! إذ جعل قتل النفس العابدة للعجل كَفَّارة لهذا الأمر الذي يدل على عظم الجرم والظُّلم في حق الله - تعالى - فكانت الكفارة جسيمة، وعزيزة على النفس؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، ولا يعني هذا أنَّ في شريعتنا الإسلامية قتلَ النفس سبيل التوبة والبراءة من الشِّرك، فما كان لبني إسرائيل، فهو شرع لهم، وليس ملزمًا لنا، ولكن نحن نستفيد قيمةَ الحياة مع التوحيد، وهوانَها وخِسَّتها مع الشرك.
5- واستصحابًا لهذا المعنى العزيز يكون ظُلم وأد الحياة أدنى وأخف ضررًا من ظلم النفس بالشرك؛ لذا مِن صُور الجهاد كان السَّيف والرصاص؛ إذ نُلقي بالأنفس في أتُّون الحرب؛ حفاظًا على قدسية التوحيد، وحرية مُمارسته في واقع الحياة، وشرع قتْل أنفُس المشركين الصادِّين عن سبيل الله؛ تأمينًا للتوحيد.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.93 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.54%)]